كلمة الرفيق كايد الغول خلال مهرجان حاشد أقامه حزب العمال الجزائري بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]قطاع غزة - الجبهة الشعبية الرفيقة العزيزة المناضلة لويزا حنون... الأمينة العام لحزب العمال الجزائري الرفاق في قيادة الحزب وقطاعاته وجماهيره كافة السيّد ممثّل الأمين العام للاتحاد العام لعمّال الجزائر الإخوة والرفاق ممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية في الجزائر السيدات والسادة الحضور الكريم من أرض فلسطين الصامدة، الشامخة، من أرض غزة الصمود والمقاومة، أتوجّه إليكم جميعاً بالتحية والتقدير، ومن خلالكم إلى شعب المليون ونصف شهيد وكل مكوناته السياسية والاجتماعية.. إلى الدولة الجزائرية ورئيسها، بخالص التحية والعرفان على الدعم المتواصل لشعبنا، وعلى حمل واحتضان قضيتنا الوطنية وحمايتها في كل المحافل العربية والإقليمية والدولية، وعلى كونها وطن إعلان الاستقلال الفلسطيني في عام 1988 الذي نصارع لتجسيده كحقيقة من خلال صمودنا ومقاومتنا المستمرة. أيّتها الرفيقات والرفاق أيّتها الأخوات والإخوة يُشرّفني، ويسعدني أن أشارككم اليوم في مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تحيونه بمناسبة يوم التضامن العالمي، والذي نرى فيه تواصلاً مع الجهود المشكورة والمقدّرة لحزب العمال الجزائري، وللرفيقة لويزا حنون التي بذلت جهوداً كبيرة في توسيع، وتنظيم حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، ولن ننسى لها المبادرة بالتوقيع على النداء المشترك مع السيد الأمين العام للاتحاد العام لعمال الجزائر، وحشد التأييد له بتوقيع شخصيات سياسية ونقابية هامة عليه من خمسٍ وستين بلداً رفضاً للحرب على غزة، ودعماً وتضامناً مع الشعب الفلسطيني. إن إحياء شعوب الأرض، يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يُصادف ذكرى إقرار تقسيم فلسطين عام 1947، يحمل في طيّاته اعتراف بالظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني عندما تقرر تقسيم وطنه، وما تولّد عنه من تهجير غالبية سكّانه من أرضهم التاريخية، ومن وطنهم ذو الهوية العربية، كما يحمل دعماً لنضالات شعبنا من أجل حقوقه التي أقرّتها الشرعية الدولية في العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية كاملة السيادة على أرضه بعاصمتها القدس. ولعلّ، في اتّساع دائرة الاعترافات بالدولة الفلسطينية مؤخراً، وخاصة من قبل السويد، ومن بعض برلمانات دول أوروبية وازنة، ما يعكس هذه الوجهة في المجتمع الدولي. في مقابل هذا التحول على الصعيد الدولي، تعمل دولة العدو الصهيوني على توسيع سياساتها العدوانية المتعاكسة معه، بهدف فرض أمر واقع يحول دون تمكين الشعب الفلسطيني من هذه الحقوق، ويجسّد في المحصلة النهائية المشروع الصهيوني على كامل الأرض الفلسطينية. فدولة العدو، التي اكتشفت بعد مرور كل هذه السنوات على وجودها أنها بلا هوية، تسعى الآن للبحث عن هوية زائفة، من خلال إقرار حكومتها لمشروع قانون "القومية اليهودية"، استكمالاً لتزييف التاريخ الذي يؤكد اصطناعها، والذي لم تجد سبيلاً لتجاوزه إلاّ بمزيد من العنصرية، والتمييز، والقتل والتوسّع، والعمل على فرض هويتها العنصرية الفاشية بكل ما تحمله من أبعاد تقطع مع الحقوق التاريخية للفلسطينيين، ومن تحويل الصراع معهم، ومع العرب إلى صراع ديني يشكّل غطاءً لادعاءاتها في القدس والأراضي الفلسطينية. أيتها الأخوات أيّها الاخوة في عام التضامن الذي أقرته الأمم المتحدة عاماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أقدمت دولة العدو على شن حرب عدوانية واسعة على قطاع غزة، ارتكبت خلالها مجازر وجرائم حرب أرادت من خلالها تحقيق عدة أهداف سياسية، يأتي في مقدمتها تدمير قدرات وبنى المقاومة، وخلق حالة تناقض مع حاضنتها الشعبية، من خلال إستهدافها وإيقاع خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها، ومضاعفة حجم معاناتها، بتشديد الحصار المستمر منذ سبع سنوات ونصف، فضلاً عن تعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية، متوهمة أنّ محصلة ذلك يمكن أن يطوّع الشعب وحركته الوطنية للموافقة على التصور الإسرائيلي لحل الصراع. لكننا، وبكل ثقة نؤكّد لكم، بأن شعبنا بصموده ومقاومته الباسلة قد أفشل العدوان وأهدافه، وساهم في زيادة وتشديد العزلة على دولة العدو، كما أنّ شعبنا ورغم الحصار، والمعاناة التي تفاقمت بفعل تدمير آلاف البيوت والممتلكات، وآلاف الشهداء والجرحى، مُصمم على التمسك بنهج المقاومة، ومضاعفة قدراتها، وإبقاء يده على الزناد للتصدي للعدوان والاحتلال، والانتصار على التداعيات الناجمة عن الحرب الأخيرة على القطاع، والتي لا زالت تفعل فعلها بالتعطيل المتعمد لإعادة الاعمار، وباستمرار الحصار وإغلاق المعابر رغم الاتفاقيات التي وقعت في القاهرة لوقف إطلاق النار. وفي الضفة الفلسطينية، تتسارع إجراءات الاحتلال في مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات عليها، وفي تهويد القدس العربية والمسجد الأقصى وتشجيع الاعتداءات عليه واقتحامه المنظم من قبل المستوطنين وغلاة التطرف بحماية رسمية، لتكريس واقع تقاسمه الزماني والمكاني مع العرب والمسلمين. وفي القدس أيضاً، تتزايد عمليات هدم البيوت ومصادرتها، وإغلاق المؤسسات الوطنية فيها، وسحب بطاقات الهوية والإقامة من ساكنيها الفلسطينيين، كما تتضاعف التعبئة العنصرية الفاشية ضدهم، التي أدت لعمليات عنف، وقتل متعمد لم يخلو الأطفال منها كما جرى في حرق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير. وفي الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، يواجه أهلنا بكل ما يملكون من وسائل المقاومة والصمود، التمييز والحصار، العنف ومصادرة الأراضي، الذي تعززه إجراءات، ومشاريع قوانين عنصرية فاشية تهدد وجودهم على أرضهم التاريخية، وتستهدف طمس وإلغاء هويتهم وثقافتهم الوطنية، ومشروع قانون "القومية اليهودية" عدا عن أنه يستهدف تحقيق كل ذلك، فإنه يفتح الباب أيضاً على تهجير أهلنا من وطنهم ومن أرض آبائهم وأجدادهم. أيّتها الأخوات أيّها الإخوة رغم ما تقوم به دولة العدو الصهيوني من عدوان متعدد الأشكال على إمتداد الأرض الفلسطينية، فإن شعبنا لن يسلّم لها بذلك، وهو يدرك أن معاناته لن تنتهي إلا بإنتهاء الاحتلال بكل تجسيداته، ولذلك تتسع المقاومة الشاملة لهذا الاحتلال، مترافقة مع تفاعلات تختمر في كل بقعة من فلسطين لانتفاضة قادمة، ومع مقاومة شعبية ومسلحة، ومع أشكال نضالية جديدة يبتكرها شعبنا ومناضليه، وخاصة في مدينة القدس التي تصدرت المشهد النضالي في الفترة الأخيرة في سياق المقاومة الشاملة لشعبنا.. واسمحوا لي هنا، أن أوجّه التحية إلى روح الشهيدين البطلين الرفيقين عدي وغسان أبو جمل أبطال عملية "دير ياسين" اللذان إقتحما في القدس وكر التطرف والعنصرية والتحريض الفاشي. أيّتها الأخوات والإخوة انطلاقاً من قناعة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأن استمرار ونجاح المقاومة الشاملة، والصمود أمام مشاريع ومخططات العدو يحتاج الى مقومات لا زالت غائبة، فإنها ستعمل بالتعاون مع الجميع على:- أولاً:- إنهاء الانقسام البغيض الذي لا يستفيد منه إلاّ العدو الصهيوني مستندين في ذلك الى كل الاتفاقيات الموقعة بهذا الخصوص. وهنا، نتطلع إلى دوركم، إلى دور الجزائر الذي تقدره كل القوى الفلسطينية، والمزكّى بتجربة تاريخية اقتربت فيها الجزائر كثيراً من الوضع الفلسطيني ولم يكن لها في ذلك استثمار خاص. ثانياً:- مراجعة تجربة العمل الوطني الفلسطيني، والاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة توحد طاقات وقدرات شعبنا، وتحفظ حقوقه التاريخية وتفتح كل اشكال المقاومة وفي القلب منها المقاومة المسلحة لتحقيقها. وهذا يستدعي أوّل ما يستدعي القطع مع المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية التي شكّلت مظلة للخداع، ومساحة زمنية تمكنت فيها دولة العدو من تعميق إحتلالها للأراضي الفلسطينية، والرد على سياسات العدو ومشاريعه بإعادة التمسك بكامل حقوقنا في أرض فلسطين التاريخية، وبإقامة دولة فلسطين الديمقراطية عليها. ثالثاً:- إعادة بناء مكونات النظام السياسي، وفي المقدمة منها منظمة التحرير الفلسطينية على أساس ديمقراطي يوفّر شراكة ووحدة تتطلبها مرحلة التحرر الوطني والديمقراطي التي يخوضها شعبنا. وإلى أن نصل إلى ذلك، فإن دعوة الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية باتت ملحّة لمعالجة ملف الانقسام وكل ما يتعلق بالشأن الوطني الفلسطيني. أيّتها الأخوات أيّها الإخوة إسمحوا لي في ختام كلمتي أن أتوجه باسم قيادة الجبهة الشعبية، وأمينها العام الرفيق أحمد سعدات إلى الرفيقة العزيزة المناضلة لويزا حنون وإلى رفاقنا الأعزاء في قيادة حزب العمال الجزائري بالشكر والتقدير على مساعداتهم ودعمهم السياسي والجماهيري لنضال شعبنا، وأن نؤكد لهم اعتزاز الجبهة بعلاقتها مع الحزب التي اتسمت بالتعاون والاحترام، وعلى حرصها الشديد على تطويرها. التحية لكم ولكل أهلنا في الجزائر الشقيقة التحية لكل المحتفلين في هذا اليوم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني والعهد، كل العهد أن نستمر في نضالنا حتى تحيق أهدافنا بتحرير كامل فلسطين وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية عليها والنصر حتماً، حتماً لشعبنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق كايد الغول 29/11/2014[/JUSTIFY]