خضير يحذر السلطة من القبول بالمساومة الصهيونية لأمريكا على الجاسوس بولارد

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]القدس المحتلة - وطن للأنباء - لارا الخالدي: حذر عميد الأسرى المقدسين ياسين أبو خضير السلطة الفلسطينية من القبول بالمساومة الإسرائيلية لأمريكا على الجاسوس "بولارد" مقابل الإفراج عن أسرى الداخل. وقال أبو خضير في حديث خاص لـ وطن للأنباء إن "المساومة ستكون خطأ َ تاريخياَ وجريمة بحق الأسرى، إذا بقوا في السجون وتم ربطهم بالجاسوس بولارد المعتقل لدى الولايات المتحدة الامريكية منذ عام 1985، مؤكداً بأن أسرى الداخل جزء من الشعب الفلسطيني أولا وأخيرا والجزء الذي صمد داخل مناطق 48". وأكد رفض الأسرى أن تقوم السلطة الفلسطينية بالموافقة على أي ابتزاز سياسي من قبل الاحتلال، وكذلك أن تتعامل السلطة مع أي ابتزاز من هذا القبيل، وأن تُربط قضية الإفراج عن الأسرى بالمستوطنات، موضحا ً أن "المستوطنات غير شرعية وعدوان بكل معنى الكلمة". وأضاف عميد الأسرى المقدسيين والذي أفرج عنه في الدفعة الثالثة بعد أن أمضى 27 عاماً في السجون الإسرائيلية، بأن إدارة السجون وُجدت كأداة من أدوات الاحتلال لقمع المناضل الفلسطيني وتفريغه من محتواه الوطني والنضالي، وأن إجراءاتها دائمًا متنوعة ومتغيرة وتعمل وفق منهجية وتخطيط في ظل إمكانيات محدودة لدى الأسرى. وأشار إلى أن سلاح الأسرى في مواجهة إدارة السجون يكمن في قضية الإضراب عن الطعام، موضحاً أن واقع الأسرى مأساوي جدًا خاصة في سجون الجنوب بفعل الانقسام الذي تعيشه هذه السجون بين الأسرى. وأضاف أبو خضير بأن انقساماً تنظيمياً وأفقياً داخل نفس التنظيم بين الأسرى جعل من الإضرابات عن الطعام فصائلية، معبراً عن رفضه لقيام أسرى تنظيم معينأ بدخول إضراب بمفردهم، وتقسيم وتجزأة المطالب إلى مطالب محددة. وقال أبو خضير: أدعو كل الشرفاء وكل الحريصين على الأسرى أن يعملوا بالخارج على تدعيم اللحمة الوطنية الداخلية للأسرى بالداخل، لأن واقعهم مأساوي، مشيراً إلى أن الأسرى القدامى يتحملون جزءاً في هذا الواقع باعتبار أن الأسرى ممن قدموا إلى السجون من الانتفاضة الثانية لم يأخذوا حقهم في التعبئة والتثقيف والتوعية. وبرر موقف الأسرى القدامى اتجاه الإضرابات الفردية والانقسام الداخلي بين الأسرى "نتيجة شعورهم بالإحباط بفعل اتفاق "أوسلو أولاٍ" الذي أسقط وأدى إلى كسر أيديولوجي بداخلهم وبفعل الإفراجات المتقطعة والتي أبقتهم في السجون، والتي خلقت لديهم إحباطات منعتهم من أن يعدوا برامج تساهم في توعية الأسرى وتثقيفهم وإعادة بنائهم رغم صلابتهم الكفاحية". وعقب أبو خضير على مدى الاهتمام بقضية الأسرى أن السلطة الفلسطينية في الفترة الأخيرة خاصة في هذه الصفقة لا تدرك الخطورة والأخطاء التي ارتكبتها في السابق، وأن جماهير شعبنا أثبتت على مدى أربع عقود الاحتلال وأكثر على استعدادها وجاهزيتها في دعم الأسرى في خطواتهم. وعزا تراجع تضامن الجماهير مع الأسرى إلى إرهاق الجماهير في الإضرابات الفردية والإضرابات الفصائلية التي أدت إلى ضعف الدعم الشعبي لها، وساهم في أن بعض هذه الإضرابات لم يحقق نتائجه إضافة للقضية المركزية في عدم وحدة الأسرى داخل سجون الاحتلال. ودعا أبو خضير الأسرى إلى "إعادة توحيد صفوفهم وإعادة بناء واقعهم الاعتقالي وخلق تجربة جديدة تساهم في إطلاق سراحهم وليس تحسين ظروفهم". وعبر عن سعادته بالإفراج عنه بعد 27 عاماَ وعن وجوده بين أهله وأصدقائه وأبناء بلده، قائلاً "سعيد بعودتي إلى القدس لأن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية وقلب العالم الإسلامي والعربي، وعودتي خاصة إلى القدس أكيد لها طعم خاص وطابع مميز". وأشار أبو خضير إلى أن أسرى القدس على مدى العقدين السابقيين تم تجاهلهم، وأن هذه المرة الأولى التي يتم فيها الإفراج عن أسرى القدس ضمن اتفاق سياسي، وهذا ما يؤكد أنه كان هناك إهمال وتجاهل لقضية أسرى القدس والداخل الفلسطيني المحتل. وأكد بأن الإفراج عن أسرى من القدس في الدفعة الثالثة أكبر دليل على أنه هناك إمكانية كانت للإفراج عن أسرى القدس وعدم بقائهم لأكثر من عشرين عامًا من بعد اتفاق أوسلو في السجون. مطالباً بعدم بقاء أسرى القدس والداخل الفلسطيني في الأسر للفترة التي قضاها في السجون، موضحاً أن ما قضوه يكفيهيم وأكثر". وأضاف أبو خضير "أملي اليوم أن الدفعة الرابعة والتي تضم 30 أسيرًا أن يتم الإفراج عنهم جميعًا وفي مقدمتهم أسرى الداخل لأنهم أكثر فئة دفعت الثمن وهم أكثر من قضوا فترات داخل سجون الاحتلال". يشار إلى أن الأسير المحرر المقدسي ياسين محمد أبو خضير (48 عامًا) كانت قوات الاحتلال قد اعتقلته بتاريخ 27-12-1987، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن لمدة 28 عامًا بعد أن أدين بالانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقيام بعدة نشاطات ضد الاحتلال، وخاض عام 1992 مع زملائه الأسرى إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، مما أدى لتفجر معدته وحدوث نزيف شديد فيها نقل على إثرها إلى مستشفى سجن الرملة، وتم استئصال جزء كبير من معدته. وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسة من الجامعة العبرية المفتوحة، بالإضافة لتشجيعه للأسرى على متابعة تحصيلهم العلمي، كما أقام دورات لمحو الأمية داخل سجون الاحتلال.[/JUSTIFY]