بيان صادر عن الجبهة في الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائد الوطني محمود الغرباوي

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]في الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائد الوطني والتقدمي الرفيق المناضل عضو المكتب السياسي محمود الغرباوي قليلون من هم حول الوطن... قليلون من يستحقون البقاء بذاكرتنا... قليلون من يبدون دوماً على حقيقتهم... قليلون هم المميزون... قليلون الذين يسكنون القلب ولا يغادرون... قليلون من هم على قيد الإنسانية... قليلون هم الرجال. محمود الغرباوي واحداً من أولئك القلائل العظماء الذي نستذكره في ذكرى رحيله الأولى وذكراه تُعبق المكان في حضرة تقاطع والتقاء جبهاوي ووطني لا يحدث إلا لمن اجتمعت عليهم القلوب.. كيف لا يكون الغرباوي واحداً من أولئك العظماء القلائل الذين تذوب في محبتهم القلوب وهو رمزاً من رموز العفة والطهارة والنظافة التي قلت في أزمة النفعية والأنا وتعمق المصالح... فقد كان رفيقنا أبا محمد عفيف النفس عالي الهمة... وإذ ما كان يميزه أنه لم يكن معروفاً على مستوى الوطن... فكل عمله كان تحت الأرض... لا يشبه من قريب أو بعيد أولئك الذين يستعرضون عضلات ألسنتهم وبدلهم الجميلة أمام عدسات التلفاز... لا يعرف لغة التملق والمجاملة أو المهادنة اللامبدئية للأخطاء. محمود الغرباوي.. لم يسارع يوماً إلى إشهار يافطات النهاية إيذاناً بإعلان هزيمة أو انكسار... فعلى العكس تماماً كنت تراه دوماً متحمساً واثقاً مؤمناً بحتمية الانتصار... دائماً متقدماً المسير.. وعلى الرغم من تميزه بين رفاق وأخوة القيد بأنه كان دائماً آخر من يأكل وآخر من يلبس وآخر من ينام وآخر من يأخذ... إلا أنه كان يرفض دوماً أن يكون آخر الجنود التي تقاتل والتي تستشهد في نهايات المعارك... عرفناه وعرفه الجميع شجاعاً جريئاً مقداماً... كما عرفه وخبره الأعداء نداً وخصماً قوياً.. كنت تراه دوماً منكباً على وطنيته والتزاماته اتجاه الوطن... فتارة تراه إلى جانب المقاتلين يبث الحماسة فيهم... وتارة تراه إلى جانب السياسيين يحاور ويناقش ويصوب... وتارة بين الطلاب أو مع العمال أو الأطفال يشرح ويحكي لهم عن فلسطين وعن الشهداء... ومرة أخرى تراه يُنظم عملاً طوعياً في هذا الحي أو ذاك.. يكنس هذا الشارع أو ذاك.. أو ترى يداه مغمورة بوحل الأرض وهو يعُيد غرس أشجار الزيتون والليمون بعد أن اقتلعتها ومضغتها جرافات الاحتلال، أو كان أديباً وكاتباً وشاعراً سخًر قلمه في خدمة وطنه. أمضى الرفيق محمود الغرباوي أكثر من واحد وعشرون عاماً في السجون الصهيونية... وحينما تحرر بعد عشرة أعوام أعاد بناء تنظيم الجبهة الشعبية وكان يدرك أن البناء التنظيمي يجب أن يترافق بالعمل المسلح وإلا فلن يرتقِ إلى الأمام فنظم مجموعات مسلحة استأنفت الكفاح... كما أنه لم يدخر ذويه وأحبته للمستقبل ويقاتل بأبناء الغلابة والفقراء... ففي إحدى العمليات أرسل شقيقه فتحي فسقط شهيداً وكان ذلك بتاريخ 17/4/1985. القول أن المرء قضى واحداً وعشرون عاماً ليست مجرد كلمة أو قول... إنها واحد وعشرون عاماً من التوتر الدائم... واحد وعشرون عاماً من الجوع والحرمان... واحد وعشرون عاماً من الصراع الذي لا يتوقف مع إدارات السجون... إنها واحد وعشرون عاماً تغير بها العالم برمته مات من مات وعاش من عاش... واحد وعشرون عاماً من الاستنفار الدائم... واحد وعشرون عاماً من المعانيات ... واحد وعشرون عاماً كان أثرها على الرفيق أن أصبح جسده النحيل عرضة لمرض العصر(السرطان) الذي هاجم هذا الجسم الذي لم يكن يملك مقومات المقاومة الطبيعي... فصرعه المرض فمات مناضلاً وشاعراً وأباً وقائداً وابناً وفياً للوطن. ترجل محمود الغرباوي عن حصانه في وقت كان شعبه وجبهته في أمس الحاجة إليه... لم يكن يوماً كماً أو عدداً بل كان نوعاً وليس كأي نوع ... كان قائداً حقيقياً منحه الجميع التقدير والاحترام... كان بعيداً عن الثرثرة... كتوماً فيما يتعلق بأسرار الحزب بعيداً جداً عن المباهاة وإبراز الذات وكان يُعلي المصلحة العامة ومصلحة الوطن فوق أي وكل مصلحة... وكان دعوته دائماً والتي أصبحت برحيله وصيته بالعمل على خدمة الجماهير. فوفائنا للقائد أبا محمد في ذكرى رحيله.. بأن نستمر على ذات الطريق الذي قضى عليها ومن أجلها مهما اشتدت أمامنا المحن والمصاعب... وأن تبقى الفكرة هي الفكرة والدروب هي الدروب.. وأن نحافظ على ما غرسه الغرباوي فينا من قيم ومبادئ... وأن نبقى أوفياء بالمعنى والكلمة لتلك الآمال والأحلام التي قضى من أجلها الغرباوي... فنم قرير العين يا أعز وأغلى الرفاق... فنحن على دربك لسائرون.. وحتماً لمنتصرون. عاشت نضالات وتضحيات شعبنا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قطاع غزة [/JUSTIFY]