في حوار اذاعي شامل بمناسبة النكبة، عبد العال : فلسطين الحقيقية ستنتصر على الخديع

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]ضمن حلقة خاصة عشية الذكرى 66 للنكبة وبعنوان : فلسطين النكبة والقضية والمقاومة. استضاف برنامج "الضوء الاخضر " على صوت الشعب اللبنانية القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق مروان عبد العال ،على مدار ساعة من الحوار الشامل، بدأها بتوجيه التحية لفلسطين أرض الانكسارت القلقة والانتصارات المأمولة ، وهي الوطن الحلم النقيض للوهم ، وهي فلسطين الذكرى الغير قابلة للنسيان وفلسطين الحقيقية العصية على الزيف وحتما ستنصر على الخديعة ، لأنها ليست المكان الصالح لتشويه وجهها وصورتها وليست أرضا للتسويات الجزئية المنقوصة ، بل انها كانت مكانا لولادة الصراع في المنطقة بأسرها . فالحقيقة التاريخية تقول انها المكان ذاته لنهاية الصراع التاريخي . صراع بين رواية مزيفة ولكنها تمتلك قوة "الباطل " وهو الاحتلال واخرى رواية مقابلة حقيقية وتمتلك قوة "الحق" ، وربما أحد أسرار قوة بقاء القضية الفلسطينية وقوة بقاء الحقيقية راسخة في عقولنا وقلوبنا هي وجودها كحق مقدس يأخذ شكل الحلم. في هذه الطريق الطويلة والصعبة الى فلسطين، تحتشد الدراما بكل صورها ورموزها ودلالاتها ، وتحتشد الميثولوجيا بكل ألامها وأمالها واحيانا يصبح للتاريخ لون الايديولوجيا الملتهبة .علينا ان نقر اننا في النكبة لأن ما قبل النكبة مازال قائما، مازال التاريخ يكرر نفسه بشكل تراجيدي عندما تتكرر الاسباب التي ادت للنكبة ، وهي ليست موسم احتفالات سنوية ، هي هزيمة وقعت وتركت أثارها في وجدان وضمير وحياة المجتمع و مازال كل انسان عربي يدفع من اعصابه وحياته ومستقبله كلفة ما حدث فهي تحتجز مستقبل أمة ، النكبة فلسطينية ولكنها حالة عربية عامة ، لماذا تم تعميم النكبة ؟ تتفشى ان لم ندركها ، واشكال القتل والتهجير والنزوح والخيام لم يعد متعلق بالانسان الفلسطيني وحده ، كأن فلسطين بنكبتها اتسعت لكل البلدان والحدود والعواصم ، لماذا ؟ لأن الذي انتج النكبة الان مازال مقيما ، وظروف ما قبل النكبة وبعدها هي نفسها وموجودة وما زالت مستمرة ومتواصلة وتتوالد نكبات، ونحن فيها وهي تدخل في عمق كل انسان بكل ابعادها، وواجب المقاومة كشأن دفاعي ذاتي منع استمراها وتمددها وتفشيها فينا وحفظ المخيم الفلسطيني كشاهد حي ولم يسقط وغم القهر والعهر و لن يموت والشعب الفلسطيني مدرسة في المقاومة و ونموذج في النضال. انها ذكرى أليمة ودامية ولكنها ليست مناسبة للطم والندب ، بل المطلوب منا استعادة الذاكرة لانها مسالة هامة في تشكيل الوعي وتطوير الهوية وتأكيد انتماء الشعب الفلسطيني لفلسطين الحقيقية . التي أرضها تتعرض للنهب والمجتمع للتمزيق والهوية للالغاء وثقافتها للطمس ، لماذا ؟ لأن هناك نظرة ناقصة لطبيعة الاحتلال الصهيوني، الاستئصالي والاجلائي ، فهو لا يستهدف ارض فلسطين فحسب بل اقتلاع ناس والغاء شعب وتدمير مجتمع هذه كلها أبعاد النكبة وتداعياتها ، ومقابلها تجري الخديعة عبر خلق كيان واختراع شعب اخر على ارض شعب عريق ،نعم نعني من نظرة قاصرة و تعتقد ان فلسطين احتلت سنة 1948 بل الحقيقة المرة انها كانت تسقط كسرة كسرة وحجر حجر منذ وعد بلفور 1917.ووفق استراتيجيا واحدة وطويلة ومتعددة الادوات بدعم التخلف العربي وبرعب الصعود النازي وبضمانة وحضانة الاستعمار البريطاني . وكما قال "بن غوريون" بعد حصول النكبة مباشرة :" انكم لم تنتصروا بسبب قوتكم بل بسبب تفسخ وتخلف وضعف عدوكم " ولان الفلسطينيين هم جزء من التخلف العربي يومها والذي كان سائدا ووجتمعها متعب بالانقسامات والقبلية والعشائرية في العشرينات الذي استمر في سياق سلبي حتى فشل ثورة 1936 ووصل الى الذروة عام 1948و بكل حزن مازال يتكرر حتى الان ، امة مفككة ومجتمع " ما قبل سياسي " اي التخلف لا يستطيع ان يقاوم والمقاومة صنعتها البطولات الشعبية والفردية ولكن الهزيمة تستمد بقاؤها من من عناصر التخلف والرجعية . والنسق السلبي وحدة يعيد انتاج النكبة . كان للصهاينة رؤية استراتيجية ولكن الجيوش العربية السبع قاتل وربما استبسل ابطال فيها وسقطوا شهداء على ارض فلسطين ، وانما الحقيقة انها غابت الاستراتيجية المحددة والواضحة لانقاذ فلسطين ، وما هي رؤية الانظمة العربية حينها ؟ دأب اجدادنا على اتهام العرب وتحميلهم مسؤولية التقاعس والخيانة وبأنهم جزء من المؤامرة. لان هناك انظمة وملوك وامراء ارادوا نيل شرعية سلطتهم من الاستعمار مقابل اخراج درامي دموية ادت الى ولادة كيان صهيوني مسخ . الحركة النازية العالمية اسهمت بشكل غير مباشر ولكن بشكل رئيسي وحاسم في تحويل الفكرة الصهيونية من حيز الاسطورة الى الواقع ، امدتها بقوة مادية وهي الهجرة النوعية وبقوة معنوية حيث اكتسبت الصهيونية صفات النازية وممارستها . لذلك اقول بقوة ان التعايش مع العجز هو نكبة بعينها ، وعندما ينتصر مجتمع "الما قبل سياسي" على السياسي هو نكبة ، او ان انتصر الوعي الخاطيء والمتخلف على التقدمي والجديد هو نكبة ، وكلما تراجع الفكر الناشيء امام الفكر السائد ، هذه عناوين النكبة من لحم ودم ووعي ، والنكبة مستمرة طالما هناك غياب لإستراتيجية عربية موحدة . الخطر القائم هو تصفية معنى فلسطين ، اي استبدال الصورة المشوهة بالحقيقية ، عبر احتلال اللغة و الخطاب والقرار السياسي ، وانتاج ثقافة للعجز والهوان تستعير مصطلحات الاخر وتعتبر حتى امكانية العودة الى فلسطين التاريخية مسألة وهم وان تدمير "اسرائيل" ككيان عنصري ودولة احتلال ايضا من سابع المستحيلات ، نحن نعرف ان فلسطين الحقيقية تحضر اليوم بصفتها الحقيقية كذلك، كحصيلة التاريخ الدرامي للقضية الفلسطينية ، الخروج عن الحق هو خنق الحقيقة و اعادة انتاج العجز والتخلف وعن طريق انتاج قيادة تستمد شرعيتها ليس من القدرة على الخروج من الهزيمة بل اعادة انتاج المأزق ايضا ، وهذا يمر على حساب مستقبل الاجيال وبتقزيم الاحلام وقطع الطريق الى فلسطين الحقيقية . والتي ليست فقط في قلوب الفلسطينين كما في عمق الوجدان العربي وانصار فلسطين على مدار الكون حاضرة وثابته كقضية حرية . اي ممارسة غير ذلك هو خطر وجودي لا يقل خطورة عن سياسات العدو بل تتقاطع معه. هناك من يريد تحويلنا الى ضحية مستدامة وخاضعة وقابلة ، باعتبار ان قضية اللاجئين تحل بشكل جزئي واننا لا نريد اغراق اسرائيل باللاجئين وهكذا دواليك وهذا يعني ان حقيقة فلسطين مهددة زغير مشروعة وان خديعة الدولة اليهودية قد تتحول الى حق مشروع ، ولمصلحة من تكذيب الحقيقة الفلسطينية و"بعضمة" لسان الفلسطيني .ما نريد التأكيد عليه هنا ان الفلسطين المجردة من الرموز والاحلام ، هي ليست فلسطين الحقيقية والفلسطيني المجرد من وطنه هو الجزء الاخر الذي لا تكتمل الحقيقة الا به وبعودته الى وطنه. وهنا يهمني التأكيد ان الجبهة الشعبية هي في مقدمة القوى الوطنية الفلسطيينية المناضلة وهي دائما تطالب بفكرة جدية لا يتم التعاطي معها بجدية ، وهي ضرورة اجراء مراجعة سياسية كاملة للخط الذي سرنا وانجب اوسلو واثاره المدمره على الارض ، وهل العقل السياسي القيادي عندنا يقبل بقضية المراجعة ؟؟؟ وهل هناك من يقبل ان تقول له انت مخطئ، ولك هذا السؤال يعني التنكر بنضالات الشعب الفلسطيني بل حفظها من الضياع. علينا أن نعود إلى الصراع وهذا ليس سهل لان هناك مؤسسات اصبحت قائمة في ظل وجود المفاوضات وأوسلو فرض بنية اجتماعية وسياسية واقتصادية كاملة، وحتى في الضفة الغربية لا تستطيع القول كلمة عدو صهيوني بل تقول احتلال لان كلمة عدو وكي نكون بصراع مع العدو تعني العداء، يجب ان تزال هذه الاثار ويجب ان نكون في صراع ونحن نحتاج الى جبهة وطنية عريضة وهذه الجبهة الوطنية العريضة ضُربت مؤسساتها وتعبيرها الاهم هي منظمة التحرير الفلسطينية. هناك نظرة وكأن مرحلة التحرر الوطني قد انتهت، وهناك من قال ان هناك ثمن للاعتراف بمنظمة التحرير والاعتراف بالدولة وهي ان لا تكون منظمة التحرير حركة تحرر وطني، مع ان الامم المتحدة اعترفت بمنظمة التحرير كحركة مقاومة ولكن عندما يعترف بها كدولة فهناك موجبات للدولة، وهذا ما حصل مع حركة حماس دخلت الى السلطة كحركة مقاومة ودخلت الى السلطة وهدف السلطة هو اخراجها من المقاومة، وهذه مسائل بنيوية والان هناك تشديد على المصالحة والوحدة الوطنية ولكن اذا كان هناك وحدة وطنية فما هي استراتيجيتها، لان الوحدة الوطنية ليست وحدة سلبية، لان هناك احيانا توجدة وحده فيها تواطؤ كما كنا نسميها في منظمة التحرير التعايش الوطني لكن الدكتور جورج حبش كان يقول ان الوحدة الوطنية لها شروط الجبهة الوطنية العريضة تضم كل طاقات الشعب الفلسطيني وتمارس كال اشكال النضال الفاعل، ونحن الان بحاجة لتحديد ما هي الشروط الوطنية. علاقتنا بحركة فتح (تحالف واختلاف) ووحدة ونقد ، وفي اطار منظمة التحرير الفلسطينية ولكن هناك اختلاف في السياسة في كثير من النقاط ونحن انسحبنا من الجلسة الختامية في المجلس المركزي لانه عندنا اعتراضها على نقطة المفاوضات ولكن هذا لا يعني انها ليست مع كل اشكال التصدي للضغوط وعبر الوحدة والصمود في وجه العدو ولا مرة وصلت الجبهة الشعبية درجة اختلافها الى درجة التناقض او الانقسام والتفكير بالبدائل، وزمان كان هناك صراعات حول مفهوم الوحدة الوطنية وساهمت الجبهة الشعبية في صياغة هذه المفاهيم وتحديدا غسان كنفاني في حوارات كانت مع كمال عدوان اسمها حوارات غسان وعدوان في الاردن حول مسألة كيف تكون الوحدة الوطنية، كيف نتناقض ونتصارع ونحن في وحدة وطنية وكيف هذا الاختلاف يخلق غنى وهذا جزء من عقيدتنا السياسية ونحن ضد سياسة الاقصاء ، لان التناقض الرئيسي بمفهوم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يكون مع الاحتلال الصهيوني. وليعلم الجميع انه هنا في مخيمات الشقاء لا يوجد لهذه المصالحة اي صدى وكأنه لا احد يريد ان يصدق ، مثل حكاية "ابريق الزيت "وهو ناتج عن تكرار الخطاب المشروخ الذي قيل اكثر من مرة "لقد طوينا صفحة الانقسام الى غير رجعة"، ثم يتفاجأ الجميع امام اي عثرة نسمع "ان عدتم عدنا "... يعمنها التأكيد ان دور مصر مهم ومختلف وتغير الكثير من الطموحات بعد الانتخابات الرئاسية ونتمنى تطور الوضع العربي ايجابا وخاصه في سوريا لأن له تاثير كبير على الوضع الفلسطيني وهناك دور اقليمي ايضا يساعد في تقاربهما تحت مظلة المصالحة على اقل تقدير . وحول الوضع الفلسطيني في لبنان كشف الرفيق مروان عبد العال ان عدد النازيحين الفلسطينين من سوريا 55بلغ الف حسب بيان الانروا، واعرب عن امله ان تنتهي المشاكل في سوريا لانه الوضع المتازم يأثر على الفلسطينيين وعلى القضية الفلسطينية والنازحين من سوريا يعيشون اوضاع صعبة في لبنان وظروف قاسية، ونحن كفلسطينين نتعرض في نهر البارد عدم استكمال اعماره وهناك محاولة لانهاء القضية الفلسطينية وحتى ما يجري في عين الحلوة هو محاولة تغيير هوية المخيم ومن يحوّل اي مخيم من قوة جاذبة الى عنوان عبثي خطر على المخيم والمحيط، وممارسة هؤلاء ليس لها علاقة بفلسطين. [/JUSTIFY]