مصر...الطريق إلى الدولة المدنية الديمقراطية

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]بدعوتها الشعب المصري للنزول في الثلاثين من يونيو الى ميدان التحرير وبقية الميادين في المحافظات المصرية بعد اعلانها عن جمع ملايين تواقيع المصريين الداعية لتنحي الرئيس المصري واجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، فإن حركة تمرد المصرية كانت تدشن في الحقيقة تعبيد الطريق لبناء الدولة المدنية في مصر بديلاً جذرياً للدولة الدينية الذي بدأ شبحها يحوم في سماء مصر والبلدان العربية بعد انتصار جماعة الاخوان المسلمينفي الانتخابات الرئاسية، وبديلا في الوقت نفسه لأحلام العودة للدولة البوليسية او حكم العسكر الذي اختبره الشعب المصري، واهتدى بتجربته الذاتية المعمدة بالتضحيات الى ان الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية، هي حبل الخلاص النهائي من الواقع المريرالذي تتخبط فيه مصر وغيرها من الدولالعربية من المحيط الى الخليج. واذا كان الوعي الاجتماعي الذي اكتسبه المصريون بسوادهم الاعظم هو ما دفع الملايين منهم بعدد غير مسبوق الى النزول للشوارع في الطريق الى"30 يونيو" وما بعده، فإن التاريخ سيسجل ابتكارا عبقرياوبراءة اختراع مصرية عالمية جديدة تستحق "جائزة نوبل" ودخول ارقام جينيس العالمية،بفضل حركة تمرد وقيادتها من الشباب - جبهة 30 يونيو- تقدمها اسلوبا وشكلا معاصرا للنضال تتسلح به شعوب العالم التواقة للحرية والانعتاق من الاستغلال في عصر العولمة، وهي بلا ريب امتداداً للإرث العظيم لثورة 25 يناير واستعادة لاهدافها "عيش حرية عدالة اجتماعيةوكرامة إنسانية". إنها إيذانا وتأكيدا عشية ذكراها المجيدة، بأن ثورة 23 يوليو عام 1952 التي قادها القائد العربي الراحل جمال عبد الناصرمستمرة ولم ولن تنته ابدا، ولا تنفصم عن سبعةآلاف عام من حضارة بناها المصريون على ضفاف النيل العظيم. واذا كان سوء الطوية اوالفهمقاد البعض الى خيانة ثورة 25 ينايروالانحراف بها عن مسارها والالتفاف على مهامها المباشرةفي التحول الديمقراطي السياسي والاجتماعي والقضاء المبرم على نظام كامب ديفيد المتصهين وآثاره الذي أورث المصريين والعرب العار والإذلالوالتبعية وهدر كرامتهم، فان ثورة 30 يونيو بفضل وعي وارادة شعبها، توجت لحظة نشأ فيها وضع ثوري لم يعد بمقدور احد ان يبقى فيه محايدا وغدت فيهحركة تمرد وجبهة الانقاذ الطليعة الديمقراطية الثورية في مجرياتهومآله،وشرعت الثورة في دخول مرحلة جديدة شقت فيها طريقها بلا رجعة نحو التحرير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة العربية. كما وباتت هاديا للشعوب العربية في خضم الإرهاصات السياسية والاجتماعية الجارية ودبيب الثورات القادمة الذي يتهادى الى مسامعنا من بعيد،مبشراً بأن سيادة دولةالمواطنين المدنية الديمقراطية، هو قانون التطور الراهن في البلدان العربية الذي يفعل فعله،وسيحل عاجلا وليس آجلا شاء من شاء وأبى من أبى، بديلاً لكل اشكال الحكم الفردي الملكي اوالديني اوالعائلي او... ترجمةًملموسة لشعار "الشعب يريد اسقاط النظام"،إسقاط حكم ودستور الفرد واستبداله بدستور وحكم الشعب،الذي يمضي شعب مصر في تجسيده مردداً : سنفهم الصخر ان لم يفهم البشر ...... ان الشعوب اذا هبت ستنتصر. عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رئيس تحرير مجلة الهدف.[/JUSTIFY]