كلمة نائب الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد فؤاد في ذكرى استشهاد الحكيم

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]الرفيقات.. الرفاق في ذكرى استشهاد الحكيم، تتداعى إلى المخيلة، أفكار، وخواطر، مشاعر،وانطباعات عديدة لأننا في حضرة رمز استثنائي وقائد قومي وطني مميز. الحكيم جورج حبش ينطبق عليه تماماً، عنوان كتابه "الثوريون لا يموتون أبداً"، نعم أنه من أهم الثوريين والذين لا يموتون أبداً، لماذا؟ لأننا حينما نتحدث عن فلسطين، وطناً، وشعباً، يحضر الحكيم.. أو نتحدث عن القومية العربية والوحدة العربية، يحضر الحكيم.. أو عن النضال والمقاومة في فلسطين، يحضر الحكيم، أو عن مقاومة الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، يكون الحكيم حاضراً أيضاً، حتى لو تحدثنا عن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية يكون الحكيم حاضراً وبقوة أيضاً، لماذا؟ لأن الحكيم جورج حبش كان رمزاً، وقائداً في كل مكان. الحكيم مناضل وطني، وقومي جذري، حمل هم الوطن الصغير، فلسطين، وهم الوطن الكبير للأمة العربية.. وتنكب واجب القضية بكل الإيمان.. والقناعة الراسخة بعدالتها، وبعدالة كل ما يعمل لأجلها.. وبصواب استحقاق النضال والتضحية بدون حدود لتحريرها. أعطى الحكيم فلسطين وشعبها كل ما يملك، وما يعرف، وأغلب ما يعمل مدركاً بعمق ترابط الوطني والقومي، وإن فلسطين الحلقة الأهم في واقع الأمة، يعني الإمساك بها بقوة وتحريرها يعني انهيار كامل السلسلة بسقوط المشاريع الإمبريالية والصهيونية المرسومة والتي تستهدف مجموع الأمة شعوباً وبلداناً. قناعة الحكيم بتحرير فلسطين، قناعة لا تتزعزع، طال الزمان أم قصر، وأنه تكالبت عليها قوى البغي والاستعمار من كل أنحاء المعمورة، وسعى الصهاينة الغزاة بزرع قطعان مستوطنيهم في سهولها وأراضيها.. فالمشروع الصهيوني/ الإمبريالي إلى نهاية، وزوال، كما كل الغزوات الاستعمارية التي جاءت على فلسطين والوطن العربي. كلمة السر التي اسمها فلسطين، ومن خلفية الرؤية العميقة لما يمثل المشروع الاستعماري من أبعاد تضرب المصالح العربية والقومية في الصميم، سعى الحكيم إلى تشكيل الإطار القومي (حركة القوميين العرب) لجميع الأمة لأجل فلسطين، ولأجل الأمة ووحدة أرضها، وشعوبها ومكوناتها الإنسانية، والسياسية والجغرافية. لماذا المشروع الصهيوني في فلسطين؟ ولماذا وقفت الإمبريالية بكل ثقلها لإنجاح هذا المشروع؟ ولماذا حتى هذا اليوم، تقول أمريكا بالفم الملآن (إسرائيل خط أحمر)، وهي وجدت لتبقى، وإنها ينبغي أن تكون القوة الإقليمية الأقوى والأهم في الشرق الأوسط، إقليمياً ومنطقه.. لأن إسرائيل بما تمثل قاعدة مصالح إمبريالية متقدمة تجهض أي حراك وطني وقومي يسعى لملمة شمل الأمة، بما يحفظ لها أوطانها، وثرواتها ويدافع عن مصالحها وأهدافها. إسرائيل ثكنة عسكرية مسلحة حتى أسنانها بكل أسلحة الدمار، بما فيها أسلحة الدمار الشامل السلاح النووي وهي بالوجود، والأهداف، بالأبعاد والخلفيات تخدم مصالح الإمبريالية العالمية في المنطقة.. وجودها يسهل نهب ثروات الأمة العربية النفطية وغير النفطية ويرهن مقدراتها لصالح السطوة الغربية الإمبريالية. ويمزق الوحدة الجغرافية لها، ويوفر ظروفاً أكثر مؤاتية لحراك الإمبرياليين عبر الممرات المائية الدولية في المنطقة. إن الصراع المفتوح مع الصهيونية وكيانها "إسرائيل"، جعل من مواقف الحكيم السياسية، وقراءته رؤية تتسم بالموضوعية، والجذرية، وصولاً إلى الحقيقة الصارخة، بأن لا صلح، ولا اعتراف، ولا تعايش مع الاحتلال، وهذا ما مثلته سابقاً ولاحقاً مواقف حركة القوميين العرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي تغذت على أفكار الحكيم في القومية، والوحدة العربية، والمواجهة الجذرية مع الاحتلال عبر المقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها الكفاح المسلح. لذا سعى الحكيم دائماً لإحداث توازنات في الحالة الفلسطينية، والحالة العربية عبر ائتلافات، وأطر وتحالفات، توقف التراجعات التي كانت تطال المواقف الفلسطينية، أو العربية، وجبهة الرفض الفلسطينية، أو جبهة الرفض العربية، أو التحالف الديمقراطي، أو غيرها من الإطارات السياسية الفلسطينية، أو العربية، كانت تهدف إلى الحفاظ على ثوابت، وقواعد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال والغزوة الصهيونية، الإمبريالية لفلسطيني، والوطن العربي الحديث عن الحكيم ومواقفه، وقراءته، ونضالاته، تبدأ ولا تنتهي.. لذا آخذنا قبساً صغيراً منها.. لأنه قامة فكرية، وسياسية، ونضالية وقومية مثل قامة الحكيم بحاجة لعدة كتب، وليس لعدة صفحات قليلة للحديث عنها. وأخيراً، وليس آخراً، فإن الحركة الثورية العربية عموماً، واليسارية منها على وجه الخصوص، فقدت باستشهاد الحكيم وغيابه عن المعترك السياسي، الكفاحي، القومي، والوطني قائداً، ورمزاً استثنائياً.. كانت وما زالت بأمس الحاجة له ولأمثاله من القادة العظام والذين يدخلون التاريخ من أوسع أبوابه، وتسجل أسماؤهم في السفر الكفاحي لشعوبهم بأحرف من نور..[/JUSTIFY] [CENTER]حكيمنا في ذكرى استشهادك.. وفي ظل ما تواجه فلسطين ومجموع الأمة فإننا نعاهدك وتعاهد شعبنا العظيم بالاستمرار بالمقاومة والنضال حتى النصر والتحرير. أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين[/CENTER]