الذكرى الرابعة والأربعون لمعركة المغازي البطولية

08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]يصادف اليوم الذكرى الرابعة والأربعون لمعركة المغازي الكبرى، التي خاضها أبطال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فجر يوم 5/1/1970، والتي تعتبر من اعنف وأشد معارك المواجهة التي وقعت حتى هذا التاريخ في قطاع غزة منذ بداية العمل الفدائي، وعدد الإصابات التي وقعت بين أفراد العدو الصهيوني هي أكبر عدد يُعترف به في مثل هذه المعارك. وبعد ساعات قليلة من المعركة التي أثبتت قوة صغيرة، منظمة، تهتدي بنظرية ثورية، تستطيع مواجهة العدو "المتفوق" في العدد وإلحاق الخسائر الفادحة به، هرع إلى مكان المعركة مجرم الحرب موشي دايان ومعه كبار قادة الصهاينة، وقام العدو الصهيوني بفرض حظر التجول على أبناء شعبنا، وشن حملة مسعورة من الاعتقالات وأعمال الإرهاب، والتفتيش عن ثوارنا. وفي نفس الوقت منع المراسلين الأجانب خوفا من كشف الحقيقة ومدى الخسائر التي لحقت بقواته على أيدي ثوار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ولقد قيل في أكثر من مناسبة إن الفدائيين يحكمون غزة ليلا والعدو الصهيوني نهارا، ولكن ثوارنا أثبتوا للعالم أن بمقدورهم ان يحكموا ليلا ونهارا إذا توفرت لهم إمكانيات الصمود والتصدي وإذا تمت تعبئتهم على أساس النظرية الثورية لحرب الشعب طويلة الأمد. ( إن مثل هذا الشعب الذي يفرز مثل هذه الطلائع التي تزرع الموت يوميا للعدو الصهيوني، شعب لن يُهزم أبدا، وسينتصر بإرادته القوية رغم كل العقبات والصعاب التي يزرعها أعداء الثورة الفلسطينية). ومعركة المغازي جاءت تتويجا لعدة عمليات بدأها رجال الجبهة منذ مساء 26/12/1969 بمعركة سقط فيها عشرة من جنود العدو بينهم الضابط المسئول عن المخابرات في المعسكرات الوسطى في قطاع غزة، ومن ثم نسف خطوط شبكة كهرباء الضغط العالي في منطقة الشجاعية، حيث وصلت شجاعة المواجهة في غزة إلى ذروتها في معركة معسكر المغازي فجر يوم 5/1/1970 حين تصدت مجموعة من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لقوة عسكرية إسرائيلية كبيرة في معركة استمرت عدة ساعات تكبد فيها العدو خسائر كبيرة بالأرواح مما حذا به إلى دفع مزيد من القوات المعززة بالآليات والمدرعات في ميدان المعركة، وتحولت المعركة مع قدوم نجدات إسرائيلية جديدة إلى حرب شوارع عمت معسكر المغازي بأسره استمرت سبع ساعات متواصلة على الساعة الثالثة والنصف صباحا قاتل فيها أبطال الجبهة قتالا ضاريا واستشهد فيها القائدان أبو عصام وأبو النصر، والمقاتل الحجام، والمقاتل عبدالله السميري. أما خسائر العدو فقد قدرت بـ35 إصابة ( وهو أعلى رقم يعترف به العدو حينه) وروى شهود عيان أن الدماء ظلت في شوارع المعسكر حتى الساعة الثانية من ظهر اليوم التالي حين قام موشي دايان والحاكم العسكري للقطاع بزيارة ميدان المعركة وأمروا بإخفاء آثار الدماء. وشهداء الجبهة الشعبية الذين سقطوا في المعركة هم : الرفيق الشهيد البطل حسن عبد ربه الزريعي "أبو عصام" ولد الرفيق في دير البلح بقطاع غزة، خاض العديد من المعارك البطولية ضد العدو الإسرائيلي إلى أن وقع شهيداً في معركة المفازي بغزة. الرفيق الشهيد البطل محمد مصالح المهر "أبو النصر" ولد الرفيق في غزة، كان الرفيق أبو النصر مناضلاً جريئاً، وملتزما، خاض العديد من المعارك البطولية ضد العدو الإسرائيلي إلى أن وقع شهيداً في معركة المغازي بغزة. الرفيق الشهيد البطل عامر أحمد يوسف زيدان "الحجاج" ولد في مخيم البريج بغزة، التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليمارس دوره الطبيعي إلى جانب رفاقه في مواجهة سلطات الاحتلال الصهيوني. الرفيق الشهيد البطل عبد الله السميري من مواليد مدينة غزة، استشهد بعد ان قدم مثالا يحتذى به في البطولة والفداء في معركة المغازي.[/JUSTIFY]