عبدالعال: النظام الرسمي العربي انتقل من حالة تحرير فلسطين إلى التحرر منها

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]وصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئولها في لبنان مروان عبد العال إقدام الأجهزة الأمنية لحركة حماس على قمع وقفة تضامنية مع سوريا في خان يونس جنوب قطاع غزة بالتصرف الخاطئ الواجب الاعتذار عنه، مشدداً على أنه ليس من حق أحد أن يمنع شعبنا من أن يعبر عن رأيه. وأكد عبد العال في مقابلة متلفزة على قناة المنار الفضائية أن ما جرى من اعتداء على الرفاق في خان يونس شكل من أشكال ما تفعله أنظمة الاستبداد في منع المعارضة والمعارضين من أن تعبر عن رأيها. وأبدى عبدالعال استغرابه بهذا الاعتداء على وقفة تضامنية تخص الرأي العام كله، وهي التعبير عن التضامن مع سوريا الكيان والقيم والدولة وكل ما تمثله لنا. وأكد عبد العال أن الجبهة الشعبية لديها فهم لقانون الصراع وهو الذي يتحكم بوجودها وبرؤيتها العميقة للتاريخ، ولمشروعها الكفاحي والوطني الذي لا يمكن أن يخطئ، مشيراً أنه عندما يكون الاحتلال والولايات المتحدة وبعض الدول طرفاً، بالتأكيد ستكون الجبهة في الموقع المقابل. وشدد عبد العال على أنه لا يكفي أن تكون هناك مقاومة فلسطينية، بل من كل الجبهات العربية، لافتاً أن الجبهة وعلى مدار تاريخها كانت تدعو لفتح الجبهات وتخطأ استمرار اغلاقها، لافتاً أنها ترفض المقاومة تحت الطلب وبأوامر، فهي أشمل من ذلك بكثير فهي يجب أن تكون في نطاق استراتيجي . واعتبر عبد العال أن الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له المسجد الأقصى والكنائس يؤكد أن الصراع على الهوية وليس من أجل فقط تثبيت شرعيات دينية. وانتقد عبد العال حالة الصمت العربية تجاه هذه الاعتداءات، لافتاً أن النظام الرسمي العربي انتقل من حالة تحرير فلسطين، إلى التحرر من فلسطين وعبئها ومكانتها ودورها، مشدداً على أن فلسطين ليست عقار وليست أرض، بل هوية وكرامة وأمة تبحث عن حرية. وأكد عبد العال أن فلسطين هي التي تختبر كل الحريات وكاشفة العورات لكل الأنظمة الجديدة والقديمة، لافتاً أن الجبهة في رؤيتها للصراع وتحديد معسكر الأعداء، لا تضع الاحتلال الصهيوني وحده في هذا المعسكر، بل تضع شبكة كبيرة من الأعداء ومن بينها الرجعية العربية التي تحاول توريط الدولة الفلسطينية وتحويلها للاعتدال السياسي ، ومن مشروع كفاحي لمشروع آخر. وتساءل عبد العال: هل نحن في مرحلة تحرر وطني أم مرحلة بناء دولة تحت الاحتلال؟، ألم يصبح هناك تراجع بشكل أو بآخر بمشروع المقاومة، ألم يكن المال السياسي العربي يستهدف بالأساس الثورة الفلسطينية ومحاولة ترويضها؟. وأشار بأن هناك سياسة توزيع أدوار، فهناك من يستخدم الجزرة وآخر العصا، لافتاً أن الجبهة ومنذ سنوات طويلة لديها وعي بهذه المسألة، وبالدور السلبي والمشبوه للأنظمة العربية، حتى أنها أدركت مبكراً الدور القطري ومخططاته، حيث أن الجبهة رفضت دور الاحتواء المزدوج التي تنفذه قطر والذي ليس له علاقة لا بالمقاومة ولا بتحقيق مصالح شعبنا، ولذلك هي رفضت المشاركة بدعوة قطر لفصائل المعارضة الفلسطينية سابقاً، وتدرك دورها بخصوص تمزيق الأمة العربية حالياً. وأوضح عبد العال بأن هناك هجمة كبيرة على العقل العربي، وتشويه كل مكوناته واحتلاله بشكل أو بآخر، لافتاً أن القلاع التي لا تستطيع أن تخترق من الخارج، يجري اختراقها من الداخل. واعتبر عبد العال أن حرب غزة كانت الامتحان الأساسي وبعدها تفاصيل، مستعرضاً مثال الكرسي الموسيقي للدلالة على هذا الموضوع، أي أن من يجلس على الكرسي سيعزف نفس النغمة ، في إشارة إلى الأنظمة العربية الجديدة التي تولت الحكم بعد ما يُسمى الربيع العربي. وفي ختام مقابلته، وعشية ذكرى النكبة قال عبد العال: " نحن الجيل الذي ولد خارج الوطن، والذي لم يجرب معنى الوطن، لذلك أمامه حلم كبير يجب ألا ينكسر، وهو موجود رغم كل الشقاء، والحنين، والشوق، وما زلنا نؤمن أن فلسطين هي وطن الشعب العربي كله.[/JUSTIFY]