الغول: ياسر عرفات أدرك أهمية الوحدة ومعالجة التناقضات الداخلية بالحوار
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY] أكد الرفيق كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الحركة الوطنية الفلسطينية افتقدت قائداً متميزاً أدرك أهمية الوحدة الوطنية التي نفتقدها هذه الأيام، كما افتقدنا القدرة على إدارة التناقضات الداخلية، التي أدارها الرئيس عرفات غالباً بالحوار وبما لا يؤدي الى حرف التناقض الرئيس مع الاحتلال. وأوضح الغول خلال لقاء مع فضائية فلسطين "رغم أي أخطاء سياسية وقع فيها الرئيس عرفات خصوصاً فيما يتعلق بتقديراته ورهانه على ما يمكن أن ينتجه إتفاق أوسلو والعملية السياسية اللاحقة، فقد أدرك في وقت لاحق وخاصة بعد مفاوضات كامب ديفيد أن هذا المسار قد تعثر، ومن الصعب الوصول إلى نهايته التي ارادها، ولذلك عمل على خلق حالة توازن جديدة من خلال دعم انطلاق الانتفاضة الثانية بمختلف الوسائل، معيداً بذلك ترتيب الأوراق وفتح الخيارات في الصراع مع العدو الصهيوني. واعتبر الغول أن غياب الرئيس الراحل ياسر عرفات أفقد القيادة الفلسطينية رؤيته الثاقبة في التعامل مع التناقضات التي يعيشها الإقليم، والمسرح الدولي بشكل عام، وكان يدرك موقع القضية الفلسطينية في إطار هذه التناقضات ويعمل من خلال رؤيته على تجنيب الشعب الفلسطيني وقضيته نتائجها التي تضر بمصالح شعبنا. وأكد الغول أن الرئيس ياسر عرفات عندما قاد حركة فتح عند تأسيسها كان شديد الوضوح بالأهداف التي يريدها من وراء ذلك وتحديداً في رفض المشروع الصهيوني على أرض فلسطين والنضال من أجل تحريرها وإقامة دولة فلسطين على كامل ارضها، والاعتماد على الشعب واستخدام كل وسائل المقاومة وبشكلٍ خاص المسلحة منها لتحقيق ذلك، ونحن الآن بأمس الحاجة لإعادة الإمساك بهذه الأهداف والوسائل، خاصة في ظل تسارع الاستيطان وتهويد القدس ومحاولة فرض وقائع جديدة على الأراضي الفلسطينية، لإنهاء حقوق شعبنا كافة. وحول علاقة الرئيس عرفات وحركة فتح مع الجبهة الشعبية، أكد الغول أنها كانت تستند الى الاحترام المتبادل، والى إحترام الرئيس عرفات للجبهة الشعبية وقيادتها وايمانه العميق بان الجبهة الشعبية مهما اختلف معها واختلفت معه فإنها تنطلق في ذلك من البعد الوطني ومن المصلحة الوطنية لشعبنا. وأضاف الغول "أن الرئيس عرفات كان يدرك أن الخلاف مع الجبهة الشعبية ينطلق من قاعدة وطنية، ولمس ذلك في محطات عديدة دافعت فيها الجبهة الشعبية عن الوحدة الوطنية وعن وحدة منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها حتى في أشد الأوقات التي شهدت خلافاً بين الطرفين، ومنها محطة تشكيل ما سمي جبهة الرفض الفلسطينية عام 1974م، والتي حاولت بعض الأطراف العربية استغلال ذلك لتقسيم منظمة التحرير الفلسطينية حيث رفضت وقاومت الجبهة الشعبية هذه المخططات وتمسكت بوحدة منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعبنا، كما انها مارست ذلك لاحقاً رغم الخلاف على الخيار السياسي للرئيس عرفات والذي ذهب بموجبه عام 1993م الى مدريد ثم أوسلو وما نجم عنها من إتفاقيات قادت لانقسام سياسي عميق في الساحة الفلسطينية وولدت قاعدة واسعة في الشارع الفلسطيني ترفض هذا المسار. وعن العلاقة التي جمعت بين الرئيس عباس والدكتور جورج حبش أكد الغول أنها قامت على أساس "نختلف ثم نتفق" ووفق قانون "وحدة، صراع، وحدة" وعلى قاعدتها كانت ثقة عالية تجمع بينهما خاصة في المحطات التي تتعرض فيها الثورة للخطر، أو عند حدوث تطورات أساسية وكبرى لها انعكاسات على القضية الوطنية، مؤكدا انه كانت تجري لقاءات منفردة بين الرجلين وبين القيادتين تُبحث فيها قضايا لا تعلن بالضرورة للجمهور ولا تقال في اجتماعات القيادة الفلسطينية وهذا ناجم مرة أخرى عن الثقة بين الرجلين والتنظيمين رغم الخلاف العميق بينهما في محطات عديدة حول المسار السياسي. وانتهى الى القول، "كان من الحكمة في الرئيس ياسر عرفات وبغض النظر عن أي ملاحظات قد تُسجل- أنه كان يستوعب الخلاف السياسي المشروع ويديره انطلاقاً من واقع التعددية التي كانت ولا زالت مطلوبة في الساحة الفلسطينية، والتي من خلالها وفي ظل شراكة جادة تُغني التجربة، ويتعزز الموقف والقرار الوطني الفلسطيني في الحفاظ على أهداف وحقوق شعبنا، وتجنيب الحركة الوطنية التناقضات التي يمكن ان تنهكها وتحرفها بعيداً عن الأهداف التي انطلقت من أجلها". [/JUSTIFY]