بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الثامنة والستين للنكبة

08 أغسطس 2018

[COLOR=#ff0800][CENTER][B] بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الثامنة والستين للنكبة[/B][/CENTER][/COLOR] [JUSTIFY]يا جماهير شعبنا الفلسطيني يا أبناء أمتنا العربية.. يا كل أحرار العالم يحيي شعبنا الفلسطيني اليوم مرور ثمانية وستون عاماً على نكبة فلسطين وتشريد وتهجير شعبها، تلك النكبة التي عرفت "بمأساة القرن"، حيث استطاعت العصابات الصهيونية، بدعم وإسناد من الدول الاستعمارية وفي مقدمتها (بريطانيا وفرنسا) آنذاك، من ارتكاب المجازر واستخدام كل أنواع وأساليب الإرهاب لحمل أصحاب الأرض والحق الأصليين، على ترك بيوتهم وقراهم ومدنهم، ليغدو حينها أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني يقطن مخيمات اللجوء والتشرد في الدول العربية المحيطة وقطاع غزة والضفة الغربية. إن جريمة النكبة عام 1948 لا يمكن فصلها عن السياقات التاريخية التي سبقتها، خاصة عندما اتفقت الدول الاستعمارية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى على تقسيم الوطن العربي عام 1916، فيما عرفت باتفاقية سايكس بيكو، مروراً بعام 1917 وصدور وعد بلفور، الذي أعطى الحق بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ولم يقف حدود دعم تلك الدول الاستعمارية للحركة الصهيونية وكيانها الذي أقيم على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية المدمرة عند هذا الحد، بل أمدته بكل سبل وإمكانيات الدعم والإسناد والقوة سياسياً واقتصادياً ومالياً وعسكرياً وتكنولوجياً مكنته من مواصلة حروبه العدوانية على الشعب الفلسطيني وشعوب الامة العربية ومنها حربه العدوانية في حزيران 1967 التي تمكن فيها من احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية عوضاً عن أراضي عربية أخرى. يا جماهير شعبنا وأمتنا.. يا أحرار العالم.. ثمانية وستون عاماً مرت على النكبة، ولا يزال العدو الصهيوني، يفرض كل يوم وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية وضد شعبنا الفلسطيني، تؤكد طبيعته العدوانية والإحلالية - الاستيطانية. تبدأ من عدم اعترافه بالجريمة التاريخية التي ارتكبها بحق شعبنا، وتنكره لحقوقه في أرض وطنه وحقه في العودة إليها، وممارسة أشكال عديدة من التمييز العنصري بحق من تبقى منهم في الأراضي المغتصبة عام 1948، واستمرار الاستيطان وتوغله على أراضي الضفة الغربية ومنها القدس، حيث ابتلع ما يزيد عن 40% من مساحتها، وبناء جدار الضم والفصل العنصري، وتضييق الخناق على حركة المواطنين الفلسطينيين بمئات الحواجز العسكرية والأمنية، وهدم المنازل واعتقال المواطنين والقتل المستمر بحقهم، ولا تنتهي عند حدود استمرار فرض الحصار على قطاع غزة وشن ثلاثة حروب عدوانية ضده أزهقت أرواح الآلاف من سكانه وخلفت عشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين والبيوت والمنشآت المدمرة. في مقابل هذه السياسة الصهيونية، لا يزال شعبنا في كافة مواقع تواجده داخل الوطن وخارجه، يتمسك بحقه الأصيل في أرض وطنه، وحق العودة والإقامة فيها، لذلك شق مسار نضاله الوطني منذ اللحظات الأولى التي برزت فيها المخططات الاستعمارية تجاه أرضه الفلسطينية، واستمر في كفاحه الوطني دون كلل أو ملل، وقدم على طريق هذا الكفاح التضحيات العظيمة والكبيرة. إن مواجهة الآثار والنتائج التي ترتبت على جريمة النكبة، يتطلب منا توفير كل مقومات استمرار جذوة النضال والكفاح مشتعلة ضد هذا العدو الصهيوني، انطلاقاً من أن صراعنا معه صراعاَ وجودياً، يفرض علينا أن نكون بمستوى حدته وجديته في آن، من خلال ارتقاء كل القوى الفلسطينية، لمستوى عالٍ من الشعور بالمسؤولية الوطنية والقومية التي تتحمل عبئها، وتتزايد أكثر في ضوء الواقع القائم فلسطينيا وعربياً. يا جماهير شعبنا.. إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومن منطلق المسؤولية الوطنية والقومية، تجاه شعبنا وحقوقه التاريخية في أرض وطنه، فإننا ندعو إلى ما يلي: أولاً:- الحفاظ على الذاكرة الجمعية الفلسطينية متقدة، ضد كل محاولات تزييف وعيها أو تدجينها أو شطب ذاكرتها، وإبقائها حاضرة بين مختلف الأجيال الصاعدة، بما يبقي فلسطين التاريخية من نهرها إلى بحرها، من رفح جنوباً إلى رأس الناقورة شمالاً، حية وباقية في ذاكرة الأجيال، جيلاً وراء جيل. ثانياً:- التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، داخل وخارج الوطن، ورفض كل المخططات التي تهدف إلى توطينه وشطب حقه في العودة إلى أرض وطنه، أو تهجيره مجدداً كما يجري في مخيمات سوريا ولبنان، أو تعميق الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ووحدة الشعب الفلسطيني، مدخلها وحدة قواه السياسية، على رؤية واستراتيجية موحدة، تضمن تضافر وتكامل طاقات الشعب الفلسطيني بكفاءة واقتدار في مواجهة قوة وتفوق العدو. وهذا ما يطرح مجدداً ضرورة إنهاء الانقسام وطي صفحته السوداء من تاريخ شعبنا، واستعادة الوحدة الوطنية. ثالثاً:- ضرورة أن تتراجع القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية، عن نهج التسوية، الذي أضر بشعبنا وحقوقه ونضاله، والاعتراف بفشل هذا النهج وما ترتب عليه من مفاوضات واتفاقيات وفي مقدمتها اتفاق أوسلو الذي ندعو إلى الخلاص منه، ومن كل القيود والالتزامات السياسية والاقتصادية والأمنية التي ترتبت عليه. إن تأكيدنا على ضرورة مغادرة نهج التسوية يقتضي وقف الرهان على المفاوضات، وسياسة الاستجداء التي تمارسها القيادة الرسمية الفلسطينية، واللهث وراء المبادرات التي تطرح ومنها المبادرة الفرنسية، يتطلب منا إعلان موقفنا الرافض لها ولكل المبادرات التي لا تستجيب لحقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس. فلقد ثبت فعلياً أن هذا النهج، أدخل الوضع الفلسطيني في مأزق خطير، لا يمكن تجاوزه إلا بتجاوز أسبابه ومقدماته ونتائجه، وبإنهاء سياسة التفرد والاستئثار والهيمنة في المؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير، التي بحاجة ماسة لاستعادة دورها ووظيفتها، من خلال إعادة بنائها وهيكلتها على أسس وطنية وديمقراطية صحيحة، بما يكفل انضمام ومشاركة الجميع فيها. رابعاً:- التأكيد على أن الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية، جزء لا يتجزأ من الأمة العربية وحركتها القومية، في مواجهة كل نزعات القطرية والتجزئة والانفصال، وعلو وتائر الصراع الطائفي والمذهبي على امتداد مساحة الوطن العربي، بما يؤكد أن جوهر الصراع هو صراع عربي – صهيوني بامتياز، يقف الشعب الفلسطيني رأس حربه فيه. وفي هذا السياق، نؤكد على ادانتنا الشديدة لكل الأطراف التي تعمل على تسعير التناقض والصراع الطائفي والمذهبي في منطقتنا، ولكل من يوفّر الدعم والاسناد لقوى التكفير والتطرّف والإرهاب التي تستهدف ضرب بنية المجتمعات العربية وتفكيك دولها الوطنية، وحرف الصراع وأولياته في المنطقة إلى الدرجة التي باتت فيها قوى أساسية من المقاومة تصنّف بالإرهاب كما جرى مع حزب الله اللبناني، وأن العلاقة والتعاون مع الكيان الصهيوني بات أمراً عادياً بل ومطلوباً عند العديد من الأنظمة العربية المتورطة في هذا الصراع. خامساً:- استثمار تصاعد الإسناد الشعبي والمؤسساتي في الكثير من دول العالم لنضال شعبنا وحقوقه، والتي عبرت عن نفسها من خلال المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والثقافية ضد العدو الصهيوني، وفتح الأبواب لحركة شعبية مساندة للضغط على مؤسسات الأمم المتحدة لإنفاذ القرارات الدولية ذات الصلة بحقوق شعبنا، ورفضت وأدانت الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الإرهابية بحق شعبنا وأرضنا وحقوقنا.[/JUSTIFY] [CENTER]المجد للشهداء. والحرية للأسرى والنصر حتماً لشعبنا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دائرة الاعلام المركزي 14/5/2016 [/CENTER]