الغول: برحيل تشافيز خسر شعبنا صديقاً مدافعاً عن حقوقه
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في قطاع غزة كايد الغول أنه برحيل الزعيم هوغو تشافيز خسر شعبنا الفلسطيني صديقاً مدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي كل الأوقات ورغم كل الظروف التي عاشتها فنزويلا، و الطغيان الذي مارسته الادارة الأمريكية وحلفائها في المنطقة على الشعب الفلسطيني، في محاولة للنيل من حقوقه، والضغط عليه من أجل تحوير حقوقه بما يتقاطع مع الموقف الإسرائيلي الأمريكي. وأشار الغول في مقابلة متلفزة على قناة الميادين الفضائية أن " تشافيز شكّل الموقف النقيض لكل الخانعين التابعين للإدارة الأمريكية وسياساتها في المنطقة، وترك تأثيراً مغايراً في الساحة الفلسطينية والساحة العربية عموما". وقال الغول: " من أبلغ التعبيرات عن هذا التأثير والتقدير لمواقف شافيز هو رفع صورة في مناسبات الأفراح والاحتفالات الوطنية، تعبيراً عما سبق واحتراماً لهذه الشخصية التي ساندت الشعب اللسطيني وحقوقه بقوة، والتي اتخذت مواقف حاسمة من العدو الصهيوني عندما أقدم على عدوانه في حرب غزة عام 2008- 2009 بحيث طرد السفير الاسرائيلي وقطع علاقاته مع الكيان". وأضاف الغول بأن هذا الموقف إلى جانب المواقف التي كانت تعكس في كل المحطات تمسكه بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني كلها كانت مثار اعتزاز وتقدير من الشعب الفلسطيني الذي خسر صديقاً ومدافعاً شجاعاً عن حقوقه، في الوقت الذي كان يضغط فيه بعض العرب على الفلسطينيين من أجل التجاوب مع الضغوط التي تستهدف في المحصلة تقديم تنازلات بشأن حقوقهم الوطنية". وحول رفع صور تشافيز أثناء المواجهات في سجن عوفر بالضفة الفلسطينية المحتلة، أكد الغول أنها رُفعت في أكثر من موقع فلسطيني هذا اليوم، كما أن القوى الوطنية والإسلامية في غزة ستنظم وقفة تضامنية تعبيراً عن الحزن لرحيل شافيز. وأوضح الغول أن الجميع عبرّ عن حزنه الشديد عن فقدان هذا القائد الكبير، وعن الخسارة التي لحقت بنا في وقت الذي نحن بأمس الحاجة لكل الاصدقاء على المستوى الدولي من أجل اسناد الشعب الفلسطيني في نضاله والمساهمة في عزل الكيان الصهيوني الذي يمارس كل اشكال الحرب على الشعب الفلسطيني وقضيته، مشيراً أن أفضل تعبير صدر عن شافيز يوم الحرب عام 2009 عندما وصفها بالمحرقة والتي على أساسها طالب بتقديم رئيس دولة الاحتلال لمحكمة العدل الدولية. إن هذا التعبير يكثف رؤية شافيز للعدو الإسرائيلي وسياساته العدوانية. ولفت الغول إلى أن تجربة الراحل تشافيز لم تقتصر على دعم وإسناد الشعب الفلسطيني، وانما شملت اسناد كل الشعوب المضطهدة التي تعرضت للعدوان، وهو كان بذلك يمثل قيمة كبرى في ظل اعتقاد كان لدى البعض بأن الهيمنة التي بدت أنها مطلقة للولايات المتحدة الأمريكية، وجدت من يواجهها ببسالة وشجاعة ومن ينتصر لقضايا الشعوب ويشكل الدعم الكامل لها. وفي معرض إجابته، إن كانت ستستمر فنزويلا على نهج تشافيز في مناصرتها للقضية العربية والفلسطينية كقضية مركزية، أكد الغول أن هذا سيعتمد على نتائج الصراع على فنزويلا الذي بدأ منذ الاعلان عن رحيل تشافيز، لافتاً أنه كما هو معلوم وأثناء فترة حكم شافيز كانت هناك محاولات عديدة للانقضاض على حكمه وإسقاطه واستبداله بقوى الرأسمال التي كانت ولا زالت تابعة للإدارة الامريكية وجزءا من سياستها بالمنطقة. وأضاف الغول أن الصراع الآن سيحتدم وبالتالي نتائجه هي التي ستحسم كيف ستتعامل فنزويلا بعد ذلك مع قضايا الشعوب العربية والشعب الفلسطين، مستدركاً في الوقت ذاته أن ما تركه شافيز من قيم ومثل في أوساط الشعب ومن أفكار لدى غالبية الشعب الفنزويلي يؤكد بأنها ستحمي إلى حد كبير تراث تشافيز والنهج الذي اعتمده خلال فترة حكمه. وعلى هذا الأساس طالب الغول كل القوى الوطنية والتقدمية العربية و احرار العالم بدعم حزب تشافيز، والشعب الفنزويلي ليصمد في وجه الضغوط والمؤامرات التي سيتعرض لها، باعتبار أن أفكار وتجربة تشافيز لم يقتصر تاثيرها على فنزويلا بل امتدت لتطال البلدان في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الامريكية، وما هو خارج حدود قارة أمريكا الجنوبية ووصولاً إلى منطقتنا، لتعطي مثل بأن الشجاعة والصمود، الارادة وضوح الهدف هو السبيل لهزيمة الاعداء، وهو السبيل لحماية حقوق الشعب، مضيفاً أن هذا المثل له أهمية الآن خاصة لأنه تجري محاولات لتغيير مفاهيم في هذا الكون لتجعل التبعية هي الأساس التي تحمي البلدان كما يعتقد حكام هذه البلدان وربط مصالحهم بمصالح الرأسمال هو الذي يمكن أن يوفر لها الاستمرار في الحكم. وأكد الغول أن الادارة الامريكية ستمارس ضغوطاً شديدة وستحيك مؤامرات مع اتباعها في داخل فنزويلا من أجل اجراء تغيير سريع في داخل البلاد، بما يضمن إعادة ربط فنزويلا، واقتصادها بالسياسات والاقتصاد الامريكي، ويقطع مع كل سياساتها الخارجية المناصرة لحقوق الشعب. وحول وجه الشبه بين تجربة شافيز وعبد الناصر، أكد الغول أن هناك بالفعل شبه كبير، فعبد الناصر سعى لتوحيد الأمة، وإحياء القومية العربية، والانتصار أولاً لقضايا شعبه ، والامة العربية، ولقضايا الشعوب المضطهدة على صعيد العالم، وتشافيز بنفس المنطق سعى لوحدة امريكا اللاتينية، وقدّم مشاريع للخلاص من هيمنة الصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ولإيجاد استثمارات تؤمن استقلال دول امريكا اللاتينية عن الرأسمالية التي وجده فيها شراً مطلقا، وانتصر لقضايا الحرية والعادلة في هذا العالم، مضيفا أنه كما كان عبد الناصر كان شافيز صلباً في مواجهة الاعتداء الذين ارادوا ابقاء بلدانهم في دائرة التبعية، وارادوا فرض سياساتهم وجعلهم جزءاً من الاستراتيجية المعادية لشعوبهم وشعوب المنطقة، وتحدى ذلك بكل قوة، ولم يأبه للضغوط التي مورست بكل أشكالها. وفي سؤال له أن تشافيز كان يساريا لديه أيديلوجية جديدة، قال الغول " شافيز انطلق من أيديولجية شكّلت اساس لسياساته الداخلية والخارجية فعلى الصعيد الداخلي، تمكن من جعل الناتج المحلي الفنزويلي يصل في عام 2012 إلى ما يقرب من 328 مليار دولار، في حين أن هذا الناتج كان في عام 1990 191 مليار دولار فقط، وهذا تقدم حقيقي حققه في فنزويلا، ثم ما حقق من مكتسبات للجماهير الشعبية الفنزويلة حيث قام بتأميم قطاعات رئيسية (البترول والمعادن والاتصالات..إلخ)، ووجه ناتجها لصالح الشعب الفنزويلي وهذا عكس إيمان عميق بالفكرة الاشتراكية التي تبناها، وفي إطار علاقاته الخارجية حسم موقفه بالانحياز للشعوب التي تناضل ضد الرأسمال العالمي، وضد الاحتلال وموقفه من احتلال أفغانستان انطلق من كونه قد تعرضت لاحتلال من قبل جيوش أمريكية، وبلدان أخرى، كان هو ضد هذا التدخل ومع أن يقرر الشعب الأفغاني حريته بنفسه، نفس الامر تعلق بفلسطين حيث تعامل مع الشعب الفلسطيني من كونه يواجه ويقاوم الاحتلال ويسعى من أجل تحقيق حقوقه الوطنية، ونفس الامر كان عندما وقف مع حزب الله والشعب اللبناني في حرب تموز 2006 وهكذا مع كل الشعوب التي تناضل من اجل استقلاها وتتصدى لاعتداءات التي تتعرض لها، فتشافيز انطلق من فكر ليس معادٍ للرأسمالية فقط على اهمية ذلك ، وإنما ربط ذلك بالانتصار لقضايا الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها.[/JUSTIFY]