"أيام الغضب" معركة سُطرت بالدم والتضحيات
29 سبتمبر 2021

يوافق اليوم ذكرى معركة العزة والكرامة، معركة الصمود والإباء، التي سجلها التاريخ بمداد دماء الشهداء، وصمود وبسالة أبطال المقاومة الميامين الذي سطروا أروع الملاحم البطولية على الأرض، حيث أرادت قوات الغدر الصهيونية بقيادة شارون الهالك، أن يركعوا شعبنا وأهل شمال القطاع للتراجع عن ثوابتهم ورفع الراية البيضاء، لكن المقاومين الرابضين على خطوط المواجهة أعلنوها مدوية أن الأرض ستشتعل من تحت أقدام الغزاة نارا ولهيبا.
ففي التاسع والعشرين من شهر سبتمبر عام 2004 م حاولت دولة الاحتلال بالتجرأ على أهالي شمال قطاع غزة، فعاثت في الأرض الفساد، محاولة أن تقتل الأمل في الحياة الجميلة، وأن تركِّع المقاومين، ولكنها لم تفلح في تحقيق أهدافها، فدارت على تخوم شمال القطاع معركة طاحنة بذل فيها الأبطال أرواحهم فداء لوطنهم، ودكوا حصون العدو بالعمليات النوعية المتنوعة التي أوجعت الكيان وقلبت الكثير من التوازنات.
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى كان لها دور بارز في إدارة المعركة وتوجيه ضربات شديدة القوة برفقة المقاومة الفلسطينية آلمت قادة وجنود العدو في حينها، فعملت الكتائب على التصدي ببسالة للعدوان الصهيوني على شمال القطاع في معركة "أيام الغضب" حيث قامت كتائبنا بالاشتباك المباشر مع العدو على عدة محاور شرق جباليا وبيت حانون وشمال بيت لاهيا واستطاعت تدمير دبابة القيادة خلف مديرية التربية والتعليم بعبوة شديدة الانفجار أدت إلى تدمير الآلية بشكل كامل وقتل من بداخلها وعلى رأسهم قائد هذه العملية الجبانة.
وقامت الكتائب بإطلاق عشرات الصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون باتجاه مستوطنات الغلاف، في اطار الضغط وايقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو، فاستخدم المقاتلين في وقتها صواريخ "المصطفى وصمود 2" التي شكلت نقلة نوعية في تاريخ الصراع مع العدو.
محاولات الاحتلال كافة في هذه المعركة لدخول المخيم باءت بالفشل وقام العدو بالانسحاب مرغما أمام ضربات المقاومين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ولم يكن في أذهانهم أي حساب سوى دحر العدو وافشال محاولته.
وبفعل المقاومة المستمرة استطاعت الأذرع العسكرية التابعة لفصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب الشهيد أبو علي مصطفى أن ترغم الاحتلال بالانسحاب والإعلان عن فشله خلال المعركة الأسطورية التي خلدها أبطالنا بعد 17 يوما من المعركة بمقتل 24 جنديا صهيوني.
الشمال الصامد قدم في هذه المعركة 130 شهيدا على مذبح الحرية ومئات الاصابات ولكن رغم هذا لم يكلوا من مواجهة جنود العدو ولم يثنيهم هذا عن مواصلة طريق النضال بل اعطاهم مزيدا من القوة والثبات والتحدي، والاصرار على الانتقام لدماء الشهداء.
وفي هذه الذكرى، ذكرى معركة "أيام الغضب" نجدد في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التأكيد على تمسكنا بخيار المقاومة بكل أشكالها ونعاهد دماء شهدائنا وأسرانا وشعبنا أننا سنواصل العمل ليل نهار من أجل تحقيق الهدف الأكبر والأسمى وهو تحرير كامل التراب من دنس الصهاينة المحتلين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.