النص الكامل لرسالة الرفيق القائد أحمد سعدا ت للمؤتمر الوطني السادس لحركة "بلا أرض" في البرازيل

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]النص الكامل لرسالة الرفيق القائد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للمؤتمر الوطني السادس لحركة "بلا أرض" والذي يعقد في البرازيل. وتشارك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحملة التضامن مع الأمين العام ورفاقه في فعاليات المؤتمر . هذه رسالة طلبتها قيادة الحركة من الامين العام لتقرأ في المؤتمر هذا نصها : ------------------------------------------------------- الرفيقات والرفاق الأعزاء: أحييكم وأنقل لكم تحيات رفاقكم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأتطلع بأن يكلل مؤتمركم بالنجاح وأن يرسخ إقدامكم على الطريق التي تعزز دوركم وحضوركم في تعميق التحول الديمقراطي والاشتراكي في بلدكم العزيز على قلوبنا وفي عموم قارتكم المكافحة فأنتم تختزلون رصيد تجربة ثورية غنية تعمدت بدماء ومعاناة قادة عظام من طراز جبرئيل وفوريس بوليفار وزوبانتو وسلفادور إلندي وفيديل كاسترو والقافة تطول. الأعزاء: يواصل نظام الإمبريالية الجديدة حربه على الشعوب والطبقات المقهورة وفي الوقت نفسه يواصل تحالف قوى الديمقراطية والاشتراكية نضاله ويحقق العديد من الإنجازات الملموسة في قارتكم. فقد أثبتم أن أمريكا لم ولن تعود الحديقة الخلفية للإمبريالية الأمريكية وتقدمون رصيد تجربة غنية يرتكز عليها التحالف الأممي الثوري في بناء رؤيته الثورية الملموسة ويدفع نحو تعزيز وحدة كل قوى معسكر الثورة العالمية على طريق دحر الإمبريالية وبناء العالم الجديد الذي تؤسس فيه العلاقات بين الشعوب على قاعدة السلم والمساواة والتكافؤ بينها والتوزيع العادل للثورة. ولعل أحد تداعيات إنجازاتكم ما تشهده المنطقة العربية حيث تشق شعوب أمتنا طريقها من أجل التغيير الديمقراطي الثوري وتحطيم كل أغلال الإلحاق السياسي والاقتصادي والثقافي للإمبريالية الجديدة. وعلى الرغم من محاولة الأخيرة وعملائها خلط الأوراق وحذف مسار الحراك الشعبي الديمقراطي ، وعلى الرغم من نجاحها في ليبيا وجزئياً في سوريا بإدخال شعبها في متاهات الحرب الطائفية والأهلية وأخطار تقسيمها، على الرغم من هذه المعطيات السوداء فإن الجماهير الشعبية في تونس ومصر بدأت باستعادة زمام المبادرة، ففي تونس أُجبر تحالف القوى الديمقراطية واليسارية والمدنية عموماً حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة ببرنامجها السلفي على الرضوخ لمطالبها بإقرار مسودة الدستور والإعداد للإنتخابات العامة مع العديد من المؤشرات الطيبة التي تبشر بامكانية تحالف القوى الديمقراطية وفي إطارها اليسار على تحقيق نتائج متقدمة تمكنه من حماية انجازات الثورة. وفي مصر استطاعت قوى الشباب المحرك الرئيسي للثورة من اسقاط حكومة وسلطة الإخوان المسلمين بعد استبدادهم ومحاولتهم فرض أجندتهم السلفية والهيمنة على مسار عملية التغيير. ومع أننا لا نبدي ارتياحاً لتحرك الجيش وحسم الصراع حيث أن هناك العديد من الملامح السلبية التي ظهرت بالأفق وبشكل خاص الغزل ما بين الجيش وبقايا النظام القديم والاعتقادات الواسعة الغير مبررة التي تنفذها بحق الإخوان المسلمين وغيرهم من القوى ، إلا أننا نرى أن موقفنا يقترب أو يبتعد من وعن السلطة الانتقالية بقدر إنجازها لبرنامج المرحلة الانتقالية ونقل السلطة إلى حكومة ديمقراطية منتخبة من الشعب. وفي فلسطين يستمر العدوان الذي يجمع بين الأشكال التقليدية للعنف الاستعماري وسياسة الفصل العنصري على غرار ممارسة حكومة الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا قبل تحررها. وتطال هذه السياسة جماهير شعبنا في كافة أماكن تواجده، سواء في الاستيلاء على الأرض وطرد أصحابها أو البيوت أو تقسيم المناطق المحتلة إلى مناطق معزولة. في نفس الوقت وإلى جانب عنف الاحتلال تُطحن كل مبادرات شعبنا للنهوض بين حجري طاحونة الانقسام ومراهنة البرجوازية الطفيلية على مسار المفاوضات التي جربت لأكثر من عقدين ولم تنتج سوى الأزمة الراهنة التي يعيشها شعبنا اليوم. ولمواجهة هذا الواقع تناضل جبهتنا من أجل الخروج من الانقسام واستعادة الوحدة وبناء مؤسسات وأدوات شعبنا الكفاحية وبشكل خاص منظمة التحرير الفلسطينية أداة وحدة شعبنا في الداخل والخارج. وتحويلها إلى جبهة وطنية ديمقراطية عريضة تستوعب كل أطياف شعبنا السياسية والاجتماعية وإعادة صياغة البرنامج الوطني النضالي بالارتكاز إلى خيار المقاومة بكل أساليبها وأشكالها. فالعدو لا يملك في جعبته سوى العنف ولم يبقَ لنا سوى هذا الخيار بعد أن أغلق كل الأبواب التي يمكن أن تقود إلى تسوية سياسية للصراع. ورؤيتنا الاستراتيجية في الجبهة الشعبية لحل الصراع الدائر في فلسطين هو تفكيك المشروع الصهيوني الكولونيالي العنصري وبناء الدولة الديمقراطية الواحدة على عموم أراضي فلسطين. دولة تحتكم إلى نظام ديمقراطي ينبذ كل أشكال التمييز على أساس اللون أو العرق أو القومية أو الدين ويدفع نحو بناء علاقات سكان فلسطين عرباً ويهوداً على قاعدة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات . ومع قناعاتنا هذه نعمل مع باقي القوى الوطنية والإسلامية على أساس برنامج القواسم المشتركة المؤسسة على حق شعبنا بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على كامل الأراضي التي احتلت عام 67 ونرى في ذلك مدخلاً في حال تحقيقه يمكن أن يقود إلى إنجاز الحل الديمقراطي الشامل للصراع بإقامة الدولة الديمقراطية الواحدة. الأعزاء قبل أشهر أنجزت جبهتنا مؤتمرها السابع وأكدت قراراتها على ضرورة ترسيخ الهوية الوطنية اليسارية لها وترابط أبعاد النظام الوطني والطبقي والقومي والأممي كما انتخبت هيئاتها القيادية بنسبة تجديد تجاوزت ال70% على كافة المستويات القيادية، مما يملي علينا أن نشق طريق النهوض بما يستجيب المهام المطروحة علينا وعلى شعبنا. الأعزاء تتفاقم الأزمة العامة للرأسمالية الجديدة وتتراكم قوى الثورة العالمية إنجازات ملموسة نشهدها بوضوح في قارتكم المكافحة، وهذه الإنجازات التي طرحت نموذجاً جديداً ومميزاً للتحول الديمقراطي والاشتراكي وهذه المعطيات يجب أن تدفعنا جميعاً لرص الصفوف والثورة العالمية وتعزيز وحدتها وإعادة صياغة نظرية الثورة العالمية وبناء أداتها القيادية الأممية، فهذا العصر كان ولا زال مضمونه الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية عبر الثورة الديمقراطية الجديدة كمرحلة انتقال سياسية، وأني على ثقة بأن النصر سيكون حليف كل الطبقات والشعوب المقهورة. وإن فجر العالم الجديد سيبرغ إن لم يكن اليوم فغداً. وختاماً أكرر تهانينا بعقد مؤتمركم ... ويداً بيد وبقبضات مرفوعة إلى أعلى تضرب بإيقاع واحد كل قلاع الإمبريالية وإننا حتما لمنتصرون أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سجن جلبوع الصهيوني / 3-2-2014 [/JUSTIFY]