الشعبية بغزة تحيي ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي بتكريم كوكبة من عائلات الشهداء

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة غزة اليوم السبت ذكرى استشهاد القائد محمد الأسود " جيفارا غزة" ورفيقيه كامل العمصي، وعبد الهادي الحايك، بحفل تكريمي حاشد للشهداء بحضور قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة وأهالي الشهداء غطت بهم قاعة مؤسسة بادر بمدينة غزة. وزينت القاعة بصور قادة الجبهة الشعبية الرفاق الحكيم وأبوعلي مصطفى وأحمد سعدات وجيفارا غزة ووليد الغول وزهير الخالدي وسعداوي ومعين المصري ومعتز وشحة، وكوكبة من شهداء محافظة غزة. وافتتح عريفا الحفل الرفيقة تغريد العرابيد والرفيق زكريا أبو عبيد مرحبين بالحضور الكرام باسم الشهداء وباسم الشهيد الرفيق معتز وشحة، ودعوهم للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عزف السلام الوطني الفلسطيني. وألقت عضو اللجنة المركزية الفرعية الرفيقة حليمة كريم " أم رامي" كلمة أهالي الشهداء، عبرّت فيها عن تقديرها للجبهة الشعبية التي تستذكر دائماً الشهداء وتستحضر روحهم العطرة، مشيرة أن الشهداء قيمة وطنية وإنسانية ولهم رمزية نضالية، ودلالات فكرية وسياسية ومضمون أخلاقي. وأضافت بأنه من الطبيعي والواجب الوطني أن تقف الجبهة الشعبية في مثل هذا اليوم لتعّبر عن عشقها الثوري وتقديرها واحترامها للشهداء واحتضانها لأهلهم وذويهم. وقالت كرّيم " في قاموس الثورة الفلسطينية بشكل عام وفي أدبيات الجبهة الشعبية بشكل خاص لكل شهيد طيف ملائكي وإنجاز وطني يتميز به ويسجله له التاريخ مثل الرفيق الشهيد ابن قرية بيرزيت معتز وشحة الذي جمع حكاية الشهيد والجريح والمعتقل معاً ورسم صورة وأسطورة المناضل الجبهاوي في معركة غير متكافئة لكنها لحظة عزة وفخر لموقف هذا الرفيق الجبهاوي الأصيل". واعتبرت أن قضية الشهداء قضية شعب مناضل زرعوا فيه الإرادة القوية ورسموا له الخارطة السياسية لمواصلة الحياة على طريق النضال الوطني مع العدو الصهيونية، وهي قصة شعب لا يموت ولا يهان استمد من شهدائه روح المقاومة والنضال حتى اصبح فكراً ومنهجاً وسبيلاً عُبّد وعمُّد بدماء الشهداء. وعبّرت كريم عن فخرها واعتزازها بالقائد الرفيق محمد الأسود، مشيرة أنه قائد تميز بشخصيته الجامعة العظيمة، متعددة المعاني والأبعاد المفعمة بالمبدئية والجدية والمصداقية، لافتة أن المسار النضالي والسياسي للرفيق الشهيد المبدع الخالد مميز بكل سماته الشخصية ومواصفاته الجبهاوية الثورية والإنسانية الخلاقة، حيث اتسمت تلك المرحلة الجيفارية بتطور وتنامي الدور النضالي الجبهاوي بفعل هذا القائد الرمز واتساع جماهيرية الجبهة الشعبية الرائدة في الأرض المحتلة، وبشكل خاص في قطاع غزة. وأكدت أن دماء الشهداء الطاهرة لم تذهب هدراً، بل إن هذا الدم الذكي يزهر ويخلق ثمراً طيباً للشعوب المناضلة ولا يتنكر لدماء الشهداء ولمبادئهم إلا أعداء الثورة والمنحرفين عن مسارها الشعبي. وفي ختام كلمتها توجهت بالتحية لكل قطرة دم نزفت وروت أرض فلسطين الطاهرة، وعلى رأسهم شهداء مخيم اليرموك، وشهداء اللجنة المركزية للجبهة، ومستحضرة روح المناضل أبو عرب، معبّرة عن فخرها واعتزازها بأسرانا الأبطال وعلى رأسهم الرفيق أحمد سعدات ورفاقه الأبطال الذين يناضلون في الخندق الأمامي في باستيلات العدو الصهيوني. من جهته، ألقى عضو قيادة فرع قطاع غزة في الجبهة الشعبية الرفيق سمير بكر كلمة الجبهة المركزية، توجه فيها بالبداية بخالص التهنئة للمرأة الفلسطينية عامة، وللرفيقات خاصة بمناسبة يوم المرأة العالمي " الثامن من آذار"، معرباً عن أمله أن تنال حقوقها على مختلف المستويات، مؤكداً أنه من واجبنا جميعاً توحيد الجهود من أجل وقف سياسة التمييز والظلم والاضطهاد الذي تتعرض له وما زالت المرأة الفلسطينية التي قدّمت التضحيات الجسام على مدار تاريخ النضال الفلسطيني. وأشاد بكر بكلمته بالرفيقين الشهيدين جيفارا غزة ومعتز وشحة، قائلاً: " ما أشبه اليوم بالبارحة، فقبل أسبوع استشهد رفيقنا المقاتل معتز وشحة من قرية بيرزيت في معركة عز وكبرياء خاضها ضد القتلة الصهاينة رافضاً الخنوع والاستسلام، قائلاً جملته الشهيرة " لن أستسلم لهؤلاء الأنذال"، وقبل حوالي واحد وأربعون عاماً سقط القائد محمد محمود الأسود " جيفارا غزة" ورفيقيه الحايك والعمصي شهداء في معركة مواجهة بطولية في مدينة غزة، رفضوا فيها الاستسلام وخاضوا معركة غير متكافئة، بعد أن قضوا مضاجع المجرم شارون الذي كان يومها قائدا لجيش الاحتلال في القطاع". وأضاف بكر: " استشهد الرفيق القائد جيفارا غزة، وهو يقول: (قسماً سنحيل حبات رمال غزة نارا تحرق وجه الأعداء)، فكان خياره المقاومة والوحدة.. كان خيارهم الصمود والاستعداد للتضحية. هذه هي الطريقة المثلى التي يتعامل بها مقاتلي الجبهة مع الموت، ويقّدمون فيها أرواحهم رخيصة في سبيل الموت، فتحية لك يا رفيقينا الأسود، تحية لك يا رفيقنا وشحة.. تحية لكم أيها الرفاق الشهداء وكل شهداء شعبنا.. تحية لكم وأنتم أصبحتم رموزاً من رموز كفاحنا الوطني، وأمثولة اقتدى بها المكافحون، لتبقون جميعاً أحياء في الوجدان والضمير ومهماز انطلاق الروح المتوثبة المقاتلة وملهمون لروح التمرد في أجيال فلسطين". واعتبر بكر بأن الهدف من إقامة هذا الحفل بهذه المناسبة يأتي تكريم لكوكبة من شهداء محافظة غزة، ووفاء لمن أعطوا الأمثولة في الفداء وتقدمّهم لصفوف المعركة، والذين تعلمنا منهم الوفاء والإيثار، ودروساً في التضحية، وتعلمنا منهم أن القائد إنما يكون القدوة في كل شيء. يصدق القول بالفعل، وينشد لمصلحة الشعب ويترفع عن المكاسب الشخصية، يصهر نفسه في الهم الوطني، ويستعد للموت من اجل معتقده. نعم ... وأكد بكر بأن درس الصمود والمقاومة والوحدة، والتفاني وإنكار الذات والاستعداد للتضحية، ودرس التفاف الجماهير الواسع حول المكافحين الأبطال، وحمايتهم، الذي نستوحيه من ذكرى استشهاد الرفيق جيفارا غزة " محمد الأسود" هو ذات الدرس الذي أعطته جماهير القطاع الباسلة دوماً بالضبط كما أعطته قرية بيرزيت قبل عدة أيام، وما تقدّمه بيت حانون وكل مدن فلسطين من شهداء على مذبح الحرية. وأوضح بكر بأن القائد جيفارا كان يضرب ضربته ويختفي في بحر الجماهير حيث لا غابات ولا كهوف في غزة، وكانت الجماهير تحتضنه وتحميه، فكان المقاتل الذي يخرج من بين الجماهير ليعود إليها، وكان القائد الذي يتحسس نبضها ويعرف متى وأين يوجه ضربته، فإذا كانت ستمس الجماهير يعزف عنها. وقال بكر: " فخر لغزة أن تحيي ذكرى الشهداء، غزة التي هزمت الاحتلال أن تقف عند شواهد أضرحة الشهداء وتقول، هزم الاحتلال بفضل دمكم، لكن الدرب ما زال طويلاً، هي خطوة أولى، تتبعها خطوات نحو القدس عاصمة الدولة وعنوان الانتصار.. ونحو فلسطين... كل فلسطين من النهر إلى البحر لا رجعة عن هذا الخيار الاستراتيجي وكل شئ غير ذلك هو وهم وسراب". وفي الموضوع السياسي، حذر بكر من محاولات تمرير مخططات الإدارة الأمريكية والصهيونية والتي لا تستهدف الانقضاض على حقوق شعبنا وثوابتنا، بل تستهدف طمس الهوية والرواية الفلسطينية عبر التشبث بالموقف الصهيوني بضرورة الاعتراف الفلسطيني بما يُسمى يهودية الدولة. وأكد بكر بأن خطورة هذه الحلول التصفوية، في ظل استمرار القيادة الفلسطينية المتنفذة في خيار التسوية العقيم، وفي ظل الانقسام الفلسطيني الكارثي والمقيت، وتواصل العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا، تستدعي من الجميع التوحد، ووقف المراهنة على المفاوضات والانسحاب الفوري منها، والدعوة للقاء وطني عاجل ينهي الانقسام ويبحث إستراتيجية وطنية تعتمد خيار المقاومة الشاملة سبيلاً في التعامل مع العدو، والعمل مع المجتمع الدول لمساءلة ومعاقبة دولة الاحتلال على سياساتها هذه التي تتناقض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وفي ذات الوقت دعا بكر الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي تكون هي مرجعيته وهدفه وضع الآليات لتنفيذ قراراتها المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني وخاصة حق العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية. وفي ختام كلمته، جدد التأكيد على أن ذكرى الشهداء تحفز في الجميع روح الوفاء لما قضوا من اجله، مجدداً العهد لهم على الاستمرار بالمقاومة، والمضي نحو الأهداف الوطنية في العودة والحرية تقرير المصير وإقامة دولتنا فلسطين على كل شبر منها. وفي ختام الحفل، كرمت قيادة الجبهة الشعبية في محافظة غزة كوكبة من شهداء محافظة غزة، حيث سلمت ذويهم صور تذكارية لهم. وتخلل الحفل عرضاً فلوكلورياً من الدبكة الشعبية لفرقة العصرية نال استحسان وحماسة الحضور. كما ألقت كل من الطفلة رشا أحمد الشيخ علي والطفل غسان نائل أحمد قصيدتان شعريتان وطنيتان وفاءً ورثاء للشهداء وتضحياتهم العظيمة.[/JUSTIFY]