كلمة نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أبو أحمد فؤاد بمناسبة يوم القدس العالمي
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]دمشق - الجبهة الشعبية تحتفل الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعالم العربي والإسلامي كل عام بيوم القدس العالمي والذي يصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك وهذا اليوم الذي أعلنه سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني رحمه الله وذلك تعبيراً عن حضور قضية فلسطين عموماً, وقضية القدس على وجه الخصوص في عقل, وفكر, ووجدان, وعواطف الشعب الإيراني وقائده الإمام الخميني, وفي مسعى يهدف إلى الدفع بالمسلمين للقيام بخطوة عملية جادة نحو فلسطين. ومنذ ذلك التاريخ وفي مثل هذا اليوم من كل عام تنطلق بالجمهورية الإسلامية الإيرانية المظاهرات والتي تعم كل المحافظات الإيرانية دعماً للقدس وتأييداً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتشارك بهذه التظاهرة العالمية العديد من البلدان والقوى إدراكاً منها لأهمية العمل الموحد الجماعي لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيق بالقضية الفلسطينية عموماً, والقدس على وجه التحديد, وتقديراً لما تمثله القدس من رمزية وأهمية, ومكانة عند جميع المسلمين في العالم. ولا يتخلف شعبنا الفلسطيني في العديد من البلدان, بما فيها فلسطين عن القيام بالتظاهرات, والمسيرات, والنشاطات تجسيداً لهذا اليوم, يوم القدس العالمي وبما يؤكد من دون أي التباس على مركزية قضية فلسطين في نضال الأمتين العربية والإسلامية وبما يعكس العلاقات, والوشائج القوية بين كل المكونات العربية والإسلامية في معسكر صمود, ومقاومة المحتلين الغزاة للأراضي العربية وخاصة القدس. وتأتي هذه الذكرى المناسبة هذا العام في ظروف عربية, وإسلامية غاية في الدقة والصعوبة والخطورة والتي تهدد بضياع القدس, وإغفال وضياع القضية الفلسطينية برمتها. لذا فأن إحياء هذه المناسبة عبر القيام بالأنشطة, والفعاليات والتظاهرات أمراً هاماً, ولكن خطورة ما يجري من عمليات نهب وسرقة وتهديد و استيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية, والقدس على وجه الخصوص, يجعل كل ما سبق غير كافٍ لمواجهة المخططات الصهيونية لتهويد القدس والجارية على قدم وساق. إن الواجب الوطني, والواجب القومي, والواجب الإسلامي يتطلب من كافة القوى القيام بخطوات جادة في مواجهة المحتلين الصهاينة لجهة الوقوف الحازم أمام المخططات الصهيونية, والخطوات التي تدير ظهرها للعالم من قبلها, في هدف بين, لا لبس فيه, السيطرة على مدينة القدس واعتبارها حسب المزاعم الصهيونية العاصمة الأبدية لدولة الاحتلال الغازية وكيانها الغاصب. إن الكيان الصهيوني يدنس يومياً كل المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس ويسعى لتغيير معالم المدينة المختلفة التاريخية, وغير التاريخية, والاستيلاء على مساكن أبناء القدس العرب, وطردهم منها واحتلال مستوطنين صهاينة بدلاً منهم. إن الحلول والتسويات التي فرضتها اتفاقيات أوسلو أصابت القصة بالضرر الكبير وجاءت نتائج الانتخابات ونجاح اليمين الصهيوني الفاشي في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة, نتنياهو وزمره المتطرفين الصهاينة بالحكم مرة أخرى, والذي يعمل ليل نهار, وبدون كلل على تكريس مخططاته الاستيطانية بالتهويد الشامل لمدينة القدس, مع الاستفادة القصوى من الظروف العربية (المجافية) بسبب ما يجري في أغلب بلدان الطوق من صراعات دامية, وفرت للاحتلال أن يمارس مخططاته بكل سهولة وأريحية. إن حجم التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بسبب الصعوبات, والصراعات الجارية في أغلب بلدان الطوق العربي, يجعل هذه المخططات تصل إلى حدٍ كبير لجهة تحقق نجاحها. لذا فأن المسؤولية الوطنية, والمسؤولية الإسلامية والعربية, تتطلب توقف الجميع أمام ضمائرهم وهم يرون تفكك الجيوش العربية والذي رفع من دور ومكانة (الكيان الصهيوني) في ميزان القوى الاستراتيجي, بعد غياب مختلف أشكال التهديدات العسكرية العربية, بما يحدث للجيش العراقي والجيوش السورية, والمصرية, والليبية, واليمنية, والتونسية وغيرها والحبل على الجرار. إن وصول الحالة العربية إلى ما وصلت إليه من تراجع, دفعت بوزير الحرب الصهيوني يعلون إلى القول (أنه لم يعد يشعر بخطر الجيوش العربية في ظل انهيار أنظمة الشرق الأوسط, كما أن قضية فلسطين لم تعد في المقام الأول بالنسبة للعالم). أن علينا جميعاً في ظل تعاظم الصعوبات والتحديات, أن لا تكتفي بأحياء دعوة الإمام الخميني وكفى الله المؤمنين شر القتال, بل بتحويل هذا اليوم العالمي للقدس, إلى ملحمة كفاحية ويوم جهادي تاريخي يحفزنا نحن الفلسطينيون, والعرب, والمسلمون, ويحفز كل حر وشريف في هذا العالم لأجل الانخراط الجدي الحازم في مواجهة المخططات والمشاريع الصهيونية, ومن هنا تبرز قيمة ما تدعو إليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية, من تقديم برنامج مقاومة وتحرير يواجه المحتلين الغزاة على كل الأصعدة, والمستويات السياسية, والعسكرية, والاقتصادية. وكما يفعل حزب الله الذي جعل من فلسطين وقضيتها بوصلته الأولى, نعم إن أي قوة مهما تقول عن نفسها, أن لم تجعل من فلسطين والقدس بوصلتها الرئيسية فهي تقع بخطأ كبير, لأنه ينبغي الإمساك دائماً بالحلقة المركزية والتي تمسك بمجموع السلسلة.. وفلسطين والقدس هما معيار الجدية, ومقياس المواقف, وكما قيل "هنا القدس, فلنقفز هنا" إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله وسوريا من الأطراف الأكثر سعياً لتطبيق شعار "هنا القدس, فلنقفز هنا" رغم كل ما يتعرضون له من تشهير وتشويه من قوى مختلفة, تستهدف مواقفهم المبدئية من قضية فلسطين, وقضية القدس. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية, قوة إقليمية ناهضة, وهي ثورة معادية للامبريالية, والصهيونية, والاستعمار بمختلف مسمياته, وهي تقف دائماً متحضرة لدعم المقاومة والشعوب المظلومة, وعلى رأسها شعبنا الفلسطيني, وبهذه المناسبة الهامة من الطبيعي التأكيد, إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, لتؤكد على الأواصر القوية مع كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني واللذان يجمعنا بهم محور المقاومة والتحرير وصولاً إلى الانتصار بتحقيق أهداف شعبنا العربي الفلسطيني بالعودة والنصر وتحرير فلسطين كل فلسطين. نتمنى للجمهورية الإسلامية إنهاء ملف النووي كما تريد وبما يلبي إرادة الشعب. إن خطورة التحديات الراهنة تفرض فرضاً على طرفي الأزمة في الساحة الفلسطينية, إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بعيداً عن أي منطق مصلحي, أو فئوي, الوقت بالنسبة للشعب الفلسطيني, وقضيته من دم وغيره من التضحيات, تستوجب الاستجابة لحس الشعب الفلسطيني الصادق الداعي للوحدة من على قاعدة الإمساك بثوابت الشعب الفلسطيني غير القابلة للتنازل بأي صورة من الصور, أو شكلاً من الأشكال. إن خياراتنا والتي لن نتراجع عنها هي: أولاً: الانتفاضة الشعبية بكل أشكالها وصولاً إلى المقاومة المسلحة كسبيل لا بديل عنها لتحقيق النصر والتحرير. ثانياً: دعم صمود سوريا والوقوف إلى جانبها في مواجهة المؤامرة التي تستهدفها نظراً لموقفها الواضح باحتضان المقاومة والانخراط في محور المقاومة والتحرير في مواجهة المحتلين الصهاينة. ثالثاً: تعميق أواصر العلاقة مع حزب الله لدوره المتميز في دعم المقاومة وقضية شعبنا العربي الفلسطيني. رابعاً: رفض وإدانة الحرب الظالمة والجارية راهناً على الشعب العربي اليمني الشقيق والتي تسهم بزيادة الانقسام والتفرقة بين الشعوب العربية, ولا تخدم إلا الأجندة الأمريكية والصهيونية, كما أننا نستنكر بشدة الاعتداء على الكويت وتونس. خامساً: نرى أهمية تشكيل جبهة المقاومة العربية والإسلامية كرافعة حقيقية تسهم في التصدي للمخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية عموماً والقدس على وجه الخصوص, وباقي التحديات الكبيرة التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية. إننا نعتقد أن هناك إمكانية واقعية لتشكيل جبهة مقاومة شعبية ورسمية من إيران وسوريا والمقاومة الفلسطينية والمقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية, تستوعب مناضلين عرب ومسلمين التحية لكل المقاومين والمجاهدين في مختلف أقطار وطننا العربي وأمتنا لإسلامية مؤكدين على القول دائماً "إذا كان الليل طويلاً طويل, فدائماً هناك فجر, والفجر قادم لا محالة حاملاً معه النصر المؤزر"[/JUSTIFY] [CENTER]تحية لأسرى الحرية في سجون العدو الصهيوني, وفي كل بقاع العالم, وتمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل, و مع تحيات الإجلال والإكبار لكل الشهداء والسلام عليكم أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 7/7/2015[/CENTER]