بمناسبة ذكرى السابع عشر من أكتوبر.. قصص الصمود لأبطال عملية الرد الجبهاوي وذويهم ...
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]- خاص بالمكتب الاعلامي للجبهة - من عظيم فخرنا التوقف عند واحدة من أجرأ وأعظم العمليات البطولية التي نفذها أبطال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في يوم السابع عشر من أكتوبر... جاء حينها الرد سريعاً على جريمة اغتيال الاحتلال الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق القائد الوطني الكبير أبو علي مصطفى انطلق الرفاق في قوات المقاومة الشعبية لتنفيذ لوغاريتمات الرد الجبهاوية التي صاغها لهم القائد الوفي أبو غسان في صرخته المدوية في مهرجان تأبين القائد أبو علي مصطفى في رام الله، وأطلق فيها العنان لهم للانتقام من الاحتلال على جرائمهم المتواصلة ضد أبناء شعبنا واغتيالهم رموزنا وقادتنا، واضعاً شعار " الرأس بالرأس" بوصلة في طريق الرد. ففي 17 أكتوبر 2001، جاءت اللحظة التي كننا ننتظرها .. فقد كانت حياة العنصري المتطرف رحبعام زئيفي هي جزء من الثمن الذي توعدت الجبهة دولة الاحتلال أن تدفعه.. ودفعته مرغمة والصدمة والخوف من جرأة ونوعية هذه العملية. في بيان إعلانها المسئولية عن تصفية هذا المجرم العنصري قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" أنه لم يكن وارداً أبداً في قاموس الجبهاويين التهاون أو التسامح في جريمة اغتيال قائدنا وأميننا العام أبو علي مصطفى، ولم يكن وارداً التنازل عن الحق في الثأر والانتقام، أو التردد عن هذا الواجب... فكان علينا أن نرتقي إلى حجم التحدي جيداً وأن نتحمل المسئولية بالكامل. وأن نأتي برد لم تعرفه أو تعهده تلك الحكومة الإجرامية". أثبتت الجبهة الشعبية في هذه العملية البطولية أنها الأجدر والأقدر دائماً على صون مقدرات وتاريخ وثوابت القضية الفلسطينية والدفاع عن قضايا الشعب وحقوقه ومصالحه، وأنها في فترة لم تتجاوز الأربعين يوماً وضعت حداً لأحد أكثر الوزراء الصهاينة حقداً وعنصرية وإرهاباً.. فهكذا هي الجبهة بلغتها وسياستها وقتالها وخطها الثوري لا تعرف المستحيل أبداً.. في هذه اللوحة الجميلة التي رسمتها الجبهة الشعبية لملامح الوطن وفوق سماء القدس التي حلق فيها الرفاق عاهد أبو غلمة ومجدي الريماوي وحمدي قرعان وباسل الأسمر ومحمد الريماوي وصالح علوي. حالة من الجزع والخوف أصابت الجميع في دولة الارهاب.. وفرض الرفاق بعمليتهم الجريئة منع للتجول والتزم قادة الاحتلال في بيوتهم... وتهاوت نظرية الأمن الصهيونية أمام الإرادة الفولاذية الجبهاوية. أثبت رفاق أبو غسان أنهم قادرون على الوصول إلى أهدافهم في كل مكان وزمان.. فكانوا أبطالاً حقيقيين كتبوا اسمهم بحروف من ذهب في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني... هكذا دائماً مدرسة الثوريين دائماً ما تنجب لنا أبطالاً يعرفون أين يتوجهون وفي أي وقت يضربون.. كنا أمام رفاق حقيقيين ينتمون لحركة ثورية عظيمة.. طالما أربكت العالم كله في مطاراتهم وفي أعالي البحار كما السماء .. وعرّفتهم كيف تكون قدرة الجبهاويين على صوغ الرد حتى لو بلغت الحصون أوجها.. ولأن المناضل والثائر دائماً يرتبط بعائلة سلكت نفس الطريق، تعرف متى يجب أن تشق طريقها في دعم لا محدود للوطن بصمت الصابرين والصامدين.. وتعرف كيف تزرع أبنائها في ثغور الوطن... ولأنهم الحصن المنيع والدفاع الخلفي للمناضلين والحركات الثورية.. توجه المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى بعض أفراد أسرة الرفاق منفذي حكم الموت في المجرم زئيفي ليجري معهم مقابلة بمناسبة ذكرى يوم السابع عشر من أكتوبر يوم الرد الجبهاوي.. المكتب الإعلامي يعلم تماماً أن قصص هؤلاء الأبطال كثيرة لا يستطيع هذا التقرير أن يحتويه كاملاً فتجربة هذه العائلات المناضلة كبيرة ومديدة بكل محطاتها وتفاصيلها.. إلا أنه ارتأى أن يأخذ ومضة وكلمات من زوجاتهم واخوانهم فهم الذين ينتظرون بقلوب صابرة وبعزم الثوريين رفاقهم وأعزائهم داخل زنازين الاحتلال... فهم يعرفون جيداً أن ضريبة الوطن تستحق التضحية من أجله.. أن ما قام به أعزائهم هو واجب تربوا عليه جيلاً بعد جيل أملاً في حرية وحياة كريمة. لم أفقد يوماً الأمل في تحرر عاهد ورفاقه وفاء أبو غلمة زوجة قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى عاهد أبو غلمى ينتابها في يوم السابع عشر من أكتوبر شعور غريب كل عام، يختلط ما بين الغضب والفرح بسبب غياب عاهد عنها وعن أولادهما منذ أكثر من عشر سنوات. وقالت أبو غلمى أنها وعائلته لم تفقد يوماً الأمل في تحرره يوماً ما هو ورفاقه وجميع الأسرى، مشيرةً أنها عندما سمعت في الأخبار خبر تصفية النازي رحبعام زئيفي في القدس، تمنت أن تكون الجبهة الشعبية هي من نفذ هذا العمل البطولي، رغم أن قلبها كان واثقاً ويحدثها أن رفاق أبو غسان هم من وراء ذلك.. فانتظرت - كما انتظر العديد من أبناء شعبنا - بيان الجبهة لتعلن مسئوليتها عن هذا العمل الرائع، وما هي إلا ساعات قليلة حتى أطل علينا مجموعة من الفدائيين يعتمرون الكوفية الحمراء وشعار الجبهة يزين شاشات التلفزة وتعلن باسم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بأنها وراء هذه العملية عندها شعرت الرفيقة وفاء بالفرحة لأن الجبهة الشعبية أوفت بوعدها بالثأر للرفيق أبو علي مصطفى وكل شهداء شعبنا. اعتبرت الرفيقة أبو غلمى أن هذه العملية وجرأة منفذيها الذين اخترقوا الحصون الصهيونية وحراساتهم ونفذوا حكم الموت بالعنصري زئيفي تدل على قدرة الجبهة على التخطيط وتنفيذ العمليات الفدائية التي ينحني لها الرأس بدءاً من عمليات الرفيق وديع حداد وليلى خالد في خطف الطائرات وأخيراً تصفية المجرم زئيفي صاحب مشروع الترانسفير للفلسطينيين. وفاء أبو غلمة تروي تفاصيل ما حدث مع زوجها بعد تصفية زئيفي وروت أبو غلمة تفاصيل ما حدث بعد العملية وقالت" على اثر العملية البطولية تمت ملاحقة عاهد ورفاقه من قبل جيش الاحتلال، والمؤلم أكثر أنه تم ملاحقتهم أيضاً من السلطة الفلسطينية، وبالفعل تم اعتقال عاهد ورفاقه بتاريخ 22/2/2002 في مدينة نابلس على أيدي أجهزة أمن السلطة، وقد اعتقل الأمين العام الرفيق أحمد سعدات قبلهم في نفس اليوم. وبعد أن اعتقل عاهد ورفاقه قامت قوات الاحتلال بقصف أغلب مقرات السلطة في نابلس ظناً منها بأن المعتقلين في إحدى هذه المقرات ولكن خاب أملها في القضاء على أعظم مجموعة من مجموعات العمل المسلح في الضفة الغربية، وبينما كان عاهد يتألم من الكسور التي تعرض لها اثر مطاردته من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية كان يتم التنسيق في رام الله لنقل المعتقلين إلى هناك وبالفعل تم نقله إلى رام الله". وتابعت: " وفي اليوم الثاني تم ادخال عاهد إلى المستشفى بسبب كسور في رجليه الاثنتين ويداه، بعدها بأيام تم اجتياح رام الله بشكل جزئي وتم تهريب عاهد من المستشفى إلى مقر المقاطعة، لأن الاجتياح كان يتركز في محيط المستشفي، ودخل جنود الاحتلال ليبحثوا عن عاهد ولم يجدوه، لكن بعد شهر تم اجتياح مدينة رام الله بشكل كامل ومحاصرة المقاطعة لمدة تزيد عن الشهر وتفاجئنا نحن عائلات المعتقلين بإبرام صفقة المقاطعة بأريحا التي تم بموجبها نقل أحمد سعدات وعاهد ومجدي وحمدي وباسل بالإضافة إلى المناضل فؤاد الشبوكي إلى سجن أريحا تحت حراسة أمريكية بريطانية وسلطوية ليتم احتجازهم لمدة أربع سنوات وليتم بعدها محاصرة السجن وقصفه لأكثر من 16 ساعة دون أن يتم إطلاق رصاصة واحدة من قبل قوات امن السلطة، والتي من المفترض أن تكون هذه القوات لحماية المعتقلين، كما كانت تشيع السلطة الوطنية، وتم اعتقال الامين العام ورفاقه وخرجوا مرفوعي الرأس ليعتقلهم الاحتلال، حيث يمضون في زنازين العزل منذ أكثر من اربع سنوات ونصف تم إصدار أحكام على جميع المجموعة بالمؤبدات إضافة إلى سنوات متفاوتة بين كل منهم، وحكم على الأمين العام لمدة 30 عاما". هل ننتظر افراجات حسن النوايا أم ننتظر خمسين عاماً أخرى لنتسلم جثامين المعتقلين؟ وتساءلت أبو غلمى: " الآن وبعد هذه الأحكام وبعد مرور أكثر من خمس سنوات ونصف من الاعتقال ما مصير هؤلاء المعتقلين وسبعة آلاف آخرين؟ هل ننتظر إفراجات حسن النوايا أم ننتظر خمسين عاماً أخرى لنتسلم جثامين المعتقلين؟، هذا سؤال موجه إلى المجتمع الدولي وإلى الوفد الفلسطيني المفاوض، إلى متى هذا الصمت على الجرائم التي ترتكب بحق معتقلينا وبحق شعبنا". وعن تفاصيل حياتها في غياب القائد عاهد، أشارت أبو غلمى أنه في بداية اعتقاله مُنعت من زيارته لمدة سنة كاملة، وكانت حينها ترسل أبنائها مع أهالي المعتقلين، وكان ابنهما قيس عمره تسع سنوات وريتا 3 سنوات، مشيرة أنه من أكثر الأمور حزناً أن يذهبوا لزيارتهم والدهم، بدوني لأنهم كانوا صغار وريتا تحديدا من الصعب أن تتفاعل مع والدها خلف الزجاج وعبر الهاتف، حيث كانت تطلب منه أن يحملها وأن يلعبها وكان كل مرة يتحايل عليها إلى أن تنتهي الزيارة، ولكن كان يعدها أنه في الزيارة القادمة سوف يحملها ولكن في كل زيارة كان يخيب ظن ريتا في أن تمارس حقها الطبيعي بأن تجلس في حضن والدها. وزادت أبو غلمى: " بعد أكثر من سنتين سمحوا لعاهد بأن تكون الزيارة من خلال الشباك وبدون زجاج أو هاتف، وكانت فرحة قيس وريتا بالغة بأنهما تمكنا أخيراً أن يمسكا بأصابع والدهم، وعندما عادوا من الزيارة كانت الفرحة لا تسعهم وكأنهم ملكوا الكون لمجرد مسكت أصبع عاهد". واستدركت أبو غلمى بحزن بالغ " منذ اعتقال عاهد ونحن نعاني فأنا وأبنائنا نشعر نشعر بأن هناك شئ ناقص في بيتنا، مقعد عاهد على طاولة الطعام ومكانه على السرير وفي السيارة وفي كل شئ في المنزل فغيابه دائماً يترك الحزن عندنا". متى سنزور بابا ومتى سيخرج من السجن ؟ ومتى ومتى ؟ وأضافت "عزل عاهد في العزل الانفرادي وحينها ولأعوام لم أستطع زيارته بسبب المنع الأمني الذي يحرمني من الزيارة إلا مرة كل 7 أشهر كما أن الأولاد لم يشاهدوا والدهم شهوراً طويلة، وهذا ترك الم بالغ عندهما، وكانا يسألاني دائماً متى سنزور بابا ومتى سيخرج من السجن؟ ومتى ومتى ؟؟ ولكن هذا المتى لا أعرف متى ستنتهي، آمل ألا يطول غياب عاهد عن قيس وريتا وعني وعن والديه الذين تجاوزا السبعين من العمر، كان والده قبل عزل عاهد وقبل أن يتعرض إلى كسر في رجله يصر أن يذهب في كل زيارة اعتقاداً منه بأنه يمكن أن تكون آخر مرة يشاهد فيها ابنه عاهد بسبب سوء وضعه الصحي كما هي والدته أيضا فيا ترى هل سيشاهد الوالد والأم فلذة كبدهما عاهد يوماً في أيامهما القليلة؟؟". مجدي الريماوي رمز عزتنا وكرامتنا وتوأم العقل والروح أما فتحية الريماوي زوجة القائد مجدي الريماوي، فتحدثت بعد مضي العام التاسع على عملية الثأر البطولية الثأر للدم الفلسطيني والاقتصاص من رمز العنصرية الصهيونية رحبعام زئيفي وقالت " أكثر من عشر سنوات ونوعية الرد لم تتكرر.. الرفاق في الجبهة الشعبية وعلى رأسهم مجدي. رمز عزتنا وكرامتنا وتوأم العقل والروح". وقالت بعاطفة جياشة: " تمضي الأيام والسنين ولا يزال البطل هناك خلف قضبان زنزانة في صحراء الجنوب أو باستيلات شمال الوطن.. ونحن هنا نحن عائلاتهم لا نزال ننتظر وكأن فن الانتظار له من يجيده، لسنا عبيداً له ولكننا فقد نجيده.. نعي صعوبة المرحلة، وصعوبة طريق التحرير، والوقت الذي تحتاجه، متأكدين من أن غياهب السجون ستبعده عنا سنين عديدة أخرى.. لكن الأمل لا يفارقنا ورحم معاناتنا يمتلئ أملاً بعد واعد.. نرى الغد بوضوح، ستنجب الثورة أبطالاً يدركون بزوال الاحتلال ويتحملون حجم المسئولية الوطنية، سيجيدون الرد مرة أخرى وثالثة وأخيرة". مجدي جاء بالعيد حين ثأر وانتصر يا أبنائي وتحدثت أم سائد الريماوي عن الظروف التي يعيشها أبنائها بعيداً عن والدهما وقالت: " مرح وسائد دائماً ما يسألاني كم عيداً مضى علينا بدون والدنا؟؟ سبعة عشر؟ أجلس مع أطفالي عيداً بعد غياب والدهما 3285 يوماً، متى سيأتي ويحضر العيد معنا؟؟ أقول لهما دائماً والدكما لا يفارقنا يا أبنائي لكي يأتي به العيد.. لقد جاء هو بالعيد حين ثأر وانتصر.. إنه البطل. نعم بطل ويكفينا من هذه الدنيا أننا مرتبطين به ودفع حياته ثمناً لحريتنا.. يكفينا أنه الأب والزوج والابن والأخ الأمثل.. ضحى لأجلنا فكيف لا نحلم بغد جميل قادم ومجدي من يصنع لنا ولفلسطين المستقبل..". سلوك مجدي النضالي منسجماً مع ذاته واختار المقاومة وقالت الريماوي: " من ير الوالد والوالدة يوم زيارة السجن يتأكد أن أرحام أمهات فلسطين ستنجب أبطالاً للثورة القادمة الحاسمة.. وسيصبح الأبطال ظاهرة تتكرر كل يوم.. لم تثنهم سنوات العمر عن التواصل مع ابنهم كذلك لم يفعل المرض.. كل منهما يخفي وراء أمله عدداً من الأمراض وهواجساً بأن يمضي العمر دون أن تأتي لحظة اللقاء.. ينفضون مخاوفهم ويمضون إليه في قلب الصحراء لكي يعززوا صموده بكلمات الرضى وأخبار العائلة والناس.. يثرون رصيد الأخبار الاجتماعية لديه لأنهم يعلمون شدة ارتباطه بالناس، ويحاولون إخفاء همومهم قدر الإمكان، ومن يعرفهم يعرف أن مجدي لابد أن يكون ابنهم لابد أن يكون هذا الابن الطيب من هذا الأصل الطيب.. نعم لأنها المربية ولأنه المربي.. يزرعون حب الوطن ويرعونه ثم يترجم سلوكاً، وكأن سلوك مجدي النضالي منسجماً مع ذاته واختار المقاومة وأبنائهم المسلحة لأنه يدرك أنها الأنجع". لأنه مجدي الريماوي .. مجدنا ومجد الوطن وبابتسامة واثقة تطبّعت بالأمل قالت الريماوي: " إننا العائلة الأكثر حظاً في الدنيا.. أنا أكثر المحظوظات لأنه زوجي.. إننا الأقدر على الحياة لأنه حارس أحلامنا.. أعشق الحرية بين عينيه.. أفتقده وسأنتظره حتى نهاية العمر.. بل أرسم ملامح حياتنا بعد العمر.. ولابد أن يأتي العيد يوماً ونحتضن فرحه معاً.. ننتظره لأنه مجدي الريماوي.. مجدنا ومجد الوطن. يقتسمون هواء الزنزانة الصغيرة مع ذواتهم وأشادت أم سائد بالرفاق والأسرى وقالت : عدد الأيام يتغير والفلسطيني ثابت وصامد وصلب. نعم القائد أحمد صلب والقادة مجدي وعاهد وعبدالله وعباس كذلك.. هم يصنعون دائماً الحرية لنا، يقدمون حريتهم لحرية الكل.. هو التفاني المجبول بدهم. يقتسمون هواء الزنزانة الصغيرة مع ذواتهم حتى أننا نستغرب قدرتهم على الحياة في ظل العزلة التي يعيشون.. يخاطرون بأرواحهم للحصول على حرية الانسان والأرض". وخاطبتهم قائلة: " نحن ذويهم نحبهم ونجلهم ونخاف عليهم. نحاول أن نخلد إلى النوم كل ليلة ولكن تسرقنا هواجسنا من الراحة.. ويرحل النوم إلى جفون هؤلاء الذين ينعمون بالحياة ذات الإيقاع الهادئ المنتظم.. لعلها حياتهم لا تناسبنا.. أو لم نعتاد عليها يوماً، أعرف أنهم أحبابنا ابتعدوا عنا ليدفعوا استحقاق الحرية.. ندرك تماماً بل ونعشق حبهم للوطن .. عاهدناهم واقترنا بهم على ذلك". لماذا لا يجئ أبي في العيد .. وتحدثت عن معاناة أطفالها في غياب والدهم وقالت " رغم وعينا لظروفنا يستوقفني سؤال من ابني أو ابنتي يستنكرون فيه حين يقولون: " لماذا لا يجئ أبي في العيد؟؟، لماذا نزوره دائماً، أما آن الأوان أن يزورنا هو؟؟ ولا أملك إلا أن أذهب بعقولهم الصغيرة إلى حكايات الأبطال وصناع الأمجاد ونجد في منظومة الزمن والوطن.. فتتملكنا نشوة النصر والعزة لوالدهم مجدي الريماوي مكاناً مهماً حدث لنا فيما مضى منها هو متيقن بأن أروع وأجمل ما والكرامة.. ونمضي في حياتنا ونحن مصائرنا مرتبطة بأحبابنا خلف القضبان.. وننتظرهم بلذة وأمل لننسج خيوط مستقبل يرتكز على حريتهم وحريتنا فل سننتظر كثيراً؟؟". الرفيق محمد الريماوي " أبو أماني" والد الأربع بطلات الرفيق محمد فهمي ابراهيم الريماوي " ابو اماني"، مواليد 1966 انتمى إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ نعومة أظافره، ونفذ مع مجموعة عملية اغتيال المجرم الصهيوني رحبعام زئيفي بتاريخ 2001، وجرى بعدها اعتقاله في القدس بعد العملية بيومين، ومن ثم حكم عليه بالمؤبد. تلقى الأسير تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث في مخيم سوف بمحافظة جرش بالأردن، وبعد إنهائه للمرحلة الإعدادية، التحق بكلية الصيانة التابعة للقوات المسلحة الأردنية، حيث تعلم في هذه الكلية مهنة كهربائي سيارات، وقد أبدع في هذه المهنة نظرياً وعملياً وأحبها كثيراً، وقد أنهى خدمته في القوات المسلحة الأردنية بعد سبع سنوات تقريباً ومن ثم توجه للضفة بحثا عن عمل أصيب بمرض معدي خطير، ما زال يعاني منها حتى الآن، ولا يزال ذويه يعيشون في الاردن بينما زوجته وبناته في بلدة بيت ريما قضاء رام الله. ابنته الكبرى وحبيبة قلبه " أماني" عّبرت عن افتخارها بوالدها وبما فعله مع رفاقه.. وأن ابتعاده القصري عندهم هو قدر .. وأن الحياة يجب أن تستمر بحلوها ومرها.. وأنه رغم فراقهم عن أبيهم إلا أن حسه وصوته موجود دائماً بينهم ويقوي فيهم الأمل دائماً بلقاء قريب". عم الرفيق أبو أماني يقول " كان ابن أخي رجل بمعنى الكلمة، يحافظ على كبريائه، قوي الشخصية"، في حين قال أحد أصدقائه عنه "بأنه لا يخذل صديقه مهما كان الثمن". زوجة الأسير أبو أماني والتي تحمّلت بعد مطاردته ومن ثم اعتقاله وخاضت معركة مع الحياة من أجل بناتها وتعويض فقدانهم لأبيهم، حيث تقول " كان محمد يتمنى أن يعيش لحظة زواج بناته، وأنه عند زواج ابنته الكبرى أماني بكى في السجن وأقام حفلاً بهذه المناسبة .. كان أباً حنوناً بمعنى الكلمة.. ". حمدي قرعان إنساناً كتوماً دائماً الابتسام كثير النكات وبعزيمة الرفاق الأوفياء التي تشرّبت أكسير الصمود في زنازين الاحتلال والتي بلغت مجموع سنوات اعتقاله أكثر من خمس سنوات توزعت بين المعتقلات والسجن الإداري تحدث الرفيق أيهم عن أخيه الرفيق حمدي قرعان... مزلزل الكيان الصهيوني كيف لا وهو من أطلق حمم مسدسه كاتم الصوت لتصيب المجرم زئيفي مقتل.. ووصف الرفيق قرعان أخيه بأنه إنساناً كتوماً محباً للأطفال كثيرا، دائماً الابتسامة تعلو وجهه ولا تغادره، ضحوكاً خفيف الظل وكثير النكات، هادئ الطباع متواضع وبسيط، كان يعشق القائد عاهد أو غلمة كثيراً، مرتبطاً معه بعلاقة حميمة كبيرة. وأكد الرفيق القرعان أنه وأخيه الكبير لا يستطيعان زيارة أخيهما حمدي واقتصرت الزيارة فقط على أمه، حيث يرفض الاحتلال السماح لهما بذلك لأسباب أمنية، لافتاً أن ظروف أخيه حمدي سيئة للغاية ويعاني من آلام حادة في الأسنان، وهناك إهمال طبي لحالته". إن ماتت هذه العصافير فمن بعدها سيطربنا بأناشيد الوطن وروى الرفيق أيهم واحدة من القصص الكثيرة عن الرفيق حمدي، مشيراً أنه كان يعشق تربية العصافير، معتبراً حياتها تشبه حياته، وكان محتفظاً بقفص للعصافير في سجن أريحا، معتاداً على الاعتناء بها، وعندما اقتحمت دبابات الاحتلال سجن أريحا وحاصرتهم هناك، قام على الفور بفتح القفص وإطلاق العصافير، لتحلق في السماء، لأنه رفض أن يكون مصير العصافير كمصيره، وكأنه يقول لنا" إن ماتت هذه العصافير فمن بعدها سيطربنا بأناشيد الوطن، ويثرينا ألوان الحرية المموجة في ريش هذه العصافير التي تعشق الحب والحرية". باسل الأسمر وقصة الطائرة التي حلقت في سماء الوطن وأفادنا الرفيق أيهم بأن الرفيق باسل الأسمر موجود بنفس الزنزانة التي يوجد بها أخيه حمدي، وأنه كباقي الرفيق محتفظاً بكبرياءه وصموده. ووصف قرعان الرفيق باسل الأسمر على عكس أخيه حمدي أنه رفيقاً كتوما، يحتوي ابتسامة سحرية غامضة مليئة بالتساؤلات وحب الوطن، مشيراً أنه كان شغوفاً بالرياضة ورفع الأثقال وحمل الحديد، بالإضافة إلى اهتمامه البالغ بالالكترونيات، مستذكراً كيف اخترع يوماً طائرة من خلال شغفه بهذه الالكترونيات، وكأنما أراد أن يبرهن للجميع وللاحتلال أن العقل الفلسطيني الذي استطاع أن يخترق كل اجراءات الاحتلال ليغتال مجرماً صهيونياً قادر أن يصنع طائرة ويحلق في سماء الوطن رغم أنوفهم وجبروتهم" روايات الأبطال كثيرة، وقصص صمودهم وصبرهم لا تنتهي أبداً، وما استعرضناه جزء قليل من حياة رفاق تعمّدت بالنضال كل يوم يكسبوننا ثقة بأن الفرصة ما زالت أمامنا لمواصلة النضال وبلوغ الهدف، ونحن على ثقة بالغة أننا سنمنحهم يوماً حريتهم.[/JUSTIFY]