أبو رحمة: تبادل الأراضي مخطط صهيوني يستهدف قطع الطريق على الدولة الفلسطينية
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عماد أبو رحمة على أن مسألة تبادل الأراضي مخطط صهيوني يستهدف قطع الطريق على إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وتكريس الاستيطان في الضفة وتأبيد السيطرة على مدينة القدس. وقال أبو رحمة في مقابلة متلفزة على قناة الفلسطينية الفضائية: " مسألة تبادلية الأراضي ليست مسألة جديدة بل طرُحت عام 2000 في مؤتمر كامب ديفيد الثاني من قبل رئيس وزراء العدو آنذاك " ايهود باراك"، ثم تبناها "أولمرت" في مبادرته التي تتضمن سيطرة إسرائيلية كاملة على مدينة القدس وجيب اللطرون، باعتبارها جزء من أراضي "إسرائيل" حسب زعمه، بالإضافة إلى مستوطنات بيت لحم، ومجموعة من المستوطنات المحيطة بقلقيلية وطولكرم وجنين، وغور الاردن". ووصف أبو رحمة الدور الذي تقوم به قطر بالمشبوه الذي يعمل ضد مصالح الأمة العربية وشعوبها، وضد الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكأداة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. وأضاف أبو رحمة بأن قطر كانت ولا زالت رأس الحربة في تبني المخططات الأمريكية المعادية للشعوب العربية، إذ لم تكتفِ بدعوة القوات الغربية للتدخل وضرب واحتلال بلدان عربية كليبيا وسوريا، بل وشاركت بشكل مباشر في العدوان وتمويل المجموعات التي تستهدف تدمير الدولة السورية. واعتبر أبو رحمة أن تدخل قطر في الشأن الفلسطيني لم يكن في صالح شعبنا الفلسطيني، حتى وإن قدّمت أموال ومساعدات لقطاع غزة، لأنها تهدف من وراء ذلك إلى تعطيل المصالحة الوطنية الفلسطينية، وخدمة السياسات الأمريكية والإسرائيلية المعادية لشعبنا. ولفت إلى أن دخول قطر على خط المبادرة العربية خطير، خصوصاً في ظل حالة الارتباك وفقدان الوزن التي تعيشها الجامعة العربية جراء التغيرات التي حدثت في المنطقة العربية، وفشلها في اتخاذ موقف واحد لصالح الشعوب العربية. وطالب أبو رحمة الأطراف العربية بضرورة دعم صمود شعبنا ونضاله العادل من أجل طرد الاحتلال والعودة وتقرير المصير، بدلاً من تقديم التنازلات المجانية باسمه، لافتاً أن شعبنا لم يخول أحداً بالتحدث باسمه. وفي معرض إجابته، إن أثرت علاقة حركة حماس بقطر على موقفها السياسي، قال أبو رحمة "صحيح أن حماس رفضت المبادة العربية التي أطُلقت عام 2002، إلا أنها عادت وأعطت مواقف ملتبسة تنم عن الاستعداد للتعاطي مع هذه المبادرة، خصوصاً بعد دخولها للسلطة والانقسام الناتج عن الصراع عليها، ودخول بعض الأطراف الأقليمية والعربية على خط الصراع. وأضاف أبو رحمة: " قيادة حركة حماس تقيم في قطر، وبعد خروجها من سوريا وتراجع علاقتها بإيران أصبحت قريبة من محور قطر مصر تركيا وهذا المحور يحاول جر حماس بعيداً عن مربع المقاومة وتحويلها إلى حركة سياسية تتماهى مع السياسيات القائمة في المنطقة، ونتمنى ألا تنجح هذه الضغوط وأن تبقى حماس وكل القوى على موقفها الثابت إزاء الحقوق والثوابت الفلسطينية المتفق عليها فلسطينياً". وفي موضوع الانقسام، تمنى أبو رحمة أن تنجح لقاءات القاهرة بين طرفي الانقسام، ولكنه أضاف بأن تجربتنا معهم تدعونا إلى عدم تصديق ما يُشاع من مناخات متفائلة بإمكانية اتخاذ خطوات عملية جدية لتجاوز الانقسام، فالانقسام تمأسس سواء في غزة والضفة، وكلا الطرفين غير جادين في الوصول إلى حل لمسألة الانقسام وتوحيد الساحة الفلسطينية على قاعدة برنامج واحد، لافتاً ان كل طرف لديه أجندته وبرنامجه في إطار التغيرات التي طرأت في المنطقة، والكل ينتظر نتائجها ويعتقد أنه بالإمكان توظيف هذه النتائج لصالحه. وانتقد أبو رحمة محاولات فرض حركة حماس رؤيتها الأيديلوجية على المجتمع الفلسطيني، متساءلاً هل يحق لها أن تستخدم المجلس التشريعي لإصدار القوانين التي تفرض هذه الرؤية الخاصة على المجتمع؟ مشيراً أن هذا مخالف للقانون الفلسطيني ولوثيقة الاستقلال الفلسطيني. ودعا أبو رحمة لضرورة تبني موقف واضح بمغادرة المفاوضات الذي جربناه على مدار 20 عاماً، والعمل على إعادة بناء م.ت.ف على أساس ديمقراطي يعيد الاعتبار لها كمرجعية وقيادة حركة تحرر وطني فلسطيني. وحول التهديدات الصهيونية بشن عدوان جديد على القطاع، أكد أبو رحمة أن العدوان الصهيوني لم يتوقف لحظة واحدة، فهو مستمر بالاحتلال والاستيطان والتهويد والحصار والقتل وغيرها من الوسائل، مشدداً على أهمية تسخير كل طاقاتنا في مواجهة العدو الصهيوني بمختلف أشكال المقاومة وعلى رأسها المواجهة العسكرية والتي من شأنها أن توقع في العدو خسائر مادية وبشرية، وستجبره في التفكير في جدوى استمرار احتلاله للأراضي الفلسطينية. ودعا أبو رحمة في ختام مقابلته لضرورة استعادة الوحدة الوطنية على أساس برنامج سياسي واحد، ومطالبة الدولة العربية وجميع الأصدقاء وأحرار العالم بمساندة هذا البرنامج، الذي يستند إلى التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وحق شعبنا في مقاومة الاحتلال. [/JUSTIFY]