عبد العال : بادرنا بحركة سياسية أسفرت عن تشكيل وفد رفيع لزيارة دمشق
08 أغسطس 2018

أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسئولها في لبنان الرفيق مروان عبد العال مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية المعنوية والسياسية والإنسانية بالنسبة للفلسطينيين اللاجئين من سوريا، وكشف عن مهمات الوفد الفلسطيني المركزي الذي سيزور سوريا مشيراً أن الفلسطينيين يجب ألا يتصرفوا كأيتام أو أن يكونوا لعبة بيد أحد، داعياً القيادة أن تشعرهم أكثر من أي وقت مضى أنهم ليسوا كذلك. وأن لا يتركوا لأي استغلال". وأكد عبد العال في مقابلة مع " صوت المخيم " عن التوصل إلى تشكيل وفد قيادي فلسطيني برئاسة الأخ زكريا الأغا مسؤول ملف اللاجئين في منظمة التحرير وعدد من القيادات، وسيصل إلى سوريا خلال الأيام القادمة، مهمته سياسية أولا لتأكيد الحياد والعمل على تجنيب مخيماتنا في سوريا من المعارك الحاصلة. وحول مشهد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان لفت إلى أنه يعيد إلى الأذهان النزوح الأول، أصل المأساة، زمن النكبة الكبرى، والذي يحرك في الوجدان مشاعر حزينة، لأن النكبة ليست مجرد حدث وقع وانتهى، بل هي حالة مستمرة. وقال:" لاشك أن هذا الحدث الجرح، عندما يحصل لمخيمات سوري، وتحديدا في عمق اليرموك الذي هو خزان للذاكرة الفلسطينية، وبالمعنى الوطني والبشري الذي لطالما استندنا إليه، ونعتبره السد والحائط بالمعنى السياسي والوطني، لأن حياة الفلسطيني في سوريا وطريقة التعامل معه كانت دائما نموذجاً للفلسطيني في لبنان. وأضاف مستذكراً رفيقاً اتصل به " لو كنت هنا لكتبت رواية أخرى تشبه ما كتبت عن نهر البارد. الرواية تعيشها مرة واحدة، و حتما تكتب مرة واحدة، ومن الصعب أن تعيش ظروف كتابتها مرة أخرى، لكن إن تتكرر الأحداث ذاتها مرتين، وأن تكون مأساوية كالتي تجري حاليا في اليرموك، فهذا شي يحرك في الوجدان مشاعر مؤلمة، ويؤكد على أن حياة الفلسطيني هي مأساة مستمرة ومتكررة، والألم الذي يشعر فيه أي فلسطيني في أي مكان هو ألم متعدد الأوجه، يشبه ألمي أنا وإن كان طعمه مختلفاً، وألمك أنت لأنك عشت الظروف ذاتها في مكان آخر يوما ما. وهذه الظروف تعيد إنتاج الفلسطيني، تعيد إنتاج الهوية النضالية والإنسانية وتجعلنا أكثر تمسكاً بحقوقنا". وحول رأيه بدعوة أبي مازن الطلب من الاحتلال عودة فلسطيني اليرموك إلى الضفة قال:" نحن دائماً نعتبر أن عودة أي فلسطيني هي مسألة مهمة، ولكن أن تكون العودة مشروطة بالتخلي عن مكان آخر وهو الأصل فهذا مرفوض، ولا نعتبرها دعوة جدية حين تكون مشروطة من قبل الاحتلال، والخطوات المطلوب القيام بها الآن هي معالجة الجرح، الاسعافات الأولية لهذا النزف الاجتماعي، والسياسي، والوجودي للفلسطينيين، فالأولوية اليوم هي حفظ الوجود وحماية المخيم ككيانية فلسطينية تجسد القضية والهوية، والحالة السياسية الفلسطينية، وصحيح أن المخيمات صيغة مؤقتة، ولكنها محطة تحوي ذاكرة الجدود، وتؤشر إلى الهدف البعيد وهو حق العودة". وحول وضع الفلسطينيين في هذا الصراع، وكيف يمكن أن يكونوا فعليا بمنأى عن ما يجري، وعدم الانحياز في الصراع المسلح وتجنب دفع كلف باهظة لهذا الصراع قال:" أن نكون فلسطينيين وأن تكون هناك حمية فلسطينية، وهي ليست مجرد وحدة وطنية، لأن الوحدة التي يُنادى بها هي بين الفصائل، لكن الحمية هي حالة وطنية شعبية أعمق تهدف إلى خلق كيانية سياسية اجتماعية مستندة للذاكرة والمشاعر العفوية للناس، والتضامن والتكافل الاجتماعي والأسري، وتوظيف المشروعية. كل ذلك من أجل الدفاع عن الوجود، فإذا خسر الفلسطيني وجوده، ما معنى النضال من أجل حق العودة؟ نحن جزء من معادلة المنطقة، وليس من معادلة الصراع الداخلي في الأقطار العربية، هذا ما نقوله منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وقلنا نحن لسنا جزء من التجاذب اللبناني الداخلي، وندعو للحوار والإصلاح السلمي الديمقراطي الهادئ، نحن جزء من معادلة الدفاع عن لبنان في وجه أي عدوان صهيوني، ولكن ما يجري في لبنان فهذا شأن لبناني، وكذلك في سوريا نحن معنيون بالدفاع عن سوريا في وجه أي عدوان خارجي، ولكن التغيير هو شأن سوري داخلي لا علاقة للفلسطينيين به، ونحن نطلب من كل الشعوب العربية أن تكون مع فلسطين في وجه العدوان الصهيوني، ولا نريدهم أن يكونوا طرفاً في صراعاتنا الداخلية، كذلك نحن لن نكون طرفا بين الشعوب حين تريد التغيير الداخلي، ولكننا معها إذا تعرضت لعدوان خارجي". وطالب عبد العال باستخدام المشروعية الأخلاقية، والمعنوية الشعبية لفرض تحييد المخيم الفلسطيني كقضية هي في مقدمة أولوياتنا،ونحن ننطلق على أرضية أننا فلسطينيون. وأضاف " نحن نعرف أن لبنان لن يقدم للاجئين الفلسطينيين من سوريا أكثر مما يقدم حاليا، وهذا مع الأسف، لأن من لم يقدم للاجئين القدماء فلن يقدم للاجئين الجدد، و نحن نحّمل الأونروا المسؤولية الأساسية، لأن وضع الفلسطينيين اللاجئين من سوريا هو وضع إنساني، كما أننا نريد للفلسطينيين البقاء في سوريا، ويجب أن نفكر دائما بطريقة تؤمن لهم العودة إلى اليرموك، ولا نريد أن نرمى على الأرصفة في كل المدن، وعليه يجب أن يتحمل كل مسؤولياته الأونروا والمؤسسات الأخرى، ومنظمة التحرير ثم الدولة اللبنانية، والأولوية الأهم هي النضال من أجل العودة إلى اليرموك، والسعي الجدي لإعادة توليد الأمل في حفظ المخيمات في سوريا، لأن المعركة هي معركة الوجود وحفظ البقاء، وهذا لا يعني إهمال الجانب الإنساني، بل نحن أمام خطين متوازيين مداواة الجرح إنسانيا، والسعي الجدي لإعادة زرع الأمل والنضال من أجل البقاء في سوريا وحماية المخيمات،لأن المجزرة الكبرى هي أن يتحول الفلسطينيون إلى متوسلين، ويبحثون عن الصدقة ومشردون إلى في كل بلدان العالم". وحول كيفية معالجة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على الصعيدين الإنساني والسياسي، وهل هناك مخاطر من حدوث ما حدث مع الفلسطينيين في العراق؟ قال:" لا، لن ينتهي الحال هكذا، يجب أن نسعى إلى حفظ البقاء في سوريا، والعودة إلى المخيمات، وإعادة إعمارها، ولن يحصل معهم ما جرى مع فلسطيني العراق، لذلك يجب أن نستفيد من تجربة نهر البارد، حيث لم يترك فلسطينيو البارد مخيمهم بعد النكبة الأخيرة، والدور الفلسطيني المطلوب هو بإيجاد بيئة آمنة وحيادية تؤمن عودة الفلسطينيين إلى مخيماتهم في سوريا، والعمل الجدي من أجل إعادة البناء وحفظ البقاء". وحول تعامل القيادة الفلسطينية مع هذا الملف بمسؤولية قال:"هناك تقصير، وكنا قد التقطنا الفارق بين تحويل السياسة إلى مماحكات واتهامات متبادلة، والتي قد تحقق مآرب خاصة وتصفية حسابات ضيقة من شأنها أن تؤجج نار التناقض الفلسطيني الداخلي، وتشفي غليل هذا المسؤول بالانتقام من الآخر، لكن هذه ليست سياسة وليس دوراً مأمولاً تقوم فيه قيادة تعتبر مسؤولة عن شعبها أينما كان ولأية جهة انتمى، جهودنا أثمرت جهود الحركة السياسية التي كان لنا فيها شرف المبادرة، ومن خلال اللقاءات الثنائية المركزية والتي جرت في لبنان، وعبر مخاطبة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرالفلسطينية للقيام بدور جدي لحماية الوجود الفلسطيني في سوريا، أن يترجم الموقف السياسي بدور سياسي حقيقي، لتحييد المخيم الفلسطيني كقضية مرتبطة بجوهر القضية الفلسطينية.