كلمة الدكتور ماهر الطاهر للمؤتمر القومي العربي بلبنان

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]الدائرة السياسية المركزية في الجبهة الشعبية كلمة الدكتور ماهر الطاهر رئيس الجلسة الافتتاحية للدورة 26 للمؤتمر القومي العربي لبنان – بيروت 2-3 حزيران/يونيو 2015 الأخوات والأخوة الأعزاء أعضاء المؤتمر القومي العربي أرحب بكم على أرض لبنان الأشم، على أرض بيروت الصمود والمقاومة. إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الأمة العربية الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل عزة أمتنا وكرامتها وحريتها واستقلالها. إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الحرية، من كل مكان من هذا العالم، الذين واجهوا الظلم والإمبريالية عدوة الشعوب وعدوة الإنسانية. إجلالاً وإكباراً لأرواح كل الشهداء أفتتح أعمال مؤتمرنا القومي العربي في دورته السادسة والعشرين بالوقوف دقيقة صمت. الأخوات والأخوة الأعزاء تنعقد الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر القومي العربي عشية ذكرى أليمة في حياة أمتنا العربية، ذكرى هزيمة الخامس من حزيران عام 1967، والتي شكلت نقطة تحول في تاريخ أمتنا العربية لا زلنا ندفع ثمن تداعياتها ونتائجها الكارثية حتى هذه اللحظة. كذلك ينعقد مؤتمرنا عشية ذكرى الاجتياح الصهيوني للبنان في الرابع من حزيران/يونيو عام 1982 وما ترتب على هذا الاجتياح من احتلال قسم كبير من أراضي لبنان الطاهرة، التي تم تحريرها بفضل المقاومة وصمودها وتضحياتها وشهدائها إلى أن تم تحقيق الإنجاز التاريخي الكبير بطرد قوات الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان عام 2000 دون قيد أو شرط، حيث هرب جنود الاحتلال وعملائهم تحت ضربات المقاومة اللبنانية الباسلة. الأخوات والأخوة نلتقي في هذا المؤتمر وسط خضم هائل وبركان شديد الانفجار تواجهه أمتنا العربية في حاضرها ومستقبلها، فهذه الأمة في قلب العاصفة تتعرض لأخطار جسيمة وغير مسبوقة نتيجة أوضاع داخلية مهترئة وتدخل استعماري خارجي كبير يستهدف تقسيمنا وتفتيتنا والقضاء على حاضرنا ومستقبل أجيالنا خدمة للمشروع الصهيوني الإمبريالي الغاشم. لذلك اسمحوا لي أن أتقدم ببعض الملاحظات والنقاط السريعة في افتتاح أعمال هذا المؤتمر. أولاً: من حق المؤتمر القومي العربي أن يفتخر ويعتز بأنه بقي أميناً خلال ربع القرن الماضي على قضية فلسطين باعتبارها القضية المركزية للأمة. لم يساوم ولم يهادن وكانت بوصلته فلسطين ومواجهة الخطر الصهيوني الذي تتعرض له الأمة بأسرها. لم يساوم ولم يهادن على تحرير كل ذرة من تراب فلسطين من بحرها إلى نهرها. إن ما نواجهه اليوم، وما نعيشه من صراعات دامية ليس معزولاً عن فلسطين، وليس معزولاً عن المؤامرات الكبيرة والخبيثة التي تحاك من أجل تصفيتها بهدف تكريس الكيان الصهيوني على الأرض العربية وعرقلة تقدمها ووحدتها واستقلالها. من هنا نقول ونؤكد أنه لا بد من إعادة الاعتبار لشعار وهدف تحرير فلسطين كل فلسطين، وإعادة الاعتبار لمركزية القضية الفلسطينية، وتوجيه البوصلة نحو فلسطين التي تضيع أمام أعيننا وسط هذا الخضم الهائل من الصراعات الداخلية التي تعيشها أمتنا العربية ووسط انقسام وصراع داخلي فلسطيني – فلسطيني جراء جريمة الانقسام الذي طال أمده، والذي لم يعد مقبولاً بأي شكل من الأشكال. لقد تم تقزيم القضية الفلسطينية عبر نهج التسويات والتنازلات والمفاوضات التي ثبت فشلها بشكل كامل والتي لم تكن نتيجتها سوى المزيد من الاستيطان وتهويد الأرض والاعتقالات والمداهمات والاغتيالات وبناء جدار الفصل العنصري وكل الممارسات الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني. لقد أعلن نتنياهو بوضوح أنه يرفض ما سمي بمبادرة السلام العربية والتي كان الكيان الصهيوني أساساً قد رماها في سلة المهملات. لقد آن الأوان لإنهاء ما سمي باتفاقات أوسلو وما ترتب عنها من نتائج خطيرة على القضية الفلسطينية. لقد برهنت وقائع الحياة استحالة الوصول لحل سياسي مع الكيان الصهيوني وأكدت وقائع الحياة أن صراعنا مع هذا الكيان هو صراع وجود وليس صراع حدود. ثانياً: إن ما تواجهه أمتنا العربية يستهدف بشكل رئيسي ضرب فكرة القومية العربية والوحدة العربية، وليس ذلك فحسب، بل تفتيت البلدان العربية وتقسيمها عبر سايكس بيكو جديد وخطير وحرف الصراع وتحويله من صراع مع المشروع الصهيوني إلى صراعات مذهبية وطائفية وعرقية هدفها تكريس الوجود الصهيوني والسيطرة الاستعمارية على الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه. لقد بات واضحاً أن ما يجري في سوريا والعراق وليبيا واليمن يستهدف التقسيم والتفتيت وضرب وحدة البلدان العربية التي عجزت كل واحدة منها منفردة أن تواجه التحديات والمخاطر الجسيمة. لمصلحة من تدمير سوريا ولمصلحة من تدمير العراق ولمصلحة من تدمير ليبيا ولمصلحة من تدمير اليمن وضرب بنيته التحتية؟ لذلك لا بد من إعادة الاعتبار للخيار القومي العربي في مواجهة الخطر الصهيوني ومواجهة المؤامرات الخارجية ومواجهة القوى التكفيرية والظلامية. وهذا يتطلب بلورة رؤية عميقة لفكر قومي عربي جديد ومتجدد يستخلص دروس وتجارب واستخلاصات المرحلة الماضية. فكر قومي عربي جديد يستند إلى بناء مجتمعات عربية ديمقراطية تقوم على قاعدة التعددية الفكرية والسياسية والتداول السلمي للسلطة ومحاربة الفساد واحترام حقوق المواطنة. نعم، مطلوب التغيير في الواقع العربي، لكن التغيير لا يتم من خلال التدخلات الاستعمارية الخارجية ولا يتم من خلال أمريكا وحلف الناتو. التغيير يتم من خلال أبناء الأمة بعيداً عن أي تدخلات خارجية مشبوهة هدفها السيطرة على مقدراتنا وثرواتنا. ولذلك فإننا نرفض العنف والإحتراب الدموي وندعو للجوء إلى الحوار والحلول السياسية في معالجة التناقضات الداخلية. ثالثاً: إن خيار المقاومة ونهج المقاومة هو الخيار الإستراتيجي لمواجهة قوى الاستعمار والصهيونية وتحرير فلسطين. وقد أثبتت الحياة صوابية وصحة ونتائج هذا الخيار. إن معركتنا تتطلب وضوح الرؤية والخط السياسي السليم، تتطلب الرؤية الواضحة وتحديد من هو العدو ومن هو الصديق. إن أعدائنا هم الاستعمار والإمبريالية والصهيونية وكيانها العنصري والرجعية العربية التي تحالفت مع هذا الاستعمار على مدى العقود الطويلة الماضية. في ختام كلمتي لا يفوتني أن أشير إلى أنه يصادف اليوم الذكرى الخامسة لشهداء أسطول الحرية الذي توجه إلى قطاع غزة الباسل. ومن هنا أوجه التحية لكل متضامن مع فلسطين وكان من بينهم رفيقنا المناضل عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأخ هاني سليمان الذي أوجه له التحية بهذه المناسبة ونجدد مطالبتنا بفك الحصار الجائر على قطاع غزة الصامد، مطالبين بإعادة الإعمار وإدخال مواد البناء وإنهاء الحصار بصورة كاملة. التحية لشهداء الحرية والأسرى الصامدين في سجون الاحتلال وعلى رأسهم المناضل أحمد سعدات ومروان البرغوثي وكل الأسرى الأبطال. عاشت فلسطين ولتبقى فلسطين هي البوصلة والقضية المركزية للأمة المجد للشهداء والنصر لأمتنا العربية المجيدة وشكراً لكم د. ماهر الطاهر عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي [/JUSTIFY]