بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة يوم المرأة العالمي

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]يحتفل العالم هذا اليوم ومعه جميع نساء العالم بيوم المرأة العالمي كلٌ على طريقته ووفق ظروفه عرفاناً واحتفاءً بدورها، بتضحياتها ونضالاتها في سبيل الخلاص من مظاهر الاستلاب، والظلم، والتمييز، والاضطهاد الذي تتعرض له، والذي يتزايد في عديدٍ من البلدان التابعة لقوى الرأسمال العالمي التي عملت على احتجاز تطورها، وجعلتها تعيش أوضاعاً اجتماعية واقتصادية مشوّهة. والمرأة في بلادنا العربية بشكلٍ عام ليست خارج هذا السياق، بل أصبحت في السنوات الأخيرة تواجه تحديات أكبر مع ازدياد مظاهر التبعية والتخلّف في بلدانها، ومع انتشار الأفكار التكفيرية المتلبّسة بالدين، وتزايد الجماعات الأكثر تطرفاً كداعش وأخواتها التي تعمل بالقوة والعنف على فرض رؤيتها الرجعية المتخلفة بالسبي، والاضطهاد، والعبودية للمرأة بكل معانيها البشعة، وبسلبها أي مظهر من مظاهر الحقوق المدنية والقانونية، ومن الإنسانية ذاتها. والمرأة الفلسطينية التي تعاني أصلاً ما تعانيه المرأة العربية من تمييزٍ واضطهاد، ومن اضطهاد قومي ناجم عن الاحتلال، تزايدت معانياتها في أكثر من موقع ومكان، منها مخيمات اللجوء والشتات التي شهدت تدميراً وعنفاً وقتلاً وتشريداً كانت المرأة الفلسطينية أبرز ضحاياه، ومنها ما تواجهه داخل الوطن نتاج الاعتداءات والحروب "الإسرائيلية" على كل بقعة فيه والتي كانت أبرزها الحرب العدوانية على قطاع غزة صيف العام الماضي التي دفعت فيها المرأة أثماناً باهظة بتقديم روحها دفاعاً عن الوطن، وبتحمّل التبعات الاجتماعية الناجمة عن استشهاد الزوج أو الإبن، وعن تدمير المنازل والتشرّد في مراكز الإيواء وغيرها، وعن تفاقم الأوضاع الاقتصادية بفعل الحصار والانقسام وما وتولّده من مظاهر سلبية عديدة في المجتمع تكون المرأة ضحيتها في غالب الأحيان. يا جماهير شعبنا الصامدة في الثامن من آذار، في يوم المرأة العالمي، تستحق المرأة الفلسطينية أن نقف إجلالاً واحتراماً لصمودها، لعطائها، لمشاركتها المتواصلة في مسيرة الكفاح الوطني رغم أي ظروف مجافية، لوعيها بأن تحررها مرهونٌ بتحرر الوطن والخلاص من الاحتلال، ولدورها الاجتماعي على صعيد الأسرة والمجتمع. تستحق إنصافاً في المساواة وعدم التمييز، في التشريع الذي يحميها من كل أشكال الاضطهاد، في توفير الضمانات الديمقراطية التي تمكّنها من المشاركة السياسية، وفي حرية التعبير عن ذاتها وهمومها وإرادتها. ولأجل ذلك، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدعو في يوم المرأة العالمي كلٌ من منظمة التحرير، والسلطة، والحركة الوطنية الفلسطينية والمجتمع المدني إلى:- أولاً:- إعادة تدقيق القوانين والتشريعات الفلسطينية بما يحقق تكريس المساواة الحقيقية للمرأة في كل المجالات، واعتمادها أساساً للدفاع عن المرأة وحمايتها من أي اضطهاد أو استلابٍ لحقوقها. ثانياً:- تعزيز مشاركة المرأة في مؤسسات العمل الوطني، وإتاحة الفرصة لها لتقدّم الصفوف وتبؤ المواقع القيادية فيها. ثالثاً:- تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، والارتقاء بدورها ومكانتها في الأحزاب السياسية. رابعاً:- العمل على وحدة الحركة النسوية، وتفعيل إطارها النقابي "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" بتجديد بنيته وهيئاته القيادية من خلال انتخابات ديمقراطية وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، ومن خلال برامج خاصة تتصدى لهموم المرأة واحتياجاتها. خامساً:- توفير برامج دعم خاصة بالمرأة، وإقامة مشاريع إنتاجية توفر لها فرص العمل والحياة الكريمة، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتزايد عدد العائلات التي فقدت معيلها وأصبحت المرأة هي معيلها الوحيد، فضلاً عن ما يمثله العمل بالنسبة للمرأة من استقلال اقتصادي يحررها من قيود التبعية التي تولّد اضطهادها. أخيراً، وفي يوم المرأة العالمي، تستحق المرأة الفلسطينية أن نهديها بشرى إنهاء الإنقسام إستجابة لدعواتها وفعالياتها التي لم تتوقف من أجل ذلك، واستجابة للمصلحة الوطنية ولحقوقنا التي باتت مهددة أكثر من أي وقتٍ مضى في ظل الانقسام البغيض. التحية كل التحية للمرأة الفلسطينية في كل مواقع صمودها التحية للأسيرات الماجدات في سجون الاحتلال المجد للشهداء والحرية للأسرى والنصر لشعبنا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دائرة الاعلام المركزي 8-3-2015[/JUSTIFY]