بذكرى أبو علي مصطفى،طومان:الانتفاضة قادمة ضد الاحتلال والمفاوضات والانقسام
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم الثلاثاء الذكرى الثانية عشر لاستشهاد أمينها العام الرفيق أبو علي مصطفى بمهرجان جماهيري حاشد بميدان الشهيد أبو يوسف القوقا في مدينة غزة، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة، وشخصيات وطنية واعتبارية من مختلف الفصائل العمل الوطني والإسلامي، وجمهور كبير امتلأ بهم الميدان. وافتتح عضو اللجنة المركزية الفرعية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق خميس بكر المهرجان مرحباً بالحضور، داعياً إياهم للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني. وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق محمد طومان كلمة الجبهة الشعبية، أكد خلالها أن إحياء الجبهة لذكرى استشهاد أمينها العام الرفيق أبو علي مصطفى هو تكريم لكل الشهداء من القادة والكوادر والمناضلين والمواطنين الذين امتشقوا السلاح دفاعاً عن شعبهم، وعن تاريخهم، وحضارتهم، وعن كرامة هذا الشعب وهذه الأمة من أجل تحررها من المحتل الغاصب. وأشار طومان إلى أن العدو الصهيوني راهن على أن اغتيال الرفيق أبو علي واعتقال الأمين العام أحمد سعدات ونائبه سيؤدي إلى تدمير الجبهة الشعبية أو على الأقل إرباكها وشل قدرتها لسنوات قادمة، إلا أنهم خسئوا فقد أكد الشعب الفلسطيني، على أن الانتفاضة والثورة مستمرتين حتى الانتصار، واستعادة حقوقنا الوطنية. ولفت إلى أن الجبهة الشعبية تمضي أكثر إصراراً وصلابة نحو الهدف وتستمد قوتها وتصميمها من وضوح رؤيتها السياسية وفي امتداداتها وسط الشعب وفي عمق التاريخ ولأنها تستمد إصرارها على مواصلة المشوار من إيمان الشعب بعدالة قضيته وحتمية انتصاره وتحقيق أهدافه، كل أهدافه الوطنية . ولفت إلى أن إحياء الجبهة لذكرى استشهاد أمينها العام لهو في الحقيقة إعلاء من شأن الوحدة والشراكة والوطنية شرط وقانون للانتصار، وهي الوحدة التي آمن بها الشهيد بالقول والعمل. واعتبر طومان أن تفرد فريق فلسطيني بل قائد فلسطيني - في صنع القرار بعيداً عن الموقف الوطني المقر في المؤسسات الفلسطينية الرسمية، وإعادة الانخراط في عملية سياسية تعيد إنتاج المسار العبثي السابق من شأنها أن توفر حكومة الاستيطان والتطرف في "إسرائيل" الغطاء السياسي لمواصلة الخطوات المتسارعة لفرض الأمر الواقع على الأرض بقوة الاستيطان والتهويد، وتحسين صورتها أمام العالم، والافلات من الضغوط الدولية. وأكد بأن استئناف المفاوضات سيؤثر على توسيع رقعة الخلاف ومظاهر الانقسام في الجبهة الفلسطينية الداخلية، وتعزيز السيناريوهات والأفكار التي تطرحها شخصيات إسرائيلية ذات وزن وقريبة من التيار السياسي المركزي بشأن التوصل إلى تسوية انتقالية تتيح إقامة كيان فلسطيني يُطلق عليه اسم دولة ضمن حدود مؤقتة على بقايا الضفة الغربية، أو ربما تشجيع طرح أفكار أخرى حول التسوية الإقليمية أو الكونفدرالية بين الأردن وبقايا الضفة الغربية، مع محاولة تصفية الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة. وقال طومان: "آن الأوان لسماع رأي الشعب في هذه السياسة ومغادرة مربعها نهائياً، وبناء سياسة يُعاد فيها الإمساك بقوة بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية خاصة وأن العدو قد أسدل الستار على كل الأوهام التي تولّدت بتوقيع الاتفاقيات معه". وفي هذا السياق، توجه طومان بالتحية إلى أرواح شهداء مخيم قلنديا الذين سقطوا في ظل استمرار هذه المفاوضات العبثية، وأيضاً إلى جماهير شعبنا التي هبت للتصدي للاحتلال في قلنديا والخليل ومدن الضفة، ليؤكدوا للمفاوض الفلسطيني أن شعبنا يمتلك العديد من الخيارات، وأن الانتفاضة الشعبية قادمة لا محالة في وجه الاحتلال والمفاوضات والانقسام. وشدد طومان على ضرورة مواجهة استمرار حالة الانقسام بجهد وطني وشعبي متواصل وشامل، متساءلاً" لا يُعقل أن تبقى إرادة الشعب رهينة لمصالح فئوية، فالانقسام كما تعيشون جميعاً فاقم من معاناة الشعب الفلسطيني ففي ظله ازداد التعدي على حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة... وفي ظله تفشت البطالة، كما ازدادت معاناة خريجي الجامعات.. الذين يُقدرون بعشرات الآلاف. ازدادت أزمة الكهرباء، وتلوث المياه... ازدادت المضاربات على الأراضي ووصلت لأسعار خيالية تحت سمع وبصر أصحاب القرار". وخاطب أطراف الانقسام قائلاً: " لن نصدقكم كما لم نصدقكم من قبل فيما تدعّون من حرص على الشعب وحقوقه.. ولن نصدقكم بما تدعوّن من بذل الجهود ومن أجل التخفيف من معاناته.. لن نصدقكم في كل ذلك، إلا إذا بادرتم لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وطنياً وبما وقعّتم عليه لا أكثر". وأوضح طومان بأن أية دعوات لمأسسة الانقسام حتى بتوسيع المشاركين في هذه الإدارة أو تلك، هي دعوات غير مقبولة من جانب الجبهة، معتبراً أن أية إشارات إيجابية في تفاصيل مثل هذه الدعوات، تفقد قيمتها إذا لم تكن في إطار مشروع وحدوي شامل ينهي الانقسام ويستعيد الوحدة. ودعا طومان لضرورة البناء على عوامل القوة المتاحة المستمدة من إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة الكفاح ورفض تقديم التنازلات، وحالة النهوض الشعبي والتي برزت وتأكدت في العديد من المحطات، وبضمنها أشكال المقاومة المختلفة ضد الاحتلال والاستيطان، والفعاليات الاحتجاجية ضد المفاوضات، والحراكات الشبابية ضد الاحتلال والاستيطان، والحراكات الشعبية المطالبة بإنهاء الانقسام في الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتاً أنها مظاهر قابلة للتطور باتجاه هبة شاملة تثير قلق الاحتلال، وتهدد سياسة إدارة الصراع وبقاء الوضع على حاله، إضافة إلى عوامل القوة الكامنة، وفي مقدمتها ما تفتحه المصالحة الوطنية الحقيقية من فرص لإعادة بناء منظمة التحرير على قاعدة إستراتيجية وطنية شاملة، توحدّ طاقات الفلسطينيين في الوطن والشتات، وتعيد الاعتبار لقضيته الوطنية بصفتها قضية تحرر وطني تحظى بأوسع تضامن دولي في مواجهة الاحتلال والاستيطان والعنصرية. وأكد على ضرورة التعامل الإيجابي مع الحركات الشبابية المطالبة بإنهاء الانقسام، ووقف المفاوضات، وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال والاستيطان، والابتعاد عن المنطق الأمني البوليسي في التعامل مع المجموعات الشبابية البعيدة عن الارتباطات أو الأهداف المثيرة للريبة، بما يسهم في تعزيز دور الشباب في استراتيجية النهوض الوطني. وفي ختام كلمته، جدد العهد لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال بالعمل بكل الوسائل والطرق من أجل إطلاق سراحهم، وفي مقدمتهم الرفيق الأمين العام أحمد سعدات، مجدداً أيضاً العهد لدماء الشهداء بأن تبقى الجبهة منحازة لدماءهم الطاهرة وللمصالح العليا لشعبنا الفلسطيني، وستبقى دوماً الكلمة الحرة والجريئة والصادقة التي لا تخشى في الحق لومة لائم، والمقاتلون الأشداء من أجل الوطن والشعب، مؤكداً أنها لن تتسامح مع من ينتهكون هذا العهد للشهداء. من جانبه، أشاد الرفيق عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق محمود خلف في كلمة القوى الوطنية والإسلامية بمناقب الشهيد القائد أبو علي مصطفى، مشيراً أنه قائداً اتسم بالصدق والصراحة والصلابة والجرأة والشجاعة في كل الأوقات، وخاصة في مواجهة الاحتلال من اجل الوحدة والعودة والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقال خلف "في زمن كانت فيه الشجاعة بالغة الكلفة والكفاح جالبا للمعاناة ولسنوات طويلة من السجن النفي والتشرد وحياة نضالية طويلة وصعبة وقاسية أفناها في سبيل فلسطين والعودة ولأن له تاريخ طويل ومسيرة نضالية متداخلة بأبعادها الحزبية والجبهوية الوطنية وهي محطات النضال الوطني الفلسطيني بحلوه ومره وبمده وجزره وبقيمه الشامخة والتي لم يقبل أبو علي يوما بديلاً عن بلوغها". وأكد خلف ان قرار المشاركة في المفاوضات خاطئ، يعتبر تجاوزاً لقرارات الهيئات القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية، داعياً المفاوضين للانسحاب الفوري من هذه المفاوضات، خاصة بعد المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة. كما طالب باستئناف الهجوم السياسي والدبلوماسي مع اقتراب انعقاد الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية واتفاقيات جنيف الأربعة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في ظل استخدام الاحتلال المفاوضات كغطاء لاستمرار الحملة المسعورة للاستيطان. واعتبر خلف أن الرد العملي على هذا النهج هو الإسراع بتوحيد الصف الداخلي وإنهاء حالة الانقسام والتصدي للاحتلال بصف موحد الأمر الذي يتطلب وقف انحدار الحالة الفلسطينية ومغادرة مربع الذات والانا والانتقال إلى مربع المصلحة الوطنية العليا وهذا يتطلب العودة لتطبيق اتفاق القاهرة في مايو أيار 2011 والإسناد لوثيقة الوفاق الوطني والإسراع بتشكيل حكومة توافق وطني تحضر لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني على أساس قانون التمثيل النسبي الكامل. وشدد على ضرورة تصعيد المقاومة في وجه الاحتلال المقاومة الشعبية والمسلحة بكل أشكالها وفق ما أقرته الشرائع الدولية. من جانبه، ألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسير المحرر الرفيق أحمد أبو السعود حنني، رسالة الأمين العام الرفيق أحمد سعدات خصها من سجنه لجماهير شعبنا بمناسبة الذكرى، أكد فيها القائد سعدات أن الشهيد القائد أبو علي مصطفى كان نموذجاً من طراز استثنائي وثوري كامل، مجسداً بالقول والممارسة أسس ومنطلقات القائد الفعلي، وكان يحترم خصومه قبل رفاقه، وكان الفلاح والعامل والكادح والمحرض، والذي يتجاوب مع أسس النظرية العلمية، والمناضل القائد الذي جمع القول والعمل بكل جوانبه، واصل حياته بكل عزم وصلابة، فكان نعم المنظر والقائد والرجل الشعبي، والمطارد، والمقاتل في جهاز الجبهة الشعبية العسكري، والذي اقتحم كل مجالات العمل الثوري مقتنعاً بأن النضال مذهب وعقيدة، عاش فقيراً ومات فقيراً، ولكنه كان دوماً متسلحاً بغنى الثوابت. واعتبر القائد سعدات أن الانحياز لخيار المقاومة يجب أن نعبر عنه بفهمنا العميق لمجريات النضال، وتجسيد عقيدة وطنية تُظهر الالتزام الثوري بكل القيم والمبادئ، التي تعلمناها من الشهداء ومن جبهتنا ومنهجها الوطني والثوري، الذي انحاز له الشهيد القائد أبو علي مصطفى، وكل قادة الجبهة الشهداء على امتداد تجربة الكفاح والثورة. وتابع قائلاً: " إن قراءتنا المتفحصة لشهيدنا القائد الأممي والقومي والوطني أبو علي مصطفى، ووقوفنا أمام معاني مناقبه في مختلف الساحات.. تجعلنا أكثر قدرةً على فهم ماذا تعني لنا هذه القيم.. فأبا علي كان المحرض والثوري الذي جمع النظرية والممارسة.., والمقاتل والقائد.. والعسكري الفذ المخلص.. الذي اقتحم في بدايات عمله الثوري حدود وطننا المحتل، معلناً انطلاق الثورة والمقاومة ضد هذا العدو المجرم.,. أبا علي كان صاحب البندقية والطلقة النارية الصادقة... وهو صاحب شعار "عدنا لنقاوم على الثوابت لا لنساوم"... وهو رجل الوحدة الوطنية وصاحب الكلمة التي لا تقبل المساومة أو الرياء... والذي لم تخلو كلماته أو حواراته الوطنية من دعواته الصريحة لامتشاق السلاح". واختتم القائد سعدات رسالته موجهاً دعوته إلى المدعويين في محطة إحياء ذكرى الشهداء الحاضرين على الدوام، بضرورة الاندماج في الكفاح الثوري ضد الاحتلال، والعمل الدؤوب على تمتين وحدتنا الداخلية بدون أي تهاون أو كلل، وتعزيز الوعي، والثقافة في عقول الأجيال الشابة والصغيرة... والوقوف بجانب أبناء شعبنا الفلسطيني خاصة الفئات الفقيرة والمهمشة في تفاصيل همومها اليومية، وأهمية أن تكون ذكرى الشهيد القائد أبو علي مصطفى فرصة للبناء الحزبي الداخلي. وتخلل المهرجان، إلقاء الرفيق أحمد بركات فقرة شعرية تناولت مناقب الشهيد القائد أبو علي مصطفى [/JUSTIFY]