النص الكامل لكلمة الرفيقة خالدة جرار في مهرجان الانطلاقة الـ47 رام الله

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]الضيوف الكرام.. الرفيقات والرفاق.. الأخوات والأخوة أهلاً ومرحباً بكم.. كلٌ باسمه مع حفظ الألقاب نلتقي اليوم لإحياء الذكرى السابعة والأربعين لانطلاقة حزبنا، والذكرى السابعة والعشرين لاندلاع الانتفاضة الشعبية الكبرى. نقف اليوم أمام مناسبتين وطنيتين عبرتا عن عمق الوعي بأهمية دور الجماهير الشعبية ومحوريته في الصراع، من ولادته رداً على هزيمة 67، إلى نضوجه في العام 87 رداً على ضرب ركيزة الثورة في لبنان. إننا أمام مناسبتين عبرتا عن مرحلتين فاصلتين في تاريخ الصراع المفتوح والشامل مع العدو الصهيوني وحلفائه الامبرياليين، إنهما مرحلة انطلاق فصائل العمل الفدائي الشعبي المسلح في الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومرحلة تغلغل الثورة، وعياً وممارسة وتنظيمياً في أوساط الشعب من أقصاه إلى أقصاه، حيث أطلق انتفاضة شعبية عارمة امتدت لسنوات، وأذهلت العالم وحازت تضامنه، وأربكت العدو، وتفوقت عليه سياسياً ومعنوياً وأخلاقياً. الرفيقات والرفاق.. الحضور الكرام،،، في ذكرى الانطلاقة العظيمة، وذكرى الانتفاضة المجيدة، نقف إجلالاً وإكباراً لشهداء مسيرتنا الوطنية عبر قرن من الزمان، نستذكر قادة شهداء من القسام إلى آخر شهيد يسقط في معركة مفتوحة ما زالت مستمرة مع هذا الاحتلال العنصري الصهيوني، نستذكر قائدنا المؤسس الحكيم بكل قيم الثورة التي غرسها فينا، نستذكر قيم البطولة والانتماء للكادحين في شهيدنا القائد الوطني الكبير أبوعلي مصطفى، نستذكر جيفارا غزة، وديع حداد، وكنفاني وأبوماهر اليماني وشادية أبو غزالة. وقافلة طويلة من قادة مشروعنا الوطني، نستذكر أبو عمار، وأبو جهاد ودلال المغربي، والياسين، والشقاقي، والقاسم، والقافلة أطول من أن تحصى، نستذكر شهداء الجبهة في العام 2014، أبطال المجد، أبطال الرد الشعبي الرفاق غسان وعدي أبو جمل، والشهداء الأبطال الرفيق محمود أسامة عباس وعبد الرحمن حدايد والرفيق معتز وشحة، والرفيق ساجي درويش، والرفيق هاشم أبو ماريا، والرفيق محمد جوابرة.. نستذكر أسرانا البواسل في سجون العدو، بينهم أمين عام حزبنا القائد الوطني الكبير الرفيق أحمد سعدات وعاهد، وحمدي، ومجدي، وباسل، والريماوي، والأخ مروان البرغوثي ولينا الجربوني، وكافة أسيراتنا وأسرانا. نستذكر كل جرح وكل أنة، نستذكر عذابات اللجوء والمنافي والتشرد لستة ملايين ويزيد من أبناء شعبنا القابضين على حق عودتهم غير القابل للتصرف، مؤكدين عهدنا الثابت والمستمر أن نبقى الأوفياء حتى إحقاق كامل حقوق شعبنا الوطنية والتاريخية. الحضور الكريم: نحيي ذكرى انطلاقة الجبهة ثاني فصائل منظمة التحرير لنستلهم دروس سبعة وأربعين عاماً من الكفاح الوطني المتصل، بالربط بين الوطني والقومي والأممي، والربط بين التحرر الوطني والديمقراطي والاجتماعي، وبالانشداد إلى التناقض الأساس مع العدو، وإلى عدم تغليب الخلاف على الوحدة، والى التركيز على تنظيم وتأطير وتعبئة الجماهير الشعبية قاطرة التغيير وصانعة الانتصار، والقول الفصل في قضايا الخلاف الداخلي. الأخوات والأخوة .. الرفيقات والرفاق .. تحل ذكرى الانتفاضة الشعبية الكبرى في لحظة نحتاج فيها إلى استلهام درس أنها حوّلت إمكانية طرد الاحتلال إلى إمكانية واقعية، لولا ما كان من استثمار سياسي بائس لها في مدريد وأوسلو، حيث تم تقديم أوراق القوة الفلسطينية بصورة مجانية متسرعة، وأهمها وقف الانتفاضة، وإلغاء بنود الميثاق الوطني، والاعتراف بوجود الكيان الصهيوني وأمنه، وإحلال طاولة المفاوضات الثنائية برعاية الامبريالية الأميركية مرجعية بديلة لقرارات الشرعية الدولية التي تكفل حقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. الحضور الكريم: نحيي هاتين المناسبتين في لحظة يتصاعد فيها كفاح شعبنا ضد الفاشية الصهيونية التي تتعاظم وتشتد سياسياً وميدانياً، وتعبّر عن نفسها في القتل الممنهج، وفلتان عصابات المستوطنين، واستخدام سياسة الدمار المنهجي في حرب إبادة على قطاع غزة، والإمعان في تهويد القدس، وتكثيف الاستيطان في الضفة، والاعتقالات الواسعة، والتهجير والإبعاد، وصولاً إلى إقرار حكومة العدو لقانون " يهودية الدولة" الذي يستهدف إغلاق الباب على حق العودة، وحقوق شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48. ويثبت من جديد عقم الرهانات التي قادت إلى الاندراج المدمر في مشروع التسوية الأمريكي طيلة عقدين ويزيد من الزمان. الرفيقات والرفاق.. الأخوات والأخوة.. ونحن نحيي ذكرى الانطلاقة والانتفاضة، نعيش مقدمات حالة مقاومة شعبية، تحاول الإفلات من كل القيود المفروضة عليها، ولا يعوز تطويرها سوى تشكيل قيادة وطنية موحدة، تدعم استعداد شعبنا للمقاومة بأشكالها وتضع حداً للعبة إدارة الانقسام بدل إنهائه وتؤسس للقطع مع خيار التفاوض العبثي المدمر بدل استمرار الدوران حوله. لقد آن أوان إطلاق العنان لخيار الوحدة والمقاومة، وإنهاء حالة الانقسام بين الفعل الشعبي الواحد، والارتهان الرسمي للمفاوضات واستمرار الانقسام، إنه الخيار القادر على مواجهة الفاشية الصهيونية بآلتها العسكرية التي وقفت عاجزة أمام الصمود الأسطوري لقطاع غزة ومقاومته الباسلة، وتقف أيضاً عاجزة عن إخماد هبة القدس الشعبية المستمرة والمتصاعدة دفاعاً عن الأرض والمقدسات. لقد آن أوان إعادة قطار المشروع الوطني إلى سكته الصحيحة من بوابة الانتظام الفوري لاجتماعات الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، المكلف بإعادة بنائها وتوحيدها على أسس وطنية وديمقراطية، بما يجعلها قادرة على إنهاء تعاقد أوسلو والتزاماتها، وإعادة ملف القضية إلى هيئة الأمم والدعوة لمؤتمر دولي في إطارها لأجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية لا التفاوض عليها. لقد آن الأوان لتعزيز صمود شعبنا عبر تنمية مقاومة بديلة لاقتصاد السوق، لقد آن الأوان لوضع حد لكل مظاهر التخلف والإرهاب الفكري، وعدم المساس بحرية الرأي والتعبير، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي، وضمان حرية العمل النقابي، وضمان تطبيق الحد الأدنى للأجور، وضمان اجتماعي يحقق العدالة الاجتماعية، وتحرر النساء ومساواتها ووقف العنف والظلم الواقع عليها، وتحرر العقل والفكر وإطلاق طاقة الشباب الفلسطيني الواعد جيل التحرير القادم. الرفيقات والرفاق.. الأخوات والأخوة.. بهذا نواجه الفاشية الصهيونية المتصاعدة، وندعم إرادة شعبنا في المقاومة لأجل الحرية والاستقلال والعودة، ونعالج مشاكل شعبنا وقضاياه في مخيمات الشتات، وفي إعادة بناء قطاع غزة، ونتصدى لهجمة الاستيطان والتهويد في الضفة وقلبها القدس، وندعم شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48 في التصدي للهجمة العنصرية التي تستهدفهم وجوداً وحقوقاً وطنية. عاشت فلسطين من نهرها لبحرها. عاشت الجبهة الشعبية المجد والخلود للشهداء.. الحرية للأسرى والشفاء للجرحى وإننا حتماً لمنتصرون والسلام عليكم[/JUSTIFY]