نائب الأمين العام لـ«الوطن»: نرفض يهودية «إسرائيل» وعملية القدس من إرهاصات الانتفاضة الشاملة في فلسطين

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]دمشق - جريدة الوطن أعتقد بوجود آفاق للحل في مخيم اليرموك ويدعو إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد لـ«الوطن»: نرفض يهودية «إسرائيل» وعملية القدس من إرهاصات الانتفاضة الشاملة في فلسطين أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد وجود آفاق الحل في مخيم اليرموك وأن الطريق ليست مقفلة مشيراً إلى تمسك جبهته بخيار التفاوض مع المسلحين داخل المخيم. وقال: ليس هناك حل إلا الحل الذي يتم ترتيبه مع الدولة السورية. وفي حوار مع «الوطن» أكد أبو أحمد فؤاد تبني الجبهة الشعبية لعملية القدس انطلاقاً من أن خيار المقاومة أشكالها كافة هو خيار كل الشعب الفلسطيني وبشكل خاص الكفاح المسلح. وقال: نحن نرفض ما يسمى يهودية إسرائيل وعلينا جميعاً أن ننهي الانقسام في الساحة الفلسطينية ونتكاتف لاستكمال المقاومة الموجودة الآن في الضفة الغربية باتجاه انتفاضة شاملة في كل فلسطين وندعو مصر إلى فتح معبر رفح. تالياً: نص الحوار: ■ نبدأ من عملية القدس.. ذكرتم أنكم قمتم بها ولكن بعض وسائل الإعلام ومنها قناة العربية ذكرت أنكم نفيتم علاقتكم بالعملية، فما الحقيقة؟ الجبهة أكدت مسؤوليتها عن العملية وأصدرت بياناً رسمياً وكذلك كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في داخل الضفة الغربية أصدرت بياناً حول هذه العملية، ونحن نتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه العملية وعن نتائجها وهي أيضاً جاءت في سياق السياسة المتبعة من الجبهة الشعبية بتصعيد الفعالية العسكرية على الكيان الصهيوني لأن هذا خيار إستراتيجي لجبهتنا لا يتوقف عند عملية ردة فعل أو نتيجة لتصرف الكيان الصهيوني هنا أو هناك. الجبهة الشعبية ترى أن خيار المقاومة أشكالها كافة هو خيار كل الشعب الفلسطيني وبشكل خاص الكفاح المسلح والعمل العسكري لأن الأساليب الأخرى قد تكون عاملاً مساعداً. ■ هل ما يجري اليوم في القدس المحتلة يمثل إرهاصات أولى للمعركة الأولى في الضفة الغربية المحتلة أو انتفاضة ثالثة؟ إجراءات العدو بالضفة الغربية لا مثيل لها في تاريخ البشرية. إجراءات ظلم وقهر للمواطن في مزرعته وبيته وحياته وكذلك اضطهاد وتمييز عنصري وجدار فصل عنصري. وأيضاً الكيان الصهيوني لم يعترف يوماً رغم توقيع اتفاقات أوسلو وما سبقها وما أعقبها من اتفاقات والحديث عن حل الدولة أو حل الدولتين، إن هذه الضفة هي جزء من الدولة الفلسطينية التي يجري الحديث عنها وأنا أرجح أن الإمبريالية الأميركية بشكل خاص تدعم هذا التوجه وهذا الفهم الصهيوني لأي حل مستقبلي حتى مع من يؤمن بالتسوية السياسية أو الحل المرحلي أو ما شابه ذلك. نحن في الجبهة الشعبية ليست هذه قناعتنا ولكن هذه وقائع أذكرها في هذه الفترة، اعني أن الكيان الصهيوني كله تقريباً بأحزابه وبحاخاماته يعتبر أن الضفة الغربية هي يهودا والسامرة وأن مملكة داوود تقوم بالقدس والهيكل يقوم بالمسجد الأقصى، هذه قناعات توراتية وأيضاً سياسية وأن حدود الكيان الصهيوني هي نهر الأردن ومن يرد أن يقيم دولة فلسطينية فليقيمها في غزة بالطريقة التي يبقى فيها الكيان الصهيوني مسيطراً على غزة أيضاً. من هنا نقول: يكفي ما يفعله الكيان الصهيوني الآن، لذلك إذا لم نستعد الوحدة الوطنية فلن نتمكن من الحفاظ على القدس وعلى حقوق شعبنا المشروعة. علينا جميعاً أن نتكاتف لاستكمال المقاومة الموجودة الآن في الضفة الغربية باتجاه انتفاضة شاملة في كل فلسطين. ■ في تصريحين لافتين لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يقول في الأول: «إن الاعتراف بيهودية إسرائيل هو أساس أي اتفاقية سلام مستقبلية»، وفي الثاني يقول «إن قانون القومية يغلق الباب أمام تطبيق حق العودة». كيف ترد على ذلك؟ نحن نرى أن الكيان الصهيوني يحاول في هذه اللحظة السياسية أن يستفيد من الوضعين العربي والدولي الراهنين ويتخذ الإجراءات كافة لتصفية القضية الفلسطينية، وهو أصيب بحالة من الجنون وبمفاجأة كبيرة لم يكن يتوقعها لأنه كان يتوهم أن الشعب الفلسطيني وهذه استخدمها نتنياهو أكثر من مرة في خطاباته وكذلك بعض الفلسطينيين، أن غزة دمرت وأن شعبنا ذبح في غزة رغم المقاومة البطولية ولكن كان يدعي نتنياهو أن كيانه كسب تأييد بعض العرب الرسميين وأن شيئاً لم يحصل في الضفة الغربية وأن السلطة تمكنت من ضبط الأوضاع الأمنية.. إلخ ليكتشف نتنياهو ومن معه من المجرمين أن الشعب الفلسطيني في كل مكان هو شعب مقاوم وها هو يرى الذي يجري في الضفة الغربية ويتصاعد باتجاه انتفاضة ثالثة. من هنا أصبحت القرارات والقوانين التي يصدرها الكيان الصهيوني أشبه بالقوانين النازية والفاشية مثل سحب البطاقات وعدم تسليم جثث الشهداء وكذلك تدمير البيوت وغير ذلك من القوانين التي يريد أن يصل من خلالها إلى ترحيل أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة العام 1949 ولكن هذا الشعب عظيم وسيصمد وسيقاوم ولن يتمكن نتنياهو ومن معه أن يفرضوا عليه الرحيل أو أن يمرروا له هذه السياسات الإجرامية أو النيل من حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ووطنهم. ■ أيضاً ما موقفكم من تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي خلال زيارته إلى فرنسا قبل عدة أيام الذي قال فيه «إن حل القضية الفلسطينية سيكون نقلة كبيرة في المنطقة والعالم، ومن المهم أن يكون للشعب الفلسطيني دولة عاصمتها القدس الشرقية، وسيكون للإسرائيليين فرصة حقيقية أن يكونوا موجودين بالشكل الذي يريحهم»؟ في الحقيقة إن هذا الإرباك الذي أصاب النظام المصري الجديد فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، يقلقنا إلى حد كبير. طبعاً ما قاله السيسي هو تصريح ولكن يؤلمنا أكثر الواقع الذي تعيشه غزة في هذه الفترة وعدم فتح معبر رفح، ومع ذلك نحن على استعداد للحوار مع النظام المصري وإرسال وفد مشترك من كل الفصائل في غزة إلى القاهرة لبحث الموضوعات المتعلقة بحياة الناس في القطاع وفتح المعبر لأننا جيران وأهل وأبناء أمة واحدة. ونحن مع أن تعود العلاقات الودية مع النظام المصري الجديد لأننا لا نقبل أن يتدخل أي فلسطيني بالشؤون الداخلية المصرية كما لا نقبل أن تتعاطى معنا الأجهزة المصرية بهذه الطريقة. ■ تتهمون مصر ونظامها بلعب دور سلبي إزاء القضية الفلسطينية وغزة ولكن ماذا عن خلافات حركتي فتح وحماس وتأثيرها في المصالحة الوطنية الفلسطينية وغزة ومستقبل القضية الفلسطينية؟ هذا هو الأمر الأساسي لنا كجبهة شعبية وأعتقد أيضاً لشعبنا ومعظم الفصائل إن لم يكن كلهم. المشكلة بالجوهر هي بين فصيلين، وإذا ذهبنا أبعد من ذلك قليلاً فهي بين محورين على الصعيد العربي والدولي أي أن المحور القطري التركي ليس بعيداً عن هذه الأزمات ويدعم فريقاً معيناً، وأيضاً الطرف الآخر هو السعودي الإماراتي. غير أن المعلم في النهاية للمحورين هو الولايات المتحدة الأميركية. ولذلك ليست العوامل الذاتية هي الأساس في الخلافات الفلسطينية الفلسطينية لكن التنظيمين المعنيين إذا قبلا بما يطرحه الطرف الثالث من الفصائل الفلسطينية وهو الطرف الذي يسعى لاستعادة الوحدة الوطنية ويحذر بكل الوضوح من التبعية للمحاور، يمكن عندئذ لهما أن نصل مجتمعين إلى حل. ■ ولكن هل من الممكن أن يتحقق ذلك قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية؟ نعم ممكن أن يتحقق في مناطق السلطة الفلسطينية لأن اتفاقات القاهرة حددت في حينها البرنامج السياسي جوهره المقاومة وبعد ذلك حدد الإطار التنظيمي الذي هو إطار قيادة مؤقتة لمنظمة التحرير من أجل الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية في المرحلة المقبلة. نحن نريد فعلاً قيادة منتخبة بغض النظر عن حصة هذا الطرف أو ذاك ولا نريد العودة إلى الكوتا التي أصابت وضعنا الداخلي بالضرر، بل انتخابات ديمقراطية جدية ومن يحصل على تأييد الشعب يتفضل ويقد العمل في المرحلة المقبلة. ■ بعد إخفاق كل المبادرات إزاء تحييد المخيمات الفلسطينية في سورية عن أزمة البلاد، بشكل خاص مخيم اليرموك، ما الحل الآن؟ ليس هناك حل إلا الحل الذي يتم ترتيبه مع الدولة السورية وهي الكفيلة بحل الأزمات التي تعاني منها المناطق بما فيها المخيمات الفلسطينية. ■ هل تقصد الحل العسكري؟ لا. نحن مع خيار استمرار التفاوض مع هذه الأطراف المتعنتة وأيضاً الدولة تقوم بواجبها بالريف المحيط بالمخيمات في المحافظات. وبالاتفاق مع الدولة والجهات المعنية فيها الكل متفق على أن الحسم يجب أن يكون من خلال إقناع المسلحين بمغادرة المخيمات بما فيها مخيم اليرموك وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً عبر مبادرات محددة متفق عليها من الفصائل الـ14 وبموافقة الدولة. أما الوفود التي تأتي وتذهب فإننا نحترمها لكن هنا قيادات ومرجعية للشعب الفلسطيني يمكن أن تتابع بشكل يومي أوضاع المخيمات الفلسطينية.. نحن نعتقد بوجود آفاق للحل وليست الطريق مقفلة. [/JUSTIFY]