الشهيد القائد ماهر اليماني

تاريخ الميلاد : 01 يناير 1949
تاريخ الإستشهاد : 21 فبراير 2019


قائد عسكري

 -         من مواليد 1949، بدأ حياته الثورية في " حركة القوميين العرب" منذ العام 1966، واستمر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ تأسيسها سنة 1967.

-         عمل في قطاع العمليات الخاصة ( الفرع الخارجي) مع الدكتور الشهيد وديع حداد، نفذ عملية ضد شركة " العال" الإسرائيلية في اليونان ( 1968)وسُجن على أثرها بحكم يستمرّ 31 سنة، ولكنْ لصغر سنّه أُنزلت العقوبةُ إلى 14 سنة و3 أشهر. خرج بصفقة تبادل بعد عمليّة خطف طائرةٍ قامت بها جبهةُ النضال الشعبي الفلسطينيّ. وعملية أخرى في الأردن ( 1970).

-         تسلم في لبنان سنة 1974 قيادة القطاع العسكري الأوسط في الجبهة الشعبية، على خط المواجهة الأول مع الصهاينة وعملائهم في جنوب لبنان.

-         كان السكرتير المرافق للدكتور جورج حبش ( 1979-1982)، وعضو لجنة مركزية عامة في الجبهة الشعبية منذ سنة 2000.

-         استشهد رفيقنا القائد ماهر اليماني بتاريخ 21/2/2019 ليلتحق بركب الثائرين من شهداء شعبنا وثورتنا .

·       من أقواله:

·       المناضل الثوريّ هو، بالضرورة، مناضلٌ أخلاقيّ، وإلّا فلا معنى لثورته. وفي ذلك، كان ماهر، على ما أكادُ أجزم، يقتدي بأخيه، القائد أبي ماهر اليماني، الذي طغت أخلاقُه على جوانب شخصيّته الفذّةِ الأخرى.

·       من السهل اليوم أن ندين خطف الطائرات قبل خمسة عقود، كنا نعي، مثلما نعي اليوم، أن مواجهة العدو، لن تكون بالمفاوضات العقيمة، بل بإلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوفه وصفوف داعميه، المواجهة كانت حتمية، وخطف الطائرات كان أساليبها. ولن نعتذر عن شيء!

·       أسمعنا صوتنا إلى العالم الظالم، نعم، أفرجوا عن أسرانا، سنفجر هذا العالم!.

·       أخبرنا الدكتور وديع حداد أننا سنهاجم طائرة لشركة العال الإسرائيلية، أخبرنا أننا سنحمل مناشير تشرح سبب قيامنا بمهاجمة الشركة، فهي شركة عسكرية تنقل الأسلحة إلى فلسطين المحتلة، حمل معنا بياناً سياسياً يفيد بأننا لسنا ضد السامية، بل إننا ساميون، ثم أننا لسنا مخربين، بل مقاتلين من أجل الحرية.

·       ماهر والثقافة:

كان عسكريًّا في الأساس، ما في ذلك أدنى ريْب. لكنّه كان محاطًا دومًا بكثيرٍ من الكتّاب والصحافيين والأكاديميين والفنّانين، خصوصًا في الفترة الذي تلت مرحلتَه النضاليّةَ التأسيسيّةَ الأولى، أي بعيْدَ تنفيذ عمليّته العسكريّة الأولى تحت إدارة د. وديع حدّاد، وبعد خروجه من سجنه اليونانيّ. هنا نذكّر بأنّ الشهيد وديع (أبا هاني) طلب إليه تعلّمَ العبريّة في جامعة بيروت العربيّة، ففعل ماهر ذلك لفترة، إلى أن كلّفه أبو هاني من جديد بالذهاب إلى الشهيد غسّان كنفاني في مقرّ مجلّة الهدف. والغرض؟

·       يقول ماهر:

·       "كان عليّ الاجتماعُ بغسّان ساعةً يوميًّا، لكي يَشرحَ لي عن القضيّة الفلسطينيّة، ويتولّى تثقيفي. ففعلتُ ذلك ثلاثةَ أشهر كاملة: يستقبلني غسّان، فأُمضي معه الساعةَ في نقاشاتٍ تطاول أمورًا كثيرةً، من غير ’كلام كبير‘ عن الكومبرادور والإمبرياليّة وغيرِ ذلك. وكان اللقاءُ ينتهي بأخذي كتابًا من مكتبته. وكان غسان يَلْحظُه دومًا، فيسألُني عنه، وأجيبُه: ’ما بدّك تثقّفني؟!‘ فيبتسم. إلى أن أوقفني يومًا، ومعي كتابٌ ضخم. قال لي: ’هذا قاموس ألمانيّ ــ ألمانيّ لن يثقّفَك.‘ فأعدتُه إليه!"[1]

·       أمّا السبب الأول في رغبة وديع في "تثقيف" ماهر، فهو من أجل إرساله ـــ مع جايل العرجة ومنى السعودي ـــ في جولةٍ في أميركا اللاتينيّة بهدف الترويج لكتابٍ عن رسوم الأطفال في زمن الحرب. وكان المطلوب من ماهر "استغلالَ" صفته، كمنفّذٍ لعمليّةٍ بطوليّةٍ، من أجل تحشيد الفلسطينيين ـــ والعربِ المغتربين عامّةً ـــ هناك، وتأمينِ التمويل.

·       كتب الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية عنه:

 

-         عشت بين رفاقك قائداً شجاعاً قوي الشكيمة، لم تعرف لليأس طريقاً... هكذا عرفناك، وستظل كذلك في أعين رفاقك الذين أحبوك وفي قلوبهم؛ فأنت القائد الذي تستحق عن جدارة لقب الأسد الهمام الذي يضاعف قوة جيشه في أصعب المحكات والدروب والمحطات، ويشيع فيه الإصرار والتماسك واليقين بحتمية الانتصار.

 

·       كتب سماح إدريس عن رفيقه ماهر اليماني:

كان مناضلاً ومقاتلاً، في حركة القوميين العرب والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، في صور وصيدا وبيروت وعشراتِ المواقع الأخرى، في وجه العدوّ الإسرائيليّ واليمين اللبنانيّ.

-       ماهر اليماني الإنسان، العَطوفِ، الحنونِ، الخدومِ، الرقيقِ، العذبِ، المشجِّعِ، المطَمْئِنِ، الهادئِ، الكريمِ، الشهمِ.

-       ماهر اليماني فهِمَ النضالَ بكلمتين، لا ثالثَ لهما: خدمةُ الناس. والناسُ عنده ليسوا الشعبَ الفلسطينيَّ أو اللبنانيَّ فقط، ولا المناضلين أو الفقراءَ أو المسنّين أو الأطفال وحدهم. الناس عند ماهر هم جميعُ الناس، أيّاً كان عمرُهم أو جنسُهم أو جنسيّتُهم أو مستواهم التعليميُّ أو العلميُّ أو الاجتماعيّ. ولأنّ كلامي قد يبدو، لبعض الشكّاكين، من ذلك النوع الرثائيّ الرثّ، فلا بدَّ من ضربِ بعض الشواهد.

-       كان ماهر على الدوام، يَجمع الأشياءَ المفيدةَ لفقراء أهلِ المخيّم (شاتيلا، برج البراجنة،...)، ويوزّعُها عليهم بحسب العمرِ والحاجةِ والجنسِ والطولِ والعرض. ينهض ماهر، ويحمل الأكياسَ الثقيلةَ بيديْه، فتظهرُ ذراعاه السمراوان المليئتان بالعروق الزرقاء.

-       سيصاب بعضُكم بالذهول. ماهر مقاتل، خاطفُ طائرات، مسؤولٌ عسكريّ عن قطاعٍ كاملٍ في جنوب لبنان، عضوُ لجنة مركزيّة عامّة في الجبهة الشعبيّة، واضربْ واطرحْ، يحاول أن يَفضّ خلافاتٍ... بين زوجيْن؟ طبعاً، يحاول أن يفعل ذلك بين زوجيْن، أو بين جاريْن، أو بين أيِّ متخاصميْن. وقد يفعل ذلك في اليوم نفسه الذي يلتقي فيه مَن يريد التدرّبَ على السلاح لقتال العدوّ! ماهر اليماني يرى ذلك كلّهَ، نضالاً فعليّاً لأنّه يَخدم الناس.

-        وماهر يفعل ذلك بكلّ عفويّةٍ، وبلا أدنى تبرير، خلافاً لِما نحاول أن نفعلَه الآن. النضال عنده لا يعني أن تقاتلَ أو تدرِّبَ شباناً وشابّاتٍ على القتال فحسب، وإنّما يعني أيضاً أن ترفع الظلمَ الذي حاق ببعض الناس من تجاوزات الزعران (أهلُ صور في الجنوب يَذْكرون فضلَه في نهاية السبعينيّات)، وأن تُقْنعَ الزوجَ بأنّه أخطأ في حقّ زوجته، وأن تدعو الزوجةَ إلى إعطاء الزوج «فرصةً أخرى»، وأن تأتي بالدواء من الشام لأنّه أرخصُ من بيروت، وأن تكون وسيطاً نبيلاً بين مَن يَملكون ومَن لا يَملكون...

المناضل الحقيقيّ، الذي جسّده ماهر اليماني، لا يترفّع عن مشاكلِ الناس اليوميّة لصالح العمل العسكريّ أو «القضيّة». أكثر من ذلك: ماهر المقاتل قد يقدِّم الجانبَ الإنسانيَّ على الجانب العسكريّ في حال التناقضِ بينهما.

بسبب الجانب الإنسانيّ الأخلاقيّ الطاغي في شخصيّة ماهر اليماني، فقد أحبَّه جميعُ مَن عرفه عن قرب. أكثر من ذلك: صار صعباً أن تكونَ في حضرته ولا تشعرَ بأنّك بتَّ، أنت نفسُك، أكثرَ عطاءً وحناناً! حيثما حلَّ ماهر، شاع الحبورُ، وسادت الطمأنينةُ، وانتشر الدفءُ، وعلت الضحكاتُ ــ وهذا أمرٌ ندر أن يتمتّع به «قادتُنا».

وليس أدلَّ على روح ماهر الإنسانيّة الأخلاقيّة الدافئة من ذلك الأثر الواضح الذي خلّفه في رفاقه ورفيقاته، وفي الرفيقة الرائعة زينب شمس، زوجته، بشكلٍ خاصّ.

·       كتب عنه عاصم أبو ضرغم

عرفتُه مقاتلًا صلبًا يدافع عن مواقع الجبهة الشعبيّة.

عرفتُه مدافعًا شرسًا عن مبادئها وشعاراتها.

عرفته ماهر الوفاء، ماهر الإخلاص، ماهر الأمانة.

وعرفته ماهر المرح.

وعرفتُ أنّه حيثما مرّ ماهر كان يترك أبلغ الأثر في مَن حوله.