على شرف ذكرى الحكيم،الشعبية برفح تنظم ندوة حول المستجدات السياسية وخطة كيري

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]على شرف الذكرى السادسة لرحيل المؤسس الدكتور جورج حبش نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة مواصي رفح ندوة سياسية بعنوان " المستجدات السياسية الراهنة ومخاطر خطة كيري" بحضور قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة وحشد من الأهالي. وافتتح الندوة الرفيق قاسم حسنين مرحباً بالحضور، مؤكداً أن هذا الندوة تأتي على شرف ذكرى رحيل مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور جورج حبش، وفاءه لمبادئه التي تركها لنا والثوابت التي دعانا للتمسك بها. من جهته، استعرض عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق إياد عوض الله ما آل إليه المشهد الفلسطيني الراهن جراء استمرار التسوية والمفاوضات والانقسام، ومراهنة القيادة الفلسطينية المتنفذة على هذا المربع العبثي، والذي أثبتت التجربة أنه أدى إلى نتائج وتداعيات كارثية على قضيتنا الفلسطينية، وما زال شعبنا يعاني منه حتى الآن. وحذر عوض الله من محاولة تمرير خطة كيري، وجعله أمراً واقعاً، معتبراً أنها الأخطر على القضية الفلسطينية، والتي تتبنى المطالب الصهيونية بالكامل، وفيها تصفية لكامل حقوقنا الوطنية الثابتة وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير والسيادة والدولة، كما أنها ستتيح استمرار السيطرة الصهيونية على مناطق شاسعة من الضفة الغربية سواء بضم الكتل الاستيطانية الكبرى، أو السيطرة على منطقة الأغوار، بالإضافة على تحويل مناطق الضفة الفلسطينية إلى كنتونات معزولة عن بعضها البعض. واعتبر عوض الله أن القبول بهذه الخطة يعني توطين اللاجئين الفلسطينيين في أكثر من بلد غربية بديلاً عن أرضه التي هجر منها، مشيراً أنها تعني إنكار حق العودة تماماً. وقال عوض الله " سينتج عن خطة كيري في حال موافقة القيادة المتنفذة عليها دولة فلسطينية مسخ منزوعة السلاح، وتبقي الاحتلال متحكماً في كل مناحي حياة الفلسطينيين، وستستمر السلطة الفلسطينية في الالتزام بسياسة التنسيق الأمني المكروه". وانتقد عوض الله بشدة سلوك الرئيس محمود عباس بخصوص عدم انصياعه لقرارات الإجماع الوطني في أكثر من محطة، حيث عاد إلى المفاوضات دون تفويض من أي فصيل أو مؤسسة من مؤسسات الشعب الفلسطيني، وفي ظل رفض الغالبية العظمى من أبناء شعبنا لهذا المسار العبثي والمدمر. وطالب عوض الله القيادة الفلسطينية المتنفذة بالانسحاب من المفاوضات ووقف مسلسل التسوية العبثي، والرفض الواضح لمخططات كيري جملة وتفصيلاً باعتبارها مخططات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن البديل هو بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس برنامج نضالي وفق استراتيجية وطنية مقاومة، نستطيع من خلالها النهوض بطاقات شعبنا وتفعيل المقاومة الشعبية الشاملة ضد الاحتلال. واعتبر عوض الله بأن استمرار الانقسام يلعب دوراً هاماً في تفرد القيادة الفلسطينية المتنفذة بالقرار بعيداً عن الشعب والإجماع الوطني، وهرولتها نحو المفاوضات والتسوية دون حسيب ورقيب، مشدداً على ضرورة توفر الإرادة السياسية الحقيقية لديهما لتنفيذ اتفاق المصالحة، وإعادة تفعيل المؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية. كما دعا القيادة الفلسطينية للذهاب للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والانفتاح عليها من أجل استكمال الاعتراف بنا ، ومحاكمة الاحتلال على جرائمه أمام المحاكم الجنائية الدولية، مستهجناً تردد الرئيس عباس بالذهاب إلى هذه المؤسسات خضوعاً للإرادة الصهيونية والأمريكية. وشن عوض الله هجوماً شديداً على بعض الأنظمة العربية الفاسدة التي تضغط على القيادة الفلسطينية من أجل تقديم المزيد من التنازلات، واستخدامها مالها السياسي في تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين ودعم موضوع التوطين وفق المبادرة العربية سيئة الصيت والسمعة. وفي ختام مداخلته، دعا عوض الله جماهير شعبنا وقواه السياسية والمجتمعية إلى تصعيد المواجهة الشعبية الرافضة لممارسات القيادة الفلسطينية المتنفذة والخارجة عن إرادة الجماهير، مؤكداً أنه دون توفر هذا الضغط ستستمر هذه القيادة في عبثها. من جهته، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق محمد مكاوي في مداخلة له على أن حق العودة هو جوهر مشروعنا الوطني وهو خط أحمر لا يحق لأيٍ كان أن يتصرف به، منتقداً الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي خرج عن سقف ثوابت شعبنا عندما يتحدث مراراً وتكراراً عن أن حل مشكلة العودة تكمن في حل عادل وفق ما يُسمى بالمبادرة العربية التي تتخلى بشكل كامل عن هذا الحق. وأشار مكاوي إلى أن حق العودة يعتبر من الحقوق الثابتة والراسخة لشعبنا، وهو حق لا يسقط بالتقادم مهما طال وفق القرار الدولي 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض (وليس: أو التعويض) . وأضاف أن حق العودة لا يخضع للمفاوضة أو التنازل، ولا يسقط أو يعدل أو يتغيّر مفهومه في أي معاهدة أو اتفاق سياسي من أي نوع، حتى لو وقعت على ذلك جهات تمثل الفلسطينيين أو تدعى أنها تمثلهم، محذراً القيادة الفلسطينية المتنفذة من الوقوع في شرك مخطط كيري والذي يعمل على تصفية قضية اللاجئين إلى الأبد. ودعا مكاوي لضرورة مغادرة حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أساس التمسك بالثوابت والمقاومة وحقوق شعبنا، وإجراء انتخابات وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سليمة". واستدرك مكاوي قائلاً: " أي قيادة فلسطينية تخرج عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ليست مخولة بالتنازل عن هذه الحقوق، ولا يمكن أن تمثل شعبنا لا من قريب ولا من بعيد". واستعرض الرفاق المتحدثون في مداخلتهم، مناقب الحكيم المؤسس في الذكرى السادسة لرحيله، مؤكدين أنه كان قائداً اقترن اسمه باسم النضال الوطني والقومي والأممي، مؤمناً بحتمية الانتصار على العدو الصهيوني، وبالوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط لهذا الانتصار. ودعوا الرفاق في مداخلاتهم إلى التمسك بالإرث الكبير الذي تركه الحكيم وعلى رأسه حق العودة، والمقاومة. وتخلل الندوة، العديد من المداخلات من الحضور، أجاب عنها الرفاق.[/JUSTIFY]