الهدف: مصر ماضية نحو دولة المواطنين المدنية الديمقراطية شاء من شاء وأبى من أبى

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أكدت مجلة الهدف الصادرة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عددها عن شهر يوليو/ 2013 أن سيادة دولة المواطنين المدنية الديمقراطية هو قانون التطور الراهن في البلدان العربية الذي يفعل فعله، وسيحل عاجلاً وليس آجلاً شاء من شاء وأبى من أبى بديلاً لكل أشكال الحكم الفردي الملكي أو الديني أو العائلي. وأفردت المجلة في افتتاحيتها لرئيس تحريرها عمر شحادة، والتي جاءت بعنوان " تحيا مصر" للحديث عن ثورة 30 يونيو التي دعت لها حركة تمرد المصرية، والتي دشنت في الحقيقة تعبيد الطريق لبناء الدولة المدنية في مصر بديلاً جذرياً للدولة الدينية التي بدأ شبحها يحوم في سماء مصر والبلدان العربية بعد انتصار جماعة الأخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية. واعتبرت المجلة أن الثورة الشعبية المصرية الأخيرة تأتي بديلاً لأحلام العودة للدولة البوليسية أو حكم العسكر الذي اختبره الشعب المصري، واهتدى بتجربته الذاتية المعمّدة بالتضحيات إلى أن الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية، هي حبل الخلاص النهائي من الواقع المرير الذي تتخبط فيه مصر، وغيرها من الدول العربية من المحيط إلى الخليج. وأكدت بأنه إذا كان الوعي الاجتماعي الذي اكتسبه المصريون بسوادهم الأعظم هو ما دفع الملايين منهم بعدد غير مسبوق إلى النزول للشوارع في الطريق إلى 30 يونيو وما بعده، فإن التاريخ سيسجل ابتكاراً عبقرياً وبراءة اختراع مصرية عالمية جديدة تستحق جائزة نوبل، ودخول موسوعة جينيس العالمية، بفضل حركة تمرد وقيادتها من الشباب في جبهة 30 يونيو براءة اختراع تقدمها أسلوباً وشكلاً معاصراً للنضال تتسلح به شعوب العالم التواقة للحرية والانعتاق من الاستغلال في عصر العولمة، وهي بلا ريب امتداد للارث العظيم لثورة 25 يناير واستعادة لأهدافها " عيش حرية، عدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية". وشددت على أن ثورة 30 يونيو تأكيد بأن ثورة 23 يوليو عام 1952 التي قادها القائد العربي الراحل جمال عبد الناصر مستمرة ولم ولن تنتهي أبداً، ولا تنفصم عن سبعة آلاف عام من حضارة بناها المصريون على ضفاف النيل العظيم. واعتبرت أنه إذا كان سوء الفهم قاد البعض إلى خيانة ثورة 25 يناير والانحراف بها عن مسارها والالتفاف على مهامها المباشرة في التحول الديمقراطي السياسي والاجتماعي والقضاء المبرم على نظام كامب ديفيد المتصهين الذي أورث المصريين والعرب العار والإذلال والتبعية وهدر كرامتهم، فإن ثورة 30 يونيو بفضل وعي وإرادة شعبها، توجت لحظة نشأ فيها وضع ثوري لم يعد بمقدور أ؛د أن يبقى فيها محايداً وغدت فيه حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الطليعة الديمقراطية الثورية في مجرياته ومآله، وشرّعت الثورة في دخول مرحلة جديدة شقت فيها طريقها بلا رجعة نحو التحرير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة العربية. واضافت بأن ما حدث في هذه الثورة باتت هادياً للشعوب العربية في خضم الإرهاصات السياسية والاجتماعية الجارية ودبيب الثورات القادمة الذي يتهادى إلى مسامعنا من بعيد، ترجمة ملموسة لشعار " الشعب يريد إسقاط النظام". إسقاط حكم ودستور الفرد واستبداله بدستور وحكم الشعب، الذي يمضي شعب مصر في تجسيده مردداً: سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر.. إن الشعوب إذا هبت ستنتصر". وتحت عنوان " أوسلو الثقب الأسود" وصفت المجلة بأن أوسلو كانت خديعة، وثقب أسود ابتلع جنى العمل النضالي لثورتنا.. وما زال يحاول ابتلاعنا. وأضافت بأن دموع غزيرة ذرفت ودماء كثيرة أُهرقت على مذبح أوسلو، حيث تذبح الأرض ويقتل الإنسان وتدفن القيم ويُستهلك النضال والمناضلين. وفي قسم شئون فلسطينية وتحت عنوان " شعبنا سيدق جدران العجز والارتهان"، أكدت المجلة أن شعبنا الفلسطيني لن يشفع للعابثين بالزمن ووصول حالنا الوطني إلى ما لا يحمد عقباه على كافة الصعد والمستويات السياسية والشعبية والاجتماعية. واضافت بأن هذا الواقع لن يسعف أصحاب الباع الطويل من السياسيين وأصحاب القرار في الساحة الفلسطينية والمسئولين عن واقع الانقسام وسياسة الارتهان والتعويل على تغييرات في مواقف الولايات المتحدة الداعمة الأساسية للكيان الصهيوني وجرائمه وعنصريته وإرهابه المستمر على الإنسان والحجر والشجر الفلسطيني والذي طال كل مكان في الضفة الغربية وغزة ومناطق الـ 48 دون أن يرف لهؤلاء القادة جفن حتى يتقدموا خطوة نحو انجاز الوحدة وانهاء الانقسام ويقوموا بالتفاتة لتوحيد الجهود والطاقات الوطنية في الضفة والقطاع. واضافت بأنهم لم يبذلوا شيئاً يذكر على صعيد التخفيف من معاناة وعذاب أهلنا في الشتات بعد الأحداث التي تعصف بالمنطقة حيث يعانون الأمرين، تشريد جديد ونكبات عميقة يتقاسمها أبناء مخيمات درعا، اليرموك، حندرات، السبينة، والسيدة زينب والعديد من العائلات الفلسطينية الهائمة على وجهها في سوريا ولبنان. وأكدت المجلة على أن اهلنا بحاجة إلى من يقف معهم ويخفف من معاناتهم، فالمنحة الفلسطينية المقدمة من م.ت.ف منذ أكثر من شهرين لم تصل بعد إلى العائلات المحتاجة وبدلاً من توزيعها للمحتاجين تجري محاولة توزيعها على الجميع بالتساوي، وهذا مناف للاحتياجات الحقيقية للعديد من العائلات الفقيرة والتي تقطعّت بها كل السبل. واعتبرت أننا بحاجة ماسة لالتفاتة تاريخية قادرة على تجاوز كل قطوع حالة العجز والشلل الوطنية بما يستجيب للاحتياجات الأساسية في كافة أماكن تواجده ( الضفة، القطاع، مناطق 48، الشتات) لإنجاز الوحدة وإنهاء الانقسام والقطع مع المفاوضات العبثية واشتقاق استراتيجية وطنية مؤهلة وقادرة على التصدي للأجندات الهادفة لثنينا عن مواصلة نضالنا وكفاحنا الوطني بكافة أشكاله ضد الكيان الصهيوني ومشاريعه وأجنداته التغريبية الإقصائية لشعبنا وقضيتنا. وتوجهت بالقول لهم: " لن يرحمكم شعبكم ولن يتساهل مع كل المبررات والاسباب التي يسوقها السياسيون وأصحاب القرار الفلسطيني لتبرير عجزهم وترددهم في إنجاز أهم الأهداف ( الوحدة وإنهاء الانقسام) القادرة على شق طريق يضع حداً للعجز والارتهان ويطلق العنان لكل عناصر الفعل والقوة الفلسطينية والتي ستؤدي لانطلاقة جديدة لثورتنا وقضيتنا. [/JUSTIFY]