الشعبية برفح تحيي ذكرى الشهيد الجبهاوي واختطاف القائد سعدات بمهرجان تكريمي حاشد
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة رفح ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي، وذكرى مرور ثمانية سنوات على اختطاف الأمين العام الرفيق أحمد سعدات ورفاقه من سجن أريحا، بمهرجان تكريمي حاشد للشهداء، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة، ومختلف قيادات العمل الوطني والإسلامي، وأسر الشهداء. وازدانت قاعة المهرجان بأعلام فلسطين ورايات الجبهة، وصور قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشهداء محافظة رفح. وافتتح عريفا المهرجان الرفيقة صفاء فرحات، والرفيق أحمد بركات المهرجان بالترحيب بالحضور الكرام وبذوي الشهداء، مستذكرين أرواح الشهداء، ودعوا الحضور للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني. وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية الرفيق إياد عوض الله كلمة الجبهة، أكد فيها أن إقامة هذا المهرجان التكريمي يأتي إحياءً للذكرى الثامنة لاختطاف القائد سعدات ورفاقه من سجن أريحا، وأيضاً على شرف الذكرى الحادية والاربعون ليوم الشهيد الجبهاوي، ذكرى الملحمة البطولية التي جسدّها قائدنا العسكري عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق محمد الأسود " جيفارا غزة" ورفيقيه عبد الهادي الحايك وكامل العمصي... والذين قاتلوا حتى الرمق الأخير ليرتقوا شهداء في التاسع من آذار لعام 1973 رافعين الرأس ولم يقبلوا المساومة ودفعوا حياتهم ليرسموا لنا الطريق الوحيد إلى فلسطين كل فلسطين". واعتبر عوض الله أن تكريم الشهداء وعائلاتهم والوفاء لدمائهم ورسالتهم وصيانة وصاياهم التي تركوها أمانة في أعناقنا جميعاً وهي الرسالة التي توجهها اليوم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال هذا المهرجان، وهو امتزاج وامتداد للعمل الميداني الذي تمارسه الجبهة على الأرض، الذي خطّه الرفيق جيفارا غزة ورفاقه بدمهم في احدى المعارك البطولية الخالدة في قطاع غزة، ومن جسدّها من بعده رفيقنا ابن قرية بيرزيت معتز وشحة الذي رفض الاستسلام للصهاينة الأنذال.. ومن بعدها رفيقنا وساج درويش.. وآلاف شهداء الجبهة الشعبية الذين رسموا ملامح الجبهة ورؤيتها التقدمية الثورية على مدار نضالها ضد الاحتلال الصهيوني. وجدد عوض الله العهد لكوكبة شهداء محافظة رفح وكل شهداء شعبنا وثورتنا على مواصلة طريق النضال والوفاء لتضحياتهم وبالمقاومة لا بالمساومة مهما أحيكت ضد الجبهة المؤامرات الخارجية والداخلية، مؤكداً أن شعبنا وفي قلبه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لا يمكن أن يسلم بضياع أي شبر من أرض فلسطين . وتوجه عوض الله في كلمته بالتحية إلى الرفيق القائد الكبير الملهم أحمد سعدات ورفاقه أبطال عملية الرد الجبهاوي التي أطاحت برأس المجرم الصهيوني رحبعام زئيفي ، مستذكراً ذكرى جريمة اختطافه الثامنة من سجن اريحا هو ورفاقه، واصفاً إياها بالمؤامرة الدنيئة التي بدأها رجال امن سلطة أوسلو وأجهزتها الأمنية التي لا زالت تواصل التنسيق الأمني المخزي والمعيب مع الاحتلال وفي ظل استمرار جرائم القتل والتدمير التي يقترفها العدو الصهيوني يومياً بحق شعبنا . وقال عوض الله: " نحن لن ننسى ولن نغفر هذه الجريمة التي ارتكبت بحق رفيقنا القائد سعدات ورفاقه، فما حدث سيظل وصمة عار على جبين من اقترفها.. وهي جريمة لن تسقط بالتقادم". ودعا عوض الله السلطة إلى استخلاص العبر، وأن تكون سلطة وطنية لا سلطة تنسيق أمني، وأن تمثل مصالح وطموحات شعبنا ومدافعاً عن حقوقه المشروعة، وضرورة أن تدفع باتجاه مراجعة حقيقية لما تقوم به من ممارسات وسياسات لا تخدم شعبنا. وعاهد عوض الله القائد سعدات بألا يبقى مقيد بالسلاسل والحرية حتماً قادمة، موجهاً نداءً لمقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بضرورة بذل الجهود من أجل تحريرهم وجميع الأسرى عن طريق خطف الجنود الصهاينة ومبادلتهم بأبطالنا، فهو الأسلوب الأنجع والأمثل في اطلاق سراحهم. وطالب عوض الله القيادة الفلسطينية المتنفذة بضرورة الوقوف بمسئولية وطنية عالية أمام ما وصلنا إليه جراء استمرار الرهان على الحلول التسووية والمفاوضات العبثية، والتي لم تجلب لشعبنا سوى الدمار والخراب وتهديد مشروعنا الوطني بالضياع وفي ظل استمرار الرهان على الإدارة الأمريكية التي باتت مواقفها واضحة اليوم للجميع. وقال عوض الله: " ألا يكفي عقدين من الزمن للحكم على هذا الخيار والذي بات لا يؤمن فيه أحد وفي المقدمة الأخوة المناضلين أبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، ألا يكفي عقدين من الزمن للحكم على الإدارة الأمريكية التي يسعى وزير خارجيتها اليوم "جون كيري" لتمرير مخططه التصفوي، الذي يؤبد الاحتلال على أرضنا، ويحاصر شعبنا في معازل وكانتونات تحت نيران الاحتلال وإرهاب المستوطنين، ويقضي نهائياً على حلم شعبنا بالعودة ". واعتبر عوض الله أن الارتقاء لمستوى تضحيات الشهداء يقتضي منا البدء بخطوات عملية لإنهاء حالة الانقسام المعيب الذي ضاعف الأعباء على شعبنا وزاد من معاناته اليومية وارتفعت فيه البطالة والفقر والتعدي على الحريات العامة والخاصة، وكذلك ضاعف التدخلات الخارجية الهادفة إلى إنهاء المشروع الوطني الفلسطيني. كما طالب بوقف هذا المسار السياسي والبدء بترتيب البيت الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية بالتوافق على إستراتيجية وطنية موحدة، تتبنى المقاومة الشاملة وتنهي نهج أوسلو الكارثي، وتصون الثوابت وتحفظها بعيداً عن الأوهام والرهانات والمناورات الضارة، وعدم إخضاعها لاستفتاءات، أو مفاوضات استجابة وخضوعاً للابتزاز الأمريكي الصهيوني. وتطرق عوض الله، للوضع الداخلي الجبهاوي، قائلاً " بكل أمانة وصدق بأننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مصممون أن يكون مؤتمرنا الوطني السابع محطة هامة على طريق النهوض الداخلي... ماضون جميعاً ولا رجعة في هذا الخيار.. ماضون في تعزيز وحدة التنظيم وتعميق الحياة الديمقراطية، وتنظيفه من بعض الأمراض الثانوية العالقة به، وممارسة النقد الموضوعي الهادف.. ماضون في استنفار إمكانيات الحزب وقواعده وهيئاته ومؤسساته في خدمة الجماهير في وجه التحديات الداخلية والخارجية.. هذا عهدنا للشهداء.. عهدنا لقائدنا أبي غسان.. عهدنا لرفيقاتنا ورفاقنا بأن الجبهة عصية على الكسر أو الاختراق أو التشويه. وكل المحاولات التي تستهدف وحدة الحزب ستفشل ولن تحقق مرادها.. وسفينة الجبهة ستظل تسير وتسير دون أن يعرقلها أحد". وفي ختام كلمته توجه عوض الله بالتحية للمرأة الفلسطينية المناضلة التي قدمّت الكثير... على مدار عمر الثورة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع الرجل. من جهته، ألقى الرفيق عبد أبو لبدة كلمة أهالي الشهداء تقدم خلالها باسم عوائل الشهداء بعظيم الشكر والامتنان والتقدير للجبهة الشعبية على مبادرتها الكريمة بتكريم كوكبة من شهداءنا في محافظة رفح، معتبراً إياها رسالة عهد ووفاء للشهداء الذين لم نفرط يوماً بدمائهم وتضحياتهم ونحفظها جميعاً في حدقات عيوننا. وأكد أبو لبدة بأن هذا العطاء والجهد بلا شك يجب أن يكون محل تقدير وعرفان منا جميعاً.. ومصدر ثبات للجميع بمواصلة الدرب لصون عهد الشهداء ورسالتهم، معرباً عن فخره بأن يكون أخيه أشرف أبو لبدة ابن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى أحد هؤلاء الشهداء". وناشد أبو لبدة في كلمته أبناء شعبنا جميعاً بضرورة السعي والعمل نحو إعادة إحياء وحدة الصف وإنهاء هذا الانقسام البغيض، وتجنيد كل الطاقات والجهود من أجل إطلاق سراح أسرانا البواسل من سجون الاحتلال، معتبراً أن استمرار جرائم الاحتلال وتصاعدها في الآونة الأخيرة تتطلب من الجميع التوحد ونبذ الخلافات جانباً. وقال أبو لبدة: " فلتصل رسالتنا للجميع... فليسقط التنسيق الأمني.. ولتسقط المفاوضات.. ولتسقط الهدنة من أجندتنا.. ولنثبت برنامج المواجهة الشاملة ضد هذا الاحتلال العنصري ... فالمقاومة والوحدة والتمسك بالثوابت هي القادرة فقط على تحقيق حقوقنا والانتقام لدماء الشهداء.. ومنع تمرير أي مشاريع تصفوية لقضيتنا الفلسطينية". وأكد أبو لبدة بأن الشعب الفلسطيني صاحب قضية مقدسة وحق خالد في وطنه وحق لا يزول بالتقادم والأرض ولا سبيل للخلاص من هذا الاحتلال إلا بقوة السلاح، مؤكداً أن ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. .. ما يؤخذ بقوة السلاح لا يسترد إلا بقوة السلاح وبعزائم الرجال وبوحدة هذا الشعب. وفي ختام كلمته تقدمّ أبو لبدة بالتحية إلى المقاومين الأبطال في كافة الأذرع العسكرية وإلى اسرانا البواسل في سجن الاحتلال.. وإلى أبناء شعبنا في الوطن والشتات والمخيمات وأهالي الشهداء خاصة، معرباً عن أمله بأن تستمر في ذاكرة الجميع فكرة تكريم الشهداء وتخليد ذكراهم العطّرة، معاهداً الشهداء بأن نبقى على العهد أوفياء نحمل الأمانة ولا نحيد عن الدرب ونصون وحدة الأرض والشعب. وفي ختام المهرجان كّرمت لجنة مكونة من الرفاق ذوي شهداء محافظة رفح،حيث أهدتهم صور تذكارية لأبنائهم الشهداء. وتخلل المهرجان، قصيدة شعرية ألقتها شهد أشرف أبو لبدة، نالت حماسة واستحسان الجمهور. كما قّدمت فرقة شمس الكرامة عروضاً فلوكلورية من الدبكة الشعبية.[/JUSTIFY]