في ذكرى أبو علي مصطفى بعرابة، شحادة: إسقاط أوسلو يشكل مفتاحاً لاستعادة الوحدة

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رئيس تحرير مجلة الهدف عمر شحادة "إن اسقاط اتفاق أوسلو يشكل مفتاحاً لاستعادة الوحدة، ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية، وضمان الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير". جاء ذلك في كلمة ألقاها عصر يوم الجمعة خلال المهرجان الجماهيري الحاشد الذي نظمته الجبهة الشعبية في بلدة عرابة بمحافظة جنين لمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة لاستشهاد أمينها العام أبو علي مصطفى، ولتكريم طلبة الثانوية العامة في البلدة. وأضاف شحادة "أن البديل الوطني الديمقراطي الواقعي والثوري لنهج أوسلو ومفاوضاته هو اعتماد إستراتيجية وطنية جامعة تضمن تغيير ميزان القوى وتقوم على العودة بملف القضية الفلسطينية برمته للأمم المتحدة ومنظماتها، إضافة إلى بناء نظام سياسي فلسطيني ديمقراطي ومقاوم". وأشار شحادة إلى أنه بات واضحاً للقاصي والداني بأن أوسلو يريد أن يقصم ظهر الشعب ويصفي قضيته العادلة، متساءلاً " ماذا يريد الشعب؟". وطالب شحادة الرئاسة الفلسطينية وفريق التفاوض بالانسحاب الفوري من المفاوضات التدميرية التصفوية وبالاصغاء لصوت الشعب الفلسطيني وقراره، قرار الإجماع الوطني بالتوقف عن ملاحقة سراب المفاوضات والحلول الثنائية وخرافة حل الدولتين، وشعارها " الحياة مفاوضات " الذي يفرح ويسعد المحتل وحليفه الاستراتيجي في واشنطن ويستخدمانه مطيةً لخدمة أهدافهم الاستراتيجية، وأسلوباً لتصفية نضالنا الوطني وقضيته العادلة، باستبدال الصراع الفلسطيني والعربي الصهيوني بوصفه جوهر الصراع في المنطقة والقضية الفلسطينية بوصفها قضية العرب المركزية، بما يسموه الملف النووي الإيراني والصراع السني الشيعي . وقال شحادة: " إن هذه البقرة المقدسة التي تُسمى المفاوضات استنفذت واستهلكت نفسها بنفسها وباتت عبئاً وطنياً ثقيلاً سياسياً وتنظيمياً وكفاحياً واجتماعياً وثقافياً يستنزف صمودنا الوطني والقومي، وبات وقفها والنهج الذي تقوم على أساسه والحلول الثنائية المستندة للمرجعية والنوايا الأمريكية والإسرائيلية مهمة وطنية وقومية عاجلة" وحذر شحادة من عواقب الأسلوب الاستخدامي والتلاعب العاطفي بملف الأسرى، بتجزئته وربطه بتقدم المفاوضات العبثية والعقيمة ووضعه في تضاد مع التمسك بالثوابت والحقوق وقرارات الاجماع الوطني والمجلس المركزي لاستئناف المفاوضات، مشيراً أن هذا الأمر سيعقد ملف الأسرى ويطيل عمره ويرهن مصير الاسرى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً وخمسة آلاف أسير يقبعون في معسكرات الاعتقال لمناورات وخداع ومقايضات المحتل وابتزازه المتواصل للمفاوض الفلسطيني . وأوضح أن تحقيق ذلك يتطلب تنفيذ اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام على قاعدة وثيقة الأسرى - وثيقة الوفاق الوطني- التي تشكل الأساس السياسي الجامع لكافة القوى واستعادة مكانة منظمة التحرير باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني والقائد الوطني لنضاله داخل الوطن وخارجه". ودعا شحادة أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل تهرب أطراف الانقسام من استحقاقات الوحدة وتغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا للتحرك الشعبي الواسع والتظاهر السلمي في الوطن والمخيمات والاحتشاد والاعتصام في ساحات ومراكز المحافظات الشمالية والجنوبية حتى فرض الوحدة على أطراف الانقسام واستعادة الشرعية للشعب، مشدداً على أن الشعب هو مصدر القرار والشرعية ، وأن الوطن للجميع لا يملكه كائناً من كان. وندد شحادة بمحاولات العدو وأذنابه لتحويل القضية الوطنية لمشروع سلام اقتصادي تجاري واستثماري للسماسرة المطبعين الذين تلتقي فيه مصالحهم مع الرأسمال الأمريكي الإسرائيلي والعربي التطبيعي الطفيلي التابع، على حساب الوطن والملايين من فقراء شعبنا وأمتنا وأبنائهم الذين ينهش لحمهم وأعصابهم الاحتلال والحصار والجوع والاستيطان والبطالة والفساد والاستبداد. وفي ذكرى استشهاد القائد الوطني الديمقراطي القائد القومي والاممي ابن عرابة ، ابن فلسطين البار الشهيد أبو علي مصطفى، أوضح شحادة أن إحياء هذه الذكرى يعلي شأن الوحدة والشراكة الوطنية شرط وقانون للانتصار، الوحدة التي آمن بها شهيد فلسطين بالقول والعمل في السر وفي العلن ، وفيها إعلان شأن وحدة القوى اليسارية والديمقراطية ووحدة قوى الثورة العربية التي اعطاها كل ما لديه ولم يستبق شيئاً حتى آخر لحظة في حياته ، كي تتحقق أهداف الشعب الفلسطيني والأمة العربية في التحرير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة. وأضاف شحادة : " في هذا اليوم تؤكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأنها لن تحيد عن درب الحكيم ورفيق دربه ابو علي ، وستبقى صمام امان وطني لمسيرة الثورة المستمرة والمقاومة والوحدة الوطنية ، ولن تتخلى عن نهجها، في رفض الصهيونية قلبا وقالباً ورفض الاعتراف بكيانها الغاشم الذي اغتصب فلسطين بالتآمر والتواطؤ والمجازر وبالرعاية الاستعمارية لعصابات الارهاب الصهيوني وسياسات التطهير العرقي". وتابع: " حين نلتقي وإياكم لنحيي هذه الذكرى،ذكرى استشهاده وقوفاً كالاشجار، فإننا نتمثل قدوته قائدا ومعلما،نكرم ونمجد الروح الفلسطينية الثائرة التي لا تعرف الاستسلام والهوان مهما اشتدت النائبات، وننبذ الوهم والضلال، نكرم العقل والشرف والزهد الثوري والتضحية والإيثار وروح الإقدام والكبرياء الوطني وكل سجايا وخصال الثائرين الذين ما انفكوا حتى يومنا هذا داخل معسكرات الاعتقال وفي داخل الوطن وخارجه يقدمون المثل والأُمثولة في مجابهة المحتلين ورفع راية الصمود والحرية والعدالة والتقدم". ونقل شحادة الى أسرة الشهيد القائد أبو علي مصطفى تحيات التقدير والاكبار والمحبة والاعتزاز، تحية التلاحم الوطني والتوحد النضالي من قيادة حزبنا وعلى رأسها الامين العام الرفيق القائد المناضل الاسير احمد سعدات، لافتاً أنه أبى ان يكون رد جبهتنا على غطرسة قادة الاحتلال بأقل من معادلة الرأس بالرأس، مجددين الوعد والعهد على التمسك بكل القيم والاهداف النبيلة التى قضى من اجلها فارس الانتفاضة وقمر الشهداء شهيد شعبنا وامتنا القائد الوطني والقومي الكبير ابو علي مصطفى ، وعلى حماية برنامج الاجماع الوطني الذي بفضله نالت منظمة التحرير تمثيلها لشعبنا في كافة اماكن تواجده ، برنامج المقاومة والنضال الوطني والديمقراطي التحرري لاسترداد حقوقنا الثابتة غير القابلة للتصرف في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وتحرير كافة الاسرى من سجون الاحتلال. وتوجه شحادة بالتهاني والتبريكات لفوج الشهيد أبوعلي مصطفى الثاني عشر بالنجاح في الثانوية العامة والدخول في مرحلة جديدة من مسيرتهم الحياتية، وبالتهاني لعائلاتهم، مشيراً أن التعليم والعلم والمعرفة كان وما زال سلاحاً بيد شعبنا وقاطرة للتقدم وخميرة المستقبل،مؤكدين على التصدي لمشاكل الشباب من البطالة والفقر والهجرة وعلى تحسين جودة وتوفير سبل التعليم الجامعي الذي تتزايد تكاليفه يوما بعد يوم، في ظل التدهور العام لمستويات المعيشة وهدر غالبية موازنة السلطة على الاجهزة الامنية وغيرها من البنود الاستهلاكية دون حسيب او رقيب. وطالب شحادة في هذا السياق بضرورة الاقرار الفوري لقانون صندوق تعليم الطالب الجامعي والشروع في توفير التعليم الجامعي المجاني التدريجي بدءا بالحاصلين على 95% في معدلات الثانوية العامة، الذين لا يجوز مكافئتهم بإدارة الظهر وتنصل السلطة من الواجبات نحو أولويات دعمهم، فهم حصانة المستقبل وضمانة التقدم الوطني السياسي والاجتماعي. وفي كلمة باسم ذوي الشهيد ابو علي مصطفى ، اشاد شقيقه تيسير الزبري بصمود الامين العام الحالي للجبهة الاسير احمد سعدات ، داعيا في الوقت ذاته "الى وقف المفاوضات لان ما يجري هو تخلي عن حق العودة والقدس ودرب الشهداء". وقال نائب مدير التربية في محافظة جنين مازن في كلمته "يسعدنا في التربية والتعليم تكريم الطلبة الناجحين والمتفوقين، خاصة وأن التكريم يتزامن مع إحياء ذكرى الشهيد القائد أبو علي مصطفى "، مشيدا بدور المعلمين ومديري المدارس من اجل النهوض بواقع التعليم وتطويره. والقت الطالبة المتفوقة يارا دقة والحاصلة على المرتبة الاولى في التوجيهي على مستوى عرابة كلمة عبرت خلالها عن تقديرها لجهود الاباء والأمهات والمعلمين والمعلمات الذين عاهدتهم على إكمال مسيرة التعليم والتفوق والمساهمة في بناء المستقبل. وفي نهاية المهرجان، جرى تكريم اسرة الشهيد ابو علي مصطفى والطلبة المتفوقين والأوائل في البلدة والبالغ عددهم 200 طالب وطالبة.[/JUSTIFY]