الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]يصادف اليوم الأربعاء 12/11 الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. يرتبط تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ارتباطاً وثيقاً بهزيمة حزيران والدروس النظرية والسياسية والتنظيمية التي أفرزتها وبلورتها تلك الهزيمة من جهة، وحركة القوميين العرب وتنظيمها الفلسطيني وتجربته النضالية منذ نكبة 1948 من جهة أخرى. بعد حرب حزيران 1967 سعى الفرع الفلسطيني لحركة القوميين العرب لإيجاد إطار جبهة تضم مختلف الفصائل الوطنية الفلسطينية لأن وجودها عامل أساسي من عوامل الانتصار، ولأن م. ت. ف. بطابعها الرسمي آنذاك لم تكن تصلح لتشكيل هذا الأساس، وقد نتج عن ذلك إقامة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ضمت إلى جانب هذا الفرع جبهة تحرير فلسطين وتنظيم أبطال العودة وعناصر مستقلة ومجموعة من الضباط الوحدويين الناصريين. - صدر البيان السياسي الأول للجبهة في 11/12/1967لكن مسيرة هذا التشكيل تعثرت نتيجة خلافات سياسية في وجهات النظر، فانسحبت جبهة تحرير فلسطين في تشرين الأول عام 1968. - على ضوء التطورات التي شهدتها م. ت. ف تخلت ا لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن سعيها لإيجاد جبهة وطنية لأن م. ت. ف جسدت في نظرها إطار هذه الجبهة بخطوطه العريضة. - هذا التطور جعل الجبهة الشعبية موضوعياً، تنظيماً سياسياً محدداً، خصوصاً بعد انصهار تنظم أبطال العودة انصهاراً كاملاً في صفوف الفرع الفلسطيني لحركة القوميين العرب. - منذ ذلك بدأ العمل لتحويل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى حزب ماركسي- لينيني، لكن عملية التحول واجهت مشكلات وخلافات داخلية، حيث رأى عدد من أعضاء الجبهة استحالة تحويل تنظيم برجوازي صغير إلى حزب ماركسي لينيني، وقد أدت تلك الخلافات إلى انشقاق "الجبهة الديمقراطية" عن الجبهة الشعبية. - عقدت الجبهة الشعبية مؤتمرها الثاني في شباط 1969 وشكل تحولاً أساسياً إذ صدر عن وثيقة الاستراتيجية السياسية والتنظيمية التي شكلت محطة هامة في مسيرة الجبهة وتطلعها نحو التحول، وأقامت الجبهة مدرسة لبناء الكادر الحزبي، وأصدرت مجلة الهدف التي رئس تحريرها الشهيد غسان كنفاني. - المؤتمر الوطني الثالث للجبهة عقد في آذار 1972 وأقر وثيقة "مهمات المرحلة" و"النظام الداخلي الجديد" ونص النظام الداخلي المقر على أن المبادئ الأساسية للجبهة هي: (المركزية الديمقراطية والقيادة الجماعية، ووحدة الحزب، والنقد والنقد الذاتي، وجماهيرية الحزب)، كما حدد شروط وواجبات وحقوق العضوية، ورسم الهيكل التنظيمي للحزب. - المؤتمر الوطني الرابع عقد في نيسان 1981 ناقش فيها وثائق الحزب وأقرها وانتخب لجنة مركزية جديدة انتخبت بدورها مكتباً سياسياً جديداً، وجددت انتخاب الدكتور جورج حبش أميناً عاماً للجبهة والشهيد أبو علي مصطفى نائباً للأمين العام. - المؤتمر الوطني الخامس للجبهة عقد عام 1993 وصدر عنه البرنامج السياسي والوثيقة التنظيمية، وانتخب لجنة مركزية جديدة ولجنة للرقابة والتفتيش المركزي وجددت اللجنة المركزية للأمين العام ونائبه. - على ضوء التطورات السياسية النوعية التي شهدتها الساحة الفلسطينية بعد توقيع اتفاق أوسلو- واشنطن التصفوي، عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شهر حزيران 1994، كونفرنس حزبي ناقشت خلاله وثيقة أساسية مقدمة من اللجنة المركزية حددت في هذه الوثيقة رؤية وتحليل حزبنا للمرحلة التاريخية الجديدة التي دخلها النضال الوطني الفلسطيني ارتباطاً بالمتغيرات السياسية والمنعطفات العميقة على المستويات العالمية والعربية والوطنية. - في عام 2000 عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤتمرها الوطني السادس الذي شكل استكمالاً للتحولات النوعية في مسيرة الجبهة وتراثها الحزبي حيث في هذا المؤتمر أقرت وثائق سياسية وتنظيمية ومنهجية فكرية غاية في الأهمية عكست التطور العميق في منظومة الأفكار لحزبنا، كما أقر المؤتمر نظاماً داخلياً جديداً وانتخب لجنة مركزية جديدة، وانتخب الرفيق أبو علي مصطفى أميناً عاماً للحزب بعد تنحي الدكتور جورج حبش. - كان الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى قد عاد للاستقرار في أرض الوطن قبل المؤتمر بفترة حيث كان ابرز قادة الانتفاضة وسط الجماهير وساهم وجوده في إعادة إطلاق ديناميات التطور والتصاعد لحزبنا في الوطن إلى أن اغتالته يد الغدر الفاشية الصهيونية في السابع والعشرين من آب عام 2001 عبر إطلاقها صاروخ من مروحية أباتشي أمريكية على مكتبه في مدينة البيرة. - بعد استشهاد الرفيق القائد أبو علي مصطفى انتخبت اللجنة المركزية للجبهة الرفيق القائد أحمد سعدات أميناً عاماً للجبهة، والرفيق القائد عبد الرحيم ملوح نائباً للأمين العام، وبعدها مباشرة ثأر الجناح العسكري للجبهة لدماء الشهيد أبو علي مصطفى، باغتيال رمز العنصرية الفاشية ووزير الترانسفير رحبعام زئيفي على يد وحدة الشهيد وديع حداد. - إثر اغتيال زئيفي شنت قوى العدو الصهيوني والأمريكي وأجهزة السلطة الفلسطينية أوسع حملة ضد الجبهة الشعبية استهدفت ملاحقة واعتقال وتصفية كادرها وضرب بناها الأساسية فقامت أجهزة السلطة بخطوة خطيرة وغير مسبوقة ومدانة عبر اعتقال الرفيق القائد أحمد سعدات الأمين العام والرفيق عاهد أبو غلمة قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى عضو اللجنة المركزية العامة، والرفاق الأربعة أعضاء مجموعة إعدام زئيفي. - وفي إطار ما سمي بصفقة المقاطعة سيئة الصيت والسمعة تم نقل الرفاق الستة إلى معتقل أريحا تحت حراسة أمريكية بريطانية في خطوة مدانة وخطيرة. - أثناء الاجتياح الصهيوني وما يسمى عملية السور الواقي، قامت الجبهة الشعبية بدورها الكامل في الدفاع عن الشعب والوطن ولم يفت في عضدها اغتيال أمينها العام، واعتقال خلفه، وساهم رفاقنا في المعارك جميعها وقدمت الجبهة خيرة أبنائها وعلى رأسهم الرفيق القائد الشهيد ربحي حداد عضو اللجنة المركزية الذي استشهد في معركة الدفاع عن البلدة القديمة في نابلس، والرفيق القائد رائد نزال قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في قلقيلية وعدد آخر من أعضاء الجبهة البواسل. - في حزيران من عام 2002 تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال الرفيق القائد عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام بعد أن كانت اعتقلت 6 من أعضاء اللجنة المركزية للجبهة بينهم رفيق عضو م.س. - خلال فترة الانتفاضة (انتفاضة الحرية والاستقلال) اعتقل أكثر من ستمائة مناضل من صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بين قيادي وكادر وأعضاء. البيان التأسيسي يا جماهير أمتنا العربية ... يا جماهير شعبنا الفلسطيني ... منذ خمسين عاماً وجماهير شعبنا تواجه سلسلة متواصلة من تأمر الصهيونية والاستعمار على هذا الوطن وحق أهله في الحرية والحياة . خمسون عاماً وقوى الصهيونية والإمبريالية العالمية تحيك المؤامرات والاعتداءات والحروب بهدف تثبيت فكرة كيان الدولة الإسرائيلية. وفي كل يوم من هذه الحقبة التاريخية الشاقة وجماهير شعبنا تكافح ضد كل هذه المخططات ، ولقد شهدت السنوات السابقة من حياة شعبنا الفلسطيني إستمرار لهذا الكفاح عبر عن نفسه بثورات وانتفاضات عديدة بلورت نفسها في الفترة الأخيرة (بالعمل الفدائي ) الذي مارسته طلائع هذا الشعب على الأرض المغتصبة والذي مثل رفض شعبنا الرضوخ والاستسلام والتسويات والأشكال غير الجدية من أساليب العمل السياسي ، كما مثل في الوقت نفسه تصميم جماهير الشعب الفلسطيني على أخذ زمام المبادرة لشق طريق التحرر الكامل والتي هي في الوقت نفسه طريق مسؤولية الجماهير العربية كلها . يا جماهير شعبنا المناضل ... لقد كانت الهزيمة العسكرية التي لحقت بالجيوش العربية بداية مرحلة جديدة من العمل الثوري تباشر فيه الجماهير دورها القيادي المسئول في مقارعة قوى الإمبريالية والصهيونية بالسلاح الذي أثبت التاريخ أنه أفعل الأسلحة لسحق كافة أشكال العدوان الاستعماري ولإعطاء المبادرة للجماهير الشعبية حتى تصوغ مستقبلها وفق إرادتها ومصالحها ، هذا السلاح الوحيد الذي بقى للجماهير حتى تعيد التاريخ ومجراه الحقيقي وحتى تستنزف إمكانات أعدائها وتهزمهم على المدى الطويل ، سلاح العنف الثوري في مجابهة العنف الصهيوني والرجعي ، والذي لم يعد هناك أمام جماهير أمتنا العربية خيار في اتخاذ خطر أخر غيره وهي تواجه عدواً شرساً يريد منها الاستسلام بلا قيد أو شرط ، إن الجماهير العربية وفوق الأراضي المحتلة إذ ترقب اليوم كافة الظروف التي أحاطت بالعمل العربي والفلسطيني قبل يوم الخامس من حزيران ، وبعده ترى إدراكاً منها لطبيعة المرحلة التي تمر بها أن الظروف الموضوعية قد نضجت إلى الحد الذي يفسح المجال لرفع شعار الكفاح الشعبي المسلح وممارسته حتى أخر مدى له في معركة طويلة وقاسية لابد أن تتحقق في نهايتها إرادة الجماهير وأمانيها. إن جموع شعبنا الفلسطيني تعيش اليوم ولأول مرة منذ نكبة 1948 على الأرض الفلسطينية المحتلة بأكملها وفي مواجهة عدوها المغتصب وجها لوجه ، وإننا بهذا نواجه التحدي حتى نهايته وعلينا أن نقبله أو نستسلم لمطامع العدو ولإذلاله اليومي لشعبنا وامتصاصه لمقدرات حياتنا . إن فترة التشريد خلال العشرين عاماً الماضية لم تشهد ظرفاً تقف فيه أمام غزاة الصهيونية بحيث أصبح مصير شعبنا وقضيتنا وكل إنسان فلسطيني رهن بتصميمه على قتال الغزاة من أجل الحفاظ على كرامة الأرض والإنسان . يا جماهير شعبنا الفلسطيني النازحون في مخيمات التشريد والعزلة ... أيها الفلاحون فوق الأرض الملتهبة : أيها الفقراء الصامدون في مدننا وقرانا في معسكرات البؤس. لا طريق أمامكم غير المقاومة ولا اختبار، ليس هناك شعار نحمله ونردده بعد اليوم سوى المقاومة المسلحة ، وليس هناك حياة لنا على أرضنا إلا من أجل الكفاح الشعبي المسلح وفي خدمة أهدافه وقتاله اليومي. إن المقاومة المسلحة هي الأسلوب الوحيد والفعال الذي لابد أن تلجأ إليه الجماهير الشعبية في تصديها للعدو الصهيوني وكل مصالحه وتواجده ، فالجماهير هي مادة المقاومة وقيادتها القادرة من خلالها على تحقيق النصر في النهاية وتجنيد إمكانيات الجماهير الشعبية وتعبئة قواها الفاعلة لا يمكن أن تتم إلا من خلال التنظيم الثوري الشعبي ، الذي يتصدى للكفاح المسلح بقوى الجماهير المسلحة وبوعيها الكامل لأبعاد المعركة ومراحلها وبالتجنيد المستمر لكل القوى البشرية التي ترتبط بالعمل المسلحة من خلال التنظيم الثوري وبقيادته تصبح أكثر قدرة على ممارسة المقاومة والاستمرار فيها رغم كل الصعاب والعقبات ، ولذا ومن أجل توحيد قوى وطاقات الجماهير الفلسطينية على الأرض المحتلة فقد تم اللقاء الكامل بين التنظيمات الفلسطينية التالية : منظمة أبطال العودة ، جبهة التحرير الفلسطينية بفرقها ( فرقة الشهيد عبد اللطيف شرورو فرقة الشهيد عز الدين القسام فرقة الشهيد عبد القادر الحسيني ) الجبهة القومية لتحرير فلسطين ( منظمة شباب الثأر ) ، وعدة مجموعات فلسطينية أخرى على ارض الوطن ، وقد اتفقت هذه التنظيمات فيما بينها على أن توحد إمكانياتها تحت لواء ( الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ) والتي قامت لتحقيق الوحدة المصيرية بين كل هذه القوى إدراكاً منها أن طبيعة المعركة وأبعادها أو القوى المعادية فيها تحتم تكتيل كل الجهود والصفوف الثورية لشعبنا في نضاله المرير والطويل ضد أعدائه. إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وقد قامت بمبادرة فريق أساسي من القوى الثورية تتوجه في الوقت ذاته بنداء مفتوح إلى كافة القوى والفئات الفلسطينية للالتقاء الوطني الثوري العريض من أجل الوصول إلى وحدة وطنية راسخة بين سائر فصائل العمل الفلسطيني المسلح ، إن وحدة كل المناضلين هي المطلب الحقيقي لجماهيرنا ، فالمعركة طويلة وقاسية ولا تحتمل تمزقاً في صفوف الحركة الوطنية ، ولذا فإن الجبهة الشعبية الحريصة كلياً على هذا المطلب لأنها قد قامت على أساسه ، تقف اليوم وهي تدق بعنف أبواب المقاومة المسلحة ، ومؤمنة بأن التفاف الجماهير حول العمل المسلح وقواه الموحدة هو الضمان الوحيد لصمود هذا الكفاح وتصاعده حتى يصل إلى مستوى الثورة الفلسطينية بكل أبعادها ومضامينها . يا جماهير شعبنا المناضل ... إن اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو هي لغة العنف الثوري ، إن الكفاح المسلح هو المنهج الرئيسي الذي سيجعل من أرضنا ميداناً أساسياً للصراع الطويل الذي نخوضه ضد الاحتلال ومحاولاته لتصفية قضيتنا سواء بمحاولة تشكيل نظام حكم تابع له أو محاولات الاستيطان التي بدأها مجدداً في عدة مناطق عربية أو استماتته في فرض حل مشين باحتلاله بعض الأجزاء من الأرض العربية ، إن القتال العنيف ضد العدو في كل أرض تطؤها أقدام جنوده هو النهج التاريخي الذي نسير فيه حتى نصل إلى مرحلة نفتح فيها أوسع جبهة ضد العدو وتتحول إلى جحيم يحترق الغزاة بنيرانه فالكفاح المسلح لا يعرف له حدوداً ، إن المقاومة المسلحة لا يجب أن تقتصر على المناضلين وحدهم ، بل أن لكل إنسان فلسطيني دوره في مقاومة العدو وعلى كل مستوى ، فلا تعامل مع العدو بل مقاطعة تامة لكل مؤسساته الإقتصادية أو المدنية أو السياسية التي يحاول خلقها ، إن شعار كل الجماهير يجب أن يكون الصمود حتى النصر ، لترسخ أقدامنا في الأرض وتمتد جذورها إلى أعماقها ، فنحن باقون على أرضنا ولن نخرج. إن الجبهة الشعبية ومعها كل الجماهير تهتف اليوم ( نموت ولا نهاجر ) فهذا هو النداء الذي يجب أن نردده كل يوم ومع إنطلاقة كل رصاصة وسقوط كل شهيد ، إن الأرض الفلسطينية هي اليوم ملك لكل الجماهير ، فكل رقعة من أرضنا ملك لكل من يدافع عنها ويحررها من الوجود الغاصب ، الإنسان الفلسطيني سينشب أظافره في أرضه وصخورها ولن يتخلى عن شبر واحد منها لأنها ملك لجموع الفقراء والجائعين والنازحين ومن أجل تحرير هذه الأرض ومن أجل حق الجموع فيها يسقط اليوم مناضلونا ورؤوسهم مرفوعة. إن الجماهير يا أبناء شعبنا البطل هي الرئة التي يتنفس منها المقاتل ، وإنخراط الجماهير في المعركة يضمن لها النصر على المدى الطويل ، أن المساندة الشعبية للمناضلين وعلى كافة المستويات وفي كل أرض تشكل الأساس الحقيقي والراسخ لصمود قتالنا وتصاعده حتى يتم سحق العدو وتحطيم قواعده وآماله غير المشروعة ، فهذا القتال المسلح يقوم على أرض الجماهير وبدعم منها أما المتعاونون والخونة وأعداء الشعب فإن مصيرهم سيكون كمصير العدو المحتل السحق التام . إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تقوم بدورها في تمزيق ستار الإنتظار والركود على الأرض المحتلة وتعلن تصميمها على رفض المذلة والمهانة والتسويات ، لتقف اليوم أمام جماهيرنا الشعبية واعدة إياها بأن تقدم لها الحقيقة كل الحقيقة ، في كل ما يتعلق بنضالها ومنجزاتها والعقبات الحقيقة التي تعترض العمل المسلح ، فالحقيقة يجب أن تكون ملكاً للجماهير لأننا لا نشعر بأننا أكثر غيرة من الجماهير على مصالحها وقضيتها. إن الجماهير يجب أن تعي بشكل كامل منجزات الكفاح المسلح ومشاكله دون مبالغة أو تهويل لأنها هي الأمينة على أهداف هذا الكفاح وأمانيه وهي التي ستقدم لهذا الكفاح كل ما تملكه حتى دماء مناضليها ، إن المقاتلين على الأرض الفلسطينية يختطون اليوم طريقاً جديدة للعمل السياسي والتعامل مع الجماهير طابعه المصارحة الكاملة ( وكل الحقيقة للجماهير ). يا جماهير أمتنا العربية ... إن معركتنا هذه طويلة وقاسية ، والمقاومة المسلحة اليوم هي طليعة القتال الصامد على امتداد الجبهة العربية ، إن كل إنسان عربي مطالب اليوم بتقديم دعمه وتأييده الكامل لمسيرة القتال المسلح وحركته الضاربة على كافة المستويات فقتال الجماهير الفلسطينية فوق الأراضي المحتلة هو جزء فاعل من مسيرة الثورة العربية ضد الإمبريالية العميلة وقواها العملية، إننا في مواجهتنا لتحالف الصهيونية والإستعمار بحاجة إلى إرتباط عضوي بين كفاح شعبنا الفلسطيني وكفاح جماهير الشعب العربي في مواجهتها نفس الخطر ونفس الخصم ونفس المخططات ، ولذا فإن العمل الفلسطيني المسلح يحدد موقفه عربياً مع من يقف إلى جانب نضاله ضد من يعاديه ، كما أن كفاح الشعب الفلسطيني مرتبط مع كفاح قوى الثورة والتقدم في العالم ، فإن صيغة التحالف الذي نواجهه يتطلب تحالفاً مقابلاً تنظم فيه كافة القوى المعادية للإمبريالية في كل جزء من العالم . أيها المناضلون في كل مكان على الأرض الفلسطينية .. أيها العمال والفلاحون ..يا فقراء شعبنا ونازحيه .. أيها الطلاب المثقفون .. أيها الموظفون والتجار هذه هي البداية ترفع فيها جبهتكم الشعبية رايات الفداء والصمود والتحدي . ونحن من على أرض الكفاح المسلح لا نعدكم بالأحلام الوردية ، ولكن بمزيد من القتال ، من الصمود ، من التعبئة السياسية ، من الدفاع عن الجماهير العزلاء ضد الانتقام بكل طاقاته فالقتال الذي نخوض خطواته اليوم طويل وقاسي ومرير ، وأنتم قيادته ومادته وأصحاب الفعل الحقيقي فيه ، إن معركتنا هذه ليست بالمعركة السهلة أو السريعة ولكنها معركة مصير ووجود تحتاج إلى نفس طويل وقدرة على الاستمرار والصمود. عاشت أمتنا العربية الصامدة عاش شعبنا الفلسطيني المكافح عاشت وحدة المناضلين على الأرض الفلسطينية إننا لمنتصرون[/JUSTIFY]