عمر مراد: مايحصل في فلسطين حركة شعب.. وقضية مخيم اليرموك جزء من أزمة جنوب دمشق
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY] رفض مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سورية عمر مراد تحديد ما إذا كانت عملية بئر السبع عملاً فردياً، مفضلاً انتظار القادم لتوضيح الصورة، في حين أكد وجود عدة شروط في حال توفرها، ستكون كفيلة بتحقيق نتائج ملموسة على الأرض للانتفاضة الحالية، وبشكل يؤدي لانتصار الشعب الفلسطيني. وقال مراد في حديث لإذاعة ميلودي اف ام، وضمن برنامج "إيد بإيد" إن "عملية بئر السبع بطولية بامتياز، قام بها شاب وطني بشكل جريء، لكن الأيام ستكشف ما اذا كانت عملاً فردياً أم لا، وليس من مصلحتنا أن تكون كافة العمليات بأنواعها متبناة بشكل متسرع من قبل الفصائل، فما يحصل على الأرض هو حركة شعب، جوهرها بغض النظر عن التسمية، يكشف عن حقيقة الصراع بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الصهيوني". وفنّد مراد أسباب الانتفاضة الحالية بقوله "العملية السياسية غير المجدية، والتطاول المستمر من الاحتلال والمستوطنين، والتهويد والاستيطان، إضافة لانشغال الحالة العربية بإشكالاتها الداخلية، كل ذلك دفع بالفلسطيني ليعبّر عن قوة حضوره، بقوة التناقض مع المحتل، والسلاح الأساسي هو إرادة الشعب بمواجهة الاحتلال"، متمنياً "بقاء الشكل الشعبي سمة عامة لهذا الحراك، وأن لا يتحول لانتفاضة مسلحة، بما يؤدي لتقليصها وحصرها بالنخبة المسلحة فقط، فتكبيد العدو أكبر الخسائر بأي شكل يعطي زخم لهذه الحالة الشعبية، علماً أنه بإمكان غزة ضرب صواريخ باتجاه المستوطنات، لكن ذلك سيدفع بأنظار الإعلام إلى الصواريخ والحرب، ويغفل الحالة الشعبية". وأضاف مراد إن "مجموعة عوامل ضغطت على الشعب الفلسطيني، تزامناً مع وصول عملية السلام لطريق مسدود وفق تصريحات الرئيس عباس، التي أوضح فيها أننا لم نعد قادرين على الالتزام بالاتفاقيات، في ظل استمرار خرق اليهود لها، تحديداً إذا ما علمنا أن اتفاقية أوسلو منتهية عملياً منذ أيار 1999 بإقامة دولة فلسطينية، في حين أصبحنا في 2015 وما زلنا بالمرحلة الانتقالية منها". وحول الخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني، أوضح مراد أن "الخيارات أمام الفلسطينيين واضحة، فحدة التناقض بيننا وبين الاحتلال توصل لحرب مصيرية، ويجب وفقاً لذلك العمل على مراكمة الانتصارات، وفق شروط تقول بقيادة وطنية واحدة للعمل والقتال، وتحديد هدف للقتال، إذ أن القدس أولاً عاصمة لا يجب أن تخضع للتفاوض ولا للتقاسم المكاني أو الزماني فهي ثابتة، ثانياً لا يجب العمل على وقف الاستيطان، بل اعتبار المستوطنين في الضفة غير شرعيين، ثالثاً إلغاء اتفاقية باريس الاقتصادي، وإلغاء التنسيق الأمني، وتأمين غطاء سياسي ومادي للتحرك وحشد كل الطاقات فيه، بالمقابل لا بد للرئيس عباس من الوقوف إلى جانب الشعب ودعم تحركهم، لأنهم أقوى ورقة لديه، ولا يوجد شيء أكثر لخسارته". أما عن وضع مخيم اليرموك، أفاد مراد إن "قناعة الجبهة الشعبية بعد تجربة مريرة من المفاوضات مع عدة فصائل مسلحة في مخيم اليرموك، أن الحل السياسي غير مجد، وخرجنا تباعاً من لجنة التفاوض، خاصة مع دخول تنظيم داعش وجبهة النصرة، لذا طرحنا الخيار العسكري النوعي والنظيف، بإنشاء قوة فلسطينية مشتركة مسلحة، لها هدف استعادة مخيم اليرموك وتحييده، بوجود قوى واحدة من الدولة السورية تنسق مع الفلسطينيين، لكن للأسف هناك تباينات في المواقف، فمنهم من يريد القتال على طريقته ومنهم يريد استمرار التفاوض، ما شكل قناعة لدينا أن المخيم بات جزء من أزمة جنوب دمشق، باستثناء اتصالاتنا مع الحكومة السورية لإدخال أدوية وطعام، علماً أنه توجد بين 200-300 حالة تفوئيد، وحالات سل وأمراض أخرى، لكن وبالاتصال مع الدولة والهلال الأحمر تم إدخال قرطاسية وبعض الأدوية، التي لم تسد الحاجة، فالحياة بالداخل ليست طبيعية بل حياة متوحشة وحالة يرثى لها". وختاما، قال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سورية عمر مراد أنه "كان واضحاً من الأشهر الأولى للأزمة في سورية، أن مايحدث ليس أمر داخلي، بل هو عبار عن مؤامرة تهدف لتفتيت سورية وضرب هويتها وموقفها، ومؤخراً بات واضحاً التطور النوعي الهام في الميدان لصالح استعادة العديد من المواقع والمدن السورية الى سيادة الدولة السورية، لذلك يعتبر التدخل الروسي قراراً استراتيجياً، له علاقة بجغرافية المنطقة والمصالح الاستراتيجية، ونقيّم أي دفع للخطر عن سورية هو لمصلحة فلسطين وخسارة "لإسرائيل". [/JUSTIFY]