36 عامًا على عملية "الباص 300"

11 أبريل 2020

قام أربعة فدائيون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باختطاف باص صهيوني متجه من تل أبيب إلى عسقلان، وكان به 41 راكبا واجبروه على التوجه إلى غزة.
العملية عرفت فيما بعد باسم "عملية الباص رقم 300" ومنفذي العملية هم الرفاق الأبطال ( جمال محمود عيسى أبو جامع، ومجدي احمد أبو جامع وصبحي شحادة أبو جامع ومحمد صبحي بركة  .(

وتقول بعض المصادر أن الرفاق الأربعة قاموا بالعملية دون أن يكون لديهم أي سلاح سوى سكين وحقيبة كانت فارغة كان يهددون بتفجيرها من اجل حماية أنفسهم من جنود جيش الاحتلال الذي قتلهم بدم بارد دون أن يشكلوا أي خطر على الرهائن داخل الباص.

وكانت مطالب الرفاق إطلاق سراح 500 من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المعتقلين لدى الكيان الصهيوني آنذاك.

وكانوا يأملون بالوصول للحدود المصرية لمبادلة الرهائن بالاسرى، ولكن قبل الوصول لرفح المصرية سمح الرفاق الأبطال لامرأة بالنزول من الباص دون مسها بأذى بعد أن أخبرتهم إنها توشك على الولادة وهي التي أبلغت قوات الاحتلال التي بدورها لاحقت الباص وتمكنت من إيقافه على مشارف بلدة دير البلح وسط قطاع غزة ، وأحاطت به أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الصهيوني من وحدات الجيش وحرس الحدود والمخابرات الصهيونية.

وقبيل الفجر قامت وحدة النخبة من جيش الحرب الصهيوني بقيادة يتسحاق موردخاي بمهاجمة الباص.

واقتحمت قوات الاحتلال الباص، وأطقلت النار باتجاه أبطال العملية النوعية واستشهد رفيقين داخل الباص، وأفادت تقارير صحفية أن الرفيقين الآخرين جرحا وفارقا الحياة في الطريق إلى المشفى إثر جراحهما.

لكن ما أثار الجدل هو أنه في حين صرح الجيش الصهيوني ان المختطفين الأربعة قتلوا أو جرحوا أثناء المعركة واستشهدوا داخل الباص، قامت الرقابة في الجيش الإسرائيلي بحظر صور التقطها مصور تظهر أن الشهيد صبحي أبوجامع مشى على رجليه بعد العملية خارج الباص وأنه كان على قيد الحياة.

لكن تبين أن الرفيقين الجرحى أطلق عليهما الرصاص بعد انتهاء عملية المداهمة للباص واعتقالهما، وأجبر أفراهام شالوم رئيس الشاباك على الاستقالة.

ولم يكشف عن إعدام الرفيقين صبحي ومجدي بعد اعتقالهما إلا بعد نشر صورهما مما أدى إلى ما يسمى فضيحة الشاباك الإسرائيلي وإثارة الرأي العام الدولي وخاصةً أن التحقيقات التي اضطرت حكومة الاحتلال إجرائها، قادت إلى تورط رئيس جهاز الشاباك في ذلك الوقت "أفراهام شالوم" بالإضافة إلى 11 ضابطاً في الجهاز في هذه الجريمة.

وقد صرح أحد الجنود وهو إيهود ياتوم الذين أحيل إلى التقاعد لصحيفة يديعون أحرونوت وذلك خلال مقابلة صحفية عام 1996 قائلا: (لقد هشمت جماجمهم بأمر من الرئيس أفراهام شالوم وإنني فخور بكل ما فعلت).

وقد قامت قوات الاحتلال بنسف كل منازل الرفاق الذين نفذوا هذه العملية الجريئة التي هزت في حينها الكيان الصهيوني.