بيان صادر عن الجبهة الشعبية بمناسبة يوم الثامن من آذار

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]يا جماهير شعبنا البطلة يا نساء فلسطين الماجدات نحتفل اليوم بعيد المرأة العالمي بالمضامين والمعاني العظيمة التي كرستها الحركة النسوية العالمية في أول إضراب عمالي للنساء في وجه الظلم والاستغلال للمرأة العاملة في شيكاغو، تلك الملحمة التي شكّلت محطة هامة في مشوار تحرر النساء وشق طريق العدالة والمساواة. ويأتي احتفالنا هذا العام بعيد المرأة في الثامن من آذار وقضيتنا الوطنية تعيش أخطر مراحلها، فهي تتعرض إلى خطر التبديد بفعل مجموعة من العوامل التي توفرها اللحظة الراهنة، فالاحتلال يُصر على اغتصاب الأرض ونفي الحقوق بقوة السلاح، ويعمل بشكل متسارع لتعميق احتلاله من خلال التوسع في مصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان، واستكمال بناء جدار الفصل العنصري، والاعتداء المتواصل على المسجد الأقصى وتهويد القدس وتهجير سكانها والعديد من سكان الأغوار وغيرها من البلدات والقرى الفلسطينية، فضلاً عن الحصار والاعتداءات والاغتيالات التي لم تتوقف. وبالمقابل، لا زالت الرهانات البائسة على إمكانية الوصول إلى حل سياسي مع هذا العدو تعشعش في رؤوس البعض الذي يُصر على خيار التفاوض كخيار وحيد لتأمين حقوقنا الوطنية، رغم مرارة التجربة ونتائجها المدمرة التي نعيشها ونكتوي بنارها كل يوم وعلى كل المستويات، ورغم أن المفاوضات قد شكّلت ولا زالت المظلة التي يستظل بها العدو في تجاوزه وخرقه للقانون الدولي وضربه بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية بدعم وحماية كاملة من الإدارة الأمريكية راعية هذه المفاوضات. فالإدارة الأمريكية التي عملت مع دولة العدو بتنسيق كامل، عمدت إلى تحويل المفاوضات إلى أداة تهديد وابتزاز وضغط على الفلسطينيين، وإضعافهم إلى الحد الذي لا يستطيعون فيه مقاومة حل يجري العمل على فرضه من خلال (الإطار) الذي يعمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على بلورته، والذي يتبنى فيه إلى حدٍ كبير جوهر المواقف الإسرائيلية من حيث مطالبة الفلسطينيين بالإقرار بيهودية الدولة، وقبول الاستيطان بكتله الرئيسية، وضم وتهويد القدس، والتخلي عن الأغوار بحجة الاعتبارات الأمنية إضافة لمواقع أمنية أخرى في قلب الضفة، ثم التخلي عن حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها. وتزداد مخاطر إمكانية فرض هذه الخطة في ظل استمرار حالة الانقسام الذي أثّر ولا زال في إضعاف عوامل الصمود، وفي تفتيت عوامل القوة الفلسطينية التي بإمكانها مقاومة وإفشال هذه الخطة، وكذلك استمرار حالة الارتباك والانشغال بالشأن الداخلي في الشارع العربي، وفي الصراعات الدموية والطائفية التي تعيشها بعض البلدان العربية التي تم فيها حرف الصراع بعيداً عن العدو القومي وعن مصالح الأمة العربية وتبدلت فيها الأولويات والتحالفات على أساس ذلك. يا جماهير شعبنا الباسلة إن مقاومة الخطر الداهم يستدعي منا جميعاً التحرك بكل الوسائل لحماية قضيتنا وحقوقنا الوطنية، ويأتي في مقدمة ذلك الضغط من أجل وقف المفاوضات والانسحاب منها في ضوء النتائج المحققة والمخاطر الكامنة فيها، والتصدي بشكل موحد وبكل الأشكال لإفشال خطة كيري. وكذلك، التحرك والضغط على أطراف الانقسام من أجل إنهاءه واستعادة الوحدة وفق الاتفاقيات الموقعة، وعلى أساس سياسي وإستراتيجية تفتح كل خيارات المقاومة ضد الاحتلال، وبناء تحالفات عربية وإقليمية ودولية تدعم نضالات شعبنا. وبدون شك فإن للمرأة الفلسطينية التي نحتفل بعيدها اليوم دوراً هاماً في النجاح بتحقيق ذلك، فالمرأة الفلسطينية التي امتشقت السلاح منذ انطلاقة الثورة وانخرطت في كل مجالات النضال، وقدمت الشهيدات والأسيرات وعياً منها لدورها الوطني، لا زالت حاضرة بقوة في المشهد وقادرة على أن يكون لها دور أكبر بالتأثير فيه إذا ما توفرت لها عوامل الإسناد، وهنا تتبدى المسؤولية الوطنية والحزبية. إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تدرك مدى الظلم والاضطهاد الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية سواء بفعل الاحتلال وممارساته، أو بسبب العنف والتمييز الناجم عن الأنماط السلوكية والعادات والتقاليد، تدعو إلى معالجة وطنية شاملة لقضية المرأة تأخذ بعين الاعتبار دورها في إطار مرحلة التحرر الوطني بما يتطلبه ذلك من حضور مؤثر في القرار الوطني وبدون تمييز في الهيئات القيادية الوطنية والحزبية، وتعمل على تأمين حقوقها والنهوض بأوضاعها من خلال إقرار استراتيجيات وسياسات واضحة وفي إطار التشريعات التي تكفل لها المساواة وعدم التمييز باعتبار ذلك حجر الزاوية في أي مجتمع ديمقراطي يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. وفي سياق ذلك، فإننا ندعو جميع الأطر النسوية والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية إلى ضرورة توحيد جهود النساء الفلسطينيات والتعاون مع كل القوى والأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية لتحقيق ما سبق، وتفعيل دور المرأة في صفوفها، والتصدي للعنف المتزايد بحقها، ومن أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية للنساء وقيادة المبادرات بهذا الشأن، وتفعيل دور الإعلام بنشر الوعي تجاه حقوقهن على مختلف المستويات. المجد كل المجد للمرأة الفلسطينية الباسلة .. المجد كل المجد للشهيدات والأسيرات ولكل شهداء وأسرى وجرحى شعبنا والنصر لشعبنا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 8 آذار 2014[/JUSTIFY]