الثوابتة كل الخيارات مفتوحة أمام شعبنا لمواجهة أي عدوان صهيوني جديد
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]أكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق هاني الثوابتة ان كل الخيارات مفتوحة أمام شعبنا لمواجهة أي عدوان صهيوني جديد يستهدف قطاع غزة، في ظل استمرار الاحتلال والاستيطان والعدوان على الضفة الغربية والقدس. وقال الثوابتة خلال مقابلة مع صحيفة الوطن العُمانية "أن شعبنا عودّنا على المبادرة بإطلاق شرارة الانتفاضة كما في الانتفاضة الأولى عام 1987، والثانية عام 2000. وإن اندلاع انتفاضة ثالثة أصبح مسألة وقت، ولكنها بحاجة إلى توحيد الصفوف على أساس الثوابت الفلسطينية، والمقاومة، فالجماهير بحاجة إلى قيادة واعية بمصالحها ومحافظة على ثوابتها، تستثمر جميع الخيارات والوسائل في مواجهة الاحتلال" . ورأى الثوابته أن جبهته تنظر بقلقٍ شديد للمشهد الفلسطيني في ضوء غياب الأفق السياسي، وتراجع الفعل النضالي بمختلف أشكاله السياسية والجماهيرية والكفاحية للقوى والفصائل الفلسطينية وعقم خيارات القيادة الفلسطينية التي رهنت نفسها لمسار التسوية السياسية الذي أثبتت السنوات العشرين الأخيرة عقمه وفشله الذريع في الوصول إلى الحد الأدنى من الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني. وأضاف الثوابتة "أن الوضع الصعب التي تمر به القضية الفلسطيني جاء نتيجة استمرار الانقسام البغيض الذي يلقى بظلاله السوداء على الوضع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي لشعبنا، كما يوهن ويُضعف مقومات صموده، في ظل واقع عربي غير مستقر، وانشغال الشعوب العربية بأزماتها وأوضاعها الداخلية، وتراجع حالة الالتفاف والتضامن والاهتمام بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية، إضافة إلى إستمرار الإعتداءات الصهيونية المتواصلة على أبناء شعبنا، من اغتيالات، واعتقالات، وتسارع وتيرة الاستيطان، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، والسيطرة على القدس والأغوار وفرض وقائع يومية جديدة على الأرض. وجدد الثوابتة تأكيده على موقف الجبهة الشعبية الرافض للمفاوضات مع الكيان الصهيوني، داعياً جماهير شعبنا وكافة قواه الوطنية والإسلامية لرفع صوتها ومناهضة مشروع التسوية خاصة خطة كيري "المسخ" التي لن تجلب لشعبنا إلا مزيدا من الويلات والتراجع والخسارات. وشدد على ضرورة القيام بقراءة عميقة للمشهد الراهن، واستخلاص العبر من أخطاء الماضي، والإمساك بكل ممكنات وعناصر القوة، التي نستطيع من خلالها إعادة البوصلة التي انحرفت عن طريقها خلال السنوات الماضية، وذلك بالعودة لقواعد الإجماع الوطني وإطلاق حوار وطني شامل يُفضي لتوافق على إستراتيجية وطنية سياسية كفاحية تؤسس لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني في ضوء المتغيرات، والعمل على إعادة الاعتبار للبُعد العربي للقضية، مؤكداً ان الشعب الفلسطيني لن يستطيع الانتصار على المشروع الصهيوني دون أن يكون موحداً في المواجهة معتمداً على العمق العربي والتضامن الأممي لقوى التحرر العالمي . واعتبر الثوابتة "أن سبب إلاخفاق في إنجاز المصالحة ينبع من غياب الأدوات الجدية لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة على أرض الواقع لدى طرفي الانقسام، عدا عن عدم توفر إرادة صادقة وحقيقية لديهما، ولا يخرج التعبير عن الرغبة بانجازها عن الخطابات وتبادل رسائل الثقة عبر وسائل الإعلام وأحيانا العكس عند تأزم الموقف بالتصريحات والاتهامات المتبادلة، في ظل عجز فصائلي وشعبي للضغط على طرفي الانقسام من أجل إجبارهما للإقدام على خطوات تعزز الثقة من أجل إنجاز المصالحة الفلسطينية، واستعادة وحدة شعبنا. النص الكامل لمقابلة الرفيق هاني الثوابتة 1- كيف تنظر الجبهة الشعبية للمشهد السياسي الفلسطيني في هذا الوقت وكيف تتعامل مع عناصره ومكوناته؟ ينطوي المشهد السياسي الفلسطيني على تحديات كُبرى لم تعهدها القضية الفلسطينية على مدار سنوات النضال الوطني الفلسطيني وإننا في الجبهة الشعبية ننظر بقلقٍ شديد لهذا المشهد في ضوء غياب الأفق السياسي، وتراجع الفعل النضالي بمختلف أشكاله السياسية والجماهيرية والكفاحية للقوى والفصائل الفلسطينية وعقم خيارات القيادة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني، حيث رهنت جميع خياراتها لمسار التسوية السياسية الذي أثبتت السنوات العشرين الأخيرة عقمه وفشله الذريع في الوصول إلى الحد الأدنى من الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني متجاهلة دعوات الفصائل وأغلبية أبناء شعبنا المعارضين لهذه التسوية، فضلاً عن تجاوز قواعد الإجماع الوطني. يتزامن هذا الهبوط السياسي مع الانقسام البغيض الذي يلقى بظلاله السوداء على الوضع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي لشعبنا، كما يوهن ويُضعف دون شك مقومات صموده ، ذلك في ظل واقع عربي غير مستقر، أدى إلى انشغال الشعوب العربية بأزماتها وأوضاعها الداخلية، وتراجع حالة الالتفاف والتضامن والاهتمام بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية، كل هذه الظروف المجافية تأتي في ظل مسلسل اعتداءات صهيونية متواصلة على أبناء شعبنا، من اغتيالات، واعتقالات، وتسارع وتيرة الاستيطان، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، والسيطرة على القدس والأغوار وفرض وقائع يومية جديدة على الأرض..إلخ. كل ذلك يحتم علينا القيام بقراءة عميقة لهذا المشهد الراهن، واستخلاص العبر من أخطائنا، والإمساك بكل ممكنات وعناصر القوة، التي نستطيع من خلالها إعادة البوصلة التي انحرفت عن طريقها خلال السنوات الماضية، ذلك بالعودة لقواعد الإجماع الوطني وإطلاق حوار وطني شامل يُفضي لتوافق على إستراتيجية وطنية سياسية كفاحية تؤسس لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني في ضوء المتغيرات والعمل على إعادة الاعتبار للبُعد العربي للقضية فلن يستطيع الشعب العربي الفلسطيني الانتصار على المشروع الصهيوني دون أن يكون موحداً في المواجهة معتمداً على العمق العربي والتضامن الأممي لقوى التحرر العالمي . 2- إلى ماذا تعزو إخفاق الفلسطينيين في انجاز المصالحة الفلسطينية خلال عام 2013م؟ برأيي أن سبب إخفاقنا في إنجاز المصالحة ينبع من غياب الأدوات الجدية لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة على أرض الواقع لدى طرفي الانقسام، عدا عن عدم توفر إرادة صادقة وحقيقية لديهما ، ولا يخرج التعبير عن الرغبة بانجازها عن الخطابات وتبادل رسائل الثقة عبر وسائل الإعلام وأحيانا العكس عند تأزم الموقف بالتصريحات والاتهامات المتبادلة ، ذلك في ظل عجز فصائلي وشعبي للضغط على طرفي الانقسام من أجل إجبارهما للإقدام على خطوات تعزز الثقة من أجل إنجاز المصالحة الفلسطينية، واستعادة وحدة شعبنا في ظل محاولات إسرائيلية أمريكية محمومة لإدامة الانقسام وإحباط إنجاز المصالحة، سواء عبر الضغط بالعدوان على أبناء شعبنا، أو من خلال جر القيادة الفلسطينية إلى مربع الإملاءات والتسوية وما عليها من التزامات .. 3- هل تتوقع جديدا على صعيد المصالحة الفلسطينية خلال العام الجديد خاصة في ظل التصريحات والبوادر التي وصفت بالايجابية من قبل الطرفين وبالذات حركة حماس؟ في ظل الواقع المجافي والاعتداءات الصهيونية المتواصلة ، وفي ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها أبناء شعبنا جراء الحصار، وتداعيات الانقسام لا خيار أمام شعبنا إلا بالوحدة، وإنجاز المصالحة، وأتمنى أن يكون العام الجديد بداية لإنهاء هذا الانقسام الكارثي الذي دفعنا وما زلنا ثمنه غالياً. وفي هذا السياق نعتبر تصريحات الأخ إسماعيل هنية والبوادر الإيجابية التي أعلن عنها خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، ونتمنى أن تقابل من طرف الأخوة في قيادة حركة فتح بذات الروح الإيجابية ، حتى نطوي هذه الصفحة للأبد. التقينا في الأيام الأخيرة حركة حماس في غزة، وأبلغونا بدورهم واستعدادهم لتشكيل حكومة توافق وطني، كما وأنهم أبدوا مرونة في موضوع توقيت إجراء الانتخابات التشريعية على أساس الالتزام باتفاقيات القاهرة. كما نلمس إيجاباً مبادرتهم بضرورة إجراء انتخابات نقابية وطلابية ونقابية وبلديات مشاركة الجميع فيها. 4- من أي جهة تنظرون إلى استمرار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وماذا تتوقعون لها؟ موقفنا واضح وجذري من هذه المفاوضات طالما عبّرنا عنه داخل الهيئات والمؤسسات القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية ودفعنا ثمناً له، وهو رفضنا التام ومن حيث المبدأ بهرولة القيادة الفلسطينية إلى هذا المربع ، خاصة في ظل ميزان قوى لصالح العدو الصهيوني وبالرهان الخاسر على الراعي الأميركي الذي ينحاز بالكامل لصالحه ونعتبر استمرار ذلك تجاوز خطير لقواعد الإجماع الوطني الفلسطيني الرافض له، وإن استمرت القيادة الفلسطينية المتنفذة بالتشبث بهذا الخيار العقيم فإنها قد تحمل لنا اتفاقاً سياسياً أكثر سوءاً من اوسلو1 وتتجلى الصورة أكثر وضوحا في خطة كيري التي حملها أخيراً ، والتي ستشكل التفافاً على حقوقنا الفلسطينية الثابتة في أرضنا ووطننا، وستتنازل عن جوهر حقنا حق العودة، عبر محاولات لتوطين اللاجئين وشطب حق العودة لديارنا التي هجرنا منها قسراً عام 1948م. إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نؤكد رفضنا وندعو شعبنا وكافة قواه الوطنية والإسلامية لرفع صوتها ومناهضتها لهذه الخطة المسخ وللتسوية والمفاوضات التي لن تجلب لشعبنا إلا مزيدا من الويلات والتراجع والخسارات ، ذلك يتطلب تكريس كل الجهود والطاقات لمصلحة مواصلة الكفاح حتى تحقيق أهدافنا الوطنية. 5- هل تتوقعون اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية وعلى ماذا يعتمد ذلك برأيكم؟ كل الخيارات مفتوحة لأبناء شعبنا في ظل استمرار الاحتلال والعدوان، وشعبنا عودّنا على المبادرة بإطلاق شرارة الانتفاضة كما في الانتفاضة الأولى عام 1987، والثانية عام 2000. وبرأيي إن اندلاع انتفاضة ثالثة أصبح مسألة وقت، ولكنها بحاجة إلى توحيد الصفوف على أساس الثوابت الفلسطينية، والمقاومة، فالجماهير بحاجة إلى قيادة واعية بمصالحها ومحافظة على ثوابتها، تستثمر جميع الخيارات والوسائل في مواجهة الاحتلال . 6- ما السبيل للوقوف أمام الهجمة الاستيطانية والتهويدية في الضفة والقدس؟ هناك إن الوقوف أمام الهجمة الاستيطانية والتهويدية في كل من الضفة الفلسطينية المحتلة والقدس يستدعي توحدنا جميعاً في مواجهة هذه الإجراءات والاعتداءات، واعتماد المقاومة الشعبية الشاملة والمسلحة لوقف التوغل الاستيطاني واعتداءات المستوطنين. وهنا أتوجه بتحية الفخر والتقدير إلى أبناء شعبنا في مدينة جبل النار وخصوصاً أبناء قرية قصرة والذين تصدوا لغلاة المستوطنين، وأوقفوا اعتداءاتهم وأوسعوهم ضرباً. هذا هو التجسيد العملي والبطولي للمقاومة الشعبية الشاملة لمواجهة المستوطنين. كما نؤكد على أهمية النضال السياسي والتحرك للضغط على المجتمع الدولي وهيئة الأمم من أجل الاعتراف بدولة فلسطين في جميع المؤسسات الدولية، والذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية من أجل محاكمة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني. فلا يوجد أي تبرير لتجميد هذا الخيار الهام، فلا نريد تكرار جريمة تأجيل إدانة الاحتلال وفق ما وُرد في تقرير غولدستون الذي استجابت فيه السلطة الفلسطينية للضغوط الأمريكية والصهيونية . 7- هل ترون فعلا أن الملف الفلسطيني نزل عن سلم الأولويات العربية والدولية ولماذا؟ بالطبع إن هناك حالة من تراجع أولوية ومكانة القضية والملف الفلسطيني وهي مسألة نتلمسها في ضوء الانشغال العربي كل بهمومه الداخلية ، ومن خلال التطورات والمتغيرات المتلاحقة في واقع البلاد العربية ، واتساع دائرة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، والانقسام السياسي بين جميع الأطياف واتساع ظاهرة الصراعات المذهبية ، هذه الأوضاع والظروف الجديدة مجتمعة أدت وتؤدي دون شك إلى تراجع مكانة القضية الفلسطينية وتبدل موقعها تراجعاً في أولويات الأجندة المركزية العربية. 8- هل ترى أن الفلسطينيين على مستوى ما يجري في المنطقة من تغيرات؟ بالطبع لا، لقد فشلنا جميعاً في القراءة العميقة والدقيقة والحكيمة لما يجري على الصعيد العربي، والمخطط الأمريكي الصهيوني والغربي لتفجير المنطقة والانقضاض على الحراك الشعبي الحقيقي، فجزء منا تحالف مع طرف وآخر أيد وعوّل على طرف، والنتيجة هي مزيد من الانقسام، ومزيد من الحصار لقضيتنا الفلسطينية، واتساع دائرة الاعتداءات الصهيونية. 9- ما المطلوب من الفلسطينيين في هذا الوقت بالذات؟ الوحدة قبل كل شئ، وصوغ استراتيجية وطنية لمواجهة شاملة مع الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً تقوم على أساس التمسك بالثوابت، ومن ثم استثمار جميع الإمكانيات والبعدين العربي والدولي لإدانة الاحتلال، وتفعيل أدوات المقاطعة، وتعزيز صمود شعبنا في الوطن والشتات. ومغادرة أوهام التسوية، والوقوف بجدية ومسئولية أمام اتفاقية أوسلو وتداعياتها الخطيرة على مجمل القضية الفلسطينية. 10- آمالكم في 2014؟ نأمل أن يكون هذا العام هو عام الوحدة بامتياز، وفرصة لاستخلاص العبر من التجربة النضالية الفلسطينية خلال السنوات الماضية، وأن نستطيع خلاله لملمة جراحنا بلم الشمل الفلسطيني، والاستعداد لمواجهة طويلة الأمد مع الاحتلال. نتمنى أن يكون هذا العام هو عام تحرر جميع أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني، وأن ينعم أبناء شعبنا بالأمن والاستقرار ويتوقف الحصار الظالم المفروض عليه. ونتمنى الخير والاستقرار لأمتنا العربية في نضالها من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .[/JUSTIFY]