النص الكامل لكلمة الرفيقة خالدة جرار في تكريم المناضلين القدامى
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أيتها الرفيقات، أيها الرفاق مرحبا بكم ومرحى لكم باسمِ حاملِ الرايةِ بوفاءٍ وتفانٍ ونظافةٍ واقتدارٍ رفيقنا الأمين العام يحييكم من زنزانته ويصافحكم رفيقاً رفيقاً.... باسمِ حزبنا برفاقهِ ورفيقاتهِ وأصدقائه نرحبُ بكم.... وعلى شرفِ ذكرى رحيلِ القائد المؤسس حكيمُ ثورتنا وزارعُ البذرةُ الأولى وجذرها الراسخ في تربةِ الجماهيرِ نلتئم.... في ظلالِ هالتهِ الثوريةِ ووفاءً لمسيرتهِ وفكرهِ وقيمهِ ونضالهِ نجتمع.... في محرابِ المؤسسين العظام الراحلين نلتقي.....مستمدينَ العزمَ من دمِ القائد الصلب أبو علي مصطفى.......مستلهمين قيمَ الطهارةِ والنظافةِ من روحِ زيتونتنا الروميَّة أبو ماهر اليماني.... بجسارةِ المقتحمينَ غير الهيَّابينَ نقتدي بأسطورة الكفاح وديع... نستلهم روح من أدركَ الفرقَ بين خيمةِ التشردِ وخيمةَ المقاتلِ..... واستحثَ الدقَّ على جدرانِ الخزانِ.... وحول الفكرة إلى قوة فعل مادية وسلاح ليموت ندا.... نلتقي بعزيمةِ أن نعيد وهجَ حزبنا ما زال يسكن وعيَ كادحي شعبِنا وضميرهم ووجدانهم... نعود اليوم إلى المنابع الأولى التي شقت صخر الجبال وفتحت دروب المسيرة... سيلاً دافقاً من رفاقٍ ميامين حملوا عبءَ صعوبةِ البدايات ... تجشَّموا مصاعب المطاردة والتسلل.... وافْنوا أعمارهم في السجونِ والمنافي البعيدة.... منهم من لا يزال بيننا حياَ قادراً على العطاء....ومنهم من غادرنا شهيداً أو راحلاً وفي عينيهِ نظرةُ الأملِ وعلى قسماتِ وجههِ علامةُ الإصرارِ..... فمرحباً بكم أصحابَ أساسِ البيتِ وواضعي مداميكِهِ الأولى... مرحباً بكم خميرة خبزِنا وملحنا الذي لا يَفسد وضميرنا الذي لا يصدأ. أهلا بكم نشتم فيكم رائحةَ الأرضِ من مرجِها إلى جبلِها إلى غورِها إلى صحرائهِا... ورائحة دماءِ جراحِكم بيننا عطرٌ... وتجاعيد جباهكم من وجع السجن صفحات تاريخ مجيد .. أهلا بوقع الخطى يرنُّ في آذاننا من زمنِ الإقدامِ عند عبور النهر... ملاحقة العدو في كل مكان... خنادق وأنفاق جيفارا.....مغائر أبو منصور...والتحفز الدائم على حدود الوطن في قلعة شقيف. الرفيقات والرفاق: تكريمنا لكم ليس إلا اقل الواجب لمن شقوا الدرب وأوقدوا الشعلة الأولى.... لينجبوا جيلا من الرفاق الثوار يقتات من زادهم ويزيد... جيل يشتاق إلى سرد الحكايا عن البطولة والمعاناة والصمود... عن الإقدام والصبر والمثابرة والإيثار والتعاضد ومعاندة الظروف المجافية....جيل حفر الصخر بالأظافر......ديدنه كلما انهد جدار شيد جدارا أقوى... جيل تربى وربى على حب الوطن والمعرفة وعقائدية الصمود وهزيمة الجلادين في أقبية التحقيق... جيل لم يسع إلى مجد شخصي... بل تصدى لاستحقاق زمن المغارم لا المغانم... جيل تربى وربى على الانتظام في الجماعة بانضباط واع وعزيمة لا تلين وإرادة لا تنكسر وإصرار لا يعرف التراجع والانكفاء... فكان أن أسس لخلق قوة جماعية منظمة تعمدت في لهيب انتفاضة الشعب الكبرى وحصدت الانتشار في كل مدينة وقرية ومخيم. أيتها الرفيقات أيها الرفاق: لم نشأ أن يكون انعقاد مؤتمرنا الوطني السابع محطة عابرة، بل محطة للنهوض وإعادة البناء كي يكون كل ما كان لنا من مجد كنتم طلائعه إلهاما وقوة دفع نتسلح بهما لتخطي ما أصاب تنظيمنا في مرحلة أوسلو وتحولاته المدمرة من مظاهر ترهل وتفكك وتثاقل وتراجع ومكتبية ومظهرية ومشهدية.... ونحن على عتبة إعادة البناء نتوجه إليكم يا حراس القيم وجيل التأسيس بما تحوزون من احترام ومصداقية بين الناس... وبما تختزنون من خبرة عملية ودراية تؤهلكم لنشر الفكرة وتعميم المواقف والتأثير في القطاعات الجماهيرية....ألا ترون ضرورة تأطير عطائكم الذي لم ينقطع في إطار مجتمعي منتظم لكم أن تسموه ما شئتم ..... كل في مجال عمله ومنطقة سكناه.... ثقتنا بكم عالية فعلى يديكم تربينا ولولا خطوتكم الأولى ما كنا اليوم لنقف هذه الوقفة... حلمنا كبير ويستحق منا العطاء، واثقين أن الجماهير لن تخون قضيتها وأن شعبا قدم كل هذه التضحيات لن يقبل الانتقاص من حقه مهما طال الزمن. رفيقاتنا رفاقنا: تعلمون وانتم خير من خبر الأمور أننا نعيش لحظة تحول عربي تاريخي... لقد جمح حصان الجماهير العربية وحطم حواجز الخوف... هذا الفوران الشعبي بجوهره التحرري استفاقة بعد سبات طويل لن يستقيم لمن يحاول ركوب موجاتها السائرة إلى غاياتها نحو الحرية والكرامة والعدالة والاستقلال الوطني. إن ما يجري عربيا كبير وهامشية قضية فلسطين فيه مؤقتة كسحابة صيف تبددها استمرارية الميادين المتصادمة لا محالة مع الامبريالية والكيان الصهيوني....فيما الشرط الحقيقي لتسريع مفاعيل هذه الاستفاقة العربية على قضيتنا هو أن نهب كجزء من امة متكاملة يقع عليه العبء الأكبر في المعركة. وتعلمون ما تتعرض له قضيتنا اليوم من محاولة لتصفيتها يشجعها ارتهان القيادة المتنفذة في المنظمة والسلطة وانقسام مدمر ما انفك يبث اليأس والإحباط بين صفوف الجماهير......ما يحتاج إلى وقفة حازمة وعملية تعيد القضية الوطنية التحررية إلى مسارها الصحيح... بجهد يستند إلى قوة شعبنا والضمير الوطني الذي طالما رفع حزبنا رايته. إننا جميعا مدعوون بنداء الوطن والشعب إلى بناء أوسع الأطر الجماهيرية والشعبية والمنظمات المهنية والنقابية وأدوات المقاومة وتعزيز الصمود ووقف حالة التدهور .... إننا مدعوون شبابا وشيوخا ونساء إلى العمل المثابر في هذا السبيل، وكل جهد يصب في بوتقة العمل بأشكاله سيؤتي ثماره. رفيقاتنا... رفاقنا ليكن عهدنا عهد الحكيم وأبو علي ووديع وأبو ماهر وغسان وأبو أمل وجيفارا وأبو منصور وشادية أبو غزالة، وربحي حداد ، والخواجا واسحق مراغة وخليل أبو خديجة والراعي والكعاوي ورائد نزال وكل الأوائل خالد أبو عيشة ورفيق عساف وسعيد العبد سعيد ومحمد اليماني.... عهد كل شهداء الشعب والثورة والحزب المكتوب بالدم....عهد عذابات الأسرى وأنين الجرحى وحنين المشردين أن نبقى الأمناء الحريصين على شعلة المقاومة متقدة، براية مرفوعة لا تسقط أبدا، وهامات لا تنحني إلا لإرادة الشعب ونداء الوطن. ومعا كتفا بكتف نعيد البناء وتفعيل الطاقات وتوسيع الانتشار وتصليب البنية لخدمة الشعب والوطن.[/JUSTIFY]