النص الكامل لكلمة الجبهة الشعبية بمهرجان إحياء ذكرى الرفيق أبو علي مصطفى بغزة

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]النص الكامل لكلمة عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد طومان في مهرجان إحياء الذكرى الثانية عشر لاستشهاد القائد الوطني الرفيق أبو علي مصطفى بميدان أبو يوسف القوقا مدينة غزة - الثلاثاء 27/8/2013 الضيوف الكرام كلٌ باسمه ولقبه ،،، أرحب بكم باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين... باسم أمينها العام الرفيق القائد أحمد سعدات الذي يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني... باسم مكتبها السياسي ولجنتها المركزية... باسم كل كوادر وأعضاء الجبهة. أرحب بكم في هذا المهرجان الذي نقيمه بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد قائدنا وأميننا العام القائد الوطني والقومي الكبير أبو علي مصطفى... في مثل هذا اليوم، فإن أفضل الكلمات التي نستحضرها ما قاله الرفيق الشهيد أبو علي في أول لقاء له مع أهلنا في القطاع " الأمانة تقتضي أن نبقى أوفياء لدماء شهداؤنا الأبرار، وأعاهد شعبي أن أبقى وفياً لهم ما تبقى من عمري... وصدق الرفيق أبو علي فيما عاهد عليه.. الحضور الكريم ،،، إحياؤنا لذكرى استشهاد الرفيق أبو علي هو تكريم لكل شهداؤنا الأبطال البواسل... لتكريم آلاف الشهداء من القادة والكوادر والمناضلين والمواطنين الذين امتشقوا السلاح دفاعاً عن شعبهم، عن تاريخهم... عن حضارتهم... دفاعاً عن كرامة هذا الشعب وهذه الأمة من أجل تحررها من المحتل الغاصب. أنه تكريم للحكيم ولياسر عرفات وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وسليمان النجاب، وسمير غوشة، وطلعت يعقوب، ولغسان كنفاني وجيفارا ووديع حداد والرنتيسي وعمر القاسم وشادية أبو غزالة وتغريد البطمة. إنه تكريم لأبي جهاد وأبو ماهر اليماني وأبو إياد وأبو الهول وأبو العباس ود.حيدر عبد الشافي، وعبد الرحيم أحمد، وبشير البرغوثي والقافلة تطول.. إنه تكريم للقساميين الأوائل الذين قاوموا الانتداب البريطاني وواجهوا الهجمة الصهيونية منذ البدايات. إننا إذ نكرم اليوم قائدنا وأميننا العام الشهيد أبو علي مصطفى فإننا نكرم كل الشهداء في كل بقاع الأرض ممن قدمّوا أرواحهم على مذبح الحرية ومن أجل إعلاء قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة والحق واحترام حق الإنسان في حياة كريمة... الحضور الكريم ،،، اغتال العدو الصهيوني أبو علي مصطفى وانتفاضة الأقصى الباسلة في أوج عنفوانها ثم اعتقل أميننا العام أحمد سعدات ونائبه عبد الرحيم ملوح.. وقد راهن العدو الصهيوني على أن قتل القيادات التاريخية للشعب الفلسطيني أو اعتقالها، سيؤدي إلى إخماد انتفاضة الشعب وإلى الإطاحة بالمشروع الوطني وتدمير قدرة شعبنا على الصمود والمقاومة. لقد راهنت القيادة الصهيونية، وبعد قيام أبطال الجبهة الشعبية بتصفية وزير السياحة العنصري رحبعام زئيفي رداً على اغتيال الرفيق أبو علي .. راهنت هذه القيادة على أن اغتيال الرفيق أبو علي واعتقال الأمين العام أحمد سعدات ونائبه... سيؤدي إلى تدمير الجبهة الشعبية أو على الأقل إرباكها وشل قدرتها لسنوات قادمة. خسئوا ثم خسئوا إذا راهنوا على ذلك فقد أكد الشعب الفلسطيني، كل الشعب على أن الانتفاضة مستمرة، والثورة مستمرة حتى الانتصار، واستعادة حقوقنا الوطنية... كل حقوقنا الوطنية. لقد أنجب هذا الشعب على مر سنوات الكفاح عشرات القادة الكبار، فها هي الجبهة الشعبية تمضي أكثر إصراراً وصلابة نحو الهدف وتستمد قوتها وتصميمها من وضوح رؤيتها السياسية وفي امتداداتها وسط الشعب وفي عمق التاريخ ولأنها تستمد إصرارها على مواصلة المشوار من إيمان الشعب بعدالة قضيته وحتمية انتصاره وتحقيق أهدافه، كل أهدافه الوطنية . الحضور الكريم: قدر شهداؤنا ألا يشهدوا كوارث وظلامية هذه اللحظة التي لحقت بنا وقدرنا نحن المناضلون الأحياء أن نتحمل ما يقترفه البعض منا من خطايا وأخطاء وأن نعمل ونضحي من اجل تجاوز ما نحن فيه.. وفاءً للشهداء.. وفاءً للأسرى.. وفاءً للجرحى والمعاقين... وفاءً لشعبنا الباسل والتزاماً بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نواصل المشوار حتى النهاية... أيتها الأخوات ... أيها الأخوة ،، تمر هذه الذكرى والانقسام الكارثي يجللنا ويحيط بنا من كل جانب. ينقسم الشعب عن الشعب.. وغزة عن الضفة... والوطن عن الشتات... ينقسم الأخ عن أخيه... والمنقسمون يخادعون أنفسهم والشعب كله بذرائع لا يمكن قبولها. سمعنا كلاماً كثيراً عن مخاطر الانقسام.. وسمعنا كلاماً كثيراً من أطرافه عن العمل على إنهائه وبناء الوحدة كخيار استراتيجي... وتم توقيع اتفاقيات وطنية وشكُلت لجان لمتابعة التنفيذ.. ووقُعت اتفاقيات ثنائية في كل من الدوحة والقاهرة... وعُقدت لقاءات ثنائية عديدة وبعد ذلك ماذا كانت النتيجة؟!.. صفراً كبيرا.. لأن الأمور كانت تعود بعد كل جولة إلى المربع الأول... ويتم تعطيل تنفيذ الاتفاقيات لذرائع مفتعلة في كثير من الأحيان لا يمكن قبولها أو التسليم بها. ويستمر الانقسام والدفاع عنه بكل الوسائل وإعطاؤه مزيداً من الوقت لمأسسته أكثر، فهل في ظل هذا الواقع المنقسم نستطيع التصدي لتأثيرات ما يجري في المنطقة على القضية الوطنية... بالقطع لا... إنها مسئولية أطراف وأصحاب الانقسام، وقد آن الأوان لمواجهة هذا الواقع الانقسامي بجهد وطني وشعبي متواصل وشامل حيث لا يُعقل أن تبقى إرادة الشعب رهينة لمصالح فئوية، فالانقسام كما تعيشون جميعاً فاقم من معاناة الشعب الفلسطيني ففي ظله ازداد التعدي على حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة... وفي ظله تفشت البطالة، كما ازدادت معاناة خريجي الجامعات.. الذين يُقدرون بعشرات الآلاف. ازدادت أزمة الكهرباء، وتلوث المياه... ازدادت المضاربات على الأراضي ووصلت لأسعار خيالية تحت سمع وبصر أصحاب القرار. فيا يا أطراف الانقسام لن نصدقكم كما لم نصدقكم من قبل فيما تدعّون من حرص على الشعب وحقوقه.. ولن نصدقكم بما تدعوّن من بذل الجهود ومن أجل التخفيف من معاناته.. لن نصدقكم في كل ذلك، إلا إذا بادرتم لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وطنياً وبما وقعّتم عليه لا أكثر... ويهمنا في هذه المناسبة التأكيد على أن أية دعوات لمأسسة الانقسام حتى بتوسيع المشاركين في هذه الإدارة أو تلك، هي دعوات غير مقبولة من جانبنا، وأية إشارات إيجابية في تفاصيل مثل هذه الدعوات، فإنها تفقد قيمتها إذا لم تكن في إطار مشروع وحدوي شامل ينهي الانقسام ويستعيد الوحدة. أيتها الأخوات .. أيها الأخوة ،،، إذا كان للانقسام تأثيراته السلبية حيث أضعفنا جميعاً في مواجهة التحديات التي تفرضها التحولات الجارية في المنطقة.. فإن الإذعان والاستمرار بالمفاوضات بالأسس القائمة عليها هو لا يقل خطراً. إن تفرد فريق فلسطيني بل قائد فلسطيني - في صنع القرار بعيداً عن الموقف الوطني المقر في المؤسسات الفلسطينية الرسمية، وإعادة الانخراط في عملية سياسية تعيد إنتاج المسار العبثي السابق من شأنها أن توفر حكومة الاستيطان والتطرف في إسرائيل الغطاء السياسي لمواصلة الخطوات المتسارعة لفرض الأمر الواقع على الأرض بقوة الاستيطان والتهويد، وتحسين صورتها أمام العالم، والافلات من الضغوط الدولية، التي كان يمكن أن تفاقمها سياسة فلسطينية مبادرة على المستوى الدولي بعد خطوة رفع مكانة فلسطين إلى دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وتستند إلى استراتيجية مقاومة شاملة على الأرض، فضلاً عن تأثير استئناف المفاوضات على توسيع الخلاف ومظاهر الانقسام في الجبهة الفلسطينية الداخلية، ومن شأن العودة إلى المفاوضات وفق قواعد اللعبة والشروط التي تفرضها حكومة الاحتلال، وتدعمها الإدارة الأمريكية أن تعزز السيناريوهات والأفكار التي تطرحها شخصيات إسرائيلية ذات وزن وقريبة من التيار السياسي المركزي بشأن التوصل إلى تسوية انتقالية تتيح إقامة كيان فلسطيني يُطلق عليه اسم دولة ضمن حدود مؤقتة على بقايا الضفة الغربية، أو ربما تشجيع طرح أفكار أخرى حول التسوية الإقليمية أو الكونفدرالية بين الأردن وبقايا الضفة الغربية، مع محاولة تصفية الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة. لقد آن الأوان لسماع رأي الشعب في هذه السياسة ومغادرة مربعها نهائياً، وبناء سياسة يُعاد فيها الإمساك بقوة بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية خاصة وأن العدو قد أسدل الستار على كل الأوهام التي تولّدت بتوقيع الاتفاقيات معه. وفي هذا السياق فإننا نتوجه بالتحية إلى أرواح شهداء مخيم قلنديا الذين سقطوا في ظل استمرار هذه المفاوضات العبثية. كما نتوجه بالتحية لجماهير شعبنا التي هبت للتصدي للاحتلال في قلنديا والخليل ومدن الضفة، ليؤكدوا للمفاوض الفلسطيني أن شعبنا يمتلك العديد من الخيارات. وأن الانتفاضة الشعبية قادمة لا محالة في وجه الاحتلال والمفاوضات والانقسام. أيتها الأخوات.. أيها الأخوة ،،، إن ما نطرحه اليوم هو ما كان يؤمن به الشهيد أبو علي مصطفى، وهو أن هناك مساراً آخر يمكن أن يسلكه الفلسطينيون بالبناء على عوامل القوة المتاحة المستمدة من إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة الكفاح ورفض تقديم التنازلات، وحالة النهوض الشعبي والتي برزت وتأكدت في العديد من المحطات، وبضمنها أشكال المقاومة المختلفة ضد الاحتلال والاستيطان، والفعاليات الاحتجاجية ضد المفاوضات، والحراكات الشبابية ضد الاحتلال والاستيطان، والحراكات الشعبية المطالبة بإنهاء الانقسام في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكلها مظاهر قابلة للتطور باتجاه هبة شاملة تثير قلق الاحتلال، وتهدد سياسة إدارة الصراع وبقاء الوضع على حاله، إضافة إلى عوامل القوة الكامنة، وفي مقدمتها ما تفتحه المصالحة الوطنية الحقيقية من فرص لإعادة بناء منظمة التحرير على قاعدة إستراتيجية وطنية شاملة، توحدّ طاقات الفلسطينيين في الوطن والشتات، وتعيد الاعتبار لقضيته الوطنية بصفتها قضية تحرر وطني تحظى بأوسع تضامن دولي في مواجهة الاحتلال والاستيطان والعنصرية. ناهيك عما تبشّر فيه التحولات الصعبة والمعقدة والبطيئة الجارية في المنطقة العربية من مواقف تعبّر في البداية والجوهر عن إرادة الشعوب العربية المطالبة بالسيادة والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكلها قيم معادية لما تمثله دولة الاحتلال والعنصرية وتعيد الاعتبار للموقع المركزي للقضية الفلسطينية في قلب النضال في سبيل هذه القيم. وفي هذا السياق، فإننا ندعو إلى التعامل الإيجابي مع الحركات الشبابية المطالبة بإنهاء الانقسام، ووقف المفاوضات، وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال والاستيطان، والابتعاد عن المنطق الأمني البوليسي في التعامل مع المجموعات الشبابية البعيدة عن الارتباطات أو الأهداف المثيرة للريبة، بما يسهم في تعزيز دور الشباب في استراتيجية النهوض الوطني. أيتها الأخوات.. أيها الأخوة ،،، ونحن نحيي ذكرى استشهاد رفيقنا أبو علي ابن عرابة.. ابن فلسطين البار، فإننا في الحقيقة نعلي شأن الوحدة والشراكة والوطنية.. شرط وقانون للانتصار.. الوحدة التي آمن بها شهيد فلسطين بالقول والعمل... نعلي شأن وحدة القوى اليسارية والديمقراطية، ووحدة قوى الثورة العربية هذه المضامين الكفاحية التي أعطاها شهيدنا كل حياته، كي تتحقق أهداف الشعب الفلسطيني والأمة العربية في التحرير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة. أيها الأوفياء لدماء الشهداء... نجدد عهدنا لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال أن نعمل بكل الوسائل والطرق من أجل إطلاق سراحهم، وفي مقدمتهم الرفيق الأمين العام أحمد سعدات.. كما نجدد العهد لدماء الشهداء بأن نبقى منحازين لدماءهم الطاهرة وللمصالح العليا لشعبنا الفلسطيني.... سنبقى دوماً الكلمة الحرة والجريئة والصادقة التي لا تخشى في الحق لومة لائم، والمقاتلون الأشداء من أجل الوطن والشعب، ولن نتسامح مع من ينتهكون عهدنا لشهدائنا الأبرار. رفيقنا أبا علي. في هذا الظلام الدامس الذي نعيش.. نفتقدك. وما أحوجنا إليك يا قمر الشهداء. عهدنا أن نبقى على دربك ولن نخذلك... المجد للشهداء.. الحرية للأسرى.. وإننا حتماً لمنتصرون[/JUSTIFY]