عبد العال:على العالم أن يتحمل مسؤوليته إزاء الكارثة وليس استخدامها لمعاقبة غزة
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY] في لقاء تلفزيوني مع مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال على قناة الميادين في برنامج "آخر طبعة" اكد فيها على ان معركة البناء نتيجة للمعركة الاولى، وهي جريمة الدمار الهائل الذي لم يستطع المجتمع الدولي لا منع وقوعه ولا بإدانة الجريمة ومعاقبة من افتعلها. ونبه في مقابلة أجرتها قناة الميادين الى الحشد الدولي لأكثر من مائة دولة ومؤسسة يهدف الى تحديد الإطار السياسي، وربما الشروط السياسية لإعادة الإعمار ما تهدم من قطاع غزة ، وأشار الى ان الغائب الحاضر هي "إسرائيل" التى اخذت ضمانات بأن تكون شروطها على الطاولة ومنها الرقابة على مواد الإعمار ومخططاتها المدنية وأن تكون مرتبطة بالاستقرار الأمني . وقال إننا نقرأ بتوجس معنى سماح العدو الصهيوني لحكومة الحمد الله أن تذهب إلى قطاع غزة، وهي حكما من زاوية ماذا ولماذا وافقت إسرائيل على الزيارة، هل حرصا على دفع المصالحة للأمام ؟ وأجاب: من المؤكد لا ، نحن نقرأ مخططات اسرائيل لإستخدام مسألة الاعمار لخلق دينامية تفاوضية جديدة بأطراف مشتركة، محذرامن" مشروع مارشال" مصغر. يؤسس بآليات دفع دولية لتثبيت الوضع القائم، اي إرضاء الجميع بتحسين شروط الاحتلال، ومن دون ذلك فإن عملية البناء ستستمر ولكن من دون بناء جدي. وأوضح انه في الوقت الذي تؤيد الجبهة الشعبية الخطوات الإيجابية نحو وحدة النظام السياسي الفلسطيني، وإنهاء انقسام المؤسسات لحل مسألة المعابر وغيرها، إلّا أن الجبهة تنظر بعين الريبة لدوافع العدو ولنوايا البعض من مفهوم إعادة القطاع لحضن السلطة، وهذا موقف لا يستهدف حركة حماس وإحراجها بل تدويل التنسيق الأمني، وقال: على العالم أن يتحمل مسؤوليته إزاء الكارثة، وليس استخدامها لمعاقبة غزة، لمعاقبة الشعب الذي صمد، والمقاومة التي قاتلت بهدف إطالة امد العذابات وأن يتذوق مرارتها عدد كبير من شعبنا، ونحن أمام عشرات الآلاف من الوحدات السكنية المدمرة وعشرات من الآلاف الذين يقطنون المدارس، والأمكنة العامة ممتلئة بأكملها بالنازحين، وعلى أبواب فصل الشتاء .. وبالحديث عن بعض الشبان الفلسطينيين من داخل الأرض المحتلة عام 1948 الذين التحقوا بتنظيم داعش قال عبد العال: إنها حالات فردية يمكن تشبيها بأنها حالات من الجنوح والانحراف الاجتماعي، وخاصة انه لا يتجاوز عددهم اصابع اليد، وربما انسداد الأفق والإحباط والفراغ السياسي، وغياب الحوامل الوطنية، كلها أسباب تدفع لعناصر معدودة للتفتيش عن بطولة متخيلة أشبه ما يكون بالهروب للأمام من دون أن ننسى أن العدو الصهيوني هو المستفيد من وجود " فزاعة "داعش. بداعش لم يعد الكيان الصهيوني هو سبب عدم الاستقرار في المنطقة و يحاول أن يقول بإنه الضحية، وقد حاول نتنياهو في خطابه في الأمم المتحدة الجمع بين داعش وإيران ، مصلحة الكيان الصهيوني هو وجود داعش فللسطيني والهدف ان تكون جزيرة "حضارية " وسط محيط من التخلف و الإنحراف والجنون. إن أولوية الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي هي قتال الاحتلال الصهيوني واي انحراف هي حالات تخدم الاحتلال من دون أن ننسى أن دولة داعش ليست لإقامة دولة بل لتفكيك الدولة، وإنشاء جاهلية ما قبل الدولة ، فهي ليست دولة وإعطاء هويه "إسلامية "هي لوظيفة أخرى لا تخدم الإسلام بل لتكون الوجه الآخر للدولة اليهودية، وبالعودة لموضوع إعمار قطاع غزة قال عبد العال: الجهات الدولية المانحة هي ليست مؤسسات خيرية، إنما لها شروط سياسية، فالكيان الصهيوني يدمّر ثم تأتي الدول المانحة لتعمّر، ومن المعروف أن هذه الدول لم تلتزم بتعهداتها بإعمار غزة عام 2008 / 2009 ، وأن قضية البناء مرتبطة بخلفية أمنية صرفة ويوضع لها إطار سياسي. إن أهم عنوان في المرحلة الحالية هو موضوع الهجوم على المسجد الأقصى، والكيان الصهيوني يستغل بشكل واضح ما يجري بالعواصم كلها، من حروب لتطبيق مشروعه على الأرض، والمشروع الصهيوني مطروح على أكثر من مليار مسلم في العالم كونها مدينة روحية وعاصمة السماء كما جرى الحديث عنها . هذا يجري وهناك من يغدق السلاح والمال العربي لتدمير الدول العربية بينما فتيان فلسطين يدافعون بالعُصي عن المسجد الأقصى الذي يمثل ضمير كل الامة . واعلن رفض الجبهة الشعبية لدعوات كيري مشبها كلامه عن العودة الى المفاوضات بأنها طبخة فاسدة ، وقال اننا نرفض المفاوضات ونطالب بالاستراتيجية الفلسطينية الجديدة، تحدد السياسة الجديدة التي يجب أن نتبعها، بأفاق سياسية مبدعة وخلّاقة. الأهم أن لا نتخلى عن عناصر القوة، وهو ما حصل خلال عشرين عاماً من المفاوضات. يقولون إن عمل المقاومة غير شرعي، لأنه لم يكن هناك عقيدة تضع المقاومة في إطارها الاستراتيجي، وتساءل عبد العال: أليست الوحدة الوطنية الفلسطينية مقاومة؟ أليس بناء المؤسسات الوطنية مقاومة . وحول المصالحة قال: نتمنى لهذا القطار أن يسير، ونحن نعتبر أن هناك شيئا حصل، وهذا إيجابي جداً، والجميع يدفعون نحو أن تكون هذه المصالحة جدية، وينتج عنها أمور تعكس إيجاباً على قضيتنا الوطنية، ولكن بالحقيقة هناك العديد من العراقيل علينا جميعاً ان نواجهها وأولاً أن تكون المصالحة جدية، ويجب أن تكون في إطار مؤسساتنا الوطنية، وتنعكس على بناء مؤسسة وطنية جامعة، لأنها البديل عن السياسة الفئوية، والسياسة السلطوية، والسياسة الأحادية، والسياسة القطبية هي المؤسسة الوطنية والمؤسسة الوطنية الجامعة هي منظمة التحرير الفلسطينية . وبموضوع منظمة التحرير الفلسطينية قال: يجب أن لا يبدأ الحوار في كل مرة من جديد على قاعدة أن هناك اشياء كثيرة قد أنجزت، وقد أنجزت بمشاركة الجميع، وهناك أمور كثيرة تم الاتفاق عليها، يعني على حركة حماس أن لا تراهن على أي واقع جديد لتغيير أية معادلة، يعني ما حصل على الأرض من مقاومة في غزة يجب عدم استثماره في المسألة الداخلية بل الخارجية . ثانياً عدم رؤية أي تغيير كما حصل في مصر سابقاً بموضوع الأخوان المسلمين ان هذا من شأنه أن يقوي أوراق حماس، وفي الوقت نفسه على السلطة الفلسطينية في رام الله أن لا تنظر أيضا لأي نقطة ضعف، وتستقوي على غزة في مسألة الإعمار . وختم عبد العال: الأجندة الناجحة الحقيقية هي التي تضع المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا فوق أي اعتبار . [/JUSTIFY]