عبد العال : نحن أمام تحدٍ لتغيير قواعد الصراع

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]خلال مقابلة أطل فيها القيادي في الجبهة الشعبية، ومسؤولها في لبنان الرفيق مروان عبد العال على شاشة المنار، ضمن برنامج "المشهد الفلسطيني " في وقفة تحليلية حول النتيجة التي وصلت إليها جولات المفاوضات الأخيرة، أكد فيها أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ البداية سجلت رفضها للمفاوضات من حيث المبدأ، وما النهايات التي أفضت إليها، وخاصة عندما وصلت الأمور إلى أن تكون التسوية بمنطق العدو تهدف إلى إعلان الضحية وإلغاء ذاتها ، فهو خير دليل على واقعية ومنطقية القول لا للمفاوضات. وهذا الرفض ليس لتسجيل موقف، وانبهار بعقدة التمايزعلى الآخر، بل هو نابع من قراءة وتقييم موضوعي لخط التسوية ومعادلة الصراع، وعبر حساب هادئ للكلفة الباهظة التي دفعت من الوقت والدم والأرض والحق الفلسطيني، وخاصة ما تبينه الشواهد الواضحة، والحقيقة المرة أالتي تؤكد أن معادلة القوة راجحة لمصلحة العدو في ظل أن الطرف الفلسطيني لديه معدلاته الأدني من ناحية الضعف والوهن والتجويف، ويفتقد إلى عناصر القوة الشاملة واللازمة لخوض أي صراع، من المؤسسة الديمقراطية الوطنية الفاعلة، والوحدة الحقيقية والشعبية منها والوطنية، وكذلك لفقدانها لثقافة وروح وفعل المقاومة ، هذا ناهيك عن الوضع العربي وما يجري فيه من تبدل للأولويات. وأضاف إن الخطيئة وقعت في اعتماد نهج المفاوضات كسياسة فعلية وحيدة ، وجعل القضية الفلسطينية برمتها في دوامة، وهي تدور في حلقة مفرغة، وإن الموقف الأخير للقيادة الفلسطينية بالذهاب للمنظمات الدولية هومؤشر إيجابي بالاستعداد لكسر هذه الحلقة ، والتلويح بالعودة إلى الصراع بمنطقه الإيجابي، أي ليس فقط التمسك بالحقوق، بل باستخدام كل عناصر المواجهة لاسترداد هذه الحقوق. وحذر عبد العال من محاولات الولايات المتحدة لإحداث اختراق في الموقف الفلسطيني مجدداً ، بالضغط الإنساني اللاخلاقي لقضية الأسرى، القضية التي تمس ضمائرنا وقلوبنا وعقولنا من أجل أثمان سياسية، لا تصل إلا عند حدود تمديد المفاوضات. وإن التهديدات من القادة الصهاينة تمارس عبر قتل رفاق بدم بارد في بيرزيت وجنين أخوة، وحتى قتل الصيادين في قطاع غزة، وفي سياقها تهديدات للرئيس أبي مازن . وهي ممارسة للبلطجة والابتزاز والضغوط والتخويف من الفوضى وقطع المال في ظل صمت العالم ، هذا يعتبر تحدٍ، لقدرة شعبنا على الرد، وطالب الانتقال من التلويح بالمقاومة إلى ممارستها، ومن الترحيب بالمصالحة إلى تنفيذها، وخلق فاعلية دبلوماسية دولية تلاحق الاحتلال وجرائمه في كل الأروقة الدولية ، ونبه إلى أن التقارير الاستراتيجية الأمنية الصهيونية الأخيرة تلفت أن الأمور قادمة على سياسة عزل إسرائيل ، واستمرار للفعل الشعبي للمقاطعة، خاصة (BDS) وكذلك الانضمام للمعاهدات والعهود والمواثيق الدولية . وتحدث حول التفكير بوضع بديل استراتيجي كتحدٍ لتغيير قواعد الصراع ، الذي يسبقه مراجعة شاملة، مشددا على ضرورة النظر بجدية وجرأة في مستويين: المستوى الأول في السياسة ، إن الممارسة السياسية في ظل عدم وجود رؤية واضحة للصراع تحولت إلى سياسة يومية، في ظل عدو يمتلك استراتيجيات بعيدة المدى، وإن هذه السياسة الفلسطينية غير مفهومه لشعبها وقاصرة ومختلف عليها ، أليست هي التى أدانت المقاومة، واعتقلت المقاومين نتيجة هذا الفعل ، وهي التي تمارس التنسيق الأمني مع الاحتلال؟ كيف تقول للناس أين أنتم الآن؟ تفضلوا وقاوموا ؟ لذلك المطلوب هو سياسة تستعيد الأهداف الكبرى التي تستحق التضحية، وليس المصالح الفئوية والجزئية والنفعية التي خلقتها السلطة، وتبعات أوسلو من قيم وسياسة، والذي أضاع الثورة خلف وهم اسمه الدولة التي لم تتحقق، و بناء سياسة تعتبرأن منظمة التحرير الفلسطينية تعمل وفق برنامج تحرري أساسة الجبهة الوطنية العريضة، وبعد عملية إصلاحها الضرورية هي الوعاء الحامل لمرحلة الثورة إلى حين تجسيد الدولة وليس السلطة المشروطة والمقيدة . والمستوى الثاني في الأدوات النضالية والتنظيمية في مجمل الساحة الفلسطينية، فقد شاخت هذه الأدوات ، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي نتاج لهذه الشيخوخة ، على المستوى الفلسطيني العام، وليس لفصيل أو حزب بعينه، رغم أن خير المصلحين من بدأ بنفسه ، فالمطروح جديا كيف نعيد تجديد شباب القضية الفلسطينية، والحركة الوطنية الفلسطينية، والمؤسسات الفلسطينية بكافة أنواعها النقابية والسياسية والتشريعية، والتنفيذية، والأهم استعادة القيم الأصيلة، وذهنية النضال التحرري، وثقافة المقاومة التي لوثتها التجربة الماضية، ولكن بإرادة موحدة وبروح جديدة .. المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان. الجمعة في 4-4-2014 [/JUSTIFY]