الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد القائدين في كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى فادي حنيني وجبريل عواد

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY] الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد القائدين في كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى فادي حنيني وجبريل عواد، واللذان استشهدا في البلدة القديمة بمدينة نابلس عام 2003 في معركة بطولية خاضوها ضد قوات الاحتلال أدت إلى مقتل وإصابة العديد من ضباط وجنود الاحتلال. ولم تمضِ أيام معدودة على تهديد كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى بأنها ستزلزل الكيان الصهيوني رداً على جريمة اغتيال القائدين في الكتائب، حتى هز انفجار مدينة " بيتاح تكفا" أدت إلى مقتل أربعة من جنود الاحتلال في عملية بطولية نفذها الاستشهادي في الكتائب ثائر حنني من تخطيط وتجهيز القائدين الشهيدين في الكتائب يامن فرج وأمجد مليطات. ولد الرفيق فادي توفيق حنيني بتاريخ 27/11/1976 في قرية بيت دجن شرقي مدينة نابلس لأسرة مناضلة وثورية ملتزمة. انضم منذ نعومة أظفاره إلى لجان المقاومة الشعبية الذراع الكفاحي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عرف رفيقنا بانضباطه والتزامه داخل الحزب، وشارك بفاعلية في انتفاضة عام 1987 وكان من أوائل الرفاق الذين لبو نداء الحزب للتحزيب الشعبي حيث كانت المستوطنات المحيطة بالقرية شاهدة على فعله وفعل رفاقه وفي حياته الدراسية كان عضواً ناشطاً في لجان الطلبة الثانويين في مدرسة بيت دجن وبعد انتقاله إلى مدرسة الصناعة الثانوية في نابلس كان من أبرز قادة اللجان. عمل رفيقنا أثناء دراسته الجامعية في جامعة النجاح الوطنية في جبهة العمل الطلابية، وأكمل دراسته الجامعية وتوجه للحياة العملية حتى جاءت انتفاضة الأقصى حيث كان من أوائل العاملين مع الرفيق المؤسس كميل أبو حنيش ومنذر حج محمد رفاق دربه في تأسيس كتائب الشهيد أبو علي مصطفى مع رفاق كثيرين كان لهم أثر بارز في الكتائب. كان رفيقنا مبدعاً في هندسة العبوات الناسفة ودقتها في الإصابة وتعرض رفيقنا لعدة حوادث من قبل قوات الاحتلال حيث كان قبل استشهاده المطلوب الأول وتعرض لعدة محاولات اغتيال فشلت بسبب يقظة رفيقنا ومن حوله. خاض معارك عديدة كان آخرها في تاريخ 18/12/2003 حيث استشهد في هذه المعركة والذي شهد لشراسة هذه المعركة العدو قبل الصديق. عانق رفيقنا التراب بعد أن حزنت عليه السماء فكان يوم استشهاده حافلاً بالأمطار بدموع السماء لتمتزج مع دموع من أحبوه دموع أمه ورفاقه عشت نداً ودمت نسراً شامخاً ولد الشهيد مهندس الكتائب جبريل عواد في القلعة الحمراء (قرية عورتا) بتاريخ 27/7/1980م ، وترعرع وسط قريته التي شهدت له بالتضحية والإيثار وحب المساعدة في جو عائلي مشحون بالنضال فمن استشهاد خاله بينما كان صغيراً إلى استشهاد زوج أخته حيث تحمل عبء المسؤولية مبكراً وأشرف على تربية أولاد أخته والعناية بها وعبء دراسته بالثانوية العامة وكذلك عبء انتمائه الثوري الجبهاوي بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانتمائه لكتائبها كتائب لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية كتائب الشهيد أبو علي مصطفى .. وكانت هنالك محطة تاريخية جديدة وهذه الحالة استشهاد أبناء عمه الثلاث مما زاده إصرارا على مواصلة العنفوان الثوري وبأرقى أشكاله كان الرفيق الشهيد عضو فعال في صفوف جبهة العمل التطوعي في قرية عورتا كإطار جماهيري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ثم التحق الرفيق القائد بجبهة العمل الطلابي التقدمية بجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس (جبل النار). تبين فيما بعد استشهاده بأن الرفيق كان عضوا فعالاً ومهندساً في صنع العبوات والقنابل في صفوف الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكان الرفيق يعمل بالسرية التامة وكان الشهيد يعي معنى الأمن الثوري ولم يشعر أحد حتى من المقربين له وذلك لأنه يؤمن بالعمل السري الثوري. فأصبح الرفيق من أبرز المطاردين والمطلوبين لقوت الإرهاب الصهيوني، فقام الاحتلال بملاحقته بصورة مستمرة ومداهمة بيته واعتقال اخوانه ومراقبة بيته ومحاصرة البلدة لمدة استمرت حوالى الثلاث سنوات وعجز الاحتلال على صيد النسر والفارس الشجاع وكان دائم صيد الأهداف منهم ففي كل اشتباك كانت طلقاته تصطاد وتوقع الخسائر في صفوفهم ويفر كالنسر. كان الرفيق رافضاً لكل معنى الاحتلال وظلمه وإرهابه وقالها بفوهة بندقيته نعم للمقاومة لا وألف لا للمساومة وكان الرفيق يعمل مع قادة الكتائب بالصفوف المتقدمة مع القادة الشهداء يامن فرج والرفيق الشهيد فادي حنيني والرفيق الشهيد أمجد امليطات .. وكان الرفيق منتمياً لوطنه ولشعبه وكان يعكس الصورة الحقيقية للرفيق الجيفاري وصورة الجبهة الشعبية بأصالتها وعنفوانها الثوري ووحدتها الوطنية التي تصبو اليها، فقد كان الشهيد وحدوياً مدافعاً عن البندقية الفلسطينية ومقاومي المحتلين في كافة الأجنحة العسكرية. ابتعد الرفيق الشهيد عن دراسته الجامعية كاحتياط أمني رغم شغفه الدءوب للدراسة، دائم القول سأعود لأكمل دراستي الجامعية فلم يبقَ لي سوى سنتين واحصل على الشهادة الجامعية. لكن الشهادة التي كان يصبو اليها بينه وبين نفسه هي الصعود للقمة كالنسور في سماء الكون ليعانق الشمس. وفي قصة استشهاده نشاهد الصورة التي رسمها هو ورفيق دربه القائد الشهيد فادي حنيني بدمائهم وعنفوانهم. في ليلة كانت كاحلة الظلام كان الأبطال جبريل وفادي قد تأخرا في بساتين البلد القديمة فقد عززت قوات الاحتلال من حصارها لمدينة نابلس وكل الأماكن أصبحت مكشوفة وكانت تلك الليلة شديدة البرودة وكانت أمعائهم خالية بسبب الحصار للبلدة لكن إرادتهم كانت كالفولاذ وكانوا مؤمنين بعدالة قضيتنا وأهدافها، اجتاحت المدرعات والدبابات والطائرات المنطقة التي كانوا بها وحاصروا البستان من كل الاتجاهات واستغلوا أسطح المنازل ليبدأ الاشتباك العظيم الذي شهد له أهالي جبل النار معبراً عن عظمة وعنفوان النسور الجبهاويين. فالرد على جند العدو كان حامي الوطيس زرع الرعب في صفوفهم ... وهذا الاشتباك كان عنوان لحماية البندقية الثورية وحامليها الثوار وكان الرفاق جبريل وفادي يدافعان عن مجموعة كبيرة من أبناء الكتائب وإبقاء البندقية مشرعة في وجه العدو .. وقد استطاع عدد كبير من المطاردين الانسحاب من المكان وكان القائد الشهيد نايف أبو شرخ قائد كتائب شهداء الأقصى في هذه المعركة وقد أصيب بينما قام الرفيق جبريل بإخراج الأخ نايف من ميدان المعركة ورجوعه لها استكمل الرفيق فادي مقاومته واستشهد فاستبسل الرفيق جبريل دفاعا عن رفيق دربه فادي فاستشهدا في هذه المعركة البطولية. اعترف العدو بأنه واجه مقاومة شديدة وقتل قائدين من الجبهة الشعبية الذين أرعباه لسنوات طويلة.[/JUSTIFY]