
الشهيد الرفيق علي علي حسين العمري
تاريخ الميلاد : 01 يناير 1987
تاريخ الإستشهاد : 13 يونيو 2006
مقاتل
ولد الشهيد الرفيق علي علي حسين العمري في مخيم جباليا الصمود وترعرع بين أزقة المخيم وتلقى تعليمه الأساسي بمدارس وكالة الغوث للاجئين، ونشأ في كنف أسرة ميسورة الحال وكان معروفاً عنه في ريعان شبابه بالشجاعة والقوة، الذي لا يعرف الخوف طريقاً إلى قلبه . وبعد أن هبت الجماهير الفلسطينية الغاضبة بانتفاضة الحجارة عام 1987 .
وفي هذا العام بلغ النضال الفلسطيني ذروته ضد الجيش الصهيوني المحتل . في ذلك الوقت كان الشباب من كل أنحاء فلسطين يلبون نداء الثورة التي أطلقها رجال حملوا على كاهلهم هموم الشعب ومصيره.
في هذه الفترة كانت المسؤوليات الوطنية والأعمال البطولية التي يقوم بها الشجعان البواسل من المناضلين تصل إلى أسماع العرب و المسلمين في شتى بقاع الأرض . في ذاك الوقت عرف شهيدنا الطريق الذي اتبعه العديد من أصدقائه وأقاربه وأراد اللحاق بركب الشباب المناضلين رغم صغر سنه ، ومنذ تلك اللحظة التي رفع فيها يده رامياً حجره الذي كان معتقدا به الإفصاح عما يخزنه من حقد على الاحتلال وجنوده الغاصبين وكان يوما بعد يوم يثبت لمن عرفوه من جيله ومن هم اكبر منه انه الطفل والشبل الذي عرف طريقه الى قلب الوطن حيث نال ثقة الرجال وإعجابهم فحاز على شرف الانتماء لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أحد المناضلين يصف الشبل الصغير عند انخراطه بالعمل التنظيمي
أنه من أولئك الرجال الذين حملوا على عاتقهم هموم الناس وأمانة التواصل والعمل على النهج السليم بعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة والتي تضعف أي حركة أو حزب مهما كانت قوته .
انه الطفل الذي نشأ بين أزقة المخيم وأحب فلسطين وعرف عدوه بوقت مبكر انه حكاية طفل أول ما أبصر للاحتلال وجها ناقلة جند بينما هو ذاهب للعب وجنود مسطرين بالبيت الذي نشأ به لاعتقال أخيه وقد تكرر هذا المشهد مرات ومرات كيف لا وهو من كنف بيت تعلم فيه حب الوطن رضع فيه مرارة العيش تحت الاحتلال كبرت فلسطين بعيون هذا الشبل، وزادت طموحاته الوطنية وزاد نشاطه وفعله الوطني حيث عرف عن شهيدنا حب الناس له وحبه لهم واهتمامه بقضاياهم وهمومهم ومشاركتهم أحزانهم وأفراحهم وفي عام1993 أصيب شهيدنا علي بطلق حاقد في الرأس أطلق من جندي صهيوني بينما كان شهيدنا يرشق جنود الاحتلال بزخات من حجارته الغاضبة حيث رقد بالعناية المركزة ما يقارب الستة أشهر وقد كتب الله له حياة جديدة .
إلى أن استعاد قوته بإذن الله وبالرغم من ذلك لم تثنيه هذه الطلقة الحاقدة عن حبه لوطنه .
بل إنما زادته شوقا وحبا للوطن وكرها للاحتلال.
وفي خلال سنوات تحّول هذا الشبل الصغير إلى
مقاتل وقائد من أشجع وأبرع المجاهدين الذين عرفتهم فلسطين .و كان معروفاً عنه أنه
يرفض رفضاً تاماً الانبطاح أرضا خلال أي قصف ، كذلك كان معروفاً عنه انه لا يظهر
أي جزع أو ألم أو جبن وخوف
ناضل وجاهد وعرفته أزقة المخيمات المقهورة
وقد نجا من الموت عدة مرات بأعجوبة وهو موقن أن وقته لم يحن بعد .
صفاته:
شجاع وذكي وذو شخصية قوية وفي نفس الوقت
محبوب جداً من أصدقائه ومعروف أيضاً بأنه يحب المرح . فهو دائماً تجده في وسطهم
يتفحصهم ويحاول حل مشاكلهم زادت مسؤولياته التنظيمية وزاد معها هم الوطن وقد حاز
شهيدنا على مرتبة قيادة منطقة مشروع بيت لاهيا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام2003م
، وقد كان أهلا لهذه الثقة التي منحها له الحزب .
الشهادة
في الثالث عشر من شهر حزيران لعام ألفين
وستة كان لأبا نازك موعد مع الشهادة وكعادته التي نشأ وترعرع عليها"مساعدة
الآخرين" ففي الساعة التاسعة صباحاً من هذا اليوم قد استهدفت طائرات الاحتلال
إحدى السيارات التي كانت تقل عددا من المقاومين بينما هو في عمله بمستشفى الشهيد
محمد الدرة وفور سماعه للانفجار انطلق كالبرق ليأخذ مكانه في الميدان الذي عرفه
لينقذ إخوته من المقاومين وبينما كان يهم بحمل احدهم لإسعافه .
انطلق من طائرات الحقد صاروخاً آخراً ليصيب
جسد حبيبنا علي ليسقط على أثره شهيدا مضرجا بدمائه وقد تحققت أمنيته بالشهادة من
أجل وطنه.