كلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر في مسيرة الانطلاقة
07 ديسمبر 2019

كلمة الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين والتي ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسئول فرعها في غزة
الرفيق جميل مزهر خلال مسيرة انطلاقة الجبهة الشعبية
جماهير شعبنا
الفلسطيني المكافح
على أرض الوطن وفي
وكل مواقع اللجوء والشتات
الأخوات والأخوة...
الرفيقات والرفاق
الأخوة المخاتير
والأعيان والشخصيات المجتمعية.
يا جماهير أمتنا
العربية... يا أحرار العالم
أيتها الجماهير
المحتشدة في غزة الصامدة
في البداية، اسمحوا
لي أن أتوجه بالتحية إلى رفاقنا الأبطال المقاومين التي تنحني الهامات
ونرفع القبعات لهم، ونخص منهم رفيقنا القائد الأسطورة سامر العربيد، وللرفيق
المضرب عن الطعام القائد أحمد زهران وللأخ المناضل المضرب مصعب الهندي،
والرفيقة خالدة جرار، ووليد دقة، وإبراهيم أبو مخ، ووليد حناتشة، وجميع رفيقاتنا
ورفاقنا في منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال.
في حضرة الشهداء
والأسرى والجرحى، وعذابات المكلومين والمهجرين، المعذبين بالفقر والحاجة وسوء
الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، المقهورين بالانقسام والتشظي، المظلومين بالإهمال
والتهميش والإجراءات والفساد. المستهدفين بالتطويع من بوابة الحاجات الإنسانية
والمعيشية. نقف لنجدد انطلاقتنا ثورةً مستمرةً حتى التحرير والعودة، خياراً ونهجاً
وخطاً ثورياً عصياً على التطويع والانحراف.
باسم الأمين العام
فارسها المغوار الرفيق القائد أحمد سعدات نحييكم... لآلاف الشهداء الذين ارتقوا
على درب التحرير والعودة، الحكيم وأبوعلي وأبو ماهر اليماني وغسان ووديع وجيفارا
غزة وأبو أمل وربحي حداد، والغائب الحاضر د. رباح مهنا، ومها نصار وماهر اليماني
والقطاوي والنجار وفادي حنني ورائد نزال وجبريل وناصر وعماد مبروك، لنضال سلامة
وأشرف أبو لبدة وعلم الدين شاهين ومعين المصري، نقف مجددين العهد لهم، على
الاستمرار بالثورة حتى التحرير والعودة ووفاءً لقافلة طويلة من الشهداء والقادة
أبوعمار، واحمد ياسين، فتحي الشقاقي، عمر القاسم، والنجاب، وجبريل، وأبو عطايا،
ود.حيدر عبد الشافي، وقائد سرايا القدس الذي ترجل عن صهوة جواده مؤخراً الشهيد
بهاء أبو العطا وكل شهداء شعبنا.
رفيقاتي رفاقي.....
الأخوة والأخوات
الجماهير المحتشدة
تطل علينا الذكرى
الثانية والخمسين لجبهتنا حاملة معها الكثير من الدروس والعبر التي أثبتت من
خلالها الجبهة، أنها المدرسة الثورية الوطنية التقدمية الرائدة. جبهة لا تقبل
المساومة على الثوابت والحقوق. جبهة تعتبر مهمة الانتصار على العدو
الصهيوني وتفكيك كيانه الاستعماري هدفها الاستراتيجي مهما طال زمن الصراع. جبهة تعتبر
أن حق العودة كان ولا يزال بالنسبة لها هو جوهر الصراع مع الكيان والثابت المقدس
في رؤيتها الكفاحية والسياسية. جبهة تقف إلى جانب المرأة الفلسطينية من أجل مجتمع
المساواة والتعددية وحماية الحريات والعدالة الاجتماعية. وتناضل من أجل عمالنا
وعاملاتنا درع المقاومة، وزندها القوي وعماد مجتمع الصمود. جبهة ستظل دائماً
وأبداً صوتاً وسيفاً للفقراء والكادحين وللاجئين والطبقات الشعبية المفقرة. جبهة
تساند صمود مزارعينا وصيادينا الأبطال.
الأخوات
والأخوة... الرفيقات والرفاق...جماهيرنا المحتشدة
إننا في الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين وفي ظل هذه التحديات الخطيرة الماثلة نؤكد على ما يلي:
أولاً/ إن
استمرار الانقسام والإجراءات الخاطئة لطرفي السلطة، فتحت الباب واسعاً أمام
المهددات والمخاطر التي باتت تهدد الثوابت والوجود الفلسطيني، ومنح المحتل المزيد
من الوقت للاستيلاء على الأرض والمقدسات، وممارسة التهويد وسياسة الترانسفير وهدم
البيوت، بل تعداه لتهديد الإنسان والوجود الفلسطيني، بعد أن استخدمه الاحتلال
وحلفائه ووكلائه وسماسرته كأداة من أدوات تمرير مخططات التصفية عبر صفقة العار.
وهذا يستدعي الشروع
فوراً في حوار وطني لبناء رؤية وطنية بديلاً لسياسة الإقصاء والتفرد، والتجاذبات
والمناكفات ومحاولات تعميم الفوضى . وفي هذا السياق ندعو القيادة الفلسطينية
إلى استخلاص العبر من تجربة أوسلو الكارثية، وضرورة نبذ أية أوهام لإمكانية العودة
للمفاوضات والتسوية، وضرورة توجهها الجاد لتنفيذ قرارات المجلس المركزي بسحب
الاعتراف بالكيان ووقف التعامل مع اتفاقية أوسلو، ووقف التنسيق الأمني وبروتوكول
باريس الاقتصادي.
ثانياً/ موقف
الجبهة من أمريكا ثابت وأصيل لا يقبل التأويل أو التحريف نابع من موقعها الطبقي
والوطني والكفاحي، اعتبرتها بسياساتها ومالها ومساعداتها وعسكرها رأس الإجرام
والامبريالية ومستعبدة الشعوب، وحاضنة لحروب التطويع والتطبيع والفوضى والنهب
والسيطرة التي يتعرض لها شعبنا وشعوبنا في المنطقة والعالم أجمع، والشريك في
العدوان على الحقوق والثوابت الفلسطينية. وارتباطاً بذلك لا يمكن أن
نقبل بأي مساعدات أو منح أو مشاريع مغمسة بدماء أطفال فلسطين واليمن والعراق
وسوريا بما فيها المستشفى الميداني، فهذه المشاريع يسعى العدو الأمريكي
لتحويلها إلى أداة من أدوات الابتزاز ومقايضة حقوقنا السياسية الثابتة بقضايا
انسانية.. وفي هذا السياق نجدد رفضنا لأية تهدئة أو هدنة طويلة الأمد كما يروج لها
إعلام العدو مقابل الجزيرة العائمة.
ثالثاً/ إن
مواجهة حروب التطويع والتطبيع التي يتعرض لها شعبنا بأدوات امبريالية وعربية
ومحلية، استوجبت منا دائماً مقاومة كل أشكال القهر والإفقار والتهميش، كما كل
أشكال الرشاوي الاقتصادية والاجتماعية والمعيشة الهادفة لتطويع المواطن الفلسطيني،
ونعتبر تمكين المواطن الفلسطيني من حقوقه المدنية والاقتصادية، باقتصاد وطني مقاوم
سبيلاً وحيداً لكسر هذه الهجمة الامبريالية الهادفة لتأبيد الاحتلال.
وهنا نعتبر قوت شعبنا
وأطفالنا حق، وخط أحمر لن نقبل في الجبهة التلاعب به أو وضعه رهينة للابتزاز أو
المساومة.
رابعاً/ إننا
نعتبر الفساد والإفساد والاحتكارات التي نتجت عن تزاوج السلطة برأس المال، وكيلاً
للاحتلال ومخططاته، هدفت ولا زالت إلى تقويض صمود المجتمع الفلسطيني، وهو ما يتطلب
وقفةً وطنيةً لمقاومة الفساد والفاسدين والوكلاء والسماسرة وبناء اقتصاد المقاومة
الذي يعزز صمود شعبنا في وجه العدوان ومخططات التصفية، وهنا نؤكد بأننا سنبقى
نحارب الفساد والفاسدين وجماعات المصالح التي تربعت واغتنت على حساب الفقراء
والمسحوقين، وتسعى لتأبيد الانقسام خدمةً لمصالحها.
خامساً/ إن مهمة
دعم وإسناد الحركة الوطنية الأسيرة، بكافة الوسائل المتاحة ميدانياً، وقانونياً،
وسياسياً، وشعبياً مهمةً مركزيةً لحزبنا كما لكل الوطنيين، وبما يضمن تحقيق حرية
الأسرى وكرامتهم. إن المعركة التي يخوضها الأسرى هي معركة الشعب الفلسطيني
برمته وليست معركتهم فقط، كما ندعو لتشكيل شبكة حماية وأمان لحقوق الأسرى
والمحررين، ونؤكد رفضنا وإدانتنا لكل الإجراءات التي تستهدف لقمة عيشهم وحقوقهم
التي دفعوا زهرة شبابهم أثماناً من أجلها.
سادساً/ أمام ما
يتعرض له أهلنا في الضفة الغربية المحتلة، وفي المقدمة منهم أهلنا في مدينتي القدس
والخليل من تهويد وتهجير، فإننا نعتبر بأن مواجهة ومقاومة هذه المخططات بالاشتباك
المباشر مع الاحتلال وتطوير أدوات المقاومة وتشكيلاتها، وباعتبار أن الضفة هي خط
الاشتباك الأول والاستراتيجي مع العدو الصهيوني ومخططاته الاستيطانية التي تستهدف
الوجود الفلسطيني.
سابعاً/ إننا
ننظر لاندفاعات الجماهير العربية وحراكها في الميادين، تعبيراً عن مطالب عادلة
ومحقة، يحاول العدو الأمريكي الصهيوني استغلالها واستثمارها لحرفها عن بوصلة
التحرير، ما يستوجب ضرورة أن تكون المهمة الرئيسية للقوى المنظمة لهذا الحراك هو
تمليك هذا الحراك أدوات مقاومة الاملاءات الامريكية والقوى الرجعية،
الماضية في سياساتها العميقة التآمرية ضد الشعب الفلسطيني وقضيته وثوابته.
فوحدة واستقرار
بلادنا العربية، وإنهاء معاناة المواطن العربي خطوة أساسية على طريق إعادة
الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية في وجدان وفعل أشقائنا العرب.
وأخيراً على الصعيد
الداخلي الجبهاوي يجب أن تفتخروا رفيقاتي ورفاقي بأن حزبكم يمتلك صوابية الموقف،
والحضور الجماهيري، والدور الطليعي المعبر عن مصالح الجماهير الشعبية والطليعية
والاغلبية الساحقة، وهو لا يتوانى لحظة واحدة في اتخاذ المواقف الحاسمة والحازمة
والتي تنسجم مع نبض الشارع. وستبقى ترفع الكف في وجه كل من يحاول التطاول على حقوق
شعبنا السياسية والاجتماعية وهي غير قابلة للتطويع أو الخضوع. إن هذا الإرث
النضالي الغني يستدعي منكم مواصلة ترسيخ العقل الجماعي والانضباط الواعي، والاستمرار
في الالتزام بوحدة الإرادة وقوة المبادرة والإصرار على المواجهة واستمرار الفعل
المقاوم والسياسي الميداني على الأرض.
جماهير شعبنا،،،
في الختام/ وفي ذكرى الانطلاقة نجدد العهد وقسم الوفاء للشهداء والجرحى والأسرى، ونؤكد لهم أن الجبهة ستبقى وفية لأهدافنا وقيمنا الوطنية والقومية، وستظل ضمانة للوحدة الوطنية والقومية ورأس حربة اليسار العربي الثوري في المعركة ضد الكيان الغاصب، وستبقي جذوة المقاومة مشتعلة حتى تحقيق أهدافنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني.