النص الكامل لكلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر في المسيرة الحاشدة بذكرى الانطلاقة
08 أغسطس 2018

[CENTER]النص الكامل لكلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر في المسيرة الحاشدة بذكرى الانطلاقة[/CENTER] [JUSTIFY]جماهير شعبنا في الوطن والمخيمات والشتات ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الأخوة ممثلو القوى الوطنية والإسلامية الأخوة المخاتير والأعيان والوجهاء وممثلو مؤسسات المجتمع الأهلي الأخوات والأخوة.. الرفيقات والرفاق.. من الواجب... بل من الوفاء أن أبدأ كلمتي بتوجيه التحية إلى أرواح شهداء شعبنا الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى هذا الوطن، والتي نبتت تضحياتهم أزهاراً بين ربوع الوطن ووضُعت علامة مميزة على طريق انتزاع حقوقنا والانتصار على المشروع الصهيوني. من بين هذا الحشد الكبير ومن قطاع غزة الصمود والمقاومة أتوجه بالتحية إلى أمهات الشهداء.. طوبى لأم الشهيد خالد جوابرة هذه الأم الرائعة التي تجسد الأم الفلسطينية التي تحمل ابنها فلذة كبدها على الأكتاف وتهتف لفلسطين.. فوالله بكِ وبأمثالك سننتصر على الفاشيين المجرمين... أتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات .. في لبنان وسوريا والأردن.. وفي أربع أرباع المعمورة.. أتوجه بالتحية إلى أبطال الرد الثوري السريع.. أبطال الحجارة والمولوتوف من أشبال وفتيان فلسطين.. أقبل الأيدي التي تحمل السكين وتطعن بها جنود الاحتلال من زهرات وشابات وشباب فلسطين.. أوجه التحية إلى الأبطال المقاومين القابضين على الزناد والذين حوّلوا حياة الجنود الصهاينة والمستوطنين إلى جحيم. تحية للأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم رفيقنا الأمين العام أحمد سعدات.. والرفيقة المناضلة العنيدة والنائب في المجلس التشريعي خالدة جرار.. والقادة مروان البرغوثي وعاهد أبو غلمى وجمال أبو الهيجا وحسن سلامة وجميع الأسرى.. وبهذه المناسبة أتوجه بالتهنئة لرفيقنا القائد الصلب نضال أبوعكر، والرفيق غسان زواهرة ابني القلعة الحمراء الدهيشة، واللذان تنسما عبّق الحرية بعد انتصارهما على السجان الصهيوني في معركة كسر القيود. تحية للعمال والمزارعين والطبقات الكادحة.. تحية للمرأة الفلسطينية رمز التضحية وصانعة الرجال.. وفي هذه المناسبة نستحضر أرواح شهداء ثورتنا الأبطال الرموز القائد ياسر عرفات، الشيخ أحمد ياسين، الدكتور فتحي الشقاقي، طلعت يعقوب، أبو جهاد، أبو إياد، القاسم، غوشة والنجاب وأبو العباس، وقائمة طويلة من شهداء وقادة شعبنا. ونستحضر قادة الجبهة الشعبية الذين صنعوا مجدها وتاريخها وقدّموا لنا مثلاً في التضحية والانتماء ونظافة اليد والعمل الوحدوي وضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل الوطن والشعب.. منهم المؤسس الدكتور جورج حبش، أبوعلي مصطفى، الرفيق أحمد سعدات، جيفارا غزة، وديع حداد، وغسان كنفاني وأبوماهر اليماني وحمدي مطر وباسل الكبيسي وربحي حداد وصابر محي الدين، وأبو صالح الأسدي وشادية أبو غزالة وقافلة طويلة من الرفاق العرب والأمميين .. تحية خاصة لجماهير شعبنا في المثلث والنقب والجليل وكافة مناطق أرضنا المغتصبة منذ عام 1948.... تحية معمّدة بالانتماء القومي والتضحيات إلى مصر العروبة والجزائر بلد المليون شهيد.. وإلى تونس الخضراء.. إلى سوريا الوفية لعروبتها وللمقاومة.. وللعراق النابض.. تحية للمقاومة الوطنية العربية في لبنان وسوريا واليمن .. تحية لليمن الحزين الذين يواجه عدواناً إجرامياً خليجياً يستهدف حضارته ووجوده ومستقبله.. تحية للإعلام المقاوم الذي ينقل صورة الحقيقة ويفضح سياسات الاحتلال وأعوانه وعلى رأسه قناتي الميادين والمنار، المستهدفتان بشكل متواصل من القوى الرجعية في العالم العربي التي تنفذ السياسات الأمريكية. جماهير شعبنا ،، نحتشد اليوم في ذكرى مرور 48 عاماً على تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وذكرى مرور 28 عاماً على اندلاع انتفاضة شعبنا الكبرى المجيدة.. وتتزامن مع ذكراهما انتفاضة شعبية جديدة ضد الاحتلال الصهيوني... نحيي وإياكم ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية والتي انطلقت من قلب معاناة الشعب العربي الفلسطيني كأحد أشكال الرد على هزيمة الخامس من حزيران، وها هي تشعل شمعتها الثامنة والأربعين في مسيرة كفاحها المظفرة والمتواصلة نحو تحرير فلسطين كل فلسطين.. ثمانية وأربعون عاماً قدّمت خلالها الجبهة وما زالت ما يقارب من أربعة آلاف شهيد على مذبح الحرية وقافلة طويلة من الأسرى دفاعاً عن أعدل وأقدس قضية في هذا العصر. اليوم الجبهة تواصل نضالها وتقدم كوكبة جديدة في الانتفاضة المستمرة منهم أبطال العمل الثوري عملية دير ياسين البطولية غسان وعدي أبو جمل وعلاء أبو جمل وبهاء عليان ومعتز زواهرة وطارق النتشة وإيهاب حنني وحمزة العملة ومعتز قاسم وخالد جوابرة ومالك شاهين، ولا يمكن أن ننسى الشهيد سامي ماضي أحد قيادات الجبهة في محافظة الوسطى، الذي ارتقى شهيداً في مواجهات أمس، حيث أكدت الجبهة بإعلانها شعار انطلاقتنا انتفاضة وتجسيد هذا الشعار في الميدان بالاشتباك مع الاحتلال على نقاط التماس على حدود القطاع، والتي أسفرت عن شهيد والعشرات من الجرحى من أعضاء وكوادر الجبهة، لتؤكد على وحدة الوطن والمصير في مواجهة الاحتلال. إننا وأمام هذا الحشد الكبير نعاهد جماهير شعبنا بأن الجبهة كانت وستبقى ذات إرادة حرة وقرار لا ينكسر، وفية للمبادئ السامية ورؤيتها الاستراتيجية الكفاحية وللخط السياسي الذي تمثله وللمفاصل الرئيسية في هذه الرؤية، وعلى رأسها فهمها لحقيقة الكيان الصهيوني باعتباره ظاهرة استعمارية من أدوات الامبريالية الاستعمارية العالمية، يجب محاربتها ومواجهتها بمختلف الأشكال كما أكد على ذلك الحكيم المؤسس عاماً بعد عام.. عقداً بعد عقد.. جيلاً بعد جيل.. حتى نطهر أرض فلسطين كاملة.. أرض الأجداد من رجس هذا الاحتلال البغيض . جماهير شعبنا ،،، في ظل ما تتعرضه القضية الفلسطينية من تحديات كبرى، وفي ظل تصاعد العدوان الصهيوني الهمجي على شعبنا خصوصاً في الضفة والقدس، حيث يرتكب الاحتلال المجازر وعمليات القتل اليومية بدم بارد، ويحاول تنفيذ مخططاته التهويدية وفرض الأمر الواقع على الأرض عبر تعزيز وتوسيع البؤر الاستيطانية، وتقطيع أوصال الضفة وتحويلها إلى كنتونات معزولة، وإطلاق العنان لإرهاب المستوطنين. وفي ظل استمرار معاناة القطاع الواقع تحت الحصار والانقسام، وفي ظل واقع عربي وإقليمي غير مستقر تستهدف فيه القوى الغربية السيطرة على موارد المنطقة، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، وتغذية ودعم وإعطاء الشرعية للمشروع الصهيوني للمضي في إرهابه وعدوانه على شعبنا وشعوب المنطقة. وسط كل هذه التحديات انتفض البركان الفلسطيني من جديد في وجه الإرهاب الصهيوني، نافضاً الغبار الذي أحدثته اتفاقية أوسلو المشئومة، ممتشقاً سلاح الإرادة والصمود والإيمان بعدالة قضيته، ليسجل انعطافة تاريخية جديدة في مسيرة شعبنا النضالية، تعيد الأذهان مرة أخرى إلى الانتفاضتين الأولى والثانية. إن هذه الانتفاضة بكل ما تحمله من تضحيات جسام لشابات وشباب ترعرعوا على حب الوطن والانتماء له، وفي ظل معاناة وآلام متواصلة، فإنها تحمل في طياتها مضامين كبيرة، ومعاني كثيرة، سنحاول اختصارها في مجموعة من الحقائق أهمها: أولاً: أن هذه الانتفاضة جسدّت وحدة الوطن والإرادة والدم، فقد فاجأ شعبنا الجميع مرة أخرى بانتفاضته التي أكدت على أن هذا الشعب لديه استعدادية عالية على التضحية، وأخذ زمام المبادرة. ثانياً: أعادت هذه الانتفاضة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية بعد التهميش المتعمد، وجعلت قادة العالم يهرلون لحماية دولة الإرهاب الصهيوني. ثالثاً: إن المظاهر العفوية لهذه الانتفاضة التي جاءت بعد تراكمات واعتداءات خصوصاً في القدس، واستغنائها عن كل وسائل المقاومة التقليدية، أعطاها كما أعطتنا مساحة حرة للاستمرارية والتحليق بعيداً وعالياً عن كل سياسات الانقسام، وجماعات المصالح وأدواتها. فلقد حرم الالتفاف الشعبي حول هذه الانتفاضة جماعات المصالح وأدواتها من القدرة على السيطرة عليها أو استخدامها لأغراض سياسية أو حزبية مقيتة، لتعطي شعبنا وقواه الحية قدرة هائلة على التحرر من أي قيد. وفي هذا السياق نوجه رسالة للواهمين بالحل التسووي وبالمشروع الأمريكي واللجنة الرباعية، وبالأجندات الخارجية لقد خاب فألكم، فالانتفاضة مستمرة ولن يستطيع أحد إيقافها وهي الكفيلة بتحطيم عربدة الاحتلال وإجباره على التسليم بحقوقنا. رابعاً: كشفت الانتفاضة الجانب الإبداعي للشباب الفلسطيني الذي استمد قوته من وضع غاية في التدهور والتعقيد، حيث جسد الشباب أسلوباً نضالياً كفاحياً جديداً فرض خلاله إرادة شعبنا على قياداته، ليطوى من خلالها وإلى الأبد عهد التسوية والمراهنة عليها، وأعاد من جديد طبيعة الصراع إلى موضوعه الأساس وهو التناقض مع الاحتلال. وليعلم " نتنياهو وزمرته الإجرامية" وليعلم الكيان الصهيوني كله.. بأنهم لن يستطيعوا إطفاء وميض الأمل والعنفوان وإرادة المقاومة وحب الوطن والانتماء في عيون هؤلاء الشباب. خامساً: تستمر الانتفاضة بوتائرها المختلفة رغم الجهود التي يسعى لها العدو وشركاؤه من أجل وأدها وإجهاضها، واشغال الجمهور بهموم اجتماعية واقتصادية سببها أوسلو، وانشغال الفصائل بالانقسام والصراع على كعكة السلطة المسمومة. إلى أولئك المنقسمين نقول " كفى رهاناً خاسراً على هذه السلطة وراهنوا على شعبكم. سادساً: جاءت الانتفاضة لتحمي المجتمع الفلسطيني من آفة الفكر التكفيري الذي تم صناعته وتمويله غربياً ومن قبل الرجعية العربية، لنشر تعاليم الحقد والكراهية والقتل والظلامية، لإحباط أي أمل في إحياء مشروع عربي نهضوي وطني. سابعاً: لقد شكّل الانقسام الفلسطيني عاملاً سلبياً يلقي بظلاله السوداء على انتفاضة شعبنا، في ظل تمترس طرفي الانقسام خلف مصالحهما الذاتية والحزبية الضيقة، حيث تواصل القيادة الفلسطينية المتنفذة التفرد في القرار، والتلكؤ في تنفيذ الاتفاقات والقرارات الوطنية، ومن بينها المماطلة في عقد الإطار القيادي المؤقت، والمراوغة في عقد مجلس وطني توحيدي جديد، وتعطيل تنفيذ قرارات المجلس المركزي بالتحلل من اتفاقية أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، فضلاً عن المضايقات والملاحقات التي يتعرض لها المناضلون الشباب والقوى من الأجهزة الأمنية بأشكالٍ عدة في الضفة. أما في قطاع غزة فالأوضاع المأساوية ما زالت مستمرة وتتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل أزمة الكهرباء والمياه ومعبر رفح وفرض الضرائب والآتاوات والبطالة والفقر والخريجين، وضغوط تفرضها سلطة الأمر الواقع في غزة. أتمنى من هؤلاء أن يصحوا من غفوتهم ويلامسوا الحقيقة جيداً، ويدركوا أن الاستمرار بهذا العبث والتفرد والممارسات لن يفيدهما، فالسلطة ليست دائمة، وهي عبر التاريخ كانت مهلكة لكل من تجاوز نبض الجماهير. جماهير شعبنا إن ما سبق من حقائق يتطلب منا جميعاً القيام بالتالي: 1) أن يبذل الجميع وخاصة القوى الوطنية والإسلامية جهوداً من أجل الحفاظ على الانتفاضة، وطرح شعار " تجذير الانتفاضة وتصعيدها "، حتى يصبح لها جذور عميقة لا يستطيع أحد اقتلاعها، بحيث تخبو آمال كل المراهنين والداعمين لإخمادها. 2) إن تجذير الانتفاضة يتطلب الوقوف بجدية أمام القيادة الفلسطينية المتنفذة من أجل تنفيذ قرارات الإجماع الوطني، ومن بينها عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، ليكون بمثابة لجنة تحضيرية لتشكيل مجلس وطني توحيدي جديد، ينهي الانقسام، ويقطع كلياً مع أوسلو والتزاماتها الأمنية والاقتصادية والسياسية. 3) إن الحفاظ على استمرارية الانتفاضة يتطلب توفير مجموعة من الركائز السياسية والميدانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعنوية عبر توفير الحماية السياسية لها، وتشكيل قيادة وطنية موحدة، ومواجهة كل مشاريع الإجهاض والاحتواء وتدجينها وتذويبها وتحويلها إلى خطوة تكتيكية ومن مقاومة شعبية شاملة إلى مقاومة سلمية، بما يعزز صمود شعبنا، ويشكّل حاضنة لذوي الشهداء ومن تدمر بيوتهم؛ فالقيادة التي تقف مذهولة أو مرتبكة، أو في مواقع الانتظار لا تستحق قيادة هذا الشعب العظيم بتضحياته الجسام، والتاريخ لن يرحم من يتخاذل ويعطّل حماية الانتفاضة، وتشكيل قيادة وطنية موحدة موثوقة تضمن استمرارها. 4) توفر الإرادة السياسية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، من خلال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة. وهذا يتطلب أيضاً وضع حد لمعاناة الناس من خلال إجراءات من شأنها حل مشكلة الأزمات التي تعصف بها، وفي مقدمتها حل مشكلة معبر رفح. فلا يعقل أن يبقى 2 مليون إنسان فلسطيني في سجن كبير ورهينة للمنقسمين. وفي هذا السياق فإنني، أؤكد على أن الحل الأساسي لأزمة معبر رفح وفتحه بصورة دائمة، هو بالتوافق الوطني الفلسطيني على إدارة المعبر بعيداً عن التجاذبات السياسية، ونحن في الجبهة ومعنا العديد من القوى بصدد إطلاق مبادرة لحل أزمة المعبر وعلى الجميع الاستجابة لها. جماهير شعبنا.. الحضور الكرام ،، في الختام أوجه رسالتي الأخيرة إلى شبابنا المنتفض استمروا في انتفاضة الحرية والكرامة وكونوا على ثقة بأن النصر قادم لا محالة.. وأن شلال الدم الهادر لن يضيع هباءً.. وكونوا على يقين بأن نضالكم واصراركم على عبور طريق الحرية يقصر المسافة إلى حلم التحرير... إن وطناً يوجد فيه الشهيد مهند حلبي وضياء التلاحمة، وأم الشهيد خالد جوابرة ومعتز زواهرة ومالك شاهين.. وطناً تتقدم فيه المرأة الفلسطينية الصفوف وتستشهد مثل هديل الهشلمون وأشرقت القطناني حتماً حتماً سينتصر.. وستشرق يوماً ما شمس الحرية على هذا الوطن .[/JUSTIFY] [CENTER]المجد للشهداء.. الحرية للأسرى والشفاء العاجل للجرحى وإننا حتماً لمنتصرون [/CENTER]