في ذكرى الحكيم، الشعبية في غزة الغربية تنظم مسيرة حاشدة تأكيداً على الثوابت
08 أغسطس 2018

[JUSTIFY]على شرف الذكرى السادسة لرحيل المؤسس الدكتور جورج حبش، وتأكيداً على الثوابت التي ناضل من أجلها وعلى رأسها حق العودة نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منطقة غزة الغربية أمس الأحد مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من ميدان الشهداء بمخيم الشاطئ وجابت شوارع المخيم، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة وأهالي المخيم والمخاتير. ورفع المشاركون صور قادة الجبهة الشعبية العظام الحكيم، وأبو علي مصطفى، والأسير القائد أحمد سعدات، ووديع حداد، والشعارات التي تؤكد على الثوابت الوطنية وحق العودة والمقاومة . وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق حسين منصور كلمة الجبهة، أكد فيها أن هذه المسيرة تأتي تجديداً ووفاءً وعهداً لقادتنا الشهداء العظام والمؤسسين الذين رحلوا عنا وما زالوا قناديلاً تضئ لنا سماء الوطن، لافتاً أن شعبنا الفلسطيني قبل عدة أيام أحيا ذكرى ضمير الثورة والجبهة القائد أبو ماهر اليماني، واليوم يحيي الذكرى السادسة لرحيل حكيم الثورة ومؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقائد القومي والأممي الرفيق جورج حبش الذي أفنى حياته ومضى حتى اليوم الأخير في المقاومة والنضال بأشكاله كافة العسكرية والسياسية والفكرية والاقتصادية، النابعة من إيمانه العميق بأن المعركة مع هذا الاحتلال الصهيوني الاستيطاني الدموي ألاقتلاعي العنصري المدعوم من الحركة الصهيونية والنظام الرأسمالي الامبريالي العالمي وأذياله في المنطقة، هي معركة وجود. واعتبر منصور في كلمته أن هذه الفعالية جاءت لتؤكد على رؤية الحكيم المؤسس العميقة في استحالة التعايش مع دولة الاحتلال وضرورة وحدة النضال الوطني بترابطه الوثيق والعضوي مع النضال القومي من أجل التحرير والديمقراطية والعدالة والوحدة ومع النضال الإنساني العالمي ضد الظلم واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان ومن أجل الحرية والسلام. وقال منصور " كنا نأمل أن نلتقي في هذه المناسبة وقد زال الانقسام البغيض عن كاهل شعبنا، وأنجز شعبنا وحدته الوطنية ليتم رفع الحصار عن شعبنا ودعم وإسناد مقاومته والتخفيف من الأعباء الجسام التي يعاني منها نتيجة هذا الانقسام والحصار من بطالة وفقر وجوع وأزمة كهرباء وغيرها الكثير من الأزمات التي طالت كل فئات شعبنا من عمال وفلاحين وخريجين وشباب، إلا أن شعبنا للأسف ما زال يدفع حتى الآن فاتورة هذا الانقسام البغيض". وأكد منصور أن طرفي الانقسام ما زالا لا يمتلكان الإرادة السياسية الحقيقية لإنهاء هذا الانقسام واستعادة وحدتنا الوطنية. حيث يُمارس الاعتداء على الحريات الديمقراطية، واستمرار للمناكفات والتحريض الإعلامي بينهما، في ظل معاناة شديدة يتعرض لها شعبنا المغلوب على أمره. وفي هذا السياق، جدد منصور دعوة الجبهة لجماهير شعبنا بالتحرك العاجل للنزول للشارع لتشكّل قوة ضغط فاعلة وحقيقية على طرفي الانقسام في كل أماكن تواجده بمشاركة كافة فئات الشعب لإجبار المنقسمين على التوقف فوراً عن انقسامهم ورفع المعاناة عن الشعب. وفي الموضوع السياسي، انتقد منصور بشدة القيادة الفلسطينية المتنفذة على استمرارها بمربع التسوية العبثي، مشيراً أن مسلسل التفاوض يلحق الأضرار الجسيمة بشعبنا وقضيتنا والذي يأتي لصالح الكيان الصهيوني مدعوماً من الإدارة الأمريكية وأوروبا وبتخاذل وتواطؤ من الأنظمة العربية، والتي تلعب دور الوسيط الضاغط ( تحت مسمى نرضى بما يرضى به الأخوة الفلسطينيين). وحذر منصور من جوهر خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي يتم التفاوض بشأنها دون إجماع وتوافق فلسطيني، مشيراً أن هدفها الأساسي هو إنهاء القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضايا الوضع النهائي ( اللاجئين القدس المستوطنات المياه والحدود والأمن) والتي كان من المفترض الاتفاق بشأنها في أيار 1999 وهو الأمر الذي لم يحصل حتى الآن، ولن يكون إلا وفق الرؤية الأمريكية الصهيونية وليست وفق قرارات الشرعية وحقوق الشعب الفلسطيني على أساس القرار الأممي رقم 194 المتعلق بجوهر القضية ( عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها). وشدد منصور على ضرورة التوافق على استراتيجيه وطنية ديمقراطية شاملة وبرنامج سياسي موحد بديلاً لنهج المفاوضات العقيم، الذي بات عبئاً على وحدة شعبنا وصموده الوطني، مشيراً أن الشعب الفلسطيني وفي كل أماكن تواجده يرفضون أي حلول تصفوية أو أي تنازل عن ثوابته وحقوقه التي ناضل من أجلها ودفع ثمنها الآلاف وعلى رأسها حق عودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها. وتوجه منصور بكلمته بالتحية والتقدير والإسناد الكامل لجماهير شعبنا في مخيمات اللجوء في كل أماكن تواجده وعلى رأسهم أبناء شعبنا في مخيم اليرموك المحاصر والذي يشكّلون بصمودهم وجوعهم ودمائهم وصمة عار في جبين كل الأنظمة المتآمرة على شعبنا، ووصمة عار على كل من يدّعي الانسانية والديمقراطية وعلى رأسهم الامبريالية الأمريكية وكازيات النفط، مؤكداً لكل الأطراف أن شعبنا لا دخل له في المعارك الدائرة في سوريا ويجب تجنيبه وعدم زجه في أتون هذه المعارك، وعلى كل المجموعات المسلحة الخروج فوراً من المخيم وأن لا يشكل المخيم غطاءً لأحد مهما كان. وأكد منصور على مبدأ المقاومة المسلحة مشيراً أنه لا معنى لمبدأ سيادة القانون إذا تناقض مع حق شعبنا في مقاومة الاحتلال، كما لا خير في وحدانية سلاح السلطة إذا لم يكن موجه إلى صدور الأعداء والأعداء فقط وفي خدمة المقاومة، داعياً لإعادة الاعتبار للتناقض الرئيسي مع الاحتلال كأساس لاستعادة وحدتنا وإخراج قضيتنا من المأزق الراهن وترسيخ استراتيجية التحرير والمقاومة بديلاً عن كل المراهنات الخاسرة كالمفاوضات والحسابات الإقليمية واعتبار المقاومة رافعة لتحقيق أهدافنا الوطنية والديمقراطية. كما توجه في هذه المناسبة التي تترافق والذكرى السنوية لثورة 25 يناير بالتحية للشعوب العربية ولأرواح الشهداء جميعاً الذين قدمّوا الغالي والنفيس من أجل تحقيق التحّول الديمقراطي والعدالة والمساواة والتخلص من الاستبداد والفساد والتبعية ونهاية للظلم والعدوان والتخلف والتجزئة، مقدماً عزاء أبناء شعبنا والجبهة الشعبية الحار لأهلنا في مصر العروبة بسقوط عدد من الشهداء جراء التفجيرات الإرهابية التي نفذها مجرمون تكفيريون ذيليون للإمبريالية والصهيونية ، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وفي ختام كلمته جدد وفائه للقادة الشهداء وللأهداف التي قدّموا دمائهم وأفنوا حياتهم من أجلها وصيانة وصاياهم بالوحدة والمقاومة لتحرير الأرض والإنسان وبالمضي في ومنجزات نضاله التي تعمدت بدماء الشهداء وعذابات الأسرى وتضحيات الشعب التي لم تتوقف من أجل الحرية والاستقلال والعودة. متوجهاً بالتحية إلى الأسيرات والأسرى البواسل في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم القائد الأمين العام الرفيق أحمد سعدات، معاهداً إياهم بأن تبقى قضية تحريرهم على أجندتنا وأولوياتنا.[/JUSTIFY]