عبد العال: النسيج الوطني الفلسطيني سيبقى أقوى من محاولات التمزيق
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئولها في لبنان مروان عبد العال أن " مخيم اليرموك يجسد أكبر خزان للذاكرة الفلسطينية بالعودة إلى فلسطين، فكل الشوارع فيه مسماة بأسماء فلسطين، لذلك ينتاب الفلسطيني اليوم الخوف من تمزيق هذا النسيج وتشتيته، وهو يعني ضرب لوجود المُطالب بحق العودة والحفاظ على الهُويّ"، مستدركاً " بأن النسيج الوطني الفلسطيني سيبقى أقوى من كل محاولات التمزيق. ودعا عبد العال خلال لقاء شامل في برنامج الضوء الأخضر عبر أثير صوت الشعب، لأهمية زرع الأمل، بل على اختراع الأمل إذا كان غير موجود، لأنه من الغريب أن يكون الفلسطيني وبعد أكثر من 63 سنة من عمر المخيم، ومن عمر النكبة يحلم بشرعية البقاء ، بالمعنى السياسي وليس فقط الغريزي ، فالفلسطيني كان دائماً محمولاً على الحلم، وعلى الذاكرة وعلى حق العودة، وحلمه أن تنتهي المخيمات يوماً، لكن أن تُعاد النكبة ويُعاد إنتاج اللجوء فهذا الأمر يجب أن يُواجه ويجب أن لا نستسلم أو نيأس. وقال " الواقع الفلسطيني يستطيع أن يُقدّر الوجع السوري واللجوء السوري والفلسطيني و أكثر من غيره، لأنه ينزف من شرايينه ، لأنه يرى مأساته في ما يحصل لأي شعب سواء في سوريا أو أي مكان آخر،لأنه دائماً ينتابه الإحساس بالخوف من المستقبل، وخوف على حقه بالعودة". وتابع " منذ بدء الحرب على سوريا وقفنا على الحياد بمعناه الإيجابي، أي نحن بشكل أو بآخر موجودون بهذا المركب، ونحن نخاف على سوريا المتمسكة والمتماسكة، والموحدة والعربية، والحافظة للحق وللحقوق والوجود الفلسطيني، وهي أيضاً لها مكانة ليس في الممانعة فحسب بل الإرث الثقافي الموروث الحضاريّ". وأضاف : "في حال الاعتداء على أية دولة عربية لا يمكن للفلسطيني الا ان يكون سندا لهذه الدولة ضد العدو الخارجي،لأنه يجد نفسه واحداً من الهمّ القوميوليس خارجه . وهناك مسؤولية فلسطينية لما وصلت إليه الأمور، بخاصة بهذه الكلفة الباهظة التي يدفعها الإنسان الفلسطيني من مخيم النيرب إلى مخيم درعا وصولاً إلى مخيم اليرموك، لأنه الأكبر وهو عاصمة الشتات، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 200 ألف". واعترف عبد العال أن هناك تقصير فلسطيني كبير لما يحدث في مخيم اليرموك، لافتاً أن هذا ما حاول الرئيس أبو مازن تداركه في الاجتماع الأخير في القاهرة، حيث قال:" لقد تأخرنا في هذا المجال، كما أنه هناك موقف فلسطيني باتجاه الحياد، مشيراً أن هناك فرق بين الموقف والدور، وفرق كبير بين ما يُقال وبين ما يتم فعله، والجميع مقصرون في هذه المسألة، مؤكداً أنه حتى الجبهة الشعبية كان يجب عليها أن تبذل جهداً أكبر لتثبيت الحياد، لكننا لسنا آلهة حتى لانخطئ، أين حجم الخطأ؟ ودرجة الانضباط هل هي عند الجبهة الشعبية أكبر من صفوف أخرى؟ أقول:" نعم". وأكد عبد العال أن الحياد لا يعني أن تعدّ القذائف وتعدّ الجثث على طريقة بان كي مون عندما قال: سوريا تقتل نفسها ونحن نعد الجثث" ورددت عليه وقلت:" نحن ننزف، فنحن يجب أن لا نكون على حياد سلبي، فعلينا ممارسة الحياد الإيجابي بحيث لا يشعر الفلسطينيون أنهم أيتام، وعلى الفلسطيني أن يكون موقفه جريئاً إزاء ما يجري للفلسطينيين في سوريا. وحول إن كان هذا الأمر هو أولوية عند القيادة الفلسطينية، قال عبد العال " من الجيد أنه تم التطرق إلى هذا الموضوع، ووضع على جدول الأعمال في اجتماع القاهرة للأمناء العامين، ولكن كم مرة اجتمع الأمناء العامون من أجل وضع 600 ألف فلسطيني في سوريا؟ ألا يُعتبر هذا الموضوع مهمّ، ولذلك يجب أن يُعلى الصوت أكثر من ذلك، ومن غير المسموح أن يُزج الوضع الفلسطيني في هذا الأتون، ويجب العمل على حماية الحياد والمحافظة عليه". وأشار عبد العال إلى أن الوضع الميداني الآن في مخيم اليرموك هو مع جبهة النصرة، مع العلم أنه يوجد في مخيم اليرموك ما يقارب 20% من سكان اليرموك مازالوا داخله، والمسيطرون على الوضع هم قوى خارجية، وأن الجبهة والقوى تلعب دوراً في مسألة إخراجها من المخيم. وبالنسبة للاجئين المتواجدين في المخيمات أشار إلى أن المسؤولية تقع على الدولة المضيفة للاجئين، وهناك تقصير على صعيد إغاثة اللاجئين، وأي خلل يصيب بنية المجتمع الفلسطيني سيطال بالتأكيد لبنان، فقوة المجتمع الفلسطيني هي قوة للبنان، واليوم نحن أمام موضوع جديد وهو دخول اللاجئين من سوريا إلى لبنان، وطبعاً تقع المسؤولية على عاتق الانروا من جانب احتواء الاغاثة و القيادة الفلسطينية كمسؤولية سياسية ومعنوية والحكومة اللبنانية من جهة إعطاء المساحة الإنسانية لهذا الوجود قانونيا ، ومنحهم حق الإقامة، والحفاظ على تداعيات مثل هذا الموضوع على أكثر من مستوى بما فيه المستوى الأمني، والمسؤولية الثانية تقع على الأونروا، حيث يجب أن تكون مسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، وليس فقط عن اللاجئين في لبنان، والمسؤولية الأخرى تقع على منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها قيادة سياسية للشعب الفلسطيني، وهي التي يجب أن تُشعر الشعب الفلسطيني بأنه ليس يتيماً. وبالنسبة لإعمار مخيم نهر البارد أكد وجود مشكلات عالقة، ويتم متابعتها مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، ومع الأونروا والهيئات المناصرة، وهذا الأمر يحتاج إلى 170 مليون دولار، وقد تم إنجاز رزمتين والثالثة قيد الإنجاز، ونحن نملك تغطية أربع رزم من أصل ثمانية رزم، والمبلغ موجود عند الأونروا، وقد تم ترميم للبيوت في المخيم الجديد لـ 702 وحدة سكنية، وهناك 502 وحدة سكنية على حساب الحكومة الإيطالية يجري ترميمها في المخيم الجديد، وهناك عقارات مازالت مهدمة وتحتاج لتمويل لإعادة بنائها. وبالنسبة للأحداث الأمنية التي تحصل في المخيمات، وبخاصة في مخيم عين الحلوة، قال:" إن المفهوم الأمني مفهوم كامل ولا يوجد أمن جزئي، والوضع الأمني في المخيمات مرتبط بالوضع الأمني في البلد، والمخيمات خاصرة رخوة، وهي ليست مسؤولية أبناء المخيم فقط، والفلسطيني متهم بنظر العالم كله، وهو متهم بأنه عنصر توتير، والكثير من المطارات والدول تتعامل مع الفلسطيني على أنه متهم، وبعد أحداث 11 سبتمبر صار العربي بشكل عام متهم، ومشروع إرهابي، وواقع الفسطيني يستعمل شماعة يعلق عليها كل أخطاء البلد". أما في ما يتعلق بالأسرى المضربين عن الطعام أشاد بصمودهم قائلاً:" هي صرخة حرية تستحق كل الاعتزاز، وتستحق كل التمجيد التي لا يمكن أن تنطبق على بشر، وهؤلاء أسطوريون، وكما عودونا دائماً كلما نسينا قرع الجدار، هؤلاء الأسرى هم مسؤولية الجميع، ولا يمكن أن تنتصر قضية الأسرى دون وجود عمل مؤازر في الخارج، وبخاصة على المستوى الجماهيري وهذه هي المقاومة الشعبية ، أما بالنسبة للمستوى السياسي والرسمي والمقاوم، يجب عند العمل على إطلاق سراحهم أن يأخذوا تعهداً من مصر حتى لا يعتقلوا مرة أخرى، لأنه بين الأسرى الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات، والكثير من القادة الفلسطينيين". وبالنسبة لمصر قال : " إن الحكومة المصرية الحالية اليوم عملت ما عجزت عنه حكومات مبارك السابقة، وهي إغلاق ومراقبة الأنفاق واعتقال مجموعات فلسطينية، والمصالحة الفلسطينية تسير بخطى بطيئة جداً، ليس نتيجة دور مرسي، ولكن لأن الفصيلين الأكبر غير جادين، ولا يشيعون تفاؤلاً بأن المصالحة قريبة، وإذا كنا شعباً فلسطينياً لماذا يتم الحديث عن جناحين للوطن وعن انتخابات بالداخل ولا انتخابات بالخارج، ونحن بحاجة لاستعادة منظمة التحرير الفلسطينية ومجلس وطني فلسطيني منتخب على أساس تمثيل نسبي بقانون واحد".[/JUSTIFY]