في أول مقابلة خاصة، نائب الأمين العام يجيب على أسئلة الرفيقات والرفاق
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]في أول مقابله خاصة مع المواقع الاعلامية للجبهة تنشر باللغتين العربية والانجليزية حوار شامل مع الرفيق القائد أبو أحمد فؤاد في ظروف غاية في الصعوبة والاستثنائية، عقدت الجبهة مؤتمرها الوطني السابع، ونظرا لتعقيدات وصعوبات الواقع المحيط بالقضية الفلسطينية، والحالة السياسية الفلسطينية وفي القلب منها الجبهة، فإن هذا الواقع يدفعنا إلى الأسئلة التالية: السؤال الأول: كيف يقرأ الرفيق أبو أحمد واقع الجبهة الشعبية اليوم، على ضوء نتائج مؤتمرها الوطني السابع، هل يمكن القول، أن الجبهة تقدمت خطوة عملية وإلى الأمام؟ أبو أحمد فؤاد : نعم، لا شك في ذلك، لأن المؤتمرات للأحزاب تمثل فرصة لإحداث نقلة نوعية في البنية التنظيمية، التوجهات العامة، والبرنامج السياسي للحزب، فضلاً عن التجديد في الهيئات القيادية. وبصدد المؤتمر السابع للجبهة، فقد تأخر انعقاده كثيراً، وهذا الخلل طال العديد من مفاصل العمل وخاصة في مجالات الفعل الميداني، الكفاحي، والجماهيري، وكذلك خلال الفترة ما بين المؤتمرين ظهرت سلبيات عديدة في جسم الحزب، وفقدت بعض مؤسسات الحزب وهيئاتها القيادية بعضاً من ثوريتها، وغلبت الروتين، والشكلانية في العمل، لكن هذا، لم يمنع أن بعض الهيئات، المؤسسات سجلت تقدم، إنجازات، وتوسع حزبي خاصة في داخل الوطن المحتل. لذا، فإن المؤتمرات هي فرصة للتخلص مما علق من سلبيات في جسم الحزب خلال السنوات المنصرمة، وتصحيح الأخطاء على مختلف الصعد السياسية، التنظيمية، والكفاحية. وهذا ما حدث لمؤتمرنا الوطني السابع، ولاحقاً سنتلمس النتائج الإيجابية، ونأمل أن تظهر تلك النتائج خلال الفترة القصيرة القادمة. السؤال الثاني: صدرت تصريحات عن قياديين في الجبهة تحدثوا عن حالة تجديد وتغيير إيجابي جرت في هيئات وفروع الجبهة، فنحن نريد لرفاقنا ولقرائنا، أن يعرفوا أكثر حول هذا التجديد، وإذا كان قد طال الأشخاص، فهل طال التجديد الجانبين الفكري والسياسي؟ أبو أحمد فؤاد: التجديد لا شك قد حصل وطال الهيئات والأفراد، وقد أحدث تغييراً كبيراً في الجبهة، ونادرا ما حدث تجديد في حزب وصل إلى ما وصلنا إليه من تجديد في الجبهة فقد وصل هذا التجديد في الهيئات إلى 65% تقريباًـ هذا أولاً. وثانياً، أما على الصعيدين الفكري، والبرنامج السياسي، فلم يحصل تغيير كبير، وبقيت المبادئ، والمواقف الأساسية للجبهة، كما هي، ولم يحصل أي تغيير كبير في النظام الداخلي، رغم إجراء بعض التعديلات عليه، ولكنها لم تكن جذرية. وبصدد البرنامج السياسي، فقد أكد مجدداً على التحرير لكامل للتراب الوطني الفلسطيني، وهو الهدف الإستراتيجي للجبهة وللنضال الوطني الفلسطيني، وكذلك التأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية وعاصمتها القدس، وما سبق هما جوهر البرنامج السياسي. أما حول النظام الداخلي، فقد أكد على الديمقراطية الداخلية للجبهة، وهيئاتها المختلفة، بما يدفع، ويحسن، ويطور الأداء في العمل والحزب أما في المسألة النظرية، فقد أكد المؤتمر على تمسك الجبهة بالنظرية العلمية الماركسية، باختصار هذه أبرز الملامح العامة والتي تناولها المؤتمر السابع للجبهة. السؤال الثالث: هل لا زالت الجبهة حسب تقديركم تشكل جسراً قوياً للوحدة الوطنية، أم أنها تخلت عن لعب هذا الدور؟ أبو أحمد فؤاد : كانت الجبهة وستبقى جسراً قوياً للوحدة الوطنية، وهي داعية حريصة لتعزيزها وتطويرها من على قاعدة الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية الفلسطينية وعبر انتخابات شعبية من طبقات وفئات الشعب الفلسطيني لقياداتها، ومؤسساتها، فالجبهة تدرك بحسها الكفاحي، وتجربتها النضالية، أن من أهم أوراق، ومقومات القوة للفلسطينيين وحدتهم الوطنية، والتمزق والتشرذم والفرقة أسلحة دمار يوظفها العدو ضد الشعب والقضية الوطنية المقدسة، إن التاريخ السياسي الفلسطيني، يسجل للجبهة فرادتها بالحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونبذ كل أشكال الانقسام، أو الاقتتال. السؤال الرابع: تمارس الجبهة النقد والنقد الذاتي وهي لا تخشى من النقد البناء، فهل وقفت الجبهة في مؤتمرها الوطني السابع أمام أخطائها، سياساتها، ومواقفها، وأجرت النقد والمراجعة، لها هل يمكن الإشارة إلى ذلك. أبو أحمد فؤاد: الجبهة تقر وتعترف بتقصيراتها، وأخطائها ليس فقط في المؤتمرات، بل أيضاً في الهيئات المختلفة، إن يكن في اللجنة المركزية العامة، أو في المكتب السياسي، وفي كل الهيئات الأدنى، وهناك بند دائم على جدول أعمال اجتماع كل هيئة أو مؤسسة أو مرتبة تنظيمية بدءاً من الحلقة حتى أعلى الهرم الحزبي، وهو مبدأ النقد والنقد الذاتي والهدف من وراء ذلك، الوصول إلى التصحيح والمعالجة للأخطاء والتقصيرات. إن وثائق وتقارير المؤتمر الوطني السابع، أفردت وتناولت التقصيرات، الإخفاقات، والأخطاء التي وقعت فيها الجبهة عبر ثلاثة عشر عاماً هي الفترة الفاصلة ما بين مؤتمري الجبهة السادس والسابع ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: أولا: عدم قدرة الجبهة على تطوير وتصعيد الفعالية العسكرية ضد العدو الصهيوني، هذا رغم الإقرار بحجم الصعوبات والتعقيدات التي يواجهها هذا المجال النضالي الأساس والرئيس في حزبنا. ثانيا: عدم قدرة الجبهة على الدفع بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية خاصة اللجنة التنفيذية، بتبني سياسات الجبهة، لا سيما المطالبة بوقف المفاوضات مع العدو، أو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية، فضلاً عن إخفاقها في تحقيق نتاج كبيرة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في عام 2006 وهذا يعتبر خللاً كبيراً وتقصيراً، وقد سجل المؤتمر أهمية عدم تكرار حدوث مثل هكذا خلل في المستقبل، إلا أن المؤتمر، أكد في ذات الوقت إن الانتخابات الديمقراطية، وبناء المؤسسات الوطنية الديمقراطية الفلسطينية، هي خيارنا في كل المجالات وعلى مختلف الصعد. ثالثا: لم تنجح الجبهة برأب الصدع في الساحة الفلسطينية رغم كل مبادراتها وجهودها على هذا الصعيد، وبقي دورها في حقل الرغبة والدعوات. رابعا: لم تتمكن الجبهة من استحصال حقوقها من منظمة التحرير الفلسطينية سواء المالية، أو غيرها في مؤسسات المنظمة. خامسا: لم تنجح الجبهة في تشكيل نواة عمل قومي عربي جذري، علما بـأن المحاولة استمرت طوال فترة وجود الرفيق الحكيم وبعد استشهاده، والذي سبق وأن أسس لعمل قومي هام. سادسا: تهالك الإنتاجية في المجال الثقافي، والدراسات، والأدبيات، وانعكاس ذلك سلباً على الجبهة. فعل الجبهة في هذا المجال الهام، كان ينبغي أن يكون أكبر بكثير مما تحقق حتى الآن. ما تقدم هو بعض ما طرح في المؤتمر من أخطاء، تقصيرات، وإخفاقات نأمل أن تتمكن الجبهة من تجاوزها بالمعالجة، أما عن الإنجازات، الإيجابيات فهنالك ما يعتز به منها: أولا: التمسك بالثوابت على الصعيد الكفاحي ونجاح عمليات نوعية مثل قتل (زئيفي) وعمليات عديدة أخرى. ثانيا: المساهمة الفعالة في اتفاقيات القاهرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني. ثالثا: المساهمة الفعالة في التصدي لاعتداءات العدو المتكررة على غزة. رابعا: تمسك الجبهة الحازم، برفض سياسة الاقتتال الفلسطيني، والتصدي القوي لمثل هكذا سياسة. عموماً، حول أجواء المؤتمر، كان النقد فيه حاداً جداً خاصة في عناوين المفاوضات، البرنامج المرحلي، اتفاقيات أوسلو وما أعقبها من تفاهمات واتفاقيات مع العدو وكان هناك تركيزاً على أهمية الكفاح المسلح والمقاومة والمطالبة بالعمل على كافة أشكال النضال الأخرى، والتمسك بدولة ديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني في المؤتمر، لم يحصل أي تراجع عن المواقف، الثوابت، والسياسات التي أكدت عليها الجبهة في مؤتمراتها السابقة. السؤال الخامس: لماذا حال منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها على هذا النحو السيّئ ؟ وإلى متى ستظل المنظمة أقرب إلى مزرعة لأفراد وأشخاص ويحتكر قرارها تنظيم واحد تقريبا؟ وكيف يؤثر كل ذلك على علاقة الجبهة والقيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية؟ وما هو الموقف من دعوات الانسحاب من مؤسسات المنظمة؟ ابو أحمد فؤاد : العلاقة مع القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية سلبية لأسباب عديدة منها: أولا: التفرد في القرارات، كما جرى الإشارة. ثانيا: عدم احترام، أو الالتزام بقرارات الأغلبية من قبل القيادة المتنفذة، بمنطق "قولوا ما تشاءون، وأفعل ما أشاء". ثالثا: هبوط النهج السياسي وتهالكه والمعبر عنه راهناً بالمفاوضات والتي مضى عليها ستة شهور بدون جدوى، أو نتائج ملموسة، واستمرار الاستعداد من قبل القيادة المتنفذة للتعاطي مع مشروع جون كيري والذي يعتبر راهنا المشروع الأخطر والذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية. رابعا: تهرب القيادة الرسمية المتنفذة من تنفيذ ما اتفق عليه في القاهرة خاصة بموضوع الانتخابات، أو إعادة بناء المنظمة، هذا رغم إلحاح الجبهة، ومبادراتها، وجهودها في ذلك. أما بخصوص بقاء الجبهة في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، فإن قرارانا البقاء في مؤسسات المنظمة بهدف استمرار مواجهتنا داخلها لنهج التساوم والتنازلات، وبنفس الوقت استمرار الإمساك بحلقة الوحدة الوطنية من السلسلة لأنه يصعب الحديث فيها في ظل مواقف أحادية هنا، أو هناك مع استمرار التأكيد على الأسس السياسية المغايرة لما هو قائم الآن خاصة على البرنامج السياسي الذي أقر في القاهرة بإجماع كل القوى والأطراف. وفي كل الأحوال، ينبغي أن لا ينسى، أن الجبهة قوة مؤسسة لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي بنيت بدماء الشعب الفلسطيني وتضحياته ومن ضمنها دماء شهداء الجبهة، المنظمة لن نغادرها، إلا إذا حصل تطور سياسي سلبي كبير في حينه، قد يتأثر وجودنا في المؤسسات وليس في المنظمة، دائماً التكتيك السياسي ومخرجاته وإفرازاته ينبغي أن يخدم الأهداف العليا للشعب الفلسطيني وبرنامج وإستراتيجية الجبهة السياسية، ينبغي للحزب السياسي استخلاص العبر والدروس من تجاربه السابقة، بما يدعم ويعزز دوره ونفوذه وصولا إلى تحقيق أهدافه. أخيراً، مطلوب دائماً منا ومن كل قوى التغيير والديمقراطية الدفع بالحالة الشعبية والجماهيرية لممارسة الضغوط لإحداث التغيير في النهج السياسي للقيادة المتنفذة بما يدعم الإرادة الشعبية وقوى التغيير والديمقراطية الفلسطينية داخل المنظمة ومؤسساتها المختلفة. السؤال السادس: كيف تفهم الجبهة الشعبية دور ومكانة السلاح والمقاومة؟ وأهمية العنف الثوري في الصراع مع العدو الصهيوني؟ لماذا يطلق البعض لغطاً بهذا الموضوع بين الحين والآخر، هل الصراع مع "إسرائيل" يمكن أن يحل بدون عنف ومقاومة؟ ابو أحمد فؤاد : لا يختلف اثنان بأن الاحتلال الاستيطاني الإجلائي العنصري والذي يجثم على أرضنا لا يمكن هزيمته بدون حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد، والتي في مقدمتها الكفاح المسلح ودون إغفال كافة أشكال النضال الأخرى. ربما لم يعرف التاريخ إلا حالة أو حالتين تحررت فيها بلدان من الاستعمار بدون عنف الهند مثلاً لأن التحرر من الاستعماريين يتم بحروب التحرر الوطني وليس بغيرها. لذا فمن يحاول إلغاء العنف الثوري كأسلوب نضال رئيس من نضاله ضد المحتلين، يؤبد وجود الاحتلال بسوء نية، أو بغيره ويجعل المحتل مرتاحا في احتلاله، الأمر الذي يسفر عن ضياع الوطن، وعدم تحقيق الأهداف ووصول المستعمرين إلى تنفيذ مخططاتهم بتصفية القضية الوطنية عبر الاستيطان والتهويد وغيرها من وسائلهم، وأساليبهم الاستعمارية الخبيثة. إن ستة وستون عاماً من عمر النكبة تجيب بوضوح دون لبس، تحرير فلسطين يمر عبر البندقية أولاً والأشكال الأخرى من النضال، ثانياً بترابط وتناغم جدلي متواصل، فإن تراجع الكفاح المسلح بسبب ظروف، فسرعان ما يعود ويتقدم، فلا دولة، ولا عودة ولا تحرير دون المقاومة بكافة أشكالها العنفية وغير العنفية. السؤال السابع: كيف تحدد الجبهة معايير علاقاتها مع القوى الفلسطينية؟ وهل تقف على مسافة واحدة من حركتي فتح وحماس؟ أبو أحمد فؤاد : تشكل الجبهة الخط الثالث أو الخيار الثالث في الساحة الوطنية الفلسطينية، ألا وهو الخيار الوطني الديمقراطي والتي تعتقد جازمة أنه الخيار الذي يوسع دائرة الأمل والمستقبل أمام الشعب الفلسطيني ويسلط المزيد من الضوء على أعدل وأحق قضايا العصر ألا وهي القضية الفلسطينية. الجبهة تنظيم مقاوم خياره الكفاح المسلح في الصراع مع العدو، وصولاً إلى الخيار الديمقراطي التحرري، الثوري، والجماهيري في فلسطين ديمقراطية تحررية حرة، وهي انطلاقاً من تلك الخيارات تحدد علاقتها مع القوى الفلسطينية، وفقه التحالفات، والتكتيك السياسي يجعل من الجبهة قوة ذات صدقية واضحة، ليوفر فرصاً وظروفاً للآخرين للتعاطي مع خياراتها والتي لها أهداف واضحة، وبرامج معلنة في الشأن الوطني الفلسطيني تحفظ لها توازن قراءاتها، ومواقفها اتجاه القوى والأطراف الفلسطينية المختلفة والأساس هو مصلحة، وأهداف وحقوق الشعب الفلسطيني العليا المكرسة بالتحرير والعودة والدولة الديمقراطية كاملة السيادة على كامل التراب الوطني الفلسطيني هنا ترتسم أبعاد الالتقاء أو التباين الخلاف أو التباعد مع هذه أو تلك من القوى الفلسطينية، بما فيها فتح وحماس نحن أولاً وثانياً وثالثاً، وأخيراً وحدويون وطلاب وحدة وطنية وصولا إلى التحرر والحرية. السؤال الثامن: كيف تقيمون علاقاتكم مع المقاومة ومن بينها إيران وحزب الله؟ ابو أحمد فؤاد : الجبهة كما قلنا تنظيم مقاوم لذا من الطبيعي أن تكون في خندق المقاومة ومحور المقاوميين شعبياً/ رسمياً، وهي بذلك تقيم علاقات ليس فقط مع الأنظمة الممانعة أو المقاومة في إيران وسوريا وغيرهما بل علاقاتها جيدة مع كل أطراف المقاومة أنظمة، وحركات شعبية، وأحزاب وقوى مقاومة، وهذا ما ينطبق على إيران وحزب الله، ولا يفوتنا هنا التنويه لأهمية المساندة والدعم والتأييد الكبير للجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وبذات الوقت الموقف الحاسم من حزب الله من "إسرائيل" والصراع معها، ودعمه للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كذلك سوريا شعبا ودولة. السؤال التاسع: أطلق الرئيس أبو مازن مؤخراً العديد من التصريحات والتي عبرت الجبهة عن إدانتها لها، فكيف تقيّمون تلك التصريحات والتي انطوت على مزيد من التنازلات اتجاه الاحتلال وفي عناوين مختلفة خاصة بإصراره على استمرار المفاوضات؟ أبو احمد فؤاد : رغم مضي ستة أشهر على المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" تحت مسمى (محادثات السلام)، لم يحدث أي تقدم ذو معنى، إن استمرار تمسك القيادة الرسمية الفلسطينية بنهج التفاوض رغم غياب أية نتائج جدية منها، واعتبارها بتقدير كل الجهات النافذة في السياسة الإقليمية والدولية، مفاوضات عبثية وضارة أمر مستهجن من القيادة المتنفذة للمنظمة والسلطة، والغريب في الأمر، أن الأخ الرئيس أبو مازن، وكلما تعقد مسار التفاوض يعطي تصريحات ومواقف تعقد الوضع السياسي الفلسطيني، وتضع الحالة الفلسطينية أمام المزيد من الصعوبات، وعلى غرار مقابلته الأخيرة مع صحيفة "نيويورك تايمز" والتي أبدى فيها هبوطاً مجدداً في السياسة الفلسطينية المعلنة، بما يستجيب للضغوط الأمريكية بعرضه بقاء القوات الإسرائيلية خمس سنوات، وليس ثلاث سنوات كما كان مقترحاً سابقاً، وكذلك عرضه لوجود قوات أطلسية، أو يمكن لطرف ثالث البقاء لطمأنة الإسرائيليين أيضا. إن تكتيك المرونة السياسية والتي يرى الأخ أبو مازن، أنه الأجدى للتعاطي مع أزمة التفاوض مع الإسرائيليين، سياسة وتكتيك أثبتت التجربة الحية فشلهما، وعدم تحقيقهما أية مكاسب ذات قيمة للفلسطينيين، إن الهبوط بسقف المواقف الفلسطينية، لا يمكن النظر إليه بعين الاعتبار، ليس من قبل غالبية الشعب الفلسطيني وقواه، ومكوناته السياسية، بل من جهات دولية وإقليمية، حريصة على حقوق الشعب الفلسطيني، وليس من حق القيادة المتنفذة، أو قيادة السلطة، التباهي بما يقدمونه من عروض، ومبادرات تزيد من تعنت السياسات الإسرائيلية. إن الإدعاء بأنه ليس لدى الفلسطينيين أية بدائل غير ما تفعله القيادة المتنفذة وطاقم التفاوض التابع لها، ليس صحيحاً ولا ينطبق على الوقائع الفعالة في الحياة السياسية الفلسطينية، نعم هناك بديل لسياسات التنازل، والهبوط في التكتيك السياسي الراهن للقيادة الفلسطينية الرسمية والذي إن استمر قد يذهب بالحقوق التاريخية والشرعية والقانونية للفلسطينيين إلى الجحيم. إن واحد وعشرون عاماً من أوسلو أكدت للقاصي والداني، إن مسار أوسلو وإفرازاته، لن تجلب دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة كاملة، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، البدائل المتاحة أمام الفلسطينيين هي: أولاً: إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، بما يوصل إلى مصالحة، ووحدة وطنية فلسطينية، تضع على جدول أعمالها إعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية على كل الأصعدة العربية والإقليمية والدولية، بعدما لحق بها الكثير بفعل ما جرى في بلدان الطوق، وبعض البلدان العربية الأخرى من تراجع. ثانياً: وضع سياسة وأجندة مقاومة فعالة للاحتلال وسياساته وعلى كل المستويات السياسية والكفاحية والإعلامية، لأن العدو الفاشي الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة. ثالثاً: انخراط الفلسطينيين بكل الهيئات الدولية والتي تتيحها لهم وضعية عضو مراقب في الأمم المتحدة، بما يعطي زخماً وفعلاً دولياً للقضية الفلسطينية، ويحاصر الممارسات والسياسات الإسرائيلية والأمريكية الداعمة لها. رابعا: السعي إلى توسيع خيارات الشعب الفلسطيني المقاومة للاحتلال بكل سبله، بما قد يصل إلى السعي الجاد لإحداث انتفاضة فلسطينية ثالثة، تفرض على الإسرائيليين إحداث تراجع في ممارساتهم وسياساتهم وعنجهيتهم اتجاه الفلسطينيين. إن أداء القيادة الفلسطينية التفاوضي الراهن لا يستجيب لطموحات الشعب وأهداف الفلسطينيين القريبة أو البعيدة وتصريحات بعض القياديين الفلسطينيين، أيا كانت دوافعها واعتقادهم بفائدتها، فواحد وعشرون عاما من عمر أوسلو تؤكد بدون لبس إنها لا تخدم، ولا تساعد على تقدم القضية الفلسطينية قيد أنملة. إن الفلسطينيين بحاجة ماسة لتوسيع دائرة الأمل بالمستقبل، وليس التلهي في ردهات، كواليس المفاوضات والتي ثبت بالملموس وبالوقائع إنها عقيمة وعبثية وضارة. لذا ندعو اللجنة التنفيذية إلى إصدار بيان رسمي تجدد فيه الموقف من التصريحات لعدد من القياديين الفلسطينيين الخارجة عن الإجماع الوطني، وعن قراراتها. السؤال العاشر : ما هو رأيكم بلقاءات الرئيس أبو مازن (بالوفود الإسرائيلية " الطلاب") ... ؟ نحن نرى أن هذا تطبيع من قبل أعلى مسئول فلسطيني، كذلك هذا التصرف يأتي في سياق النهج السياسي الضار بالقضية الوطني, وبحقوق الشعب الفلسطيني، فالمستفيد من هذه اللقاءات ومن هذه التصرفات هو العدو الذي يستخدمها لدى الرأي العام المحلي والعالمي، ونحن نرفض كل هذه التصرفات والمواقف ... الخ ، ويجب أن تقف اللجنة التنفيذية أمام هذا الوضع وأمام التصريحات الأخيرة . **** الرفيق أبو أحمد، شكرا لك لاستجابتك السريعة ، والإجابة على أسئلة الموقع الإعلامي والتي جاءت شفافة، مباشرة، وموضوعية، ونأمل لكم التوفيق والنجاح بمهماتكم الكبيرة، كما نتمنى لجبهتنا التقدم والنجاح في الوصول إلى أهدافها العليا وتحقيق أحلام، وطموحات شعبنا في الحرية، والاستقلال، والدولة الديمقراطية كاملة السيادةوعودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم فلســــــطين.[/JUSTIFY]