الهدف: تجنب الوقوع بأحضان التيه بإجراء تغييرات شاملة وعميقة وجريئة في مؤسساتنا
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]اعتبرت مجلة الهدف في عددها الجديد الصادر عن شهر أكتوبر 2013، أن أية قراءة موضوعية لحالنا الوطني تستدعي إجراء تغييرات شاملة وعميقة وجريئة في بنى مؤسساتنا وبرامجها وسياساتها وهذا يشمل الكل الوطني ( منظمة وسلطة والفصائل). وشددت المجلة في افتتاحية شئون فلسطينية جاءت بعنوان " الخيار الصعب في الزمن الردئ" أن تجنب الوقوع في أحضان التيه الذي سيدمر كل المنجزات وسيلقي بحقوقنا ومصالحنا في المجهول بإنجاز هذه المراجعة والتغييرات الوطنية الشاملة والعميقة وهذه مسئولية وطنية عامة تتحملها الفصائل والشخصيات والشعب الفلسطيني بكافة شرائحه، مؤكدة بأنه لا يجوز أن يستمر الصراخ دون أية خطوات عملية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتحقيق خطوة بالاتجاه الصحيح لم يكن شعبنا وتاريخه غريباً عنها يوماً. وأشارت إلى أن القيادة الفلسطينية لا تستطيع الاستمرار في نهجها وسياستها التي كلفت الوطن والشعب والقضية الكثير من الخسائر والآلام مما يستوجب إجراء مراجعة عميقة وجادة لمسار السياسة الفلسطينية على كل المستويات الداخلية والخارجية. وأضافت المجلة بأن الانقسام لم يعد حقيقة خافية على أحد بحيث أضر بقضيتنا أضراراً جمة وألحق الأذى بشعبنا وصورته لدى الأطراف الصديقة كانت أم بعيدة وقدمّ خدمة مجانية وعلى طبق من ذهب للكيان الغاصب الذي فشل على مدار قرن من تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني ولعب ورقة الخلافات الداخلية، لكن النظرة القاصرة الفصائلية ولأول مرة حققت لهم هذا المراد فالمصلحة أن يبقى الانقسام وتداعياته جاثماً على صدر شعبنا؟!. وتساءلت " لمصلحة من هذا الغياب الوطني عما يجري لشعبنا في الشتات؟ وهل السلطة ومباهجها أنستكم شعبكم في الخارج الذي قدّم آلاف الشهداء والجرحى والأسرى وحمل لواء ثورة على مدى عقدين ونصف من الزمان؟!" وقالت" ومؤسساتنا وحالها الذي يرثى له على جميع الصعد الذي بات يشكل عبئاً على مسيرة شعبنا، ورغم كل ذلك تسير السياسة الفلسطينية في متاهات مفاوضات عبثية ما زالت تلحق الأذى بحقوقنا ومصالحنا وصورتنا وتشكل عبئاً على قدرتنا في مواجهة التحديات التي تفرضها الممارسات العملية للكيان على الأرض ومن هنا فالمفاوضات شئنا أم ابينا شكّلت مظلة لكيان يواصل جرائمه وإرهابه ومخططاته على الأرض الفلسطينية دون رادع". واعتبرت أن حال منظماتنا الجماهيرية والنقابية ليس أحسن حالاً من وضع باقي المؤسسات الوطنية التي جرى ويجري اختطافها عنوة وتحت جنح الظلام. وتحت عنوان " نداء الانتفاضة" اعتبرت المجلة أن المبادرة الاقتصادية الأمريكية الرامية لخصخصة السلطة الفلسطينية والقرار الوطني وتسليع مكونات منظمة التحرير والمقامرة بالرأسمال الوطني التحرري وتحويله إلى أسهم في البورصات المحلية والاقليمية والدولية، هي الاسلوب الأحدث والمبتكر لاستبدال قوى الثورة والسلطة، بالقطاع الخاص ورجال أعمال السلام الاقتصادي التطبيعي، وفرض سياسة الأمر الواقع التصفوي، بالقبول بمحمية إسرائيلية تنظم شبكة الأقفاص في الضفة الغربية يسمونها الدولة الفلسطينية في إطار مشروع الحل الأمريكي المسمى بحل الدولتين المزعوم. وقالت " يوماً وراء يوم تتراكم المعاناة والسخط الشعبي ومبررات الرفض والتمرد على الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية المزرية ومعها مقدمات وإرهاصات الانتفاضة الثالثة الوريثة الشرعية لسابقاتها والجديدة نوعياً التي تلوح في الأفق، حيث نشهد تفاقماً متسارعاً لمجموع أسباب انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، في وقت أصبحت فيه أوضاع ملايين الفلسطينيين على غير صعيد، داخل الوطن وفي مخيمات الشتات أسوأ بما لا يقاس منذ توقيع اتفاق أوسلو قبل عشرين عاماً". وتساءلت المجلة " دون انتظار للواهمين والعاجزين، هل تندلع أفقياً على حين غرة انتفاضة جديدة عنوانها تجسيد الاعتراف الأممي بدولة فلسطين على الأرض دون شروط وفرض وحدة المقاومة الشعبية الشاملة في وجه الاحتلال والانقسام، دون أن يقودها تنظيم أو زعيم أو إطار وطني جامع منظم ودون إجماع فلسطيني لأول مرة، لا بل وبالضد من موقف شرائح اجتماعية وقوى ناشئشة باتت مصالحها تتناقض مع اندلاعها؟". وأضافت" وهل تدفع خطورة هذا الخيار، الذي يجعل من هذه الانتفاضة المقبلة والمتدحرجة عرضة للمؤامرات والغدر وشتى الاحتمالات والنهايات، طلائع الشعب الفلسطيني ونضاله التحرري وبخاصة إلى الحقيقة الساطعة والحارقة بانتهاء عصر التفرد بقيادة أو تمثيل الشعب الفلسطيني". وأكدت بأن هذا الأمر يتطلب مواصلة وتوسيع الحراك الشعبي داخل الوطني وخارجه دون تردد من أجل الوقف الفوري للمفاوضات وإنهاء الانقسام والتهدئة والتنسيق الأمني، سبيلاً لإنقاذ القضية الوطنية ووضعها من جديد على رأس جدول الأعمال الإقليمي والدولي باعتبارها جوهر الصراع في المنطقة وقضية العرب المركزية، بعد أن نجحت دولة الاحتلال أو تكاد وبوصفها مصلحة أمريكا الاستراتيجية والتعبير المكثف عن سياستها في المنطقة في طمس قضية فلسطين، باستبدالها بما يسُمى الملف النووي الإيراني والصراع السني الشيعي، في مرحلة انتقالية تتشكل خلالها معادلات اقليمية بديلة في عالم جديد على أنقاض عالم عرفناه بعالم وحيد القطب. وأكدت المجلة بأن انتفاضة الأقصى قبل ثلاثة عشر عاماً كانت استفتاءً شعبياً وإيذاناً وطنياُ بأن اتفاقات أوسلو والسلام الموعود والدولة الفلسطينية العتيدة هي أضغاث أحلام، فأطلقت بديلها الكفاحي الذي قاد لتفعيل قانون - جدلية - الاحتلال والمقاومة من جديد، وبعث الحياة في أوصال الجسم الفلسطيني الممتد بين النهر والبحر وداخل الوطن وخارجه، بعد أن تراءى للبعض أنه لا يقوى على النهوض، فأثمرت هروباً جماعياً من المستوطنات في الضفة الغربية وانسحاب شارون وإعادة انتشار وخروج جيشه من جانب واحد من داخل القطاع إلى محيطه، في محاولة يائسة لإعادة التاريخ إلى الخلف. وقالت" لقد جادل وراهن البعض بعد رحيل الرئيس عرفات في عام 2004 بأن مردود الانتفاضة وعسكرتها قياساً بالثمن المدفوع، لا ولن يضاهي مردود مواصلة المفاوضات والاصغاء والامتثال لإرادة الراعي الأمريكي، وها نحن نشهد اليوم بطلان هذا الرهان، حيث تدحض الحقائق المروعة المتشكلة على الأرض كل الادعاءات الوهمية والمزاعم الزائفة لخيار أوسلو وأنصاره العرب". كما أحيت المجلة ذكرى رحيل المناضلة الرفيقة مها نصار" أم وديع"، وعرضت رسالة الرفيق سعدات من داخل سجنه. كما تضمنت المجلة موضوعات متنوعة في الشأن الفلسطيني المحلي والعربي والدولي والثقافي والصهيوني. [/JUSTIFY]