خلال لقاء ببيت الصحافة،مزهر:فتح وحماس تختطفان الضفة وغزة، والحراك الشعبي هو الحل

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر إلى ضغط شعبي وزحف جماهيري للضغط على طرفي الانقسام وأصحاب المصالح لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، مؤكداً بأن الجبهة بصدد التحضير مع بعض القوى الديمقراطية لمؤتمر شعبي جماهيري، كوسيلة وأداة ينتج عنه إعلان سياسي ولجنة متابعة، يشارك فيها المجتمع المدني، ومختلف شرائح شعبنا ومجتمعنا، من أجل مواصلة الفعاليات لإجبار طرفين للتخلي عن هذه المصالح وقال مزهر في لقاء مع عشرات الصحافيين في بيت الصحافة: " لقد تراكمت مصالح فيمن وصلوا إلى المواقع المتنفذة في حركة حماس، ومن الصعوبة أن يتخلوا عن هذه المواقع والمكتسبات والمصالح التي حققوها بفعل هذا الانقسام المدمر، وكذلك الأمر هناك اطراف حققت مكاسب ومصالح من الصعب أن تتخلى عنها في الضفة الفلسطينية فهناك من اصبح وزيراً، أو عقيداً، أو من استثمر في تجارة الانفاق وغيرها من القضايا التجارية". وأضاف مزهر " هل ستبقى غزة مخطوفة من حركة حماس؟ والضفة مخطوفة من حركة فتح؟ هل قطاع غزة هو مزرعة لهذا القيادي أو ذاك الحمساوي؟، كذلك هل الضفة الغربية اقطاعية لهذا المسئول أو ذاك؟ كيف يمكن أن نحرر شعبنا من هذا الانقسام الكارثي والمأساوي الذي ألحق ضرر كبير بالقضية وبالمشروع الوطني الفلسطيني؟!". وحول المؤتمر الوطني السابع للجبهة، أكد مزهر أن الجبهة أنجزت مؤتمرها الوطني السابع في أجواء ديمقراطية ناقشت فيه كل الموضوعات والقضايا على جميع المستويات ( الداخلية، الفلسطينية، العربية، الإقليمية، الدولية) ، وتوج هذا المؤتمر بانتخاب قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث جددت الجبهة الشعبية الثقة بانتخاب الرفيق أحمد سعدات أميناً عاماً لها، والرفيق أبو احمد فؤاد نائباً له. وحذر مزهر من محاولات تمرير خطة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، مشيراً أن الخطة تتحدث عن شرط الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية، الذي إن تحقق سيعني طمس الراوية الفلسطينية التي قالت أن هذا الاحتلال قام على أنقاض الشعب الفلسطيني، وسيعني شطب حق العودة للاجئين، وتهجير أكثر من مليون وربع انسان فلسطيني يعيشون في اراضي عام 1948. وأكد مزهر بأن البديل عن هذا المخطط الخطير هو صوغ استراتيجية وطنية مقاومة، والإسراع والعمل الجاد لانهاء الانقسام، والذهاب إلى المؤسسات الدولية، والمطالبة بانتزاع الاعتراف بالدولة، والذهاب لمحكمة الجنايات للمطالبة بمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا، والقيام بحملة دولية شاملة من أجل عزل دولة "إسرائيل" باعتبارها دولة عنصرية فاشية وحول موضوع نشر قوات دولية في الأراضي الفلسطينية أكد معارضة الجبهة لها، لافتاً أن خطة كيري تتحدث عن قوات دولية على الحدود، امريكية فلسطينية اسرائيلية واردنية ويحق لها المطاردة الساخنة، وهذا أمر خطر جداً، وفيه يستطيع جنود الاحتلال استباحة الأراضي الفلسطينية وقت ما أرادوا. واستهجن مزهر بشدة لقاءات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، معتبراً إياها تنازل مجاني للاحتلال، مشيراً أن لقاء وفد طلابي اسرائيلي أمس برام الله يندرج في مسلسل التنازلات هذه، وهو يفتح الطريق أمام العرب عموماً للتطبيع مع الإسرائيليين، ويشكل صفعة لكل المجموعات المناضلة التي تناضل لعزل دولة الاحتلال على المستوى الأكاديمي ومقاطعة المنتوجات ومناهضة التطبيع الثقافي ..إلخ. النص الكامل للمقابلة مع عدد من الصحافيين في بيت الصحافة مدينة غزة الاثنين 17/2/2014 مقدمة: السلام عليكم ،،، اسمحوا لي أن نشكر مؤسسة بيت الصحافة فلسطين على استضافتها هذا اللقاء الذي ينظمه فريق الصحفيين الشباب، حيث نرحب بالضيف الرفيق جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ونبارك لك في ثقة الجهة الشعبية بانتخابك عضوا في مكتبها السياسي الجديد ومسئولها في غزة، ونرحب بالزملاء الإعلاميين والإعلاميات الذين استجابوا للمشاركة في هذا اللقاء السياسي . بلا شك أن الجبهة الشعبية لعبت دوراً هاماً في تأصيل الهوية الوطنية الجامعة مند بداية الثورة وبلورة برنامجها الوطني، وقد رسخ هذا الدور في تعميق المشاركة السياسية والشعبية بطابعها الديمقراطي. أولاً: وفي هذا اللقاء نريد أن يتحدث لنا أ. جميل مزهر عن أولوياتهم على الصعيد الداخلي ونتائج المؤتمر السابع للجبهة، بعد الخطوة الشجاعة التي أعلنتها بعض القيادات عن تخليهم عن مواقعهم القيادية لصالح قيادات شابة. ثانياً: وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي، سبع سنوات من الانقسام الفلسطيني فقد ساهم الانقسام في زيادة وتوسيع دائرة الحصار على قطاع غزة، بكل أشكاله الذي يطال أبسط ضرورات الحياة من الغذاء والدواء ومواد البناء والمحروقات ليتجلى مع الظلام والخراب الناجم عن أزمة الكهرباء. ثالثا: كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دائماً السباقة في التعبير عن مواقفها الرافضة للتسوية السياسية لسلطة الوطنية منذ اوسلو، ما هو برنامجكم السياسي في التصدي لهذه المواقف السياسة في حال عم الاستجابة لمطالبكم من قبل قيادة السلطة التي لا تستجيب لحالة الإجماع الرافضة للمفوضات وخطة كيري المفترضة؟ ما هي رؤية الجبهة لما نشاهده على الساحة الفلسطينية من تهدئة هشة وحصار وقصف وعربدة إسرائيلية في عرض البحر والحدود ، ومفاوضات فلسطينية ضعيفة في ظل الانقسام الفلسطيني، وما هو موقف الجبهة من شرط "نتانياهو" من اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة "اسرائيل". وما هو موقف الجبهة من قبول الرئيس محمود عباس من لنشر قوات دولية على الأراضي الفلسطينية. ونترك لكم الحديث ومن بعد ذلك نفتح باب النقاش. الرفيق جميل مزهر: نشكر الزملاء والأخوة في بيت الصحافة على دعوتي لهذا اللقاء، أنجزت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤتمرها الوطني السابع في أجواء ديمقراطية ناقشت فيه كل الموضوعات والقضايا على جميع المستويات ( الداخلية، الفلسطينية، العربية، الإقليمية، الدولية) ، وتوج هذا المؤتمر بانتخاب قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث جددت الجبهة الشعبية الثقة بانتخاب الرفيق أحمد سعدات أميناً عاماً لها، والرفيق أبو احمد فؤاد نائباً له. فعلى المستوى الداخلي ناقشت الجبهة العديد من العناوين ووضعت وحددت أولويات من ضمنها إعادة تمتين وبناء الوضع الداخلي، بما يعزز من مكانة ودور الجبهة في مواجهة كل التحديات لتحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لها موروث نضالي وتاريخي طويل، وقدّمت على مدار أكثر من 46 عاماً الآلاف من الشهداء على طريق العودة والحرية والاستقلال. وأكدت في هذا المؤتمر على أنها ستعمل وستسعى جادة من أجل إعادة الاعتبار لمكانة ودور الجبهة كفصيل أساسي ومكوّن رئيسي من مكونات العمل الوطني الفلسطيني، فقد كانت على مدار سنوات طويلة الفصيل الثاني في المنظمة، وواجهت بكل صرامة كل المشاريع السياسية التي تستهدف النيل من القضية الوطنية، وكانت صمام أمان للوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال، وفي هذا السياق أكدت الجبهة في المؤتمر على ضرورة إعادة الاعتبار لمكانتها ودورها وتوسيع مشاركة الشباب في المواقع القيادية المختلفة وحيث تجسد ذلك من خلال تخلي العديد من قيادات الجبهة الشعبية التاريخية عن مواقعهم القيادية من خلال إتاحة الفرصة لوصول قيادات شابة للمواقع القيادية الأولى . كما أكدت الجبهة في هذا المؤتمر على أنها ستبقى لصيقة بجماهير شعبها، وستدافع عن مصالحهم وحقوقهم وهمومهم، باعتبار أن الجماهير الفلسطينية هي وقود الثورة التي قدّمت التضحيات على مدار سنوات النضال الوطني الفلسطيني. وعلى المستوى السياسي الفلسطيني، من الواضح أننا نعيش أزمة حقيقية في ظل حالة من الانقسام والتفكك والتشرذم، وفي ظل محاولات لتمرير مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية، فهناك حالة من الإحباط واليأس تسود الشارع الفلسطيني، وفي ظل هذه المعطيات الراهنة أعتقد أن القوى السياسية وعلى رأسها الجبهة تلعب دور مهم وأساسي على صعيد إنهاء حالة الانقسام التي خلقت تمزق في النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وحالة من التراجع على المستويين الوطني والدولي للقضية الفلسطينية. فقد ألحق هذا الانقسام ضرر كبير بالقضية والمشروع الوطني الفلسطيني، كيف يمكن أن نواجه هذا الانقسام؟ ونحمي شعبنا؟ هل سيبقى الشعب الفلسطيني رهينة لطرفي الانقسام؟ هل ستبقى غزة مخطوفة من حركة حماس؟ والضفة مخطوفة من حركة فتح؟ هل قطاع غزة هو مزرعة لهذا القيادي أو ذاك الحمساوي؟، كذلك هل الضفة الغربية اقطاعية لهذا المسئول أو ذاك؟ كيف يمكن أن نحرر شعبنا من هذا الانقسام الكارثي والمأساوي الذي ألحق ضرر كبير بالقضية وبالمشروع الوطني الفلسطيني؟!. سبع سنوات من الانقسام الكارثي والمدمر.... 7 سنوات من الحصاد المر، أوضاع معيشية صعبة في ظل حالة من الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار والحصار الخانق، الذي تضاعف في ظل الانقسام، وبالتالي المواطن الفلسطيني هو الذي يدفع فاتورة هذا الانقسام، ويكتوي بناره. كيف يمكن أن نواجه هذا الانقسام ونحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نقول أن هذا الانقسام ألحق ضرر يجب أن يواجه بالفعل والتحرك الشعبي والجماهيري من أجل إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية باعتبارها الطريق والسبيل لمواجهة الاحتلال، ومواجهة كل التحديات. قد يقول قائل وماذا فعلت الجبهة والقوى الأخرى في مواجهة هذا الانقسام، أنا أقول أن الجبهة الشعبية بتواضع عقدت الكثير من اللقاءات السياسية ونظمت العديد من الأنشطة والفعاليات والمسيرات الضاغطة على طرفي الانقسام، وتواصلت مع طرفي الانقسام وبكل القوى السياسية، ومع مؤسسات المجتمع المدني، والشخصيات الاعتبارية، لكن الأمر ليس بهذه البساطة أو السهولة، هذا الأمر بحاجة لجهد وطني كبير، يشارك فيه كل أبناء الشعب الفلسطيني، فبدون أن يشارك أبناء الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن نشّكل أداة ضغط حقيقية لإجبار أصحاب المصالح والذين حققوا مكتسبات ونفوذ على حساب الشعب في ظل هذا الانقسام، لا يمكن إجبارهم عن التخلي عن هذه المصالح، وبالتالي الضغط الشعبي الجماهيري هو الأداة والوسيلة الحقيقية الطرفين على التخلي عن هذه المصالح. بالتأكيد تراكمت مصالح فيمن وصلوا إلى المواقع المتنفذة في حركة حماس، ومن الصعوبة أن يتخلوا عن هذه المواقع والمكتسبات والمصالح التي حققوها بفعل هذا الانقسام المدمر، وكذلك الأمر هناك اطراف حققت مكاسب ومصالح من الصعب أن تتخلى عنها في الضفة الفلسطينية فهناك من اصبح وزيراً، أو عقيداً، أو من استثمر في تجارة الانفاق وغيرها من القضايا التجارية. أعتقد أنه من الصعب أنه يتخلى عن هذه المكتسبات والمصالح، ولا يمكن أن يتخلى عنها بسهولة، فالتخلي عنها بالضغط الشعبي والزحف الجماهيري، هكذا يمكن أن يتخلوا اصحاب المصالح عن هذه المكتسبات والمواقع التي تحققت بهذا الانقسام الكارثي والمأساوي. وفي هذا السياق تجري الجبهة العديد من الاتصالات، وستعقد لقاءات مع بعض القوى وبشكل خاص الديمقراطية منها، من أجل بلورة سلسلة من النشاطات والفعاليات تشكّل مهماز حقيقي من أجل الضغط على حركتي فتح وحماس لانهاءه واستعادة الوحدة. هناك تحضير لمؤتمر شعبي جماهيري، كوسيلة وأداة ينتج عنه إعلان سياسي ولجنة متابعة، يشارك فيها المجتمع المدني، ومختلف شرائح شعبنا ومجتمعنا، من أجل مواصلة الفعاليات لإجبار طرفين للتخلي عن هذه المصالح، والعمل الفوري لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. هذا المشروع الذي تعمل من أجله الجبهة الشعبية لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة مع القوى الأخرى، هذا الأمر من القضايا الأساسية والرئيسية التي ناقشها المؤتمر الوطني السابع للجبهة، باعتبار أن انهاء الانقسام أحد الركائز الوطنية لاستعادة الوحدة في مواجهة خطر الاستيطان، وخطر المشاريع التصفوية التي تستهدف النيل من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. بخصوص المواقف السياسية، الجميع يدرك تماماً أننا الآن أمام مشروع تصفوي خطير "خطة كيري"، عادت القيادة الفلسطينية إلى المفاوضات بخطوة وقرار انفرادي بعيد عن الإجماع الوطني الفلسطيني، فقد وضع المجلس المركزي الفلسطيني، شروطاً محددة للعودة للمفاوضات، تمثلت في الوقف التام للاستيطان، وتحديد مرجعية واضحة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والتي تقوم على اقامة الدولة وعاصمتها القدس، والنقطة الثالثة الإفراج عن المعتقلين. هل تحقق أي من هذه الشروط؟ طبعاً لم تتحقق وعادت القيادة للمفاوضات تحت الضغط والابتزاز الامريكي والصهيوني، فقد سعت وما زالت الإدارة الأمريكية إلى العودة للمفاوضات حتى تحقق انجازات على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية للشعب الفلسطيني، وفي دورته الثانية حاول اوباما ووزير خارجيته كيري تحقيق انجازات على المستوى الشخصي ليس مهماً ان يكون هذا الانجاز على حساب الثوابت والحقوق الفلسطينية. جربنا الإدارة الأمريكية على مدار سنوات طويلة سواء بمجلس الامن والامم المتحدة، وكانت دائماً تنحاز لحكومة الاحتلال والمستوطنين، وتضع الفيتو في وجه الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، و في وجه أي قرار يدين دولة الاحتلال سواء على صعيد الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني، وبالتالي الإدارة الامريكية ليست وسيطاً نزيها بل منحاز تماماً لحكومة المستوطنين، ولا يمكن أن نراهن على حكومة الاحتلال، خير دليل على ذلك، الخطة التي يناور ويفاوض حولها كيري، هذه الخطة التي تناولت مفاصل محددة، تتحدث عن شرط الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية، هذا الشرط الأساسي في خطة كيري، إذا تحقق سيعني طمس الراوية الفلسطينية التي قالت أن هذا الاحتلال قام على أنقاض الشعب الفلسطيني، هذا الاحتلال قام باغتصاب الأرض الفلسطينية وإقامة هذا الكيان الصهيوني. والاعتراف باليهودية يعني شطب حق العودة للاجئين، والاعتراف بيهودية الدولة يعني تهجير أكثر من مليون وربع انسان فلسطيني يعيشون في اراضي عام 1948، وبالتالي لهذا الشرط مخاطر كبيرة على القضية والمشروع الوطني الفلسطيني. الشرط الثاني الحديث عن حل عادل لموضوع اللاجئين، أي عودة عشرات الآلاف وبطريقة معينة، والحديث يدور عن التعويض وليس العودة، أو عن توطين في بلدان استراليا، والاسكندنافية وغيرها. هذا الحديث الذي يدور عن حل لموضوع اللاجئين، والكل يعرف أن موضوع اللاجئين هو جوهر القضية الفلسطينية. إن شعبنا ناضل من أجل أن يعود إلى الديار التي هجروا منها، وموضوع العودة إلى الديار التي هجرنا منها هو الجسر الذي يربط بين الحل المرحلي في اقامة الدولة وعاصمتها القدس، والحل الاستراتيجي بإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني. هذا هو الحل، فخطة كيري تستهدف حق العودة، وتتحدث عن أن مدينة القدس تبقى خاضعة للسيادة الإسرائيلية الكاملة، وإعطاء الفلسطينيين عاصمة في أبوديس أو شعفاط. وبالتالي هذا الأمر يمس السيادة، فضلاً عن ضم البؤر الاستيطانية الكبرى في الضفة المحتلة، التي ستّحول الضفة إلى مجموعة من المعازل والكنتونات، إن الحديث في خطة كيري عن تبادل للأراضي، مشروع خطير يستهدف تصفية القضية الفلسطينية. فالعرض المقدم من قبل كيري للفلسطينيين هو " وافقوا على هذه الخطة.. وتحفظوا على كذا وكذا.. المهم الموافقة على اتفاق الإطار" . هذا يعني استمرار وتمديد المفاوضات لنهاية العام، وهذا يعني اتاحة الوقت للاحتلال لمزيد من الاستيطان وتهويد في القدس. وبهذا نكون ثبتنا قضايا وركائز معينة في هذا الاتفاق، يبني عليها الاحتلال في أي مفاوضات لاحقة، ففي مفاوضات كامب ديفيد 2، لم يكن مطروح موضوع يهودية الدولة، والآن الادارة الامريكية والاحتلال يطالبان القيادة الفلسطينية بتنازل جديد، اليوم وصلنا لموضوع يهودية الدولة، والقدس عاصمة لدولة "اسرائيل" وهذا الاتفاق، والقبول بذلك في ظل استمرار المفاوضات يعني الحصول على اشتراطات صهيونية جديدة يقدمها الاحتلال للقيادة الفلسطينية، حتى مجرد التسليم بتمديد المفاوضات في إطار تحفظات فهو خطير جداً، المطلوب من القيادة الفلسطينية العودة عن هذه المفاوضات والانسحاب منها فوراً، والقطع التام مع خطة كيري وعدم الخضوع للابتزاز والضغوط الامريكية، والمشروع البديل لهذا المخطط الخطير هو صوغ استراتيجية وطنية مقاومة، والإسراع والعمل الجاد لانهاء الانقسام، بعد ذلك نذهب إلى المؤسسات الدولية، ونطالب بانتزاع الاعتراف بالدولة، والذهاب لمحكمة الجنايات للمطالبة بمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا، والقيام بحملة دولية شاملة من أجل عزل دولة "إسرائيل" باعتبارها دولة عنصرية فاشية، وهذا الأمر أصبح يحقق نجاحات فهناك العديد من الدول تقاطع دولة الارهاب والاحتلال الإسرائيلي، ومنتجاته مستوطناته. كما ندعو لضرورة التمسك بالمقاومة بكافة اشكالها.. المقاومة التي تناهض التطبيع، ومقاطعة المنتوجات الاسرائيلية، والاشتباك مع الاحتلال في كل المواقع، وعلى الحواجز، بما فيها المقاومة المسلحة. هذه المواجهة الشاملة المطلوبة في وجه الاحتلال، هكذا يمكن أن نحقق انجازات مهمة على طريق خلق نوع من اختلال في ميزان القوى، فميزان القوى الآن لصالح الاحتلال، وخلق حالة من الاختلال في ميزان القوى يتحقق بالاشتباك السياسي والدبلوماسي والشعبي والمقاوم مع هذا الاحتلال، بما في ذلك نقل ملف القضية للأمم المتحدة والمطالبة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تنصف الشعب الفلسطيني، هذا هو المطلوب وهذا يمكن أن يتحقق في اطار وحدة وطنية واستراتيجية وطنية موحدة. المطلوب في مواجهة هذا المشروع التصفوي أن نتحرك على المستوى الجماهيري والشعبي ومطالبة القيادة بالانسحاب من هذه المفاوضات ولإفشال خطة كيري، ومواجهة الضغوط والابتزاز الامريكي الذي تتعرض له القيادة الفلسطينية من أجل القبول بهذه الاتفاقية أو باتفاق الاطار الذي يحضر له من قبل وزير الخارجية كيري. النقطة الأخرى، موضوع التهدئة، نحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كل المرات التي جرى فيها التوقيع على اتفاق تهدئة، كنا دوماً ضد أي اتفاق للتهدئة، وكنا نقول أن التهدئة مع الاحتلال سياسة خاطئة، تمكّنه من الاستمرار في ارتكاب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، نحن الآن نتحدث عن تهدئة في ظلها يستمر الحصار والعدوان واستهداف المناضلين قائم، وهذا يؤكد على صوابية الموقف الجبهاوي، لذلك قلنا أن البديل لاتفاقات التهدئة تشكيل جبهة مقاومة موحدة من كل فصائل العمل الوطني المقاوم.. جبهة مقاومة موحدة تحدد تكتيكات المقاومة أين ومتى وكيف انطلاقاً من مصالح شعبنا بعيداً عن أي التزامات مع الاحتلال، لا نريد اتفاقات مع الاحتلال، نحن من نحدد الوسائل والأشكال والوقت الذي نقاتل فيه الاحتلال، إن كان بإطلاق صواريخ أو عمليات نوعية ومباشرة أو المقاومة الشعبية أو غيرها من أشكال المقاومة. الفلسطيني هو من يقرر ويحضّر بعيداً من أن نعطي التزام للاحتلال. في الاتفاق الأخير للتهدئة، الذي رعاه الرئيس المصري المعزول محمد مرسي قدمّ خدمة كبيرة لأنه سابقة خطيرة، فأول مرة يتم التوقيع على صيغة تصف المقاومة بالاعمال العدائية، لاول مرة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، توصم المقاومة بالاعمال العدائية، وهذا أمر خطير جداً، وبالتالي كان طبيعياً أن يصرح الإسرائيليون بأن ما تحقق في اتفاق التهدئة الأخير لم يأخذوه من قبل. هذا يؤكد أن التهدئة سياسية خاطئة مع الاحتلال الإسرائيلي. أما بخصوص الاعتراف بيهودية الدولة، فهو أمر خطير جداً ينبغي مجابهته والتصدي له بكافة الأشكال والوسائل، فالاعتراف بيهودية الدولة يعني نفي للرواية الفلسطينية ونضالنا منذ التهجير عام 1948 وشطب لحق العودة للاجئين، وتهجير أهلنا من أراضي الـ 48 . أما موضوع نشر قوات دولية في الأراضي الفلسطينية فنحن في الجبهة الشعبية نعارضها. فخطة كيري تتحدث عن قوات دولية على الحدود، امريكية فلسطينية اسرائيلية واردنية ويحق لها المطاردة الساخنة، وهذا أمر خطر جداً، وفيه يستطيع جنود الاحتلال استباحة الأراضي الفلسطينية وقت ما أرادوا. نحن بحاجة لدولة فلسطينية كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، مع ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق قرار 194، هذا ما يمكن أن يقبل به الفلسطيني، بعيداً عن قوات دولية أو غيره، أو السيطرة على منطقة الأغوار، فمنطقة الاغوار مخزون استراتيجي في المياه والمنتوجات الزراعية، وتمثل سلة غذائية مهمة، وتحاول دولة الاحتلال بكل السبل السيطرة عليها، فضلاً عن المحاولات الصهيونية المحمومة للسيطرة على منابع المياه في الضفة، فالبؤر الاستيطانية الكبرى مقامة على أفضل وأكبر مخزون استراتيجي للمياه، ولذلك سنواجه في المستقبل القريب مشكلات في المياه، وتتهددنا مخاطر كبرى، لا يمكن مجابهتها إلا بالصمود والوحدة الوطنية والاشتباك المباشر مع الاحتلال. نرفض بشدة لقاءات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ونعتبرها تنازل مجاني للاحتلال، ولقاء وفد طلابي اسرائيلي أمس برام الله يندرج في مسلسل التنازلات هذه، وهو يفتح الطريق أمام العرب عموماً للتطبيع مع الإسرائيليين، ويشكل صفعة لكل المجموعات المناضلة التي تناضل لعزل دولة الاحتلال على المستوى الأكاديمي ومقاطعة المنتوجات ومناهضة التطبيع الثقافي ..إلخ. إن هذه اللقاءات مرفوضة، ولن تغير في الرأي العام الإسرائيلي أي شئ، فهو مجتمع ينحو باتجاه اليمين والتطرف، وهو ضد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. نحن نعيش أوضاعاً مأساوية صعبة في قطاع غزة، حتى بشكل عام في الاراضي الفلسطينية كلها، فحالة الفقر تزداد في القطاع، والبطالة متفشية، ووجود عشرات الآلاف من الخريجين والجامعيين بدون أي آفاق لفرص عمل، أدت إلى حالة من الاحباط واليأس، والتفكك في ظل الانقسام الكارثي والمأساوي. الركيزة المهمة والرئيسية للجبهة وللجميع يجب أن تكون في محاولة معالجة إشكاليات الناس وهمومهم وقضاياهم، ولن يتأتى ذلك إلا بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والدفاع عن حقوق الناس. يجب علينا أن نكون أمام حكومة واحدة ونظام سياسي واحد، يتم من خلالهما معالجة كل القضايا، وتوفر النظام السياسي الذي يصون كرامة المواطن الفلسطيني، وبرأيي أنه بدون الهبة الشعبية والجماهيرية في وجه المنقسمين الذين تقاسموا النفوذ والمصالح والمكتسبات لا يمكن أن يصطلح حالنا. هذه فرصة حقيقية أمام شعبنا ، يجب أن تتحرك كل فئاته خاصة الشباب للنزول للشارع لإنهاء هذه الحالة الشاذة، فالشباب مستقبل قضيتنا وشعبنا، وهم القادرون على أن يأخذوا زمام المبادرة بالتحرك والمساندة للتحرك الشعبي والجماهيري في مواجهة المنقسمين ومجموعات المصالح التي تريد أن تؤبد هذا الانقسام خدمة لمصالحها الخاصة. الجبهة الشعبية سبق وأن تقدمت بالعديد من المبادرات وفي احتفال انطلاقاتها الأخير قدمت مبادرة من اجل انهاء الانقسام، والان هي في اطار عقد مجموعة من اللقاءات والاتصالات والتحضير لانشطة وفعاليات من ضمنها عقد مؤتمرات شعبية في كل من غزة والضفة والخارج مع قوى أخرى وفعاليات شعبية وجماهيرية، ومن الضروري أن يكون للشباب دور في هذا المؤتمر الشعبي الذي ينتج عنه إعلان سياسي ولجنة لمتابعة لمواصلة الضغط الحقيقي والجدي من أجل إجبار مجموعات المصالح وطرفي الانقسام للاستجابة لكل مطالب وحقوق شعبنا بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ومواجهة كل المشاريع التصفوية ولا يمكن أن يكون ذلك دون أن نتحد جميعاً في مواجهة كل ما يجري على الجانب الفلسطيني.[/JUSTIFY]