بيان صادر عن الجبهة الشعبية بمناسبة يوم الشهيد الجبهاوي

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]شهداؤنا مشاعل تنير لنا الطريق يا جماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم في التاسع من آذار عام 1973، خاض القائد العسكري لقوات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة عضو مكتبها السياسي محمد الأسود "جيفارا غزة" ورفيقيه عبد الهادي الحايك وكامل العمصي معركة بطولية، واجهوا خلالها بكل صلابة من مخبئهم الذي تحصنوا به قوات الاحتلال الخاصة المدججة بأعتى أنواع الأسلحة، والتي حاصرتهم وطالبتهم بالاستسلام فرفضوا وصمموا على المواجهة حتى الرمق الأخير فاستشهدوا لتمتزج دمائهم الطاهرة بثرى وطننا فلسطين، وليشكّلوا لنا منارة مضيئة في سماء المجد، ونموذجاً يحتذى به في العالم أجمع، فقد حمل القائد محمد الأسود اسم "جيفارا"، تأكيداً على موقع الجبهة على الصعيد الأممي كفصيل ثوري ينتصر للشعوب في مواجهة قوى الامبريالية والعنصرية. لقد رسّخ الرفيق الشهيد جيفارا غزة ورفاقه نهج المواجهة المباشرة للاحتلال الصهيوني، فحوّلوا أرض قطاع غزة إلى ناراً ولهيباً تحت أقدام الصهاينة الذين سعوا بكل قوة وعنجهية وإرهاب إلى إخماد الثورة المسلحة التي أشعلها ابن مخيم الشاطئ ورفاقه وكل الكتائب المسلحة دون أن ينجحوا في ذلك، وليس عبثاً أو حديثاً عابراً اعتراف وزير الحرب الصهيوني آنذاك "موشي دايان" بأن جيفارا ورفاقه يحكمون غزة ليلا ًوالاحتلال يحكمها نهاراً". وفي الأمس القريب أكد الرفيق الشهيد معتز وشحة ذات النهج في مقاومة الاحتلال حتى الشهادة، هذا هو الدرس الذي يجب أن نستلهمه من تجربة جيفارا العظيمة ورفاقه جيلاً بعد جيل. شعبنا الفلسطيني الأبي في يوم الشهيد الجبهاوي وفي ذكرى الشهداء ندعو إلى وقفة وطنية جادة نقيّم فيها التجربة ونواجه فيها موحدين التحديات التي تعصف بنا، ونستلهم العبر والدروس من تجربة الشهداء الذين لم يفقدوا يوماً الثقة بعدالة القضية، وبأن انتصارنا على الاحتلال الصهيوني لن يكون إلا باستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام الكارثي، والخروج الفوري من دوائر الرهان على الحلول التسووية والمفاوضات العبثية، محذرين من الخضوع لمساعي الإدارة الأمريكية ووزير خارجيتها "جون كيري" لتمرير مخططه التصفوي، الذي يؤبد الاحتلال على أرضنا، ويحاصر شعبنا في معازل وكانتونات تحت نيران الاحتلال وإرهاب المستوطنين، ويقضي نهائياً على حلم شعبنا بالعودة. إن الارتقاء لمستوى تضحيات الشهداء تقتضي منا ترتيب البيت الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية بالتوافق على إستراتيجية وطنية موحدة، تتبنى المقاومة الشاملة وتنهي نهج أوسلو الكارثي، وتصون الثوابت وتحفظها بعيداً عن الأوهام والرهانات والمناورات الضارة، وعدم إخضاعها لاستفتاءات، أو مفاوضات استجابة وخضوعاً للابتزاز الأمريكي الصهيوني. جماهير أمتنا العربية في يوم الشهيد الجبهاوي نبعث بالتحية إلى الجماهير العربية التي ما زالت تناضل من أجل بزوغ فجر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية سبيلاً وطريقاً لإعادة الاعتبار لقضايانا القومية التي تمثّل القضية الفلسطينية درة التاج فيها، ولعل تزامن ذكرى استشهاد القائد جيفارا غزة ورفاقه مع ذكرى استشهاد رئيس هيئة الأركان المصري الشهيد عبد المنعم رياض تأكيداً على وحدة المصير العربي، وأنه من الصعب على شعبنا الفلسطيني أن يمضي في طريقه نحو حريته بدون عمقه العربي، فالمصلحة الفلسطينية والقومية تقتضي منا إعادة الاعتبار لهذا العمق للتصدي للمشروع الصهيوني وكيانه الذي يستهدف الأمة العربية في حاضرها ومستقبلها، كما تقتضي مراجعة أي سياسات أو أجندات تحاول انتهاك هذه الخصوصية في العلاقة أو تخلق تناقضاً بين المصالح القطرية والقومية وتكون مبرراً للتنصل من دعم وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه التي تتعرض إلى خطر التصفية عبر مخطط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي ندعو إلى مقاومته بمواقف وسياسات واضحة وبأوسع ائتلاف فلسطيني عربي. جماهير شعبنا الفلسطيني في يوم الشهيد الجبهاوي نتوجه بالتحية إلى أرواح شهدائنا الذين رحلوا وما زالت سجاياهم باقية وخالدة في ذاكرتنا، فتحية للقادة المؤسسين الحكيم، وأبو علي مصطفى، وأبو ماهر اليماني، ووديع حداد، وكنفاني، وجيفارا غزة، وشهداء الجبهة الأوائل أبو عيشة، ومحمد اليماني، والشهداء العظام القسام، وجمجوم، وحجازي، والزير، والحسيني، وأبو غزالة، والبطمة ومها نصار، والياسين، وأبو عمار، وأبو جهاد، والشقاقي، والراعي وربحي حداد ووليد الغول والعكاوي والمسلماني ونزال ومليطات وحنني، وباكير وجرايسة وصبح وأبو النصر، ومعتز وشحة والقائمة تطول، كما نتوجه بالتحية إلى أسرانا البواسل وعلى رأسهم القائد الأمين العام الرفيق أحمد سعدات، ونعاهدهم جميعاً بأن تبقى الجبهة وفية لتضحياتهم، وستبقى المقاومة خيارها الأكيد في تحرير فلسطين كل فلسطين. عاش يوم الشهيد الجبهاوي.. المجد للشهداء والحرية للأسرى وإننا حتماً لمنتصرون الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دائرة الإعلام المركزي 9/3/2014[/JUSTIFY]